الاعتلال العصبي السكري
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السُّكر في الدم إلى تلف الأعصاب في القدمين ومناطق أخرى من الجسم. تعرف على المؤشرات وكيفية اتخاذ خطوات لمنع مضاعفات السُّكَّري.
الاعتلال العصبي السكري هو نوع من تَلَف الأعصاب الذي يُمكن أن يُصاحب السكري. يُمكن أن يُؤدِّي ارتفاع مستوى سكر الدم (الغلوكوز) إلى تَلَف الأعصاب في جميع أنحاء جسمك. يُتلِف الاعتلال العصبي السكري في أغلب الأحيان أعصاب ساقيكَ وقدميك.
على حسب أي الأعصاب المتضرِّرة، يُمكن أن تتراوح أعراض الاعتلال العصبي السكري بين الشعور بالألم والخَدَر في ساقيكَ وقدميكَ ومشكلات في جهازكَ التنفُّسي، والسبيل البولي، والأوعية الدموية والقلب. تحدُث أعراض بسيطة لدى بعض الأشخاص. ولكن بالنسبة لآخرين، يُمكن أن يكون الاعتلال العصبي السكري مؤلمًا بشدة ويُسبِّب العجز.
الاعتلال العصبي السكري هو مُضاعفة خطيرة لداء السكري، وقد يُصيب نحو 50% من الأشخاص المصابين بالسكري. ولكن يُمكنكَ أحيانًا الوقاية من الاعتلال العصبي السكري أو إبطاء تقدُّمه عن طريق التحكُّم في مستوى سكر الدم بانتظام واتِّباع نمط حياة صحي.
توجد أربعة أنواع رئيسة من الاعتلال العصبي السكري. ويمكن أن تُصاب بنوع واحد أو أكثر من أنواع الاعتلال العصبي.
كما ستتوقَّف الأعراض التي تشعر بها على النوع والأعصاب المتأثِّرة. عادةً ما يتطوَّر الشعور بالأعراض تدريجيًّا. وقد لا تلاحظ أن هناك شيئًا خطأ حتى يكون قد حدث تلف كبير في الأعصاب.
اعتلال الأعصاب السطحي
قد يُعرف هذا النوع من اعتلال الأعصاب باسم اعتلال الأعصاب المحيطية البعيدة المتناظرة. وهو النمط الأكثر شيوعًا للاعتلال العصبي السكري. ويُؤثِّر على القدمين والساقين أولًا، ثم يتبعهما بالذراعين واليدين. عادةً ما تزداد أعراض ومُؤشِّرات الاعتلال العصبي السكري السطحي سوءًا بالليل، وقد تشمل ما يلي:
- الخَدَر أو نقصان القدرة على الشعور بالألم أو تغيُّرات الحرارة
- التنميل أو الإحساس بالحرقة
- آلامًا حادَّة أو تقلُّصات
- حساسية متزايدة للمس — يُمكن حتى لوزن ملاءة السرير أن يُصبح مؤلمًا، لدى البعض
- مشكلات حادَّة في القدم مثل القُرح، والعدوى، وآلام المفاصل والعظام
الاعتلال العصبي المُستقلي
يتحكَّم الجهاز العصبي المستقل في القلب والمثانة والمعِدة والأمعاء والأعضاء التناسلية والعينين. يمكن أن يؤثر السُّكَّري في الأعصاب الموجودة في أي من هذه المناطق، ما قد يسبِّب ما يلي:
- فقدان الوعي بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم (غيبوبة نقص سكر الدم)
- مشكلات المثانة أو الأمعاء
- بطء إفراغ المعدة (خزل المعدة)؛ ما يؤدي إلى الغثيان والقيء وفقدان الشهية
- التغييرات في طريقة تعوُّد عينيك على الانتقال من الضوء إلى الظلام
- انخفاض الاستجابة الجنسية
الاعتلال العصبي الداني (اعتلال الجذور العصبية السكري)
غالبًا ما يؤثر هذا النوع من الاعتلال العصبي - ويسمى الضمور العضلي السكري - على الأعصاب الموجودة في الفخذين أو الوركين أو الأليتين أو الساقين. قد يؤثر أيضًا على منطقة البطن والصدر. عادة ما تكون الأعراض على جانب واحد من الجسم، ولكن قد ينتشر للجانب الآخر. قد تصاب بـ:
- ألم شديد في أحد الوركين والفخذين أو الأليتين
- ضعف وانكماش نهائي في عضلات الفخذ
- صعوبة في النهوض من وضعية الجلوس
- ألم شديد في المعدة
اعتلال العصب الأحادي (الاعتلال العصبي البؤري)
يوجد نوعان من اعتلال العصب الأحادي — القحفي والمحيطي. يُشير اعتلال العصب الأحادي إلى حدوث تلف في عصبٍ محدد. وقد يؤدي اعتلال العصب الأحادي إلى ما يلي:
- الصعوبة في التركيز أو الرؤية المزدوجة
- الشعور بألم خلف عين واحدة
- الشلل في أحد جانبي الوجه (شلل بيل)
- الاخدرار أو النخْز في اليدين أو الأصابع، عدا الخِنْصَر (الإِصْبَعُ الصُّغْرَى).
- الشعور بالضعف في اليدين الذي قد يتسبَّب في إسقاط الأشياء
متى تزور الطبيب
اتصلْ بطبيبكَ لتحديد موعد إذا كنتَ تشعر بما يلي:
- جرح أو قرحة في قدمكَ ملتهبة أو لا تُشفى
- حرق أو نخز أو ضعف أو ألم في يديكَ أو قدميكَ يُؤثِّر على الأنشطة اليومية أو النوم
- تغيُّرات في الهضم أو التبوُّل أو الوظائف الجنسية
- الشعور بالدوار أو الإغماء
تُوصي المنظمة الأمريكية لمرض السكري ببَدْء إجراء فحص الاعتلال العصبي السكري على الفور بعد تشخيص المريض بداء السكري من النوع الثاني، وبعد خمس سنوات من تشخيص المريض بداء السكري من النوع الأول. وبعد ذلك، يُوصَى بإجراء الفحص سنويًّا.
السبب الدقيق لكل نوع من أنواع الاعتلال العصبي غير معروف. يعتقد الباحثون أنه بمرور الوقت، يؤدي ارتفاع سكر الدم غير المتحكم فيه إلى تلف الأعصاب ويعوق قدرتهم على إرسال الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى اعتلال الأعصاب السكري. كما يتسبب ارتفاع سكر الدم في ضعف جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) التي تغذي الأعصاب بالأكسجين والعناصر المغذية.
يمكن لأي شخص مصاب بداء السُّكَّري أن يصاب بالاعتلال العصبي. لكن عوامل الخطر التالية قد تجعلك أكثر عُرضَةً للإصابة بتلف الأعصاب:
- ضعف التحكم في مستوى السكر في الدم. يعرضك ضعف التحكم في مستوى السكر في الدم لخطر الإصابة بكل مضاعفات السّكَّري، بما في ذلك تلف الأعصاب.
- تاريخ الإصابة بداء السُّكَّري. يزداد معدل خطورة إصابتك بالاعتلال العصبي السُّكَّرِي بزيادة فترة إصابتك بالسُّكَّري، خصوصًا في حالة عدم التحكم في مستوى السكر في الدم جيدًا.
- مرض الكُلَى. قد يسبب السُّكَّري تلف الكليتين. تُفرز الكلى المتضرِّرة السموم في الدم؛ مما قد يؤدي إلى تلف الأعصاب.
- زيادة الوزن. تزداد نسبة خطورة الإصابة بالاعتلال العصبي السكري إذا كان مؤشر كتلة جسمك (BMI) يساوي 25 أو أكثر.
- التدخين. يسبب التدخين ضيق الشرايين وتصلُّبها؛ ممَّا يقلِّل تدفُّق الدم إلى ساقيك وقدميك. مما يصعِّب التئام الجروح ويُتلف الأعصاب المحيطية.
يمكن أن يسبب اعتلال الأعصاب السكري عددًا من المضاعفات الشديدة، بما فيها ما يلي:
- عدم الشعور بأعراض نقص سكر الدم. عادةً ما تتسب مستويات سكر الدم الأقل من 70 ملليجرامًا لكل ديسيلتر (ملجم/ديسيلتر) في الارتعاش والتعرُّق وسرعة نبضات القلب. ولكن إذا كنت مُصابًا بالاعتلال العصبي اللاإرادي، فقد لا تلاحظ هذه المؤشرات التحذيرية للمرض.
- بتر إصبع القدم أو القدم أو الساق. قد يؤدي تلف الأعصاب إلى فقد الإحساس بقدمك، لذلك قد تتحول حتى أبسط الجروح إلى قُرَح من دون أن تدرك وجودها. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تنتشر العَدوى إلى العظم أو تؤدي إلى موت النسيج. وقد تلزم إزالة (بتر) إصبع القدم أو القدم أو حتى الجزء السفلي من الساق.
- عَدوى المسالك البولية وسلس البول. إذا تلفت الأعصاب التي تتحكم في مثانتك، فقد لا يمكنك تفريغ المثانة بالكامل. ويمكن أن تتراكم البكتريا في المثانة والكُلى؛ ما يؤدي إلى التهاب المسالك البولية. كما يمكن أن يؤثر تلف الأعصاب في قدرتك على الشعور بالرغبة في التبوُّل أو التحكُّم في العضلات التي تُخرج البول؛ ما يؤدي إلى التسريب (سلس البول).
- انخفاض حاد في ضغط الدم. يمكن أن يؤثر تلف الأعصاب المتحكمة في تدفق الدم، في قدرة جسمك على ضبط ضغط الدم. ويمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض حاد في الضغط عندما تقف بعد الجلوس، وهو ما قد يؤدي إلى الشعور بالدُّوار والإغماء.
- مشاكل الهضم. في حال إصابة سبيلك الهضمي بتلف الأعصاب، قد تُصاب بالإمساك أو الإسهال أو كليهما. يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب المرتبط بداء السكري إلى الإصابة بخزل المعدة، وهي حالة مرضية تتفرغ فيها المعدة ببطء، أو قد لا تتفرغ على الإطلاق؛ ما يؤدي إلى الانتفاخ وعسر الهضم.
- اختلال الوظيفة الجنسية. عادةً ما يؤدي الاعتلال العصبي المُستقل إلى تلف الأعصاب التي تؤثر في الأعضاء الجنسية. فقد يُصاب الرجال بضعف الانتصاب. وقد تواجه النساء صعوبةً في التزليق والتهيج الجنسي.
- زيادة التعرق أو نقصه. يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى اختلال الطريقة التي تعمل بها الغدد العرقية لديك ويُصعِّب على جسمك عملية التحكم في درجة حرارته بالشكل الصحيح.
يمكنك منع أو تأخير اعتلال الأعصاب السكري ومضاعفاته عن طريق إدارة سكر الدم عن كثب والعناية الجيدة بقدميك.
تنظيم نسبة السكر في الدم
تنصح المنظمة الأمريكية لمرض السكري بأن يُجرِي مرضى السكر فحص مستوى الهيموغلوبين السكري مرتين سنويًّا على الأقل. يُقدِّر هذا الاختبار متوسط مستوى سكر الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.
قد تحتاج أهداف اختبار الهيموغلوبين السكري إلى أن تكون تبعًا لحالة كل مريض على حدة، لكن تُوصي المنظمة الأمريكية لمرض السُّكري بألا يَزيد مستوى السكر التراكمي عن 7% في البالغين. إذا زادت مستويات السكر في الدم عن الهدف المطلوب، فربما تحتاج إلى تغيير في التنظيم اليومي لمستوى السكر في الدم؛ كإضافة أدوية أو تعديلها أو تغيير نظامكَ الغذائي.
العناية بالقدمين
تُعد مشاكل القدم — ومنها الجروح التي لا تلتئم والقرح وحتى البتر — من المضاعَفات الشائعة للاعتلال العصبي السكري. ولكن يمكنك تجنُّب العديد من تلك المشكلات من خلال إجراء فحص شامل للقدم على الأقل مرة واحدة سنويًّا، وفحص الطبيب لقدميك عند كل زيارة للعيادة، والعناية الجيدة بقدميك في المنزل.
اتَّبِع توصيات طبيبك حتى تتمكن من العناية بقدميك جيدًا. للمحافظة على صحة قدميك اتَّبِع الخطوات الآتية:
- افحص قدميك يوميًّا. تحقَّقْ من وجود بثور أو جروح أو كدمات أو تشقُّقات أو تقشُّر الجلد أو احمراره أو تورُّمه. استخدِم المرآة أو اطلب من أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك المُساعدة في فحص أجزاء قدمك التي يصعب عليك رؤيتها.
- حافِظ على نظافة قدميك وجفافهما. اغسل قدميك يوميًّا باستخدام الماء الفاتر والصابون الخفيف. تجنَّب نقع قدميك. جفِّف قدميك وبين الأصابع بعناية.
- رطِّب قدميك. حيث يساعد هذا في منع حدوث التشقُّقات. لكن لا تترك المرطب بين أصابع قدميك، فقد يُحفز نمو الفطريات.
- قلِّم أظافر قدميك بعناية. قصَّ أظافر أصابعك بشكل دوري. ابرُد الأطراف بعناية حتى لا تكون حادة.
- ارتدِ جوارب نظيفة وجافة. ابحث عن جوارب مصنوعة من القطن أو الأنسجة الماصَّة للرطوبة التي تخلو من الأربطة الضيقة أو الدروز السميكة.
- ارتدِ أحذية مبطَّنة مناسبة لمقاس قدميك. ارتدِ دائمًا الأحذية أو النعال التي تحمي قدميك من أي إصابة. تأكَّد من أن حذاءك مناسب تمامًا لمقاس قدميك ويسمح لأصابعك بالحركة. يُمكن لطبيب الأقدام إرشادك حول كيفية شراء الأحذية المناسبة لمقاس قدميك ومنع وقوع مشاكل بالقدمين مثل مسمار القدم والكالو. إذا كنت مؤهَّلًا للحصول على خدمة Medicare، فقد يغطِّي برنامجك الصحي تكلفة زوج واحد من الأحذية على الأقل سنويًّا.
يمكن للطبيب عادة تشخيص اعتلال الأعصاب السكري عن طريق إجراء فحص بدني ومراجعة الأعراض والتاريخ الطبي بعناية.
سوف يفحص طبيبك:
- قوة وتوتر العضلات بالكامل
- ردود أفعال الأوتار
- الحساسية تجاه اللمس والاهتزاز
إلى جانب الفحص البدني، قد يقوم طبيبك بإجراء أو طلب اختبارات محددة؛ للمساعدة في تشخيص اعتلال الأعصاب السكري، مثل:
- اختبار الشعيرة. سيضع طبيبك ألياف نايلون ناعمة (شعيرات) فوق مناطق من جلدك لاختبار حساسيتك للمس.
- اختبار الإحساس. يُستخدم هذا الاختبار غير الجراحي؛ لمعرفة كيف تستجيب أعصابك للاهتزازات والتغييرات في درجة الحرارة.
- فحص توصيل الأعصاب. يقيس هذا الاختبار مدى سرعة توصيل الأعصاب في الذراعين والساقين بالإشارات الكهربائية. غالبًا ما تستخدم لتشخيص متلازمة النفق الرسغي.
- اختبار استجابة العضلات. يُسمى مخطط كهربائية العضل، ويتم هذا الاختبار غالبًا عن طريق دراسات التوصيل العصبي. يقوم بقياس الشحنات الكهربائية في عضلاتك.
- اختبار الجهاز العصبي المستقلي. يمكن إجراء اختبارات خاصة لتحديد كيف يتغير ضغط الدم أثناء وجودك في أوضاع مختلفة، وما إذا كنت تتعرق بشكل طبيعي.
ليس للاعتلال العصبي السكري علاج معروف. أهداف المعالجة هي:
- الإبطاء من تقدّم المرض
- التخفيف من الألم
- إدارة المضاعفات واستعادة الوظائف
الإبطاء من تقدم المرض
الحرص بانتظام على الإبقاء على مستوى السكر في الدم ضمن المعدَّل المستهدَف هو السر في الوقاية من حدوث ضرر عصبي أو تأخيره. يُمكن أن يحُسِّن التنظيم الجيد لنسبة السكر في الدم بعضًا من أعراضكَ الحالية. يَستنتج طبيبكَ أفضل معدَّل مستهدف لكَ وَفْقًا للعديد من العوامل، مثل العمر، وطول الإصابة بالسكري، ومستوى الصحة العام.
يتعيَّن التعامل مع مستويات السكر في الدم تَبَعًا لحالة كل مريض على حدة. لكن، تُوصي جمعية السكري الأمريكية عمومًا بمستويات سكر الدم المستهدفة التالية لأغلب مرضى السكري:
- بين 80 و130 ملغم/دل، ما يعادل 4.4 و7.2 (ملليمول/ لتر) قبل الوجبات
- أقل من 180 ملغم/دل (10,0 ملليمول/ لتر) بعد ساعتين من تناوُل الوجبات
تُشجِّع Mayo Clinic على المحافظة على مستويات سكر الدم المنخفضة نسبيًّا لأغلب الأشخاص اليافعين ممن لديهم السكري، ومستويات سكر الدم المرتفعة نسبيًّا لكبار السن، وقد يكونون أكثر عرضة لمضاعفات انخفاض سكر الدم. تُوصي Mayo Clinic عامةً باتباع مستويات السكر في الدم المستهدَفة قبل الوجبات على النحو التالي:
- بين 80 و120 ملغم/دل، ما يُعادل (4.4 و6.7 ملليمول/ لتر) للأشخاص الذين يبلغون 59 عامًا أو أقل وليس لديهم ظروف طبية أخرى
- بين 100 و140 ملغم/دل، ما يعادل (5.6 و7.8 ملليمول/ لتر) للأشخاص الذين يبلغون 60 عامًا أو أكثر، أو لأولئك الذين لديهم ظروف طبية أخرى، بما في ذلك أمراض القلب والرئة والكُلى
تتضمَّن الطرق المهمة الأخرى للمساعدة على الإبطاء أو الوقاية من تفاقُم اعتلال الأعصاب المحافظةَ على التحكُّم في ضغط دمكَ، والحفاظ على الوزن الصحي، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
تسكين الألم
يتوفر العديد من الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية لألم الأعصاب المرتبط بمرض السكري، لكنها غير فعالة مع الجميع. عند أخذ أي دواء بعين الاعتبار، تحدث إلى طبيبك عن الفوائد والآثار الجانبية المحتملة لمعرفة ما قد يكون أكثر فاعلية معك.
الأدوية المسكنة للألم التي تُصرف بوصفة طبية قد تتضمن ما يلي:
- العقاقير المضادة للنوبات المرضية. بعض الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات النوبات المرضية (الصرع) تُستخدم أيضًا لتخفيف آلام الأعصاب. تنصح المنظمة الأمريكية للسكري بالبدء بالبريجابالين (ليريكا). يُعد الجابابنتين (جراليز، نيورونتين) خيارًا أيضًا. الآثار الجانبية قد تشمل الدوخة والدوار والتورم.
-
مضادات الاكتئاب. تُخفِف بعض مضادات الاكتئاب من آلام الأعصاب، وإن لم تكن مكتئبًا. قد تساعد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مع الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من آلام الأعصاب. وتتضمن الأدوية المدرجة تحت هذه الفئة أميتريبتيلين وديسيبرامين (نوربرامين) وإيميبرامين (توفرانيل). قد تكون الآثار الجانبية مزعجةً وتشمل جفاف الفم والدوار.
تُعد مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs) نوعًا آخر من مضادات الاكتئاب التي قد تساعد مع آلام الأعصاب، كما أن لها آثارًا جانبية أقل. المنظمة الأمريكية للسكري تنصح بالبدء بالدولوكستين (كيمبالتا) كعلاج أولي. وهناك دواء آخر قد يستخدم وهو الفينلافاكسين (إفيكسور إكس آر). تتضمن الآثار الجانبية المحتملة: الغثيان، والشعور بالنعاس، والدوار، وانخفاض الشهية والإمساك.
في بعض الأحيان، قد يُجمَع بين مضاد للاكتئاب ودواء مضاد للنوبات. كما يمكن استخدام هذه الأدوية أيضًا مع الأدوية المسكنة للآلام، مثل الأدوية المتاحة دون وصفة طبية بما فيها الأسِيتامينُوفين (تيلينول، وأدوية أخرى) أو الأيبوبروفين (أدفيل، وموترين آي بي وغيرهما) أو لَصِيقَة جلدية تحتوي على الليدوكائين (مادة مُخدِّرة).
إدارة المضاعفات واستعادة الوظائف
لإدارة المضاعفات، قد تحتاج إلى رعاية من اختصاصيين مختلفين، مثل الطبيب الذي يعالج مشاكل المسالك البولية (اختصاصي جراحة المسالك البولية) وطبيب القلب (طبيب القلب)، الذي يمكنه المساعدة في منع المضاعفات أو علاجها.
يعتمد العلاج الذي ستحتاجه على المضاعفات المرتبطة بالاعتلال العصبي لديك:
- مشاكل الجهاز البولي. تؤثر بعض الأدوية على وظيفة المثانة، لذلك قد يوصي طبيبك بإيقاف الأدوية أو تغييرها. يمكن أن يساعد جدول التبوُّل الصارم أو التبول كل بضع ساعات (التبوُّل الموقوت) مع الضغط الخفيف على منطقة المثانة (أسفل البطن) في بعض مشاكل المثانة. قد تكون هناك حاجة إلى طرق أخرى، بما في ذلك القسطرة الذاتية، لإزالة البول من المثانة التي تلفت أعصابها.
- مشاكل الهضم. لتخفيف المؤشرات والأعراض الخفيفة لخزل المعدة — عسر الهضم، التجشؤ، الغثيان أو القيء — يقترح الأطباء تناول وجبات أصغر وأكثر تكرارًا. قد تساعد التغييرات في النظام الغذائي والأدوية في تخفيف خزل المعدة والإسهال والإمساك والغثيان.
- انخفاض ضغط الدم عند الوقوف (انخفاض ضغط الدم الانتصابي). يبدأ العلاج باتخاذ خطوات بسيطة في نمط الحياة، مثل تجنب تناول الكحوليات، وشرب كمية كبير من المياه، وتغيير وضعيات الجلوس أو الوقوف ببطء. النوم على وسادة رأس ذات سُمك يتراوح من 6 إلى 10 بوصات لمنع التغيرات المفاجئة في ضغط الدم. قد يوصي طبيبك أيضًا بدعم ضغط البطن (حزام البطن). قد تُستخدم العديد من الأدوية، إما بمفردها وإما معًا، لمعالجة انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
- الخلل الوظيفي الجنسي. إن الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الحقن قد تساعد في تحسين الكفاءة الجنسية لدى بعض الرجال، ولكن هذه الأدوية ليست فعّالة أو آمنة مع كل الأشخاص. قد تساعد أجهزة الشفط الميكانيكية في زيادة تدفُّق الدم إلى القضيب. قد تشعر السيدات بالارتياح عند استخدام المزلِّقات المهبلية.
يمكن أن تساعدك هذه التدابير على الشعور بالتحسن بشكل عام وتقليل خطر اعتلال الأعصاب السكري:
- الحفاظ على ضغط الدم في معدلاته الطبيعية. إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم وداء السكري، فأنت أكثر عرضة لخطر حدوث مضاعفات. يتعين عليك محاولة الحفاظ على ضغط الدم في النطاق الذي يوصي به طبيبك، وتأكد من قياسه في كل زيارة للعيادة.
- اختيار أطعمة صحية. اتبع نظامًا غذائيًّا متوازنًا يحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، خاصة الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة. تقليل حجم الحصص للمساعدة في الوصول إلى وزن صحي أو المحافظة عليه.
-
ممارسة النشاط البدني ممارسة يومية. تساعد ممارسة التمارين الرياضية على خفض نسبة السكر في الدم وتحسين تدفق الدم والحفاظ على صحة القلب. توصي الجمعية الأمريكية لداء السكري أن يمارس معظم البالغين المصابين بالسكري التمارين متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا. ومن الجيد أيضًا التوقف عن الجلوس كل 30 دقيقة ومحاولة أداء بعض الأنشطة السريعة.
تحدث مع طبيبك أو اختصاصي العلاج الطبيعي قبل البدء في ممارسة الرياضة. في حالة تناقص الشعور في ساقيك، فقد تكون بعض أنواع التمارين الرياضية، مثل المشي، أكثر أمانًا بالنسبة لك من غيرها. إذا كان لديك إصابة في القدم أو تقرح، فمارس التمارين الرياضية التي لا تتطلب تحميل وزن الجسم على قدمك المصابة.
- الإقلاع عن التدخين. تعاطي التبغ بأي شكل من الأشكال يجعلك أكثر عرضة للإصابة بضعف الدورة الدموية في قدميك. إذا كنت تتدخن التبغ، فتحدث إلى طبيبك عن إيجاد طرق للإقلاع عن التدخين.
هناك أيضًا العديد من العلاجات البديلة التي قد تساعد في تخفيف الألم بمفردها أو عند تَناوُلِها مع الأدوية. ولكن استشر طبيبك قبل تناوُل أي علاج بديل أو مكمِّل غذائي للتأكد من تجنُّب أي تفاعلاتٍ محتملة. وقد يمكن تجرِبة ما يلي لمن لديهم اعتلال عصبي سُكَّري:
- كابسايسين. يمكن لكريم الكابسايسين الذي يُوضع على الجلد أن يقلِّل من الإحساس بالألم لدى بعض الناس. قد تتضمن الآثار الجانبية شعورًا بالحرقان أو تهيُّجًا بالجلد.
- حمض الألفا ليبويك. وهو مضاد للأكسدة قوي يُوجَد في بعض الأطعمة، وقد يُساعد في تخفيف أعراض آلام الأعصاب لدى بعض الأشخاص.
- الأسيتل -إل- كارنيتين. وتوجد هذه المادة الغذائية بصورة طبيعية في الجسم، كما أنها متوفِّرة كمكمِّل غذائي. وقد تُخفِّف من آلام الأعصاب لدى بعض الناس.
- التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS). قد يصف طبيبك هذا العلاج، الذي قد يساعد في منع إشارات الألم من الوصول للمخ. يقوم التحفيز الكهربائي للعصب عن طريق الجلد (TENS) بضَخِّ نبضات كهربائية صغيرة لمسارات عصبية محددة من خلال أقطاب كهربائية صغيرة تُثبَّت على الجلد. لا يصلح التحفيز الكهربائي للعصَب عن طريق الجلد (TENS) لكل الأشخاص أو لجميع أنواع الآلام، على الرغم من أنه آمِنٌ وغيرُ مؤلِم.
- الوخز بالإبر. قد يساعد الوخز بالإبر الصينية في تخفيف ألم الاعتلال العصبي، وليس له أي آثار جانبية بشكل عام. ولتضع في اعتبارك أنك قد لا تحصل على راحة فورية عقب جلسة الوخز بالإبر الصينية، ومن المحتمَل أن تحتاج لأكثر من جلسة واحدة.
قد يكون التعايش مع الاعتلال العصبي السُّكَّري أمرًا صعبًا ومحبِطًا. إذا وجدت نفسك تشعُر بالاكتئاب جراء ذلك، فيمكنك أن تستعين بالحديث مع أحد المستشارين أو الاختصاصيين.
يمكن لمجموعات الدعم أيضًا أن تمدك بالتشجيع والنصائح بشأن التعايش مع الاعتلال العصبي السُّكَّري. استشر طبيبك بشأن وجود أي من تلك المجموعات في منطقتك أو اطلب منه أن يحيلك لأحد الاختصاصيين. تقدم الجمعية الأمريكية لمرض السُكُّري دعمًا على الإنترنت من خلال موقع الويب الخاص بها.
إذا لم تذهب بالفعل إلى اختصاصيِّ الغدد الصماء، فمن المحتمل أن تُحال إليه إذا بدأت تظهر عليك مؤشرات مضاعفات السُّكَّري. اختصاصي الغدد الصماء هو طبيب متخصِّص في علاج الاضطرابات الأيضية، مثل السُّكَّري. قد تُحَال أيضًا إلى اختصاصي الأعصاب، وهو طبيب متخصِّص في علاج مشكلات الجهاز العصبي.
للاستعداد لموعدك الطبي، قد تريد ما يلي:
- معرفة أي قيود ذات صِلَة بما قبل الموعد الطبي. عند حجز الموعد الطبي، اسأل عمَّا إذا كان هناك أي شيء يتعين عليك فعله مسبقًا، مثل تقييد نظامك الغذائي.
- اكتب أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك الأعراض التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حددتَ الموعد الطبي من أجله.
- اكتب معلوماتك الشخصية الرئيسة، بما في ذلك حالات الإجهاد الكبيرة أو التغييرات الحديثة في نمط الحياة.
- اكتب قائمة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكمِّلات الغذائية التي تتناولها.
- اكتب المستويات الأخيرة للسكر في الدم، إذا كنت تقيسها في المنزل.
- اطلب من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أن يذهب معك. قد يكون من الصعب أن تتذكر كل ما يقوله لك الطبيب خلال الموعد الطبي. وقد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
قد تريد أيضًا كتابة الأسئلة التي يجب طرحها على طبيبك. فيما يتعلق بالاعتلال العصبي السُّكَّري، تشتمل بعض الأسئلة الأساسية على ما يلي:
- هل الاعتلال العصبي السُّكَّري هو السبب الأكثر احتمالًا لإصابتي بهذه الأعراض؟
- هل يتعين عليَّ إجراء اختبارات لتأكيد سبب إصابتي بهذه الأعراض؟ كيف يمكنني الاستعداد لهذه الاختبارات؟
- هل هذه الحالة ستكون مؤقَّتة أم طويلة المدى؟
- هل ستتحسَّن هذه الأعراض أو تزول إذا تولَّيت إدارة سكر الدم؟
- هل السبل العلاجية متاحة، وأي منها تُوصي به؟
- ما أنواع الآثار الجانبية التي يمكن أن أتوقعها من العلاج؟
- أنا أعاني من حالات صحية أخرى. كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا؟
- هل هناك كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني أخذها معي؟ ما المواقع الإلكترونية التي تَنصحني بها؟
- هل يتعين عليَّ الذهاب إلى أطباء آخرين، أو مثقِّف معتمد لمرض السُّكَّري، أو اختصاصي النُّظُم الغذائية؟
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة، مثل:
- ما مدى فعالية تحكمك في داء السكري لديك؟
- متى بدأت تشعر بالأعراض؟
- هل تشعر بالأعراض شعورًا دائمًا أم أنها تظهر وتختفي؟
- ما مدى شدة أعراضك؟
- هل هناك أيّ شيء يبدو أنه يُحسّن من الأعراض التي تشعر بها؟
- ما الذي يجعل الأعراض التي تشعر بها تزداد سوءًا، إن وُجد؟
- ما الصعوبات التي تواجهك بشأن التحكم في داء السكري لديك؟
- ما الذي قد يساعدك على التحكم في داء السكري بصورة أفضل؟
التحديث الاخير:
October 28th, 2021