اضطراب شرب الكحوليات
يتراوح تعاطي الكحول غير الصحي بين الخفيف والشديد، ويشمل ذلك الإدمان على الكحول والإفراط في الشرب، مما يعرِّض الصحة والسلامة للخطر. يكون العلاج المبكر مهمًّا للغاية.
يُعد اضطراب تناول الكحوليات (الذي يتضمن مستوى يُعرف أحيانًا باسم إدمان الكحوليات) نمطًا من تناول الكحوليات حيث ينطوي على مشكلات في السيطرة على الشرب، والانشغال المستمر بتناول الكحوليات، والاستمرار في تناولها ولو كانت تسبب مشكلات، وتناولها أكثر للحصول على التأثير المماثل، أو الإصابة بأعراض الانسحاب عند تقليل الشرب أو إيقافه بسرعة.
يتضمن التناول غير الصحي للكحوليات أيّ تناول يجعل صحة وسلامة الشخص قيد الخطر أو ما يتسبب في المشكلات الأخرى المرتبطة بالكحوليات. كما يتضمن أيضًا نهم الشرب، وهو نمط من الشرب يستهلك الذكر فيه خمس أو أكثر من جرعات الشرب خلال ساعتين أو شرب الأنثى أربع جرعات على الأقل خلال ساعتين. يؤدي نهم الشرب إلى مخاطر كبيرة تهدد الصحة والسلامة.
وإذا أدى نمط الشرب إلى الكرب البالغ المتكرر ومشكلات أداء الوظائف في الحياة اليومية، فهذا يشير على الأرجح إلى إصابة الشخص باضطراب تناول الكحوليات. ويمكن أن يتراوح من الاضطراب الخفيف إلى الشديد. ومع ذلك، يمكن أن تزيد حِدة الاضطراب الطفيف ويؤدي إلى مشكلات خطيرة، ولذلك يكون العلاج المبكر مهمًا للغاية.
يمكن أن يكون اضطراب معاقرة المشروبات الكحولية بسيطًا، أو معتدلًا أو شديدًا بناء على عدد الأعراض التي تظهر عليك. قد تتضمَّن العلامات والأعراض ما يلي:
- العجز عن الحد من كمية المشروبات الكحولية التي تحتسيها
- الرغبة في خفض مقدار الكميات التي تحتسيها، أو إجراء محاولات غير ناجحة لتحقيق ذلك
- قضاء الكثير من الوقت في احتساء المشروبات الكحولية، أو الحصول عليها، أو التعافي من أثر استهلاكها
- الشعور باشتهاء أو توقٍ شديد إلى احتساء المشروبات الكحولية
- الفشل في الوفاء بالتزامات العمل، أو المدرسة، أو المنزل بسبب تكرار احتساء المشروبات الكحولية
- الاستمرار في احتساء المشروبات الكحولية رغم تسببها في مشكلات جسدية، أو اجتماعية، أو شخصية
- العزوف عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وأنشطة العمل وممارسة الهوايات أو الإقلال منها
- احتساء المشروبات الكحولية في وضع غير آمن، مثل القيادة أو السباحة
- اعتيادك على الكحول ومن ثم الاحتياج إلى احتساء المزيد منه للشعور بتأثيره أو الشعور بتأثير أقل عند احتساء الكمية نفسها
- قد تحدث لك أعراض انسحاب مثل الغثيان والتعرق والارتجاف في حالة عدم احتسائك المشروبات الكحولية، أو احتساء الكحول لتجنب حدوث هذه الأعراض
قد يتضمن اضطراب معاقرة الكحول فترات من الإصابة بتسمم الكحول أو أعراض الانسحاب.
- تحدث الإصابة بتسمم الكحول نتيجةً لزيادة كمية الكحول في مجرى الدم. وكلما زاد تركيز الكحول في الدم، أصبحت أشد وهنًا. يسبب تسمم الكحول مشكلات سلوكية وتغييرات في الحالة العقلية. وقد تتضمن هذه المشكلات سلوكًا غير لائق، وحالات مزاجية غير مستقرة، والحكم غير السليم على الأمور، وثقل اللسان، وضعف الانتباه أو الذاكرة، وعدم التوافق الحركي. كما قد تمر عليك فترات لا تتذكر الأحداث خلالها تُعرف بـ"غياب العقل". قد يؤدي الارتفاع الشديد لمستويات الكحول في الدم إلى الغيبوبة أو حتى الوفاة.
- قد تحدث أعراض انسحاب الكحول عند اعتياد احتساء المشروبات الكحولية بشراهة ولمدة طويلة ثم التوقف عنها أو تقليلها بقدر كبير. ويمكن حدوثها بعد فترة تتراوح من عدة ساعات إلى أربعة أو خمسة أيام. تتضمن العلامات والأعراض التعرق، وضربات القلب السريعة، وارتعاش اليد، ومشكلات النوم، والغثيان، والقيء، والهلوسات، والتململ، والهياج والقلق، ونوبات عرضية. وربما تكون الأعراض شديدة لدرجة تضعف قدرتك على أداء مهامك في العمل أو تصرفك في المواقف الاجتماعية.
ما الذي يمكن اعتباره كأسًا واحدًا من الشراب؟
يضع المعهد القومي لمعاقرة وإدمان الكحول المقاييس المتعارَف عليها لكأس واحد معتدِل من الشراب كالتالي:
- 12 أونصة (355 ملليلتر) من البيرة العادية (تحتوي على نسبة 5% كحول)
- 8 أو 9 أونصة (237 أو 266 ملليلتر) من الجَعة (تحتوي على نسبة 7% كحول)
- 5 أونصة (148 ملليلتر) من النبيذ غير المُسكِر (تحتوي على نسبة 12% كحول)
- 1.5 أونصة (44 ملليلتر) من الشراب المقطر بدرجة 80 (تحتوي على نسبة 40% كحول)
متى تزور الطبيب
إذا كنت تشعر في بعض الأحيان أنك تشرب الكثير من الكحول، أو أن شربك للكحول يسبب مشاكل، أو أن عائلتك تشعر بالقلق إزاء شربك للكحول، فتحدث إلى طبيبك. تشمل الطرق الأخرى للحصول على المساعدة التحدث مع اختصاصي الصحة العقلية أو طلب المساعدة من مجموعة دعم مثل (مدمني الكحول المجهولين) أو نوع مشابه من مجموعة المساعدة الذاتية.
لأن الإنكار أمر شائع، فقد لا تشعر أن لديك مشكلة في الشرب. قد لا تتعرف على مقدار ما تشربه أو مقدار المشاكل في حياتك المتعلقة بإدمان الكحول. استمع إلى الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل عندما يطلبون منك مراجعة عادات الشرب أو طلب المساعدة. فكر في التحدث مع شخص يعاني من مشكلة في الشرب ولكنه توقف.
إذا احتاج شخصٌ محبَّبٌ إليك إلى المساعدة
يتردد معظم مدمني المشروبات الكحولية في تلقي العلاج؛ لأنهم لا يدركون أن لديهم مشكلة. يمكن أن يساعد التدخل من الأحباء بعض الأشخاص في إدراك وقبول المساعدة المحترفة. إذا كنت مهتمَّا بأمر شخص ما يُسرِف في شرب الكحوليات، فابحث عن محترف ذي خبرة في علاج إدمان الكحوليات ليعطيك النصيحة وكيفية التعامل مع هذا الشخص.
يمكن أن تؤثر العوامل الجينية والنفسية والاجتماعية والبيئية على تأثير شرب الكحول على جسمك وسلوكك. تشير النظريات إلى أن لدى بعض الأشخاص الذين يتناولون الكحوليات تأثيرًا مختلفًا وقويًا قد يؤدي إلى اضطراب استخدام الكحوليات.
مع مرور الوقت، قد يؤدي شرب الكثير من الكحوليات إلى تغيير الوظيفة الطبيعية لمناطق الدماغ المرتبطة بتجربة المتعة والحكم والقدرة على التحكم في السلوك. قد يؤدي هذا إلى شرب الكحوليات في محاولة لاستعادة المشاعر الجيدة أو الحد من تلك السلبية.
قد يبدأ شرب الكحوليات في سن المراهقة، لكن اضطراب تعاطي الكحول يحدث بشكل متكرِّر في العشرينات والثلاثينيات، رغم أنه قد يبدأ في أي عمر.
- شرب ثابت مع مرور الوقت. يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الكحول بشكل مُنتظَم لفترة طويلة أو الإفراط في شرب الكحول بشكل مُنتظم إلى مشاكل متعلقة بالكحول أو اضطراب شرب الكحوليات.
- ابتداءً من سنٍّ مبكرة. الأشخاص الذين يبدؤون في الشرب – وخاصة الإفراط في تناول الشراب – في سنٍّ مبكرة يكونون أكثر عرضة لخطر اضطراب شرب الكحوليات.
- تاريخ العائلة. خطر اضطراب شرب الكحوليات أعلى بالنسبة للأشخاص الذين لديهم والد أو قريب آخر لديه مشاكل مع الكحول. قد يتأثر هذا بالعوامل الوراثية.
- الاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى. إنها شائعة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الصحة العقلية مثل القلق أو الاكتئاب أو انفصام الشخصية أو الاضطراب ثنائي القطب أن يواجهوا مشاكل مع الكحول أو مواد أخرى.
- تاريخ الصدمة النفسية. الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الصدمة العاطفية أو غيرها من الصدمات النفسية هم أكثر عُرضةً لخطر اضطراب شرب الكحوليات.
- أجريت له جراحة لعلاج البدانة. تشير بعض الدراسات البحثية إلى أن إجراء جراحة علاج البدانة قد يزيد من خطر الإصابة باضطراب تعاطي الكحوليات أو الانتكاس بعد الشفاء من اضطراب شرب الكحوليات.
- العوامل الاجتماعية والثقافية. وجود أصدقاء أو شريك مقرب يشرب بانتظام يمكن أن يزيد من خطر اضطراب شرب الكحوليات. إن الطريقة البرَّاقة التي يصوَّر بها الشرب في بعض الأحيان في وسائل الإعلام قد ترسل أيضًا رسالة تفيد بأنه لا بأس في شرب الكثير. بالنسبة للشباب، يمكن أن يؤثر تأثير الآباء والأقران والأدوار النموذجية الأخرى على المخاطر.
يؤدي الكحول إلى تثبيط جهازك العصبي المركزي. في بعض الأفراد، قد يكون رد الفعل الأولي هو التحفيز. ولكن مع استمرارك في الشرب، سوف يصبح مُخدرًا.
حيث يؤثر شُربك للكثير من الكحول على كلامك وتناسق عضلاتك والمراكز الحيوية في دماغك. قد تسبب الشراهة الكثيفة في الشرب غيبوبة خطيرة أو موتًا. كما أن هذا مثير للقلق بشكل خاص إذا ما كنت تتناول بعض الأدوية التي تقلل أيضًا من وظائف الدماغ.
التأثير على سلامتكَ وأمانكَ
إنَّ الإفراط في شرب الكحوليات يُضعِف قدرتكَ على اتخاذ القرار ويُغيِّر من طريقة تفكيركَ؛ مما يؤدي إلى الاختيارات الخاطئة والوقوع في مواقف خطيرة وفِعل أفعال مؤذية، بما في ذلكَ:
- حوادث السيارات وغيرها من أنواع الإصابات الناجمة عن الحوادث، مثل الغرق
- مشاكل في العلاقات
- ضعف الأداء في العمل أو المدرسة
- زيادة احتمال ارتكابكَ لجرائم عنف أو الوقوع كضحية لإحدى الجرائم
- مشاكل قانونية أو مشاكل في التوظيف أو الشؤون المالية
- مشاكل في استخدام المواد الأخرى المتاحة
- الانخراط في ممارسة الجنس المحفوف بالمخاطر وغير الشرعي، أو التعرض للانتهاك الجنسي أو الاغتصاب
- زيادة احتمال حدوث محاولة للانتحار أو الانتحار الكامل بالفعل
التأثير على صحتك
شرب الكثير من الكحول في مناسبة واحدة أو بمرور الوقت يمكن أن يسبب مشاكل صحية، بما في ذلك:
- أمراض الكبد. يمكن أن يسبب شرب الخمر بكثرةٍ الدهونَ في الكبد (التهاب الكبد الدهني)، التهاب الكبد (التهاب الكبد الكحولي)، ومع مرور الوقت، تدمير لا رجعة فيه وتندُّب أنسجة الكبد (تليُّف الكبد).
- مشاكل الهضم. قد يؤدي تناول الكحول بكميات كبيرة إلى التهاب بطانة المعدة (التهاب المعدة)، وكذلك قُرحة المعدة والمريء. يمكن أن تتداخل أيضًا مع امتصاص مجموعة فيتامين B وغيرها من العناصر المغذية. قد يؤدي الإفراط في تناول الكحوليات إلى تلف البنكرياس أو يؤدي إلى التهاب البنكرياس (التهاب البنكرياس).
- مشكلات في القلب. قد يؤدي الإفراط في شرب الخمر إلى ارتفاع ضغط الدم ويزيد من خطر الإصابة بتضخم القلب أو قصور القلب أو السكتة الدماغية. حتى الشرب الفردي يمكن أن تسبب عدم انتظام ضربات القلب الخطير الذي يسمى الرَّجَفان الأذيني.
- مضاعفات داء السكري. يتداخل الكحول مع إطلاق الغلوكوز من الكبِد ويمكن أن يزيد من خطر انخفاض سكر الدم (نقص سكر الدم). هذا أمر خطير إذا كنت تعاني من مرض السكري وكنت تأخذ الأنسولين بالفعل لخفض مستوى السكر في الدم.
- الوظيفة الجنسية ومشاكل الحيض. الإفراط في شرب الكحول يمكن أن يسبب ضعف الانتصاب لدى الرجال. في النساء، يمكن أن يقطع الحيض.
- مشاكل العين. بمرور الوقت، يمكن أن يسبب تناول الكحول بكثرة حركة العين السريعة (رأرأة) وكذلك ضعف وشلل عضلات عينيك بسبب نقص فيتامين B-1 (الثيامين). يمكن أيضًا أن يرتبط نقص الثيامين بالتغيرات الأخرى في الدماغ، مثل الخَرَف الذي لا يعالج، إن لم يتم علاجه على الفور.
- التشوهات الخلقية. شرب الكحوليات أثناء الحمل قد يسبب الإجهاض التلقائي. قد يسبب أيضًا متلازمة كحول الجنين، مما يؤدي إلى ولادة طفل يعاني من مشاكل جسدية ونمائية تدوم مدى الحياة.
- تلف العظام. قد يتداخل الكحول مع تكوُّن عظم جديد. يمكن أن يؤدي فقدان العظام هذا إلى ترقق العظام (هشاشة العظام) وزيادة خطر الاصابة بالكسور. يمكن للكحول أيضًا أن يتلف نخاع العظم، الذي يصنع خلايا الدم. هذا يمكن أن يسبب انخفاض عدد الصفائح الدموية، والتي قد تؤدي إلى كدمات ونزيف.
- المضاعفات العصبية. يمكن أن يؤثر الإفراط في تناول الكحول على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تنميل وألم في يديك وقدميك وتفكيرك المضطرب والخَرَف وفقدان الذاكرة على المدى القصير.
- ضعف الجهاز المناعي. الاستخدام المفرط للمواد الكحولية يمكن أن يجعل من الصعب على جسمك مقاومة المرض، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مختلفة، وخاصة الالتهاب الرئوي.
- زيادة خطر الاصابة بالسرطان. يرتبط الاستخدام المفرط للمواد الكحولية على المدى الطويل بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الفم والحلق والكبد والمريء وسرطان القولون والثدي. حتى الشرب المعتدل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- الدواء وتفاعلات الكحول. تتفاعل بعض الأدوية مع الكحول، مما يزيد من آثاره السامة. يمكن للشرب أثناء تناول هذه الأدوية إما أن يزيد أو يقلل من فعاليتها، أو يجعلها خطيرة.
تساعد التوعية المبكرة على حماية المراهقين من التورط في مشاكل متعلقة بشرب الكحوليات. إذا كان لديك مراهق، فكن منتبهًا لأية علامات وأعراض تنبؤ بتورُّطه في أية مشاكل متعلقة بالكحول مثل:
- افتقاره للشغف في ممارسة الأنشطة والهوايات وفي اهتمامه بمظهره الشخصي
- احمرار العينين، والتلعثُم عند الكلام، واضطراب التوازن، ومشاكل في الذاكرة
- مواجهة صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية أو حدوث تغيرات مفاجئة فيها، مثل الانضمام لمجموعة مختلفة من الأصدقاء
- تراجُع علاماته في المدرسة وتسبُّبُه في المشاكل
- تقلُّبات مزاجية متكررة ويبدو متحفزًا
يمكنك حماية مراهقك من شرب الكحوليات عن طريق:
- كن أنت قدوته.
- تحدَّثْ بحُرِّيَّة مع ولدك، اقضِ وقتًا معه واحرِص على أن تكون متواجدًا بشكل فعَّال في حياته.
- أخبِرْ ولَدك بتوقعاتك المتعلقة به — وبالنتائج المترتبة على مخالفته القواعد.
من المرجح أن تبدأ بمراجعة طبيبك. إذا اشتبه طبيبك في وجود مشكلة في تناول المشروبات الكحولية، فقد يحيلك إلى أخصائي الصحة العقلية.
لتقييم مشكلتك مع المشروبات الكحولية، من المرجح أن يقوم طبيبك بما يلي:
- طرح عدة أسئلة تتعلق بعادات الشرب الخاصة بك. استئذانك في التحدث مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء. ومع ذلك، تمنع القوانين السرية طبيبك من إعطاء أي معلومات عنك دون موافقتك.
- إجراء الكشف الطبي. قد يقوم طبيبك بإجراء فحص بدني ويطرح بعض الأسئلة عن صحتك. هناك العديد من العلامات الجسدية التي تشير إلى وجود مضاعفات نتيجة تناول المشروبات الكحولية.
- الفحوصات المختبرية والفحوص التصويرية على الرغم من عدم وجود اختبارات محددة لتشخيص اضطراب تناوُل المشروبات الكحولية، فإن هناك أنواعًا معينة من الاختبارات المعملية التي قد توضح هذا الأمر بقوة. وقد تحتاج إلى إجراء اختبارات لتحديد المشكلات الصحية التي قد تكون مرتبطة بتناول المشروبات الكحولية. ومن الممكن اكتشاف الأضرار التي لحقت بأعضائك من خلال هذه الاختبارات.
- إكمال التقييم النفسي. يتضمن هذا التقييم أسئلة حول الأعراض والأفكار والمشاعر وأنماط السلوك لديك. قد يُطلب منك إكمال استبيان يساعدك في الإجابة على هذه الأسئلة.
- استخدام الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5). غالبًا ما يتم استخدام الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، الطبعة الخامسة، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، لتشخيص حالات الصحة العقلية.
يمكن أن تتنوع معالجة اضطراب تعاطي الكحول تبعًا لاحتياجاتك. قد تستلزم المعالجة تدخلًا قصيرًا أو استشارة فردية أو استنصاحًا جماعيًّا أو برنامجَ العيادات الخارجية، أو إقامة داخلية سكنية. إن العمل على توقف تعاطي الكحول لتحسين نوعية الحياة هو الهدف الرئيسي للعلاج.
قد تتضمن معالجة اضطراب تعاطي الكحول:
- إزالة السموم والانسحاب. قد تبدأ المعالجة ببرنامج إزالة السمية — الانسحاب الذي يتم التحكم فيه طبيًّا — الذي يأخذ عمومًا من يومين إلى سبعة أيام. ربما تحتاج إلى تناول أدوية مهدئة لمنع ظهور أعراض الانسحاب. ولا تتم عملية إزالة السمية عادة إلا في مركز علاج داخلي أو في مستشفى.
- تعلم المهارات ووضع خطة العلاج. وهذا يستلزم عادة متخصصين في علاج إدمان الكحول. وهذا يتضمن تحديد الأهداف وتقنيات تغيير السلوك واستخدام كتيبات المساعدة الذاتية ومتابعة الرعاية الطبية كل ذلك في أحد مراكز العلاج.
- الاستشارة النفسية. يساعدك كلٌّ من العلاج والاستشارة سواء في جماعة أو بمفردك على أن تفهم مشكلتك بشكل أفضل وبذلك يتم دعم وتعزيز شفائك من إدمان الكحوليات من زاوية نفسية. قد تستفيد من العلاج في أزواج أو العلاج الأسري؛ لأن دعم الأسرة يمكن أن يكون جزءًا مهمًّا في عملية التعافي.
- الأدوية الفموية. هناك عقار يطلق عليه ثُنائِيُّ السَّلْفِيرام (أنتابيوز) قد يساعدك في الامتناع عن الشرب، إلا أنه لن يعالج اضطراب تعاطي الكحول أو يقتل الإحساس المُكرِه على الشرب. إذا شربت الكحوليات فإن الكحول يُحدث رد فعل جسديًّا يتضمن البَيغ والغثيان والقيء والصداع. إن نالتريكسون -عقار يمنع الأحاسيس الجيدة التي يسببها الكحول- يمكن أن يمنع الإفراط في تناول الكحوليات كما يقلل من الرغبة في الشرب. قد يساعدك أكامبروسيت في مقاومة الرغبة الشديدة والملحة لمعاودة الشرب بمجرد توقفك عن معاقرة الكحوليات. وعلى عكس دايسلفيرام، فإن التريكسون وأكامبروسيت لا يجعلانك تشعر بالإعياء بعد شربهما.
- الدواء المحقون. يُحقن فيفترول -أحد أشكال عقار النالتريكسون - مرة شهريًّا على يد اختصاصي رعاية صحية. وعلى الرغم من أن أدوية مماثلة يمكن أن يتم تناولها في شكل حبوب، فإن الحُقن من هذا العقار يمكن أن تكون أسهل لتعافي المدمنين من اضطراب تعاطي الكحول حيث إنها أسهل في استخدامها بانتظام.
- الدعم المتواصل. إن برامج العناية التلوية ومجموعات الدعم تساعد المدمنين على التعافي من اضطراب تعاطي الكحول حتى يتوقفوا عن الشرب وتواجه النكسة وتتناول التغييرات الضرورية في نمط الحياة. وهذا يتضمن الرعاية الدوائية والنفسية أو حضور مجموعات الدعم.
- معالجة المشكلات النفسية. عادة ما يصحب اضطراب تعاطي الكحول اضطرابات الصحة العقلية الأخرى. إذا كنت مصابًا بالاكتئاب والقلق أو أي حالة تؤثر على صحتك العقلية، فقد تكون بحاجة إلى العلاج بالحوار (العلاج النفسي) أو إلى أدوية أو طرق علاج أخرى.
- المعالجة الطبية للحالات المرضية. يتحسن بشكل كبير العديد من المشاكل الصحية المتعلقة بالكحوليات بمجرد التوقف عن شربها. ولكن بعض الحالات الصحية قد تكون مُسوِّغًا لاستمرار العلاج والمتابعة.
- الممارسة الروحية. قد يجد الأشخاص الذين ينخرطون في بعض أنواع الممارسة الروحية المنتظمة أنه أسهل عليهم الحفاظ على الدرجة التي وصلوا إليها من التعافي عن أن يعانوا اضطراب تعاطي الكحول أو أي نوع إدمان آخر. بالنسبة للعديد من الأشخاص يُعد اكتساب بصيرة كبيرة بجوانبهم الروحية هو العنصر الأساسي في الشفاء.
برامج العلاج للمرضى المقيمين
بالنسبة لاضطرابات استخدام الكحول الخطيرة، قد تحتاج إلى البقاء في منشأة علاج توفِّر إقامة. تشمل أغلبُ برامج العلاج للمرضى المقيمين العلاجَ الفردي والجماعي ومجموعات الدعم والمحاضرات التعليمية والمشاركة الأسرية والعلاج بالنشاط.
عادةً ما تتضمن برامج العلاج للمرضى المقيمين مستشارَ كحولياتٍ ومخدراتٍ معتمَدًا واختصاصيين اجتماعيين وطاقم تمريض وأطباء وآخرين لديهم الخبرة في التعامل مع اضطرابات استخدام الكحول.
إنك بحاجة إلى التركيز على تغيير عاداتك وتغيير اختيارات نمط الحياة الخاصة بك كجزء من عملية شفائك. من الممكن أن تُساعد هذه الاستراتيجيات.
- فكر في مكانتك الاجتماعية. أخبر أصدقاءك وأفراد عائلتك بمنتهى الصراحة أنك لا تشرب المشروبات الكحولية. ضع نظام دعم مكونًا من الأصدقاء وأفراد العائلة ممن يُمكن أن يُدعِّموك في شفائك. قد تَحتاج إلى أن تَبتعد عن الأصدقاء والمواقف الاجتماعية التي تَعوق شفاءك.
- اتبع العادات الصحية مثلًا، تَمتع بنوم جيد، مارس الأنشطة البدنية بانتظام، تَحكم في الضغوط بشكل أكثر فعالية وتناول الأطعمة الصحية وبالكميات المناسبة، فكلها أمور يُمكن أن تُيسر من عملية تعافيك من اضطراب تعاطي الكحوليات.
- افعل الأمور التي لا تَنطوي على تناول الكحوليات. قد تَكتشف أن الكثير من أنشطتك يَنطوي على شرب الكحوليات. استبدل تلك الأنشطة بالهوايات أو الأنشطة التي لا تَتمركز حول الكحوليات.
تجنب استبدال العلاج الطبي التقليدي أو العلاج النفسي بالطب البديل. على أن الأساليب التالية قد تفيد عند استعمالها إلى جانب خطتك العلاجية في أثناء التعافي من اضطراب شرب الكحوليات:
- اليوجا. قد تساعدك سلسلة وضعيات اليوجا وتمارينها للتحكم في التنفس في الاسترخاء والسيطرة على الإجهاد النفسي.
- التأمل. في أثناء التأمل، تقوم بتركيز انتباهك، وإبعاد سلسلة الأفكار المشوشة التي قد تجعل عقلك مزدحمًا مسببة له الإجهاد النفسي.
- العلاج بالوخز بالإبر. ينطوي العلاج بالوخز بالإبر على إدخال إبر رفيعة كالشعر تحت الجلد. قد يساعد العلاج بالوخز بالإبر في تقليل القلق والاكتئاب.
يجد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الكحول وأفراد أسرهم أن المشاركة في مجموعات الدَّعم هي جزء أساسي من التعامل مع المرض ومنع حدوث الانتكاسات أو التعامل معه والبقاء متيقظين. يمكن لطبيبك أو مستشارك اقتراح مجموعة الدعم. غالبًا ما يتم سرد هذه المجموعات على الويب وأحيانًا في دفتر الهاتف.
وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
- مدمنو الكحوليات مجهولو الأسماء. مدمنو الكحوليات مجهولو الأسماء هي مجموعة مساعدة ذاتية للأشخاص الذين يتعافون من إدمان الكحول. مدمنو الكحوليات مجهولو الأسماء تقدم مجموعة أقران غير ثملين، وهي مبنية حول 12 خطوة كنموذج فعال لتحقيق الامتناع التام عن الانقطاع عن التعاطي.
- النساء من أجل الاتزان. النساء من أجل الاتزان هي منظمة غير ربحية تقدم برنامج مجموعة المساعدة الذاتية للنساء الراغبات في التغلُّب على إدمان الكحول والإدمان. وهو يركز على تطوير مهارات المواجهة المتعلقة بالنمو العاطفي والروحي، واحترام الذات والحصول على أسلوب حياة صحي وسليم.
- الأنون والآتين. تم تصميم الأنون للأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول لشخص آخر. مجموعات الآتين متاحة للأطفال في سن المراهقة من أولئك الذين يعانون من إدمان الكحول. عند مشاركة قصصهم، يكتسب أفراد العائلة فَهمًا أكبر لكيفية تأثير المرض على العائلة بأكملها.
إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لمقابلة الطبيب، وما يمكن توقعه من طبيبك، أو أخصائي الصحة العقلية.
راجع عادات الشرب لديك، مع إلقاء نظرة أمينة على عدد مرات تناولك للمشروبات الروحية، وكمية تلك المشروبات. استعد لمناقشة أي مشكلات قد يتسبب فيها تناول الكحول. اصطحب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء إلى موعدك، إن أمكن.
قبل موعدكَ الطبي، ضع قائمة بالتالي:
- أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو ذات صلة بشرب الكحوليات
- المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلكَ أي ضغوطات شديدة تعرضتَ لها أو تغييرات حياتية حدثت لكَ مؤخرًا
- جميع الأدوية، أو الفيتامينات، أو الأعشاب، أو أي مكملات غذائية تتناولها، وجرعات تلك المكملات الغذائية
- الأسئلة التي قد يكون مطلوبًا طرحها على طبيبكَ
تتضمن بعض الأسئلة التي تود طرحها ما يلي:
- هل ترى أنني أفرط في تناول الشراب كثيرًا، أو تظهر عليّ علامات تدل على تعرضي لمشكلات بسبب الشرب؟
- هل ترى أنني أحتاج إلى الإقلال من شرب الكحوليات، أو الإقلاع عنها تمامًا؟
- هل ترى أن الكحول قد يكون سببًا في تعرضي لمشكلات صحية، أو يزيد هذه المشكلات سوءًا؟
- ما التصرُّف الأمثل؟
- ما البديل للعلاج الذي تقترحه؟
- هل أحتاج إلى إجراء أي اختبارات طبية لتحديد مشكلات طبية واضحة؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يُمكِنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تَنصحُني بها؟
- هل سيكون من المفيد بالنسبة لي أن ألتقي بأخصائي ذي خبرة في علاج مشكلة شُرب الكحول؟
لا تتردَّدْ في طرح المزيد من الأسئلة.
ما يمكن أن يقوم به الطبيب
كن على استعداد للاجابة على الأسئلة التي يطرحها عليك الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية، التي قد تشمل:
- كم عدد المرات التي تتناول فيها شراب الكحول وما كميته؟
- هل أي من أفراد الأسرة لديه مشاكل مع الكحول؟
- هل تشرب في بعض الأحيان أكثر مما كنت تنوي شرابه؟
- هل اقترح الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل أنك بحاجة إلى تقليل الشرب أو الإقلاع عنه؟
- هل تشعر أنك بحاجة إلى شرب أكثر مما كنت تفعل في السابق للحصول على نفس التأثير؟
- هل حاولت التوقف عن الشراب؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل كان صعبًا وهل لديك أي أعراض للانسحاب؟
- هل كانت لديك مشاكل في المدرسة أو في العمل أو في علاقاتك التي تحتمل أنها مرتبطة بتعاطي الكحول؟
- هل هناك أوقات تصرفت فيها بطريقه خطرة أو مؤذية أو عنيفة عندما كنت تشرب؟
- هل تعاني من أية مشاكل صحية وجسدية، مثل أمراض الكبد أو السكري؟
- هل لديك أي مشاكل في الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو القلق؟
- هل تتناول مخدرات لترفيهية؟
سوف يسألك طبيبك أو الطبيب المتخصص في الصحة العقلية أسئلة إضافية مُرتكزة على استجاباتك، والأعراض الخاصة بك، كذلك احتياجاتك. سيُساعدك استعدادُك وتوقُّعك للأسئلة على الاستِفادة القُصوى من وقتِ مَوعدك.
التحديث الاخير:
December 24th, 2020