سرطان الأنسجة غير معروف المنشأ
في هذا النوع غير المألوف والعنيف من السرطان، فإن الأطباء ليسوا متأكِّدين من مكان بَدْء السرطان. انظر كيف يُحدِّدون العلاجات التي من المرجَّح أن تُفيد.
السرطان المجهول الابتدائي هو تشخيص يعطى عندما يكون الأطباء غير قادرين على تحديد مكان بدء السرطان.
في معظم الأحيان، يتم تشخيص السرطان عندما يكتشف الأطباء المكان الذي بدأ فيه السرطان (الورم الرئيسي). إذا كان السرطان قد انتشر (نقيلي)، فقد يتم اكتشاف تلك المواقع أيضًا.
في السرطان المجهول الأولي، والمعروف أيضا باسم السرطان الابتدائي الغامض، يجد الأطباء الخلايا السرطانية التي تنتشر في الجسم، لكنهم لا يستطيعون العثور على الورم الرئيسي.
يفكر الأطباء في موقع الورم الرئيسي عند اختيار العلاجات الأنسب. لذلك إذا تم العثور على سرطان غير معروف، فإن الأطباء يعملون لمحاولة تحديد موقع الورم الرئيسي. قد يفكر طبيبك في عوامل الخطر والأعراض ونتائج الفحوصات واختبارات التصوير واختبارات علم الأمراض عند محاولة تحديد مكان بدء السرطان.
علامات وأعراض سرطان النوع الأولي غير المعروف حسب عضو الجسم المصاب بالمرض. وبشكلٍ عام، ربما تتضمن ما يلي:
- انتفاخ يمكن الشعور به خلال الجلد
- الألم
- تغييرات في عادات حركة الأمعاء، مثل حالات إمساك، أو إسهال جديدة أو مستمرة
- كثرة التبوُّل
- السُّعال
- الحُمّى
- التعرّق الليلي
- فقدان الوزن دون محاولة القيام بذلك
بصفة عامة، يتشكَّل السرطان عندما تُطَوِّر الخلايا تغيُّرات (طفرات) في الحمض النووي (DNA). يحتوي الحمض النووي على تعليمات تُخبِر الخلية ماذا تفعل. وبِناءً عليه، يُمكِن أن تُؤدِّي بعض الطفرات إلى تكاثُر أحد الخلايا بصورة خارجة عن نطاق السيطرة واستمرارها في الحياة بعد أن تموت الخلية الطبيعية. حين يَحدُث ذلك، تتراكم الخلايا الشاذة وتُشَكِّل وَرَمًا. يُمكِن أن تنفصل خلايا الوَرَم وتنتشر (تنتقل) إلى أجزاء أخرى من الجسم.
في حالات السرطان غير المعروف بدايتها، يتمُّ اكتشاف خلايا سرطانية تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ولكن لا يتم اكتشاف الورم الأصلي.
قد يحدث هذا الأمر في الحالات التالية:
- لا يمكن لاختبارات التصوير الطبي أن تكتشف السرطان الأصلي بسبب حجمه الضئيل
- الجهاز المناعي للجسم قَتَل السرطان الأصلي
- تمت إزالة السرطان الأصلي خلال عملية خاصة بحالة صحية أخرى
خطر الإصابة بسرطان النوع الأولي غير المعروف قد يَكون مرتبطًا بما يلي:
- كبار السن. من المرجح أن يَحدث هذا النوع من السرطان لدى الأشخاص الذين تَزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان. هناك بعض الأدلة على أن الإصابة بسرطان النوع الأولي غير المعروف قد يَرتبط بوجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان الذي يُصيب الرئتين أو الكليتين أو القولون.
قد تتضمَّن الاختبارات والإجراءات المُستخدمة لتشخيص سرطان الأنسجة غير معروف المنشأ ما يلي:
- الفحص البدني. قد يسألكِ الطبيب عن العلامات والأعراض، وقد يقوم بفحص المناطق التي تُثير قلقكِ؛ من أجل جمع أدلة عن تشخيص حالتكِ.
- اختبارات التصوير. قد تخضعين لإجراء فحوصاتٍ تصويرية، مثل الأشعة السينية، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المِغناطيسي؛ للمساعدة على تشخيص حالتكِ.
- إزالة عيِّنة من الأنسجة للاختبار. للتأكُّد من أن السرطان هو سبب الأعراض، قد يُوصي الطبيب بإجراءٍ لنَزْع عينةٍ من الخلايا لاختبارها بالمعمل (خِزعة). يمكن إجراء هذا عن طريق إدخال إبرة من خلال الجلد، أو قد يحتاج إلى عمليةٍ جراحية. وفي المعمل، سيقوم الأطباء بتحليل الخلايا؛ لتحديد ما إذا كانت سرطانية، وتحديد المكان الذي يمكن أن تكون قد نشأت فيه.
اختبارات البحث عن السرطان الرئيسي
إذا كشفت الاختبارات الأولية أن الخلايا السرطانية تأتي من مكان آخر في الجسم، فمن الممكن أن يُطلب منك إجراء فحوصات إضافية لتحديد المكان الذي نشأتْ فيه تلك الخلايا (أي الورم الرئيسي).
تتضمن الفحوصات ما يلي:
- الفحص البدني. قد يَفحص طبيبك جسمك بعناية ودقة بحثًا عن علامات السرطان.
- اختبارات التصوير. قد يَطلب الطبيب منك إجراء بعض اختبارات التصوير بحثًا عن علامات للسرطان الرئيسي. قد تَتضمن تلك الفحوصات عمل أشعة مقطعية والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
- اختبارات الدم. من الممكن أن تُقدم اختبارات الدم التي تَقيس أداء أحد أعضائك فكرة للطبيب عما إذا كان السرطان يُؤثر على عضو من أعضائك، كالكليتين والكبد. كذلك، من الممكن أن تُقدم اختبارات الدم التي تَبحث عن الجزيئات والتي تُنتجها أنواع معينة من السرطان (علامات وجود الأورام) في بعض الأحيان معلومات أكثر حول تشخيص المرض لديك. من أمثلة علامات الأورام: المستضد البروستاتي النوعي (PSA) الخاص بسرطان البروستاتا ومستضد السرطان (CA) 125 الخاص بسرطان المبيض.
- استخدام منظار لفحص الجزء الداخلي من جسمك. قد يَستخدم الطبيب أنبوبًا طويلًا، ورفيعًا، ومتصلًا بآلة تصوير لفحص الجزء الداخلي من جسمك بحثًا عن علامات لوجود سرطان. قد يُدخل هذا المنظار عبر فمك لفحص الجزء الداخلي من رئتيك أو مريئك أو معدتك أو كبدك أو أمعائك الدقيقة. لفحص القولون والمستقيم، يُمكن أن يُدخل المنظار من فتحة الشرج.
- اختبارات معملية متقدمة قد يُجري الأطباء المتخصصون في تحليل الدم وأنسجة الجسم (اختصاصيو علم الأمراض) اختبارات شاملة أكثر للخلايا السرطانية لديك للحصول على مزيد من المعلومات حول تشخيص حالتك. قد يَستخدم اختصاصيو علم الأمراض أجهزة الميكروسكوب عالية التقنية والصبغات الخاصة وبعض التقنيات الأخرى، كالفحوصات والاختبارات، بحثًا عن أي تغير في جينات وكروموسومات الحمض النووي للخلايا السرطانية.
وهذه هي الاختبارات التي تُساعد طبيبك في تحديد مكان الورم الرئيسي الذي بدأ فيه السرطان لديك. إذا عثِر على الورم الرئيسي، فلن يُصبح لديك سرطان غير محدد ورمه الرئيسي. إذا تَعذر تحديد موقع الورم الرئيسي لديك بالرغم من الفحوصات والاختبارات التي أُجريت، فإن نتائجها ستُساعد طبيبك على تحديد أنواع العلاج التي تُناسبك بشكل أفضل.
ولتحديد أي العلاجات قد تكون الأفضل لكَ سيأخذ طبيبكَ في اعتباره مكان اكتشاف خلاياك السرطانية وأي نوع من الخلايا الطبيعية قد تشابهوا إلى حد كبير معها ونتائج الفحوصات المختبرية. إن خطة العلاج هي خطة خاصة بحالتكَ الطبية تحديدًا وبتفضيلاتكَ الشخصية أنتَ.
قد تتضمَّن العلاجات:
- العلاج الكيميائي. يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية لقتل الخلايا السرطانية. وقد يُعطى أحد أدوية العلاج الكيميائي أو أكثر بطريقتين؛ إما من خلال أحد الأوردة الموجودة بذراعكَ (وريديًّا) أو يؤخذ عن طريق الفم، أو كليهما. قد يُوصَى بالعلاج الكيميائي في حالة تواجُد خلايا سرطانية لديكَ في أكثر من منطقة.
- العلاج الإشعاعي. يَستخدم العلاجُ الإشعاعي حزمًا مرتفعةَ الطاقة من مصادر مثل الأشعة السينية والبروتونات، للقضاء على الخلايا السرطانية. أثناء العلاج الإشعاعي، تستلقي على طاولة بينما تتحرك آلة من حولكَ، وتوجِّه الإشعاع إلى نقاط دقيقة في جسمكَ. يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج حالات السرطان غير المعروفة، والتي ما تزال في بداياتها وهذا يقتصر على منطقة واحدة من الجسم. كما يمكن أن يُستخدم كذلك للمساعدة في السيطرة على الأعراض مثل تزايد نمو السرطان الذي يسبب الألم.
- الجراحة. قد تكون عملية استئصال السرطان خيارًا في حالات السرطان غير المعروفة والتي ما تزال في بداياتها وهذا يقتصر على منطقة واحدة من الجسم، مثل الغدة الليمفاوية أو الكبد. قد يوصي طبيبكَ بالعلاج الإشعاعي بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية قد تتبقى.
- الرعاية الداعمة (التلطيفية). الرعاية التلطيفية هي الرعاية الطبية المتخصصة التي تُركز على توفير تخفيف الألم والأعراض الأخرى لمرض خطير. يَعمَل مختصُّو الرعاية التلطيفية معكَ ومع عائلتكَ والأطباء الآخرين لتوفير طبقة إضافية من الدعم تُكمِل رعايتكَ المستمرة. يُمكن استخدام الرعاية التلطيفية أثناء خضوعك لعلاجات عنيفة أخرى، مثل: الجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي.
من الممكن أن يَكون تشخيص السرطان المجهول الأولي محبطًا نتيجة للشك الذي يُصاحبه. وقد يُخضعك هذا التشخيص لإجراء اختبارات كثيرة وتَستمر في عدم معرفة المكان الذي بدأت فيه الإصابة بالسرطان بالتحديد.
مع مرور الوقت، ستَجد ما يساعدك في التغلب على عدم اليقين والضيق الذي يَأتي مع تشخيص هذا السرطان. حتى ذلك الحين، قد يَكون من المفيد أن:
- تعلَمَ المزيد عن السرطان لاتخاذ قرارات بشأن الرعاية. استشر الطبيب حول سرطانك، بما في ذلك نتائج فحصك، وخيارات العلاج، وأيضًا تقدُّم حالتك إذا رغبت. كلما عرفت المزيد عن السرطان، أصبحت أكثر ثقة بشأن اتخاذ قرارات بخصوص خيارات العلاج.
- أَبقِ أصدقاءكَ وعائلتكَ قريبين. قد يساعدك إبقاء علاقاتك القريبة قوية في التعامل مع نوع سرطانك. يُمكن لأصدقائك وأقربائك منح الدعم العملي الذي ستَحتاج إليه، مثل المساعدة في العناية بمنزلك إذا كنت في المستشفى. ويمكنهم منح الدعم العاطفي أيضًا في حالة شعورك بأن السرطان قد تغلب عليك.
-
ابحث عمَّن يمكنكِ التحدُّث إليه. ابحث عمن يَكون لديه الرغبة في الاستماع إليك وأنت تَتحدث عن آمالك ومخاوفك. قد يكون هذا الشخص صديقًا أو قريبًا. وقد يساعدك أيضًا التَّفَهُّم والدعم من قِبَل استشاري، أو عامل طبي اجتماعي، أو طبيب نفسي أو متخصص آخر في الصحة النفسية.
اسأل طبيبك عن مجموعات الدعم المتاحة في منطقتك. وتَشمل المصادر الأخرى للمعلومات المعهد الوطني للسرطان وجمعية السرطان الأمريكية.
حدِّد موعدًا مع الطبيب، إذا كان لديكَ علامات أو أعراض تثير قلقك. إذا اشتبه طبيبك في احتمال إصابتك بالسرطان، فقد تُحال إلى طبيب متخصص في رعاية مرضى السرطان (طبيب الأورام).
يرد فيما يلي بعض المعلومات للمساعدة في الاستعداد للموعد الطبي المحدد لك.
ما يمكنك فعله؟
عند تحديد الموعد الطبي، اسألي إذا كان هناك أي شيء تحتاجين للقيام به مقدَّمًا مثل الصيام قبل إجراء اختبار معين. جهِّزْ قائمة بما يلي:
- الأعراض التي تشعر بها؛ وتشمل تلكَ التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي قمتَ من أجله بتحديد موعدكَ الطبي
- المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك الضغوطات الشديدة والتغيُّرات الحياتية التي حدثت لك مُؤخَّرًا
- جميع الأدوية، أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها، بما في ذلك الجرعات
- الأسئلة التي قد يكون مطلوبًا طرحها على طبيبك
اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو صديقًا، إذا أمكن، لمساعدتك على تَذكُّر المعلومات التي ستتلقاها.
وتَشمل الأسئلة الأساسية التي قد تَرغب في طرحها على طبيبك عن سرطان الأنسجة غير معروف المنشأ ما يلي:
- ما السبب المحتمل لأعراضي؟
- عدا السبب الأكثر احتمالية، ما الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض أو الحالة التي أعاني منها؟
- ما هي الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما التصرُّف الأمثل؟
- ما البدائل للطريقة العلاجية الأوَّليَّة التي تقترحها؟
- أنا لديَّ حالاتٌ صحيَّةٌ أخرى. كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا على النحو الأفضل؟
- هل هناك قيود ينبغي عليَّ اتباعها؟
- هل ينبغي عليَّ استشارة مختصٍّ؟
- هل هناك أي منشورات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تَنصحُني بها؟
لا تتردَّدْ في طرح الأسئلة.
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
من المُرجَّح أن يطرَح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة، مثل:
- متى بدأت الأعراض تظهر عليك؟
- هل أعراضُك مُستمرَّة أم عرَضِية؟
- إلى أي مدًى تفاقمت الأعراض؟
- ما الذي يُحسِّن من أعراضكَ، إن وُجد؟
- ما الذي يجعَل أعراضَك تزداد سُوءًا، إن وُجِد؟
التحديث الاخير:
December 23rd, 2020