اكتئاب ما بعد الولادة
تعرَّفي على عوامل الخطر وأعراض الاكتئاب لدى الأمهات الجدد، فضلًا عن العلاج الفعال الذي يمكن أن يساعدكِ في السيطرة على الأعراض ويزيد ارتباطك بطفلك.
ويمكن أن يحفز ميلاد الطفل مشاعر قوية من الإثارة والمرح إلى الخوف والقلق. لكن يمكن أن ينتج عنه شيء قد لا تتوقعه، ألا وهو الاكتئاب.
تعاني معظم الأمهات الحديثات من «اكتئاب ما بعد الولادة» للطفل والذي يشتمل في العادة على تقلُّبات في المزاج ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم. تبدأ حالات الكآبة النفاسية خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين.
لكن بعض الأمهات الجديدات قد يعانين من أشكال من الاكتئاب أكثر حدةً وأطول زمنًا، وتعرف باكتئاب ما بعد الولادة. بشكل نادر، قد يظهر اضطراب في المزاج بعد ولادة الطفل يسمى ذِهان ما بعد الولادة.
ولا يعد اكتئاب ما بعد الولادة خللًا أو ضعفًا في الشخصية. في بعض الأحيان تكون ببساطة من مضاعفات الولادة. إذا كنت تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، فيمكن للعلاج السريع مساعدتك على التغلب على الأعراض ومساعدتك على الارتباط بطفلك.
تختلف علامات وأعراض الاكتئاب بعد الولادة، وهي تتراوح بين الطفيف إلى الشديد.
أعراض الكآبة النفاسية بمرحلةِ ما بعد الولادة
علامات وأعراض الكآبة النفاسية، والتي تستمر لأيام قليلة أو لأسبوع أو اثنين بعد ولادة طفلكِ، ربما تتضمن:
- التقلُّبات المزاجية
- القلق
- الحزن
- التهيُّج
- الشعور بالإرهاق
- البكاء
- انخفاض التركيز
- مشاكل الشهية
- صعوبة في النوم
أعراض اكتئابِ ما بعد الولادة
في البداية قد تخطئين في التفرقة بين اكتئابِ ما بعد الولادة والكآبة النفاسية، لكن علامات وأعراض اكتئابِ ما بعد الولادة تكون أكثر كثافة وتدوم لفترة أطول، وقد تتداخل في النهاية مع قدرتكِ على العناية بطفلكِ والتعامل مع المهام اليومية الأخرى. عادةً ما تظهر الأعراض في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكنها قد تبدأ في وقت مبكر، أي أثناء الحمل، أو تظهر في وقت لاحق حتى سنة بعد الولادة.
علامات وأعراض اكتئابِ ما بعد الولادة ربما تتضمن:
- الشعور بالاكتئاب أو التقلُّبات المزاجية الحادة
- الإفراط في البكاء
- صعوبة التعلق بطفلكِ
- الابتعاد عن العائلة والأصدقاء
- فقدان الشهية أو تناول المزيد من الطعام بشكل يفوق المعتاد
- عدم القدرة على النوم (الأرق) أو النوم لفترات طويلة
- التعب البالغ أو فقدان الطاقة
- قلة الاهتمام ونقص الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تبعث على المتعة
- التهيُّج الشديد والغضب
- الخوف من ألا تكوني أمًّا جيدة
- اليأس
- أحاسيس انعدام القيمة، أو الخزي، أو الذنب أو العجز
- انخفاض القدرة على التفكير بوضوح، أو التركيز، أو اتخاذ القرارات
- التملمُل
- نوبات القلق أو الهلع الشديدة
- أفكار إيذاء النفس أو إيذاء الطفل
- تكرار أفكار الموت أو الانتحار
ربما يستمر اكتئابُ ما بعد الولادة لعدة أشهر أو لمدة أطول في حالة عدم علاجه.
ذهان ما بعد الولادة
ذهان ما بعد الولادة، عبارة عن حالة طبية نادرة تظهر عادةً في الأسبوع الأول بعد الولادة، وتكون علامات وأعراض هذه الحالة حادة. قد تتضمَّن العلامات والأعراض ما يلي:
- اضطرابًا وفقدانًا للإحساس بالزمان والمكان
- أفكارًا وسواسية بشأن طفلك
- هلوسة وأوهامًا
- اضطرابات النوم
- طاقة مفرطة وهياجًا
- البارانويا
- محاولات لإيذاء نفسك أو طفلك
قد يؤدي ذهان ما بعد الولادة إلى أفكار أو سلوكيات مهدِّدة للحياة ويستلزم علاجًا فوريًّا.
اكتئاب ما بعد الولادة عند الآباء الجدد
ويُمكن أيضًا للآباء الجدد المرور باكتئاب ما بعد الولادة. وقد يَشعرون بالحزن أو الإرهاق، أو التعب الشديد، أو الشعور بالقلق، أو تغيرات في أنماط الأكل والنوم المعتادة، وهي نفس اعراض الأمهات اللاتي لديهن اكتئاب ما بعد الولادة.
الآباء من الشباب، الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب، ويمرون بمشاكل في العلاقة الزوجية أو المعاناة المالية هم الأكثر عرضة للإصابه بالاكتئاب بعد الولادة. الاكتئاب بعد الولادة عند الآباء، ويُسمي أحيانًا الاكتئاب الأبوية بعد الولادة، يُمكن أن يكون له نفس التأثير السلبي على العلاقة بالشريك ونمو الطفل كتأثير الاكتئاب بعد الولادة عند الأمهات.
إذا كنت أبًا جديدًا وتَشعر بأعراض الاكتئاب أو القلق أثناء حمل زوجتك أو خلال السنة الأولي بعد ولادة طفلك، فتحدث بذلك إلى اختصاصي الرعاية الصحية. يُمكن أن تُفيد العلاجات المماثلة والدعم المقدم للأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة في علاج الاكتئاب بعد الولادة عند الآباء.
متى تزور الطبيب؟
إذا شعرتِ بالاكتئاب بعد ولادة طفلكِ، فقد تنفرين منه وتستحين من الإفصاح عن ذلك. لكن إذا شعرتِ بأي أعراض لحزن ما بعد الولادة أو اكتئاب ما بعد الولادة، اتصلي بطبيبكِ وحددي موعدًا للزيارة. إذا كانت لديكِ أعراض ذُهان ما بعد الولادة، احصلي على المساعدة الفورية.
يجب عليكِ الاتصال بطبيبكِ في أقرب وقت إذا كانت علامات وأعراض الاكتئاب لها تلك الخصائص:
- لا تختفي بعد أسبوعين
- أصبحت أكثر سوءًا
- أصبح من الصعب عليكِ الاعتناء بطفلكِ
- أصبح من الصعب عليكِ أداء مهامك اليومية
- تضمنت أفكارًا عن إيذاء نفسكِ أو إيذاء طفلكِ
إذا دارت بذهنك أفكار انتحارية
إن فكرت أن تؤذي نفسك أو طفلك في أي وقت، اطلب المساعدة من شريكك أو من أي شخص عزيز أن يرعى طفلك، واتصل برقم 911، أو رقم مساعدة الطوارئ المحلي الخاص بك لمساعدتك.
ضع في اعتبارك أيضًا هذه الخيارات إذا كنت تواجه أفكارًا انتحارية:
- اطلب المساعدة من مقدِّم الرعاية الأولية الخاص بك، أو من أحد اختصاصيي الرعاية الصحية الآخرين.
- اتصل باختصاصي الصحة العقلية.
- الاتصال بالخط الساخن المخصص لحالات منع الانتحار. في الولايات المتحدة، اتصل بالخط الوطني الساخن لمنع حالات الانتحار على 1-800-273-TALK (1-800-273-8255) أو استخدم التواصل عبر الشابكة على suicidepreventionlifeline.org/chat.
- تواصل مع صديق مقرب أو شخص عزيز.
- تواصل مع أحد العلماء أو الدارسين أو غيرهم من رجال الدين في مجتمعك.
مساعدة صديق أو شخص عزيز
قد لا يدرك مرضى الاكتئاب أو يقرّون بأنهم يشعرون بالاكتئاب. كما أنهم قد لا يكونون على دراية بعلامات الاكتئاب وأعراضه. إذا كنت تشكين في أن صديقة لكِ أو أحد المقربين إليكِ مصابة باكتئاب ما بعد الولادة أو عرضة للإصابة بذهان ما بعد الولادة، فساعديها على الفور على طلب الرعاية الطبية اللازمة. لا تنتظري وتأملي في تحسن الحالة.
لا يوجد سبب وحيد للاكتئاب بعد الولادة، ولكن يمكن أن تلعب المشكلات البدنية والانفعالية دورًا.
- التغييرات البدنية. بعد الولادة، قد يسهم الانخفاض الكبير في هرموني (الإستروجين والبروجيسترون) في الجسم في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. وكذلك يمكن أن تنخفض بعض الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية بدرجة كبيرة أيضًا مما يجعل المرأة تشعر بالتعب والكسل والاكتئاب.
- مشكلات نفسية. عند الحرمان من النوم وكثرة المهام المرهقة للغاية، يمكن أن تعاني المرأة التعامل مع المشكلات ولو البسيطة. ويمكن أن تكون قلقة حول القدرة على رعاية المولود الجديد. ويمكن أن تشعر بقلة الجاذبية ومحاولة الشعور بالهوية بصراع قوي أو الشعور بفقدان التحكم في مجريات الحياة. ويمكن أن يتسهم أيٌّ من هذه المشكلات في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
يمكن لأي أم جديدة أن تعاني من اكتئابِ ما بعد الولادة ويمكن أن تتطور بعد ولادة أي طفل، وليست الولادة الأولى فقط. ومع ذلكِ، تزداد الخطورة إذا:
- كان لديكِ تاريخ مَرَضي من الاكتئاب، سواء أثناء الحمل أو في أوقات أخرى
- كان لديكِ اضطراب ثنائي القطب
- عانيتِ من اكتئاب بعد الولادة السابقة
- كان لديكِ أفراد من الأسرة يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات مزاجية أخرى
- عانَيْتِ من أحداث مرهقة خلال العام الماضي، مثل مضاعفات الحمل أو المرض أو فقدان العمل
- كان طفلكِ يعاني من مشاكل صحية أو احتياجات خاصة أخرى
- كان لديكِ توءمان أو ثلاثة توائم أو ولادة متعددة أخرى
- كان لديكِ صعوبة في إرضاع الطفل طبيعيًّا
- كنتِ تواجهين مشاكل في علاقتكِ مع شريك حياتكِ أو نصفكِ الآخَر
- كان لديكِ نظام دعم ضعيف
- كان لديكِ مشاكل مالية
- كان الحمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه
يمكن لاكتئاب ما بعد الولادة، إذا لم يُعالَج، أن يؤثر على الرابطة بين الأم ووليدها، وقد يُفضي إلى مشاكل عائلية.
- بالنسبة إلى الأمهات. قد يستمر اكتئاب ما بعد الولادة لمدة شهور أو أكثر، وأحيانًا قد يصير اضطرابًا اكتئابيًّا مزمنًا. على الرغم من علاجه، قد يزيد اكتئاب ما بعد الولادة من احتمالية تعرُّض الأمهات اللائي أُصبن به لنوبات من الاكتئاب الشديد في المستقبل.
- بالنسبة إلى الآباء. يمكن أن يكون لاكتئاب ما بعد الولادة أثر مضاعف؛ حيث يتسبب في ضغط عاطفي على كل المحيطين بالوليد الحديث. عندما تكتئب الأم الجديدة، تتزايد احتمالية إصابة والد الرضيع بالاكتئاب. الآباء الجدد عرضة بشكل متزايد لخطر الإصابة بالاكتئاب، بصرف النظر عن إصابة شريكاتهم من عدمها.
- بالنسبة إلى الأطفال. أطفال الأمهات اللائي أُصبن باكتئاب ما بعد الولادة، ولم يُعالَجن، أكثر عرضةً للمشاكل العاطفية والسلوكية؛ مثل صعوبات النوم والتغذية، والإفراط في البكاء، وتأخُّر نمو اللغة.
إذا كان لديكِ تاريخ سابق للإصابة بالاكتئاب — لا سيما اكتئاب ما بعد الولادة — فأخبري طبيبك ما إذا كنتِ تخططين للحمل أو في أقرب وقت تعرفين فيه أنكِ حامل.
- خلال الحمل، يمكن لطبيبك مراقبتكِ عن كثب لملاحظة ظهور أي علامات أو أعراض للاكتئاب. قد يجعلكِ الطبيب تُكملي استبيان فحص الاكتئاب خلال حملكِ أو بعد الولادة. يمكن السيطرة في بعض الأحيان على الاكتئاب الخفيف من خلال مجموعات الدعم والاستشارة والعلاجات الأخرى. وفي الحالات الأخرى، قد يُوصى بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب — حتى خلال الحمل.
- بعد ولادة طفلك، قد يُوصي طبيبك بالخضوع لفحص الحالة الطبية ما بعد الولادة بحثًا عن علامات وأعراض الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. كلما تم الاكتشاف مبكرًا، أمكن بدء العلاج مبكرًا. إذا كان لديكِ تاريخ للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، فقد يوصي طبيبكِ بتناول أدوية مضادة للاكتئاب أو الخضوع للعلاج النفسي فورًا بعد الولادة.
سيتحدَّث معكِ طبيبكِ عادةً حول مشاعركِ، وأفكاركِ وصحتكِ العقلية؛ للتمييز بين حالة اكتئاب ما بعد الولادة على المدى القصير وحالة أكثر حِدّةً من الاكتئاب. لا تَشعُري بالإحراج ― فاكتئاب ما بعد الولادة أمر شائع. ولكن شاركي أعراضكِ مع طبيبكِ؛ من أجل وضع خطة علاج مفيدة من أجلكِ.
قد يُجري طبيبكِ ما يلي، كجزء من التقييم:
- فحصًا للاكتئاب، والذي قد يشمل ملء استبيان
- طلب اختبارات دم؛ لتحديد ما إذا كان هناك قصور في نشاط الغدة الدرقية يساهم في حدوث الأعراض والعلامات لديكِ
- طلب اختبارات أخرى، إذا اقتضى الأمر؛ لاستبعاد وجود أسباب أخرى للأعراض.
يختلف وقت العلاج والشفاء اعتمادًا على شدة اكتئابك واحتياجاتك الفردية. إذا كنت تعاني من خمول الغدة الدرقية أو من مرض كامن، فقد يعالج طبيبك هذه الأمراض أو يحيلك إلى الاختصاصي المناسب. يمكن أن يحيلك الطبيب أيضًا إلى مقدِّم خدمة صحية نفسية.
اكتئاب ما بعد الولادة.
يَتلاشي اكتئاب ما بعد الولادة عادة من تلقاء نفسه في فترة تتراوح من بضعة أيام إلى أسبوع أو اسبوعبن. في الوقت الراهن:
- استرخِ قدر الإمكان.
- قبول الدعم من الأسرة والأصدقاء.
- التواصل مع سيدات أخرى حديثي الأمومة.
- تخصيص وقت للعناية بنفسك.
- تجنب الكحوليات والعقاقير المخدرة التي تُسبب تقلب المزاج للأسوأ.
اكتئاب ما بعد الولادة
غالبًا ما يتم علاج اكتئابِ ما بعد الولادة باستخدام العلاج النفسي (يُسمى أيضًا العلاج بالتحدث أو استشارات الصحة العقلية) أو باستخدام الدواء أو كليهما.
- العلاج النفسي. قد يساعدكِ التحدث عن مخاوفكِ مع طبيب نفسي أو اختصاصي الصحة النفسية أو غيره من متخصصي الصحة العقلية. فمن خلال العلاج يمكنكِ العثور على طُرق أفضل للتعامل مع مشاعركِ، وحل المشكلات الخاصة بكِ، ووضع أهداف واقعية والاستجابة للوضع الحالي بطريقة إيجابية. قد يساعد أيضًا العلاج الأسري والعلاقات في بعض الأحيان.
- مُضادَّات الاكتئاب. قد يوصي طبيبكِ بتناول أدويةِ مضادات الاكتئاب. وإذا كنتِ في فترة الرضاعة، فإن أي دواء تتناولينه سيَدخل إلى حليب الثدي. ومع ذلكِ، يمكن استخدام معظم أدويةِ مضادات الاكتئاب أثناء الرضاعة الطبيعية مع وجود خطر ضئيل لحدوث آثار جانبية لطفلكِ. واعملي مع طبيبكِ على تقييم المخاطر والفوائد المُحتمَلة لمضادات الاكتئاب المُعينة.
عادةً ما تتحسن أعراض اكتئابِ ما بعد الولادة باستخدام العلاج المناسب. وفي بعض الحالات، يمكن أن يستمر اكتئابُ ما بعد الولادة، ويصبح اكتئابًا مزمنًا. من المهم الاستمرار في العلاج بعدما تبدئين في الشعور بالتحسن. فإيقاف العلاج مبكرًا قد يؤدي إلى انتكاس الحالة.
ذهان ما بعد الولادة
يحتاج ذهان ما بعد الولادة إلى علاج فوري، عادة في المستشفى. قد يتضمن العلاج ما يلي:
- الدواء. قد يتطلب العلاج مجموعة من الأدوية - مثل الأدوية المضادة للذهان ومثبتات الحالة المزاجية والبنزوديازيبينات - للتحكم في العلامات والأعراض.
- العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT). إذا كان اكتئاب ما بعد الولادة شديدًا ولديكِ ذهان ما بعد الولادة، فقد ينصح بإجراء العلاج بالصدمات الكهربائية إذا لم تستجب الأعراض للأدوية. العلاج بالصدمات الكهربائية هو إجراء يتم فيه تمرير تيارات كهربائية صغيرة عبر الدماغ، مما يؤدي إلى إحداث نوبة قصيرة عن قصد. يبدو أن العلاج بالصدمات الكهربائية يتسبب في حدوث تغييرات في كيمياء المخ التي يمكن أن تقلل من أعراض الذهان والاكتئاب، خاصة عند عدم نجاح العلاجات الأخرى.
علاج ذهان ما بعد الولادة يمكن أن يحد من قدرة الأم على الرضاعة الطبيعية. الانفصال عن الطفل يجعل الرضاعة الطبيعية صعبة وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ذهان ما بعد الولادة لا يُنصح بها للنساء اللاتي يُرضعن رضاعة طبيعية. إذا كان لديك ذهان ما بعد الولادة، فيمكن لطبيبك مساعدتك في التغلب على هذه التحديات.
يمكنك دائمًا القيام ببعض الأشياء التي ستزيد من فعالية خطتك العلاجية وسرعة تعافيك، بجانب المواظبة على العلاج الطبي بالطبع.
- اتبعي نظام حياة صحيًّا. اجعلي بعض الأنشطة الجسدية، كالمشي مع طفلك وغيره من التمارين، جزءًا من روتينك اليومي. احصلي على القسط الكافي من الراحة. تناولي الأطعمة الصحية وتجنَّبي الكحول.
- ضعي توقُّعات عملية. لا تضغطي على نفسك لإنجاز كل شيء. اجعلي توقُّعاتك في نطاق المعقول. قومي بما في مقدورك القيام به واتركي ما تبقَّى.
- خصِّصي وقتًا لنفسك. خصِّصي بعض الوقت لنفسك، وغادري البيت قليلًا. قد يستدعي ذلك أن تطلبي من شريكك رعاية طفلك أو توظيف جليسة أطفال. افعلي شيئًا تحبينه، كممارسة هواية أو أي شيء ممتع. يمكنكِ أيضًا تخصيص بعض الوقت لقضائه مع أصدقائكِ أو شريككِ.
- تجنِّبي العزلة. تحدثي مع شريككِ، وعائلتكِ، وأصدقائكِ عن شعوركِ. استفيدي من خبرات بقية الأمهات. سيساعدك الخروج عن عزلتك على الشعور بكيانك مجددًا.
- اطلبي المساعدة. شاركي الأشخاص المقرَّبين منك مشاعرَك واطلبي منهم المساعدة. إذا عرض أحدهم مُجالَسَة طفلك بدلًا منك، فاقبلي عرضه. تستطيعين في ذلك الوقت أخذَ قيلولة، أو ربما الخروج لشرب كوب من القهوة برفقة صديقاتك. سيساعدك تعلم أساليب جديدة لرعاية الطفل من أصحاب الخبرة عن تحسين نوم طفلك وتقليل بكائه وضيقه.
وتذكري، أن جزءًا من الاهتمام بطفلك هو اهتمامك بنفسك.
الفترة المرهقة والضاغطة نفسيًا بالفعل والتالية لولادة طفل تصبح أكثر صعوبة حين يحدث الاكتئاب. لكن تذكر، أن اكتئاب ما بعد الولادة ليس خطأ أي أحد. هو حالة طبية شائعة تحتاج إلى علاج.
لذا، إذا كنت تعانين من التكيف مع اكتئاب ما بعد الولادة، فتحدثي مع طبيبك النفسي. أسألي طبيبك أو معالجك النفسي عن مجموعات الدعم المحلية للأمهات الجدد أو السيدات اللاتي تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.
كلما أسرعت بطلب المساعدة كلما أصبحت أكثر استعدادًا للتكيف مع الاكتئاب والاستمتاع بمولودك الجديد.
بعد موعدك الطبي الأول، قد يحيلك طبيبك إلى اختصاصي الصحة العقلية الذي يمكنه وضع خطة العلاج المناسبة لك. قد ترغب في إيجاد فرد موثوق به من أفراد الأسرة أو صديق ليكون معك في موعدك الطبي ليساعدك في تذكر جميع المعلومات التي تمت مناقشتها.
ما يمكنك فعله؟
قبل موعدكَ الطبي، ضع قائمة بالتالي:
- أي أعراض كنتَ تشعر بها ومنذ متى
- جميع المشاكل الطبية الخاصة بكَ، بما فيها المشكلات الجسمانية أو اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب
- جميع الأدوية التي تتناولها، بما فيها الأدوية الموصوفة طبيًّا وغير الموصوفة طبيًّا، والفيتامينات والأعشاب والمكملات الأخرى، وجرعاتها
- الأسئلة التي قد يكون مطلوبًا طرحُها على طبيبكَ
وتتضمَّن الأسئلة التي يمكن طرحُها على الطبيب ما يلي:
- ما تشخيص حالتي؟
- ما العلاجات المرجح فعاليتها لحالتي؟
- ما الآثار الجانبية المحتمَلة للدواء الذي قد تقدمتَ باقتراحه؟
- ما مدى وسرعة التحسن في الأعراض الذي يمكنني توقعه مع العلاج؟
- هل الدواء الذي تصفه آمن أثناء الرضاعة الطبيعية؟
- ما مدة العلاج؟
- ما تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تساعدني في التعامل مع الأعراض التي أعانيها؟
- كم مرة ينبغي زيارة الطبيب من أجل اختبارات المتابعة؟
- هل أنا عرضة لخطر متزايد من الإصابة بمشكلات صحية عقلية؟
- هل أنا معرَّضة لتكرار الإصابة بهذه الحالة إذا أنجبتُ طفلًا آخَر؟
- هل هناك طريقة لمنع تكرار الإصابة إذا أنجبتُ طفلًا آخَر؟
- هل تتوفَّر أي مواد مطبوعة يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تَنصحُني بها؟
لا تتردَّد في طرح أيِّ أسئلة أخرى خلال موعدك الطبي.
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
قد يطرح عليكِ الطبيب أو المتخصص في الصحة العقلية الأسئلة التالية لمعرفة احتمالية إصابتكِ باكتئابِ ما بعد الولادة:
- ما أعراضك، ومتى بدأت في الظهور؟
- هل تتحسن الأعراض لديك أم تتفاقم حدتها مع مرور الوقت؟
- هل تؤثر الأعراض لديكِ على قدرتك على رعاية طفلكِ؟
- هل تشعرين برابطة بينك وبين طفلك كما كنتِ تتوقعين؟
- هل لديكِ القدرة على النوم عندما تتاح لك الفرصة، والنهوض من الفراش عندما يحين وقت الاستيقاظ؟
- كيف تصفين مستوى طاقتك ؟
- هل تغيرت شهيتك للطعام؟
- كم عدد المرات التي تشعرين فيها بالقلق أو الانزعاج أو الغضب؟
- هل راودتك أي أفكار عن إيذاء نفسكِ أو إيذاء طفلكِ؟
- ما مقدار الدعم الذي تحصلين عليه في رعاية طفلكِ؟
- هل تتعرضين لضغوط كبيرة أخرى في حياتك، مثل مشاكل مالية أو مشاكل في العلاقة الزوجية؟
- هل سبق أن شُخِّصْتَ بأي حالة صحية أخرى؟
- هل سبق أن شُخِّصتِ بأي حالة صحية عقلية، مثل الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب؟ إذا كان الأمر كذلك، فما هو نوع العلاج الذي حقَّق أفضلَ نتيجة لكِ؟
سيسألكَ مقدم الرعاية الأساسية أو متخصص الصحة النفسية أسئلة إضافية بناء على استجاباتكَ وأعراضكَ واحتياجاتكَ. سيساعدك استعدادك وتوقعك للأسئلة على الاستفادة القصوى من وقت موعدك.
التحديث الاخير:
July 9th, 2021