تعرَّف على ما يجب القيام به إذا استمرت الأعراض، مثل الصداع والإرهاق والدوخة، لفترة أطول من المتوقع بعد الإصابة التي تسببت في الارتجاج.
تحدث أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة - والمعروفة أيضًا باسم متلازمة ما بعد الارتجاج - عند استمرار أعراض الارتجاج بعد انتهاء فترة التعافي المتوقعة وذلك عقب الإصابة الأولية. تمتد فترة التعافي لأسابيع وربما لشهور في العادة. تشمل هذه الأعراض الصداع والدوخة وصعوبة التركيز واضطرابات في الذاكرة.
الارتجاج هو إصابة رضحية خفيفة في الدماغ تحدث عادةً بعد تعرض الرأس لضربة قوية. كما يحدث أيضًا جراء تعرض الجسم أو الرأس لهزة أو حركة عنيفة. ليس من الضروري أن تفقد وعيك لكي تكون مصابًا بارتجاج أو تظهر عليك أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة. فالواقع يُشير إلى عدم وجود علاقة بين احتمالية الإصابة بأعراض ما بعد الارتجاج المستمرة ومدى شدة الإصابة الأولية.
تظهر الأعراض عند معظم الأشخاص خلال الأيام السبعة إلى العشرة الأولى وتختفي في غضون ثلاثة أشهر. وأحيانًا تستمر لعام أو أكثر.
الهدف من تلقي العلاج بعد الارتجاج هو التعامل بصورة فعالة مع الأعراض التي تظهر عليك.
تتضمن الأعراض التي تستمر بعد حدوث الارتجاج ما يلي:
يمكن أن يتسم الصداع الذي يلي الإصابة بالارتجاج بالاختلاف، فقد تشعر بما يشبه صداع التوتر أو الصداع النصفي. وغالبًا ما تكون حالات صداع توتر. وقد تكون تلك الحالات مرتبطة بإصابة في الرقبة حدثت في نفس وقت إصابة الرأس.
راجع الطبيب إذا تعرضت لإصابة شديدة في الرأس سببت لك ارتباكًا أو فقدانًا للذاكرة؛ حتى لو لم تفقد الوعي مطلقًا.
وإذا أُصبت بارتجاج أثناء ممارسة الرياضة، فتوقف عن مواصلة اللعب. واطلب الرعاية الطبية حتى لا تخاطر بتفاقم إصابتك.
يعتقد بعض الخبراء أن أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة ناجمة عن تلف في البنية التشريحية للدماغ أو اضطراب في نظام المراسلة داخل الأعصاب جراء الصدمة التي تسببت في حدوث الارتجاج.
تعتقد مجموعة آخري من الخبراء أن هناك علاقة ارتباطية بين أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة والعوامل النفسية. تتشابه أعراض ما بعد الارتجاج الأكثر شيوعًا - وهي الصداع والدوخة واضطرابات النوم - مع الأعراض التي غالبًا ما يعاني منها المصابون بالاكتئاب أو القلق أو اضطراب الكرب التالي للصدمة (اضطراب ما بعد الصدمة).
في كثير من الحالات، يكون لإصابات الدماغ الرضحية وردود الفعل العاطفية على هذه المؤثرات دور في ظهور مثل هذه الأعراض.
ومع ذلك، أظهرت بعض الأبحاث وجود عوامل أكثر شيوعًا بين من تظهر عليهم أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة مقارنةً بمن لا تظهر عليهم الأعراض. تشمل هذه العوامل تعرض الشخص من قبل للاكتئاب، أو القلق، أو اضطراب الكرب التالي للرضح، أو الضغوط الحياتية الشديدة، أو معاناته من ضعف نظام الدعم الاجتماعي، أو افتقاره لمهارات التكيف.
ما زالت هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيفية ظهور أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة بشكل أفضل، ومعرفة السبب وراء ظهورها بعد إصابة الشخص ببعض الإصابات دون غيرها.
تشمل عوامل الخطر المتعلقة بالإصابة بأعراض ما بعد الارتجاج المستمرة ما يلي:
الطريقة الوحيدة المعروفة لمنع تفاقم أعراض متلازمة ما بعد الارتجاج المستمرة هي تجنب إصابة الرأس في المقام الأول.
على الرغم من عدم إمكانية استعدادك لكل موقف محتمل، نقدم لك بعض النصائح لتتعلم كيفية تجنب الأسباب الشائعة لإصابات الرأس:
ليس هناك اختبار واحد له القدرة على إثبات أنك مصاب بأعراض ما بعد الارتجاج المستمرة.
قد يطلب طبيبك عمل أشعة على الدماغ للكشف عن أي مشاكل أخرى محتملة قد تكون هي السبب وراء الأعراض التي تشكو منها. يمكن إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن احتمالية وجود أي تشوهات في بنية الدماغ.
وفي حالة الشعور بالدوخة كثيرًا، فقد تُحال إلى طبيب متخصص في اضطرابات الأنف والأذن والحلق.
وقد تُحال إلى طبيب نفسي أو استشاري نفسي معتمد إذا كانت الأعراض التي تشكو منها تتضمن القلق أو الاكتئاب، أو إذا كنت تواجه مشكلات تتعلق بالذاكرة أو صعوبة في حل المشكلات.
لا يوجد علاج معيَّن لمرض الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن. سيعالج طبيبك الأعراض الفردية التي تشكو منها. وتختلف أنواع الأعراض وتواترها من شخص لآخر.
الأدوية المستخدمة بشكل شائع في علاج حالات الشقيقة (الصداع النصفي) أو الصداع الناتج عن التوتر، بما في ذلك بعض مضادات الاكتئاب وخافضات ضغط الدم والعوامل المضادة للصرع، تكون فعالة في علاج أنواع صداع ما بعد الارتجاج. وعادةً ما تكون الأدوية خاصة بكل حالة على حدة، لذلك ستتناقش أنت وطبيبك عن أكثر الأدوية ملاءمة لك.
وضع في اعتبارك أن الإفراط في استخدام مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية والمسكنات التي يصفها الطبيب قد يساهم في استمرار صداع ما بعد الارتجاج.
لا توجد أدوية موصى بها حاليًا على وجه التحديد لعلاج المشكلات المعرفية بعد إصابة الدماغ الرضحية الخفيفة. قد يكون الوقت هو أفضل علاج إذا كنت تعاني من مشاكل في الإدراك. فمعظم هذه المشاكل تختفي دون علاج خلال أسابيع أو أشهر بعد الإصابة.
قد تكون بعض أشكال العلاج المعرفي مفيدة، بما في ذلك إعادة التأهيل المركزة التي توفر التدريب في مجالات محددة تحتاج إلى تقويتها. فبعض الناس مثلاً يحتاجون إلى علاج وظيفي أو معالجة النطق. يمكن أن يزيد الإجهاد من شدة الأعراض المعرفية، ويمكن أن يساعد تعلم استراتيجيات إدارة الإجهاد في تقليل الأعراض الإدراكية. ومن الوسائل العلاجية المفيدة أيضًا العلاج بالاسترخاء.
غالبًا ما تتحسن أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة حينما يعلم المصاب أن هناك سببًا لأعراضه، وأن الأعراض غالبًا ما تتحسن بمرور الوقت. ومن الممكن أن تُساعد توعية المرضى حول هذه الاضطراب في التغلب على مخاوفهم وتوفير الاطمئنان لهم.
إذا كنت تعاني من اكتئاب جديد أو متزايد أو قلق بعد الارتجاج، تشمل بعض خيارات العلاج ما يلي:
يُجري طبيب غرفة الطوارئ في أحيانٍ كثيرةٍ تشخيصًا مبدئيًا لحالة الارتجاج. وبعد ذلك، يمكنك الحصول على الرعاية من طبيب العائلة أو طبيبك الأساسي.
وقد يحيلك الطبيب إلى طبيب متخصص في علاج اضطرابات الدماغ والجهاز العصبي (طبيب أعصاب) أو اختصاصي في إعادة تأهيل الدماغ (طبيب علاج طبيعي).
وإذا تمت إحالتك لاختصاصي، فمن الأفضل أن تكون مستعدًا تمامًا لموعد زيارتك مع الطبيب. إليكَ بعض المعلومات التي ستساعدكَ على التأهُّب لموعدكَ الطبيّ، وتكوين تصوُّر عما سيقوم به الطبيب.
فتحضير قائمة بالأسئلة يساعدك على الاستفادة القصوى من وقت زيارتك. رتِّبْ أسئلتك من الأكثر إلى الأقل أهمية تحسُّبًا لنفاد الوقت.
في حالة أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة، تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها على طبيبك ما يلي:
لا تتردَّدْ في طرح أي أسئلة إضافية أثناء الموعد الطبي، بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتَها لطرحها على طبيبك.
من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة. قد يحفظ لك الاستعداد للإجابة عن الأسئلة مزيدًا من الوقت للتطرق إلى أي نقاط تريد أن تركز عليها. قد يسأل طبيبك الأسئلة التالية:
July 29th, 2021