ورم المُسْتَقْتِمات‎


تعرف على هذا الورم النادر الذي ينشأ في الخلايا العصبية ويسبب أحيانًا ارتفاع ضغط الدم. إنه عادة ما يكون حميدًا ولكنه في بعض الأحيان قد ينتشر.


ورم المستقتمات هو نمو غير طبيعي للخلايا يبدأ في نوع معين من الخلايا العصبية الموجودة في جميع أنحاء الجسم. وهذه الخلايا العصبية المحددة (خلايا الكرومافين) تؤدي وظائف مهمة في الجسم، مثل تنظيم ضغط الدم.

وحينما تصبح خلايا الكرومافين غير طبيعية، فإنها تبدأ في تكوين أورام. في حال تكوّن تلك الأورام في الغدد الكظرية، فإنها تسمى أورام القواتم. وحين تتكون الأورام في أي مكان آخر من الجسم، فإنها تسمى أورام المستقتمات.

وعادةً ما تكون أورام المستقتمات غير سرطانية (حميدة). لكن بعض أورام المستقتمات يمكن أن تصبح سرطانية (خبيثة) وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وأورام المستقتمات هي أورام نادرة. ويمكن الإصابة بها في أي فئة عمرية، لكن غالبًا ما يتم تشخيصها لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا. ومعظم أورام المستقتمات ليس لها سبب معروف، لكن بعضها يكون ناتجًا عن طفرات جينية تنتقل من الآباء إلى الأبناء.

وعادةً ما تفرز خلايا ورم المستقتمات هرمونات تعرف باسم الكاتيكولامينات أو الأدرينالين، وهو الهرمون المسؤول عن الاستجابة لحالات الهروب أو المواجهة. حيث يمكن أن يؤدي إفراز هذا الهرمون إلى حدوث نوبات من ارتفاع ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب، والتعرق، والصداع، والرُّعاش.

وغالبًا ما يتضمن علاج ورم المستقتمات إجراء جراحة لإزالة الورم. وإذا كان ورم المستقتمات سرطانيًا أو ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، فقد يتم اللجوء إلى علاجات إضافية.


تشمل الاختبارات المستخدمة لتشخيص ورم المستقتمات ما يلي:

  • اختبارات الدم والبول. قد يوصي طبيبك بإجراء اختبارات الدم واختبارات البول لقياس مستويات الهرمونات في جسمك. قد تكشف هذه الاختبارات عن هرمونات زائدة تنتجها خلايا ورم المستقتمات أو علامة ورم تسمى كروموجرانين أ.
  • اختبارات التصوير. تُنشئ اختبارات التصوير صورًا لورم المستقتمات لمساعدة طبيبك على فهم مدى انتشار الورم بشكل أفضل والمساعدة في تحديد أفضل خيارات العلاج. تشمل هذه الاختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير الطبي النووي المتخصص، مثل التصوير بالأشعة باستخدام مادة ميتا أيودوبنزيل جوانيدين (MIBG) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
  • الاختبارات الجينية. تحدث أورام المستقتمات أحيانًا بسبب طفرات جينية يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأطفال. قد يُوصى بإجراء الفحوصات الجينية في إطار خطة رعايتك.

ورم المستقتمات نادر الحدوث، وقلَّما يقدم كثير من الأطباء الرعاية لشخص شُخِّصت حالته بهذا المرض، هذا إن حدث على الإطلاق. اسأل طبيبك عن خبرته في علاج ورم المستقتمات. وإذا شعرت بعدم الارتياح إلى خبرة طبيبك بشأن هذه الحالة النادرة، ففكر في استشارة طبيب متخصص في رعاية الأشخاص المصابين بأورام المستقتمات وأورام الغدد الصماء العصبية الأخرى.


ستعتمد خيارات علاجك على مكان وجود ورم المستقتمات‎ أو احتمالية وصوله إلى أجزاء أخرى من الجسم أو احتمالية قيامه بإفراز هرمونات زائدة عن الحد، والتي تتسبب بدورها في ظهور هذه المؤشرات والأعراض.

عادةً ما يدخل الإجراء الجراحي ضمن خطة علاج ورم المستقتمات‎. إذا أفرزت خلايا ورم المستقتمات‎ هرمونات، يلزم إحصار هذه الهرمونات قبل بدء العلاج. وعادةً ما تتحقق هذه الخطوة بمساعدة الأدوية. إذا تعذر استئصال ورم المستقتمات‎ بالكامل أثناء الجراحة أو في حال انتشاره إلى مناطق أخرى من الجسم، يمكن التفكير في إضافة خيارات علاجية أخرى.

تتضمن خيارات العلاج الآتي:

  • العلاجات المستخدمة للتحكم في الهرمونات التي يُفرزها الورم. إذا أفرزت خلايا ورم المستقتمات‎ السرطانية كميات كبيرة من الهرمونات داخل جسمك، فهنا تظهر الحاجة لأدوية لها القدرة على خفض مستويات هذه الهرمونات والتحكم فيما يظهر عليك من مؤشرات المرض وأعراضه. من الضروري السيطرة على هذه الهرمونات وخفض مستوياتها قبل البدء في علاج ورم المستقتمات‎.

    تتضمن قائمة الأدوية المستخدمة للتحكم بمستويات الهرمونات مُحصرات المستقبلات الألفا ومُحصرات المستقبلات البيتا ومُحصرات قنوات الكالسيوم. تشمل قائمة التدابير الأخرى اتباع نظام غذائي غني بالصوديوم وتناول الكثير من السوائل.

  • الجراحة. يلجأ الطبيب إلى الجراحة لاستئصال ورم المستقتمات‎. حتى في حالة تعذر استئصال ورم المستقتمات‎ بالكامل، قد يُوصي طبيبك بإجراء عملية جراحية لإزالة أكبر قدر ممكن منه.

    إذا أفرز ورم المستقتمات‎ كميات كبيرة من الهرمونات، فقد تحتاج إلى تناول أدوية لها القدرة على التحكم بمستويات هذه الهرمونات قبل الخضوع للإجراء الجراحي. عند حدوث اضطراب في خلايا ورم المستقتمات‎ المسؤولة عن إفراز الهرمونات - مثلما يحدث أثناء العمليات الجراحية - فإن الخلايا تفرز كميات هائلة من الهرمونات تتسبب في حدوث مشكلات خطيرة.

  • المعالجة الإشعاعية. تستخدم المعالجة الإشعاعية حزمًا عالية الطاقة مثل الأشعة السينية أو البروتونات للسيطرة على نمو الورم السرطاني. يُوصي الطبيب بالمعالجة الإشعاعية في حالة تعذر استئصال ورم المستقتمات‎ بالكامل أثناء الجراحة. كما يمكن استخدام هذا النوع من العلاج لتخفيف الألم الناتج عن ورم المستقتمات‎ الذي يمتد لأجزاء أخرى من الجسم.

    يوجد نوع متخصِّص من المعالجة الإشعاعية يُعرف باسم علاج الجسم بالإشعاع التجسيمي، وهو يتضمَّن تركيز العديد من الحُزَم الإشعاعية على الورم. تُسلَّط الحزم الإشعاعية بدقة على خلايا ورم المستقتمات؛‎ مما يقلل من خطر إتلاف الأنسجة السليمة القريبة بشكل كبير.

  • العلاج بالاستئصال الحراري. تستخدم طريقة المعالجة بالاستئصال الحراري الحرارة أو البرودة لقتل الخلايا السرطانية والحد من نمو خلايا ورم المستقتمات‎. وقد يكون ذلك خيارًا مناسبًا في مواقف محددة مثلما يحدث عند انتشار ورم المستقتمات في‎ مناطق أخرى من الجسم كالعظام أو الكبد على سبيل المثال.

    تستخدم إحدى طرق المعالجة بالاستئصال الحراري، والمعروفة باسم الاستئصال بالتواتر الراديوي، الطاقة الكهربائية لتسخين الخلايا السرطانية. في حين تستخدم طريقة أخرى من طرق المعالجة - تُعرف باسم الاستئصال بالتبريد - الغاز البارد لتجميد الخلايا السرطانية.

  • المعالجة الكيميائية. تستخدم المعالجة الكيميائية الأدوية لتدمير الخلايا سريعة النمو، مثل الخلايا السرطانية. قد يُوصي طبيبك بالمعالجة الكيميائية في حال انتشار ورم المستقتمات‎ بجسدك وذلك لتقليص حجم هذه الخلايا السرطانية. سيصف لك الطبيب بعض الأدوية قبل الخضوع للمعالجة الكيميائية وذلك للتحكم بمستويات هذه الهرمونات إذا أفرزت خلايا ورم المستقتمات‎ كمًا هائلاً من الهرمونات الزائدة.
  • العلاج الدوائي الموجَّه. تُركِّز المعالجات الدوائية المُوجَّهة على نقاط شاذَّة محددة موجودة داخل الخلايا السرطانية. قد تنجح العلاجات الدوائية المُوجَّهة في إبطاء معدل نمو الخلايا السرطانية أو موتها عن طريق إعاقة وحصر هذه التشوهات الموجودة.
  • الأدوية التي توصل الإشعاع إلى الخلايا السرطانية بشكل مباشر. يمكن أن تساعد الأدوية التي تجمع بين مادة كيميائية تبحث عن خلايا ورم المستقتمات‎ ومادة مُشعة على توصيل الإشعاع للخلايا السرطانية مباشرةً. قد تكون هذه العلاجات أحد الخيارات المتاحة لعلاج ورم المستقتمات‎ الذي بدأ في التوغل في مناطق أخرى من الجسم.
  • التجارب السريرية. التجارِب السَّريرية هي دراسات للبحث عن وسائل علاج جديدة أو طرق جديدة لاستخدام وسائل العلاج المتاحة. فإذا كنت مهتمًا بموضوع التجارب السريرية، فتحدَّث مع طبيبك عن الخيارات المتاحة لك. يُمكنكما معًا التفكير في مزايا مثل هذه العلاجات التجريبية ومخاطرها.
  • المراقبة عن قرب. في حالات معينة، قد يُوصي طبيبك بتأجيل بدء العلاج مثلما يحدث في حال تباطؤ نمو خلايا ورم المستقتمات‎ بحيث لم تعد لها القدرة على إصابتك بأي من المؤشرات أو الأعراض المرضية. ولكن سيعمل الطبيب على متابعة حالتك الصحية عن طريق تخصيص مواعيد طبية منتظمة للمتابعة معه.


التحديث الاخير:

May 4th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام