افهم الأسباب الكامنة وراء حالات الانتصاب المقوسة والمؤلمة واعرف العلاجات المتاحة.
داءُ بِيروني هو حالة غير سرطانية ناتجة عن نسيج ندبي ليفي تتطور على القضيب وتتسبب في انتصاب منحنٍ ومؤلم. تتباين أشكال وأحجام القضيب، وليس بالضرورة أن يسبب الانتصاب المنحني للقضيب أي مخاوف. لكن يسبب داء بيروني انحناءً أو ألمًا كبيرًا لدى بعض الرجال.
قد يمنعك هذا من ممارسة الجنس أو قد يجعل الانتصاب أو الحفاظ عليه صعبًا (ضعف الانتصاب). وبالنسبة للكثير من الرجال، يتسبَّب داء بيروني أيضًا في الضغط النفسي والقلق. كما يمثل تقاصُر القضيب مصدر قلق آخر.
في بعض الأحيان يُشفى داء بيروني دون علاج. لدى معظم الرجال الذين لديهم بداء بيروني، ستبقى الحالة كما هي أو تسوء. قد يحول العلاج المبكِّر بعد فترة وجيزة من الإصابة بالحالة دون تفاقم الأعراض أو حتى يُحسِّن الأعراض. حتى لو كنت تعاني من هذه الحالة الطبية لبعض الوقت، فقد يساعد العلاج في تحسين الأعراض المزعجة، مثل الألم والانحناء وتقاصُر القضيب.
مؤشرات وأعراض مرض بيروني قد تظهر فجأة أو تتطور تدريجيًّا. تتضمَّن مؤشرات المرض وأعراضه الأكثر شيوعًا ما يلي:
قد يزداد تقوُّس وتقاصُر القضيب المرتبط بمرض بيروني سوءًا. ومع ذلك، في مرحلة ما، تستقر الحالة عادةً بعد ثلاثة أشهر إلى 12 شهرًا أو نحو ذلك.
عادة ما يتحسَّن الألم أثناء الانتصاب خلال عام إلى عامين، لكن نسيج النُّدبة وتقاصُر القضيب والانحناء غالبًا ما تبقى. في بعض الرجال، يتحسَّن كل من الانحناء والألم المرتبط بمرض بيروني دون علاج.
استشِرْ طبيبك بأسرع ما يمكن إذا لاحظت مؤشرات أو أعراض مرض بيروني. يمنحك العلاج المبكر أفضل فرصة لتحسين الحالة، أو منعها من التدهور. إذا كانت لديك هذه الحالة لبعض الوقت، فقد ترغب في زيارة الطبيب إذا كان الألم، أو الانحناء، أو الطول أو غيرها من التشوُّهات يزعجك أنت أو شريكك.
سبب مرض بيروني غير مفهوم تمامًا، لكن يبدو أن هناك عددًا من العوامل.
يُعتَقَد أن مرض بيروني ينتج بشكل عام عن إصابة متكرِّرة للعضو الذكري. على سبيل المثال، قد يتضرَّر العضو الذكري أثناء ممارسة الجنس أو النشاط الرياضي أو نتيجة لحادث. ومع ذلك، في معظم الأحيان، لا تُذْكَر أي إصابة محدَّدة للعضو الذكري.
أثناء عملية الشفاء بعد إصابة العضو الذكري، تتشكَّل أنسجة الندبة بطريقة غير منظَّمة. يمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور عُقَيْدات يمكن أن تشعر بها أو تطور الانحناء.
يحتوي كل جانب من جوانب القضيب على أنبوب إسفنجي الشكل (الجسم الكهفي للقضيب) يحتوي على العديد من الأوعية الدموية الدقيقة. تُغَلَّف كل من الكهوف الجسدية في غمد من الأنسجة المرنة التي تُسَمَّى الغلالة البيضاء، والتي تتمدَّد خلال الانتصاب.
عندما تصبح مُثارًا جنسيًّا، يزداد تدفُّق الدم إلى هذه الغرف. عندما تمتلئ الغرف بالدم، يتوسع القضيب ويستقيم ويصلَّب إلى الانتصاب.
في مرض بيروني، عندما يصبح القضيب منتصبًا، لا تتمدَّد المنطقة المصابة بأنسجة الندبة، وينحني القضيب أو يصبح مشوَّهًا وربما مؤلِمًا.
في بعض الرجال، يبدأ مرض بيروني تدريجيًّا ولا يبدو أنه مرتبط بالإصابة. يبحث الباحثون فيما إذا كان مرض بيروني قد يكون مرتبطًا بسمات وراثية أو بظروف صحية معينة.
لا تؤدي الإصابة البسيطة في القضيب دائمًا إلى مرض بيروني. مع ذلك، يمكن أن تسهم عوامل مختلفة في صعوبة التئام الجروح وتراكم النسيج النَّدْبي التي قد تلعب دورًا في الإصابة بمرض بيروني. وتتضمن:
قد ترتبط عوامل أخرى — تتضمن حالات مرضية معينة، والتدخين وبعض أنواع جراحات البروستاتا — بمرض بيروني.
قد تشمل مضاعفات مرض بيروني ما يلي:
غالبًا ما يكون الفحص البدني كافيًا لتحديد تكوُّن النسيج النَّدْبي في القضيب وتشخيص حالتكَ بداء بيروني. ونادرًا ما تُسبِّب حالات مَرَضية أخرى نفس الأعراض؛ ومن ثَمَّ يجب استبعادها.
إن اختبارات تشخيص داء بيروني والوقوف بدقة على أسباب ظهور أعراضكَ قد تشمل ما يلي:
الفحص البدني. سيلمس طبيبُك (يَجُسُّ) قضيبَكَ وهو مرتخٍ؛ لتحديد موقع النسيج النَّدْبي وحجمه. وقد يَقيس أو تقيس أيضًا طول قضيبك. وفي حال استمرار تدهور حالتكَ، فإن هذا القياس المبدئي يُساعد في تحديد ما إذا كان قد تمَّ تقصير القضيب أم لا.
ربما يَطلُب منكَ طبيبكَ أيضًا أن تُحْضِر له صورًا لقضيبِكَ حالَ انتصابِه مُلتقَطَةً في المنزل. وبمساعدة هذه الصور يُمكن لطبيبكَ أن يُحدِّد درجة الانحناء أو موقع النسيج النَّدْبي أو غيرها من التفاصيل التي ربما تُسهِم في تحديد أفضل نهجٍ للعلاج.
اختبارات أخرى. قد يَطلُب الطبيب إجراء فحصٍ بالألتراساوند (بالموجات فوق الصوتية) أو غيره من الفحوصات والاختبارات لفحص قضيبكَ حالَ انتصابِه. وقبل إجراء الفحوصات يُرجَّح أن تُحْقَن مباشرةً في قضيبِك لجعلِه ينتصب.
إن فحص الألتراساوند هو أكثر الاختبارات المستخدَمة شيوعًا للكشف عن تشوُّهات القضيب. تَستخدِم فحوصات الألتراساوند الموجات الصوتية لتقديم صورٍ للأنسجة الرِّخوة. يُمكن أن تُظهِر هذه الفحوصات تكوُّن النَّسيج النَّدْبِيِّ، ونقص تدفُّق الدم إلى القضيب وغيرها من التشوُّهات.
تعتمد توصيات العلاج لمرض بيروني على المدة التي مرَّت منذ أن بدأتَ تشعر بالأعراض.
تتنوَّع علاجات المرض خلال المرحلة الحادة بين:
لعلاج المرحلة المزمنة من المرض، هناك خيارات علاج عديدة متاحة. يُمكن إجراؤها بمفردها أو معًا:
لا يُنصَح بتناوُل الأدوية الفموية في المرحلة المزمنة، حيث لم تُظهِر فاعليَّتها في هذه المرحلة من المرض. العلاج بالموجات التصادُمية، والخلايا الجذعية والبلازما الغنية بالصفائح الدموية أيضًا، لم تكن فعَّالة خلال الدراسات البشرية.
خضعت العديد من الأدوية الفموية للتجربة لمعالجة مرض بيروني، ولكن لم تُثبِت فعاليتها الدائمة، كما أنها ليست فعَّالة كالجراحة.
في بعض الرجال، قد يُقلِّل حَقْن العقاقير مباشرة في القضيب من الانحناء والألم المرتبطين بمرض بيروني. وَفْقًا للعلاج، قد يتمُّ إعطاؤَك مُخدِّرًا موضعيًّا لمنع الألم أثناء الحقن.
إذا كنتَ تخضع لأحد هذه العلاجات، فمن المُرجَّح أن تتلقى حُقَنًا مُتعدِّدة على مدار عدة أشهر. كما يُمكن أن تُستخدَم هذه الأدوية مع العقاقير التي تُؤخَذ عن طريق الفم أو العلاج بسحب القضيب.
الأدوية تتضمَّن:
كولاجيناز. الدواء الوحيد المُعتمَد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج مرض بيروني هو كولاجيناز كلوستريديوم هستوليتيكوم (زيافلكس). تمَّت الموافقة على هذا الدواء ليستخدمه الرجال البالغون الذين لديهم انحناءات مُتوسِّطة إلى شديدة والعُقَد المحسوسة.
قد ثبت أن هذا العلاج يُحسِّن الانحناء والعناء المصاحب لمرض بيروني. يعمل العلاج عن طريق تفتيت تراكُم الكولاجين المُتسبِّب في انحناء القضيب. يبدو كولاجيناز أكثر فعالية عند استخدامه بالتزامن مع "التشكيل"، وهو تثنية قسرية للقضيب في الاتجاه المعاكس للانثناء.
يشتمل االعلاج بالسحب القضيبي على فرْدِ القضيب بجهاز ميكانيكي يَستخدمه المريض على نفسه مباشرةً لفترة من الوقت لتحسين طول القضيب وانحنائه وتشوُّهه.
اعتمادًا على الجهاز المحدَّد، قد يلزم العلاج بالسحب القضيبي لمدة تتراوح بين 30 دقيقة وثلاث أو ثماني ساعات يوميًّا لتحقيق الفوائد. قد تعتمد فعالية العلاج أيضًا على الجهاز المحدَّد المستخدَم.
يُوصى بالعلاج بالسحب القضيبي في المرحلة المبكرة من داء بيروني. فهو العلاج الوحيد الذي ثبتت قدرته على تحسين طول القضيب. يمكن أيضًا استخدام العلاج بالسحب القضيبي في المرحلة المزمنة من المرض، مع طرق العلاج الأخرى، أو بعد الجراحة للحصول على نتيجة أفضل.
قد يُوصِي طبيبكَ بإجراء عمليةٍ جراحية إذا كان تَشَوُّه القضيب شديدًا أو مُزعِجًا بما فيه الكفاية أو يَمْنَعُكَ من مُمارسة الجنس. وعادةً لا يُوصَى بإجراء الجراحة حتى يمُرَّ على حالتكَ ما مُدَّته من تسعة إلى 12 شهرًا، وتتوقَّف الزيادة في انحناء قضيبكَ بحيث يستقرُّ على الأقل لمدةٍ تتراوح ما بين ثلاثةٍ إلى ستة أشهر.
والأساليب الجراحية الشائعة تشمل ما يلي:
خياطة (طيَّ) الجانب المصاب. يُمكن القيام بعدة إجراءات مُتنوِّعة لخياطة (طيِّ) الجانب الأطول من القضيب - الجانب الذي ليس به نسيج ندْبي. وهذا الإجراء يُؤدِّي بالقضيب إلى الاعتدال والاستقامة، على الرغم من أن هذا الإجراء مقصورٌ في الغالب على انحناءاتٍ حِدَّتها أقل.
يُمكن استخدام تقنيات الطي (الشَّدِّ) المُتعدِّدة؛ مما يَنتُج عنه بشكلٍ عام مُعدَّلات نجاح مماثلة بحَسَب خبرة الجرَّاح وأولويات اختياراته.
الشق أو الاستئصال والترقيع. وفي هذا النوع من العمليات الجراحية يقوم الجرَّاح بإحداث قطعٍ أو أكثر في النسيج النَّدْبي؛ مما يسمح للغِمْد بالتمدُّد وبالتالي استقامة القضيب واعتداله. قد يقوم الجرَّاح بإزالة بعض الأنسجة النَّدْبية.
غالبًا ما يُخاط جزءٌ من النسيج (الرُّقْعَة) في مكانه لترقيع الثقوب الموجودة في الغِلاَلَة البَيضاء. والرُّقْعَة قد تكون نسيجًا مأخوذًا من جسمكَ أو أي نسيج بَشَري أو حيواني أو نسيجٍ صناعي.
وعمومًا يُستخدَم هذا الإجراء في الرجال الذين لديهم انحناءٌ شديد أو تشوهاتٌ مثل الفراغات العميقة (التَّفَرُّض). ويَكتَنِفُ هذا الإجراء مخاطر تدهورِ وظيفة الانتصاب، والتي تَفُوق في خطورتها إجراءات خياطة الطيِّ.
الغرسات القضيبية. إن الغرسات القضيبية المزروعة جراحيًّا تُغْرَز في النسيج الإسفنجي الذي يمتلئ بالدم أثناء الانتصاب. إن الغرسات قد تكون شبه صلبة - فتنحني يدويًّا للأسفل معظم الوقت، وتنحني للأعلى عند ممارسة الجنس.
يُنفَخ نوعٌ آخر من الغرسات بمضخةٍ مزروعةٍ في كيس الصفن. إذا كنتَ مُصابًا بكل من داء بيروني وضعف الانتصاب فلربما تخضع لزراعة الغرسات القضيبية.
بعد وضع الغرسات في مكانها، قد يقوم الجرَّاح بتنفيذ بعض الإجراءات الإضافية؛ لتحسين انحناء القضيب حَسَب رؤيته للحالة.
سيختار الجرَّاح نوع الجراحة الذي سيُجريه لكَ بحَسَب حالتك. سيُفكِّر طبيبُكَ في موقع النسيج النَّدْبي وحِدَّة الأعراض لديكَ وغيرها من العوامل. في حال كُنتَ غير مختونٍ قد يُوصي طبيبكَ بختانكَ خلال إجراء الجراحة.
واستنادًا لنوع الجراحة التي تُجريها، قد تتمكَّن من الخروج من المستشفى والرجوع لبيتكَ في نفس اليوم، أو ربما يَجِب أن تبقى حتى صباح اليوم التالي. سيُحدِّد لكَ جرَّاحكَ المدة التي يجب أن تَمكُثها بالمنزل قبل أن تعود للعمل - وفي العموم لن تتجاوز بضعة أيام. بعد خضوعكَ لجراحة لعلاج داء بيروني، يجب عليكَ عدم العودة لممارسة النشاط الجنسي لمدةٍ تتراوح ما بين أربعة إلى ثمانية أسابيع.
تقنية تُعرَف باسم الإرحال الأيوني تستخدم تيارًا كهربائيًّا لإدارة مجموعة من الفيراباميل والستيرويد بوسيلة غير باضعة (لا جراحية). أظهرت الأبحاث المتوفرة نتائج متضاربة على انحناء القضيب ووظيفة الانتصاب.
تُختَبَر العديد من العلاجات غير الدوائية لمرض بيروني، ولكن الأدلة محدودة بشأن مدى نجاحها والآثار الجانبية المحتمَلة. وتشمل هذه استخدام موجات صوتية مكثَّفة لتفريق أنسجة ندبة (العلاج بموجة الصدمة)، والخلايا الجذعية، والبلازما الغنية بالصفائح الدموية والمعالجة الإشعاعية.
قد يكون مرض بيروني مصدرًا هامًّا للقلق، وقد يخلق توتُّرًا بيبنكَ وبين شريككَ الجنسي.
وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد على التأقلم مع مرض بيروني:
إذا كان لديك أعراض مرض بيروني، فمن المحتمل أن تبدأ بمراجعة طبيب الأسرة أو الطبيب العام. قد تُحوَّل إلى اختصاصي في الاضطرابات الجنسية الذكرية (اختصاصي أمراض المسالك البولية). إذا كان ذلك ممكنًا، فشجِّع شريكك على حضور الموعد الطبي معك.
الاستعداد لموعدك الطبي سوف يساعدك على تحقيق أفضل استفادة من وقتك.
أعد قائمة في وقت مبكر حتى يمكنك مشاركتها مع طبيبك. يجب أن تشمل قائمتك:
رتب الأسئلة من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية لطرحها على الطبيب لتكون مستعدًا في حالة نفاد الوقت. قد ترغب في طرح بعض الأسئلة التالية:
بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها لطرحها على طبيبك، لا تتردد في طرح الأسئلة في أثناء موعدك.
من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة. قد يوفر لك الاستعداد للإجابة عن الأسئلة مزيدًا من الوقت للتطرق إلى أي نقاط تريد مناقشتها. قد يسأل طبيبك الأسئلة التالية:
يمكن أن يطالبك طبيبك بمليء استبيان، مثل المؤشر العالمي للانتصاب، للمساعدة على تحديد كيف تؤثر الحالة على قدرتك على الجماع.
December 2nd, 2021