الخرف الوعائي


تعرف أكثر على هذا النوع من الخَرَف المرتبط بالسكتة الدماغية الذي يسبب مشاكل فقدان الذاكرة والمنطق. المنع ممكن، والمفتاح هو صحة القلب الجيدة.


يُعد الخَرَف الوعائي مصطلحًا عامًّا يعبر عن المشكلات التي تصيب التفكير المنطقي والتنظيم وإصدار الأحكام والذاكرة وغيرها من عمليات التفكير الناجمة عن تلف الدماغ الناتج عن ضعف تدفُّق الدم إلى دماغك.

من الممكن أن يحدث الخرف الوعائي عقب حدوث سكتة دماغية تؤدي إلى انسداد في أحد شرايين دماغك، بيد أن السكتات الدماغية بوجه عام لا تتسبب دومًا في الإصابة بالخَرَف الوعائي. ويعتمد احتمال تأثير السكتة الدماغية على التفكير المنطقي الخاص بك على حدة وخطورة السكتة الدماغية ومكان حدوثها. كذلك، يمكن أن ينجم الخَرَف الوعائي عن حالات أخرى تتسبب في تلف الأوعية الدموية وإعاقة الدورة الدموية، وهذا ما يؤدي إلى حرمان دماغك من الأكسجين والعناصر المغذية الحيوية التي يحتاجها.

كما أن العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمرض القلب والسكتة الدماغية - ومن ضمنها مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم والتدخين - تزيد أيضًا من خطورة إصابتك بالخَرَف الوعائي. ويساهم التحكم في عوامل الخطورة تلك في تقليل فرص إصابتك بالخَرَف الوعائي.


تختلف أعراض الخرف الوعائي بناءً على جزء الدماغ المصاب بضعف الإمداد الدموي. وتتداخل أعراضه مع أعراض أنواع أخرى من الخرف، خاصة الخرف المرتبط بمرض الزهايمر. ولكن على عكس مرض الزهايمر، عادةً ما تؤثر أهم أعراض الخرف الوعائي في سرعة التفكير وحل المشكلات بدلاً من فقدان الذاكرة.

تشمل علامات وأعراض الخرف الوعائي ما يلي:

  • التشوُّش
  • صعوبة الانتباه والتركيز
  • تراجع القدرة على تنظيم الأفكار والتصرفات
  • انخفاض القدرة على تحليل المواقف ووضع خطة فعالة وإبلاغ الآخرين بتلك الخطة
  • بطء التفكير
  • صعوبة في التنظيم
  • صعوبة في اتخاذ القرارات التالية
  • مشكلات في الذاكرة
  • التململ والهياج
  • الترنح في المشي
  • الرغبة المفاجئة أو الملحة في التبول أو صعوبة التحكم في التبول
  • الاكتئاب أو اللامبالاة

تكون أعراض الخرف الوعائي في أوج قوتها عند حدوثها فجأة بعد سكتة دماغية. وعندما يبدو أن التغييرات في التفكير والاستنتاج المنطقي مرتبطة بوضوح بالسكتة الدماغية، فإن هذه الحالة تُسمى أحيانًا خَرَف ما بعد السكتة الدماغية.

في بعض الأحيان، يتبع النمط المميز لأعراض الخرف الوعائي سلسلة من السكتات الدماغية أو السكتات الدماغية الصغيرة. وتحدث التغييرات التي طرأت على عمليات التفكير لديك في خطوات ملموسة بصورة منخفضة عن المستوى السابق لها، بعكس الانخفاض التدريجي الثابت الذي يميز الخرف المرتبط بداء الزهايمر.

لكن الخرف الوعائي يمكن أن يتفاقم تدريجيًّا، تمامًا مثل الخرف المرتبط بداء الزهايمر. والأدهى من ذلك أن الخرف الوعائي وداء الزهايمر غالبًا ما يحدثان في الوقت نفسه.

أظهرت الدراسات أن العديد من المصابين بالخرف الذي تصاحبه مشكلات وعائية يكونون مصابين بداء الزهايمر كذلك.


ينتج الخرف الوعائي عن الحالات التي تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في الدماغ، ما يقلل من قدرتها على إمداد دماغك بما يحتاجه من الغذاء والأكسجين لأداء عمليات التفكير بفعالية.

تشمل الحالات الشائعة التي قد تؤدي إلى الخرف الوعائي:

  • السكتة الدماغية (الاحتشاء) التي تسد شريانًا بالدماغ. عادة ما تسبب السكتات الدماغية التي تسد شريان الدماغ مجموعة من الأعراض التي قد تشمل الخرف الوعائي. ولكن بعض السكتات الدماغية لا تسبب أي أعراض ملحوظة. وتظل هذه السكتات الدماغية الصامتة قادرة على زيادة خطر الإصابة بالخرف.

    في حالات السكتات الدماغية الصامتة والظاهرة، يزداد خطر الإصابة بالخرف الوعائي بزيادة عدد السكتات الدماغية التي تحدث مع مرور الوقت. من أنواع الخرف الوعائي الذي يصيب بالعديد من السكتات الدماغية الخرف متعدد الاحتشاء.

  • النزف داخل الدماغ. يَنتج غالبًا عن ارتفاع ضغط الدم الذي يُضعف أحد الأوعية الدموية ما يؤدي إلى حدوث نزيف في الدماغ مسببًا تلفًا فيه، أو نتيجة لتراكم البروتين داخل الأوعية الدموية الصغيرة مع تقدم العمر ما يؤدي إلى ضعفها بمرور الوقت (الاعتلال الوعائي النشواني الدماغي)
  • الأوعية الدموية الضيقة أو التالفة بشكل مزمن. يمكن أن تؤدي الحالات المرضية التي تكون فيها الأوعية الدموية في الدماغ ضيقة أو أصابها ضرر طويل المدى أيضًا إلى الخرف الوعائي. وتشمل هذه الحالات التآكل والاهتراء المرتبط بتقدم العمر وارتفاع ضغط الدم وتشيخ الأوعية الدموية غير الطبيعي (تصلُّب الشرايين) وداء السكري

بشكل عام، تتطابق عوامل خطر الخرف الوعائي مع عوامل خطر أمراض القلب والسكتة الدماغية. وتشمل عوامل خطر الخرف الوعائي ما يلي:

  • التقدم في العمر. يزداد خطر الإصابة بالخرف الوعائي مع التقدم في العمر. يندُر حدوث هذا الاضطراب قبل سن 65 عامًا، وتزيد احتمالية الإصابة به بشكل كبير عند بلوغ سن التسعين.
  • تاريخ مرضي للإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية أو سكتات دماغية صغيرة. إذا أُصبت سابقًا بنوبة قلبية، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الأوعية الدموية في دماغك. قد يؤدي تلف الدماغ الذي يحدث بسبب السكتة الدماغية أو السكتة الدماغية الصغيرة (النوبة الإقفارية العابرة) إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.
  • تشيُّخ الأوعية الدموية غير الطبيعي (تصلب الشرايين). تحدث هذه الحالة عندما تتراكم رواسب الكوليسترول والمواد الأخرى (اللويحات) في الشرايين وتُضيق الأوعية الدموية. ويمكن لتصلب الشرايين أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف الوعائي بتقليله تدفق الدم الذي يغذي الدماغ.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول. ترتبط المستويات المرتفعة للبروتين الدهني مُنخفض الكثافة -الكوليسترول "الضار"- بزيادة خطر الإصابة بالخرف الوعائي.
  • ارتفاع ضغط الدم. عندما يكون ضغط الدم أعلى من المستوى المناسب، فإنه يضع ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية في كل مكان في جسمك، بما في ذلك دماغك. ويزيد هذا من خطر حدوث المشكلات الوعائية في الدماغ.
  • داء السكري. تؤدي المستويات المرتفعة من الغلوكوز إلى تلف الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم. وقد يؤدي تلف الأوعية الدموية في الدماغ إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف الوعائي.
  • التدخين. يدمر التدخين الأوعية الدموية تدميرًا مباشرًا، ما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وغيرها من أمراض الدورة الدموية، بما في ذلك الخرف الوعائي.
  • السمنة. تُعد زيادة الوزن أحد عوامل الخطر المعروفة لأمراض الأوعية الدموية بشكل عام، ومن ثم تزيد من خطر الإصابة المفترضة بالخرف الوعائي.
  • الرجفان الأذيني. في هذا النظم غير الطبيعي للقلب، تبدأ الغرف العلوية بالنبض بسرعة وبشكل غير منتظم، ودون تناسق مع الغرف السفلية للقلب. يزيد الرجفان الأذيني من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛ لأنه يتسبب في تكوين جلطات دموية في القلب يمكن أن تتفكك وتنتقل إلى الأوعية الدموية في الدماغ.

ترتبط سلامة الأوعية الدموية للدماغ بالصحة العامة لقلبك. اتباع تلك الخطوات للحفاظ على صحة قلبك قد يقلل من خطر الخَرَف الوعائي:

  • الحفاظ على ضغط دم صحي. قد يمنع الحفاظ على المعدل الطبيعي لضغط الدم من الإصابة بالخَرَف الوعائي أو داء الزهايمر.
  • الوقاية من داء السكري أو التحكم فيه. تجنب الإصابة بداء السكري من النوع الثاني باتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تكون طريقة أخرى تقلل من خطر الإصابة بالخَرَف. إذا كنت مصابًا بداء السكري، فالتحكم في مستويات الغلوكوز قد يمنع تلف الأوعية الدموية لدماغك.
  • الإقلاع عن التدخين. يُتلِف تدخين الطباق الأوعية الدموية في كل مكان في جسمك.
  • مارس التمارين البدنية. ينبغي أن يكون الانتظام في ممارسة النشاط البدني جزءًا مهمًّا من البرنامج الصحي لكل شخص. بالإضافة إلى كل فوائدها، قد تجنبك التمارين الرياضية الإصابة بالخَرَف الوعائي.
  • اختبر باستمرار مستوى الكوليسترول. قد يقلل تناول طعام صحي قليل الدهون واستخدام الأدوية الخافضة للكوليسترول - إذا كنت بحاجة إليها - من خطر السكتات الدماغية والنوبات القلبية التي قد تؤدي لحدوث الخَرَف الوعائي، وذلك ربما بخفض كمية اللوحات المترسبة والمتجمعة داخل شرايين دماغك.

بإمكان الأطباء دائمًا أن يُثبتوا أنك مصاب بالخرف، ولكن لا يُوجد اختبار محدد يؤكد أن لديك خرفًا وعائيًّا. سيُصدر طبيبك قرارًا بشأن ما إذا كان الخرف الوعائي هو السبب المحتمل لأعراضك استنادًا إلى المعلومات التي تُقدمها، وسجلك الطبي للسكتة الدماغية أو اضطرابات القلب والأوعية الدموية، ونتائج الاختبارات التي قد تُساعد في توضيح تشخيصك.

اختبارات معملية

إذا لم يحتوِ سجل المريض الطبي على أرقام حديثة للمؤشرات الأساسية لصحة القلب والأوعية الدموية، فقد يختبر الطبيب:

  • ضغط الدم
  • الكوليسترول
  • سكر الدم

كما قد يطلب الطبيب أيضًا اختبارات لاستبعاد أسباب محتمَلة أخرى بفقدان الذاكرة والتشوش، مثل:

  • اضطرابات الغُدَّة الدرقية
  • نقص الفيتامينات

الاختبار العصبي

من المرجَّح أن يفحص طبيبكَ صحتكَ العصبية عمومًا عن طريق اختبار:

  • ردود أفعالك اللا إرادية
  • شدِّ العضلات وقوتها، ومقارنة القوة في أحد جانبَي جسمكَ بالجانب الآخر
  • القدرة على النهوض من مقعد والسير في الغرفة
  • الإحساس باللمس والإبصار
  • التناسُق
  • التوازُن

تصوير المخ

يمكن أن تُظهر صور الدماغ شذوذًا ظاهرًا بسبب السكتات أو أمراض الأوعية الدموية أو الأورام أو الإصابات التي قد تسبب تغيرات في التفكير وتقدير الأمور. قد يساعد الفحص بتصوير الدماغ الطبيب على تحديد سبب أو أكثر من أسباب أعراض المرض واستبعاد أسباب أخرى.

وقد تشمل إجراءات تصوير الدماغ التي قد ينصح الطبيب بها للمساعدة على تشخيص الخرف الوعائي ما يلي:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي موجات الراديو ومجالاً مغناطيسيًا قويًا لإنتاج صور مفصلة للدماغ، حيث يستلقي المريض على طاولة ضيقة تنزلق داخل ماكينة التصوير بالرنين المغناطيسي التي تشبه الأنبوب، وتصدر ضجيجًا قارعًا أثناء إنتاجها للصور.

    اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي غير مؤلم، ولكن يشعر بعض الأفراد برهاب الاحتجاز داخل الجهاز كما يزعجهم الضجيج. جديرٌ بالذكر أن التصوير بالرنين المغناطيسي هو الإجراء المفضل من بين اختبارات التصوير؛ حيث يوفر تفاصيل أكثر عن السكتات الدماغية، والسكتات الدماغية الصغرى واضطرابات الأوعية الدموية مقارنةً باختبارات التصوير المقطعي المحوسب.

  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب. يتطلب الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب الاستلقاء على طاولة صغيرة تنزلق داخل حجيرة صغيرة. تمرر أشعة سينية داخل الجسم بالكامل من زوايا متعددة، ويستخدم الكمبيوتر هذه المعلومات لتكوين صورة مقطعية مستعرضة مفصلة (في صورة شرائح) للدماغ.

    يمكن أن يوفر الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب معلومات عن بنية الدماغ، ويُظهر ما إذا كانت هناك منطقة مصابة بالانكماش، ويكشف عن دلائل السكتة الدماغية، أو السكتة الدماغية المصغّرة (نوبات الإقفار العابرة)، أو تغير الأوعية الدموية أو الأورام.

الاختبارات النفسية العصبية

هذا النوع من الاختبار يساعد على تقييم قدرتك على:

  • تحدث، اكتب، وافهم اللغة
  • العمل مع الأرقام
  • تعلم وتذكر المعلومات
  • وضع خطة هجوم وحل مشكلة
  • الاستجابة بفعالية للمواقف النظرية

تظهر الاختبارات العصبية النفسية في بعض الأحيان نتائج مُميزة للأشخاص المصابين بأنواع مختلفة من الخَرَف. قد يقضي الأشخاص المصابين بالخَرَف الوعائي وقتًا صعبًا محاولين تحليل مشكلة وإيجاد حل فعال.

قد لا يعانون من مشكلة في تعلم معلومة جديدة والتذكُّر أكثر من المصابين بالخَرَف العائد لداء الزهايمر ما لم تؤثر مشاكل الأوعية الدموية لديهم على مناطق معينة من المخ هامة في عملية التذكر. على الرغم من ذلك فإن هناك قفزات كثيرة في نتائج اختبارات الأشخاص المصابين بالخَرَف الوعائي والمصابين أيضًا بتغيرات داء الزهايمر في المخ.


يركز العلاج غالبًا على إداره الظروف الصحية وعوامل المخاطرة التي تساهم في الخرف الوعائي.

يمكن للتحجم في الظروف التي تؤثر على الصحة الاساسية للقلب والأوعية الدموية أن تُبْطئ في بعض الأحيان من معدل تفاقم الخرف، وربما أيضًا تمنع المزيد من الانخفاض في بعض الأحيان. بالاعتماد على حالتك الفردية، قد يصف الطبيب الأدوية التالية:

  • خفض ضغط الدم
  • تقليل مستوى الكوليسترول
  • منع الدم من التخثر والحفاظ على الشرايين سالكة
  • المساعدة في التحكم في سكر الدم إذا كنت مصابًا بالسكري

قد ينصح الطبيب بما يلي على الرغم من عدم ثبوت فعاليته بالنسبة للخرف الوعائي:

  • أداء نشاط بدني بانتظام
  • تناول الأطعمة الصحية
  • محاولة الاحتفاظ بوزن طبيعي للجسم
  • المشاركة في الأنشطة الاجتماعية
  • شَغل الذهن بألعاب وألغاز وأنشطة جديدة، مثل تعلم الرسم أو الاستماع إلى نوع جديد من الموسيقى
  • الحد من شُرب الكحوليات

يعاني المرضى المصابون بأي نوع من أنواع الخَرَف سواء أكان الخرف الوعائي أو داء الزهايمر من خليط من المشاعر؛ مثل الارتباك، والإحباط، والغضب، والخوف، وعدم اليقين، والحزن، والاكتئاب.

العناية بشخص مصاب بالخرف

  • اطلب الدعم. يستفيد العديد من المصابين بالخرف وعائلاتهم من التوجيه المعنوي أو خدمات الدعم المحلية. فتواصل مع المؤسسة المحلية التابعة لرابطة الزهايمر لتعرفك على مجموعات الدعم ومصادر المعلومات والإحالات وهيئات الرعاية المنزلية ودور الرعاية المقيمة وتخبرك بخط المساعدة الهاتفية والندوات التعليمية.
  • التخطيط للمستقبل. عندما يكون شخص عزيز عليك في المراحل الأولى من المرض، تحدث مع محامٍ بخصوص أنواع المستندات القانونية التي ستحتاج إليها في المستقبل، مثل توكيل المحامي وتفويض الرعاية الطبية والتعليمات المسبقة.
  • لا تبخل بالتشجيع. يستطيع شركاء الرعاية الطبية مساعدة الشخص على التأقلم مع الخرف الوعائي عن طريق الحضور والاستماع إلى المريض وطمأنته بأنه ما يزال قادرًا على الاستمتاع بالحياة وتشجيعه وبذل كل ما في استطاعتهم لمساعدته على الحفاظ على كرامته واحترامه لنفسه.
  • وفِّر بيئة هادئة. تساعد البيئة الهادئة والمعتادة على تقليل القلق والهياج. أسس نظامًا يوميًّا يتضمن أنشطة ممتعة ومريحة للشخص المصاب بالخرف الوعائي.
  • مارسوا الأنشطة معًا. بدلاً من الجدال حول ما هو قادم، حاول إيجاد أنشطة تحبونها جميعًا، مثل درس رسم أو نزهة طويلة.
  • احترم ميله للاستقلال ما دام في أمان. ربما تمر فترة طويلة قبل أن يضطر شخص عزيز عليك إلى التخلي عن القيادة أو العيش مستقلاً. قد تطول المراحل الأولى من الخرف لسنوات، وسيظل المصاب قادرًا على القيام بالكثير من الأنشطة وحده. فإذا لم تستطع أنت وهذا الشخص العزيز الاتفاق على الوقت الذي ينبغي فيه التوقف عن ممارسة أنشطة معينة، مثل القيادة، فاطلب من طبيبه أن يقدم له النصيحة.

الاعتناء بمقدِّم الرعاية أو شريك الرعاية

لا شك أن تقديم الرعاية والدعم لشخص مصاب بالخَرَف لهو عملية شاقة على المستويين البدني والعاطفي. ومن الشائع الشعور بالغضب والذنب والإحباط والوهن والقلق والأسى والعزلة الاجتماعية. ولعل التركيز على احتياجاتك ورفاهك الخاص من أهم الخدمات التي يمكن أن تفعلها لنفسك وللأشخاص الذين تعتني بهم.

إذا كنت من مقدِّمي الرعاية أو شريكًا في الرعاية، فاتبع النصائح التالية:

  • تعلَّم كل ما يمكنك تعلُّمه عن المرض. اطلب من طبيب الرعاية الأولية أو من طبيب الأعصاب إخبارك بمصادر موثوقة للحصول على المعلومات. ويمكن لأمين المكتبة المحلي أن يساعدك أيضًا على إيجاد المصادر المفيدة.
  • اطرح الأسئلة على الأطباء والاختصاصيين الاجتماعيين وغيرهم من المشاركين في تقديم الرعاية لشخص عزيز عليك.
  • اتصل بالأصدقاء والأقارب طلبًا للمساعدة متى احتجت إلى ذلك.
  • احصل على قسط من الراحة كل يوم.
  • اعتنِ بصحتك عبر زيارة طبيبك الخاص في الموعد المحدد وتناوَل طعامًا صحيًّا ومارِس التمارين الرياضية.
  • خصِّص وقتًا للأصدقاء واحرص على الانضمام إلى مجموعة دعم.

إذا أصابتك من قبل سكتة دماغية، فعلى الأرجح سيشهد المستشفى أولى محادثاتك بشأن الأعراض والتعافي. وإذا كنت تشعر بأعراض أخفَّ، فقد تقرر التحدث إلى طبيبك بشأن التغييرات التي طرأت على عمليات التفكير لديك، أو قد تسعى لطلب الرعاية بإلحاح من أحد أفراد عائلتك وهو الذي يرتِّب لك الموعد الطبي ويذهب معك إلى الطبيب.

يمكن أن تبدأ في استشارة طبيب الرعاية الأولية، ولكنه سيُحيلك على الأرجح إلى طبيب متخصص في أمراض الدماغ والجهاز العصبي (طبيب أعصاب).

ومن الأفضل الاستعداد جيدًا للموعد الطبي؛ لأن المواعيد الطبية قد تكون قصيرة ويكون هناك غالبًا الكثير من الأمور التي يجب مناقشتها. إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لموعدك، ومعرفة ما يُمكن توقُّعه من طبيبك.

ما يمكنك فعله؟

  • التزم بأية تعليمات يحددها لك الطبيب قبل الموعد الطبي. عند تحديد موعدك، اسأل ما إذا كان الصيام لازمًا لإجراء اختبارات الدم أو إذا كنت بحاجة لإجراء أي شيء آخر للاستعداد للاختبارات التشخيصية.
  • دون جميع الأعراض التي ظهرت عليك. سيرغب الطبيب في معرفة تفاصيل عن مصدر قلقك بشأن ذاكرتك أو وظائفك العقلية. اكتب قائمة بأكثر الأمثلة المهمة على النسيان، أو سوء التقدير، أو أنواع أخرى من الهفوات التي تود ذكرها. حاول تذكُّر أول مرة بدأت تشتبه فيها في وجود شيء خاطئ. إذا كنت تعتقد أن الصعوبات لديك تسوء، فاستعد لتصف هذه الصعوبات.
  • اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء إلى موعدك، إن أمكن. حيث يمكن أن تلعب أدلة الإثبات من أحد الأقارب أو الأصدقاء الموثوق فيهم دورًا رئيسيًّا في تأكيد أن الصعوبات لديك واضحة للآخرين. كما أن اصطحاب أحد الأشخاص معك من شأنه أن يساعدك في تذكر جميع المعلومات المقدَّمة خلال الموعد مع الطبيب.
  • اكتب قائمة بجميع الحالات الطبية الأخرى لديك. سيرغب طبيبك في معرفة ما إذا كنت تتلقى العلاج حاليًّا من داء السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو مرض القلب، أو سكتات سابقة، أو أي حالات أخرى.
  • أعِدَّ قائمة بجميع الأدوية التي تتناولها، بما فيها العقاقير والفيتامينات أو المكملات الغذائية غير الموصوفة طبيًّا.

تدوين قائمة من الأسئلة قبل الموعد من شأنه مساعدتك في تذكر مخاوفك الأكبر وإتاحة الفرصة لك للاستفادة القصوى من موعدك مع الطبيب. إذا كنت تستشير الطبيب فيما يخص مخاوف بشأن الخَرَف الوعائي، فبعض الأسئلة التي قد يكون مطلوبًا طرحها تشتمل على ما يلي:

  • هل تعتقد أن لديَّ مشكلات في الذاكرة؟
  • هل تعتقد أن الأعراض التي تحدث لي ناتجة عن وجود مشكلات دوران في دماغي؟
  • ما هي الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
  • إذا كنتُ مصابًا بالخَرَف الوعائي، فهل ستتولى أنت رعايتي المستمرة أم طبيب آخر؟ هل يمكنك مساعدتي في وضع خطة للعمل مع جميع الأطباء؟
  • ما العلاجات المتوفِّرة؟
  • هل ثمة شيء يمكنني فعله من شأنه إبطاء تقدم الخَرَف؟
  • هل هناك أي تجارب سريرية للعلاجات التجريبية ينبغي أن أضعها في الحُسبان؟
  • ما عليّ توقع حدوثه على المدى الطويل؟ ما الخطوات التي يلزم أن أتخذها للاستعداد؟
  • هل ستؤثر الأعراض لديّ على حالاتي الصحية الأخرى؟
  • هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني اصطحابها معي للمنزل؟ ما مواقع الإنترنت ومصادر الدعم الأخرى التي توصي بها؟

بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها مسبقًا، لا تتردد في أن تطلب من طبيبك أن يوضح لك أي شيء لا تفهمه.

ما يمكن أن يقوم به الطبيب

من المرجح أن يوجِّه إليك الطبيب بعض الأسئلة. كُنْ مستعدًّا واستغرِق الوقت اللازم للرد على الأسئلة والتركيز على جميع النقاط التي قد تحتاج إلى التحدث عنها بمزيدٍ من التفصيل. قد يطرَح عليك الطبيب الأسئلة التالية:

  • ما هي مشاكل التفكير والهفوات الذهنية التي تشعر بها؟ متى لاحظتَها لأول مرَّة؟
  • هل تزداد سُوءًا بمرور الوقْت أم أنها تتحسَّن أحيانًا وتسُوء أحيانًا أخرى؟ هل ازدادت سوءًا فجأة؟
  • هل صارحك أي شخص قريب منك عن قلقه حيال قدراتك الذهنية والعقلية؟
  • هل أصبحت تواجه مشاكل مع الأنشطة والعادات الطويلة الأمد؟
  • هل تشعر أنك أكثر حزنًا أو أكثر قلقًا من المعتاد؟
  • هل وجدتَ نفسك تائهًا مُؤخَّرًا في طريق القيادة أو في وضعٍ كنتَ مُعتادًا عليه؟
  • هل لاحظت أيَّ تغيُّرات في الطريقة التي تتعامل بها مع الأشخاص أو الأحداث؟
  • هل تشعر بوجود أي تغيُّر في مستوى طاقتك؟
  • هل تُعالَج في الوقت الراهن من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليستيرول أو السكري أو اعتلال القلب أو السكتة الدماغية؟ هل عُولِجتَ من أيٍّ من هذه الأمراض فيما مضى؟
  • ما الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تتناولها؟
  • هل تشرب المُسكِرات أو تدخن؟ بأيِّ كميَّة؟
  • هل لاحظتَ وجود أيِّ ارتِجافٍ أو تعثُّر أثناء المَشي؟
  • هل لديك أي مشكلة في تذكُّر مواعيدك الطبية أو تناول أدويتك؟
  • هل فحصتَ سمعَك وبصرَك مُؤخَّرًا؟
  • هل لدى أي أحدٍ آخر من أفراد عائلتك مشكلة في التفكير أو التذكر مع تقدم العمر؟ هل شُخِّصَ أيُّ أحد من أقربائك في أي وقت على أنه مصاب بداء الزهايمر أو الخَرَف؟


التحديث الاخير:

October 19th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام