اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد هو حالة خطيرة تتعلق بنمو الدماغ والتي تعوق القدرة على التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.
اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك. يُشير مصطلح "الطيف" في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.
يتضمن اضطراب طيف التوحد حالات كانت تعتبر منفصلة في السابق — التوحد، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التحطم الطفولي وأحد الأشكال غير المحددة للاضطراب النمائي الشامل. لا زال بعض الأفراد يستخدمون مصطلح "متلازمة أسبرجر"، والتي يعتقد بوجه عام أنها تقع على الطرف المعتدل من اضطراب طيف التوحد.
يبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي — على الصعيد الاجتماعي، في المدرسة والعمل، على سبيل المثال. غالبًا ما تظهر أعراض التوحد على الأطفال في غضون السنة الأولى. يحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة لعدد قليل من الأطفال في السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الارتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد.
في حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة العديد من الأطفال.
تظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمي الرعاية. قد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل. عادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين.
من المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمطًا فريدًا من السلوك ومستوى الخطورة — من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي.
يعاني بعض الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد. يتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرون الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعي إلى مرتفع — حيث إنهم يتعلمون بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية.
يمكن في بعض الأحيان أن تكون الشدة صعبة التحديد، بسبب المزيج الفريد للشعور بالأعراض في كل طفل. حيث إنها تعتمد بشكل عام على مستوى حالات الضعف وكيفية تأثيرها على قدرة القيام بالوظائف.
ترد أدناه بعض العلامات الشائعة التي يُظهرها الأشخاص الذين يعانون اضطراب طيف التوحد.
التواصل والتفاعل الاجتماعي
قد يعاني طفل أو شخص بالغ مصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل، بما في ذلك أي من العلامات التالية:
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه أو يبدو كأنه لا يسمعك في بعض الأوقات
- يرفض العناق والإمساك به، ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده؛ أي ينسحب إلى عالمه الخاص
- ضعف التواصل البصري، وغياب تعبيرات الوجه
- عدم الكلام أو التأخر في الكلام، أو قد يفقد الطفل قدرته السابقة على التلفظ بالكلمات والجمل
- عدم القدرة على بدء محادثة أو الاستمرار فيها أو قد يبدأ المحادثة للإفصاح عن طلباته أو تسمية الأشياء فحسب
- يتكلم بنبرة أو إيقاع غير طبيعي؛ وقد يستخدم صوتًا رتيبًا أو يتكلم مثل الإنسان الآلي
- يكرر الكلمات أو العبارات الحرفية، ولكن لا يفهم كيفية استخدامها
- يبدو ألا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة
- لا يعبر عن عواطفه أو مشاعره، ويبدو غير مدرك لمشاعر الآخرين
- لا يشير إلى الأشياء أو يجلبها لمشاركة اهتماماته
- يتفاعل اجتماعيًا على نحو غير ملائم بأن يكون متبلدًا أو عدائيًا أو مخرّبًا
- لديه صعوبة في التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعبيرات الوجه الأخرى للأشخاص أو وضع الجسم أو لهجة الصوت
أنماط السلوك
قد يعاني طفل أو شخص بالغ مصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في الأنماط السلوكية المحدودة والمتكررة أو الاهتمام أو الأنشطة، بما في ذلك أي من العلامات التالية:
- يقوم الطفل بحركات متكررة، مثل التأرجح أو الدوران أو رفرفة اليدين
- قد يقوم بأنشطة من الممكن أن تسبب له الأذى، مثل العض أو ضرب الرأس
- يضع إجراءات أو طقوسًا معينة، وينزعج عندما يطرأ عليها أدنى تغيير
- يعاني من مشكلات في التناسق أو لديه أنماط حركية غريبة، مثل حركات غير متزنة أو السير على أصابع القدمين، ولديه لغة جسد غريبة أو متصلبة أو مبالغ فيها
- قد ينبهر من تفاصيل شيء ما، مثل العجلات التي تدور في السيارة اللعبة، ولكن لا يدرك الصورة المجملة لهذا الشيء أو وظيفته
- قد يكون حساسًا بشكل غير عادي تجاه الضوء والصوت واللمس، وعلى الرغم من ذلك لا يبالي للألم أو الحرارة
- لا تشغله ألعاب التقليد أو اللعب التخيلي
- قد ينبهر بجسم أو نشاط ما بحماسة أو تركيز غير طبيعيين
- قد تكون لديه تفضيلات معينة من الأطعمة، مثل تناول القليل من الأطعمة فحسب أو رفض تناول الأطعمة ذات ملمس معين
عندما يكبر الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد، تتحسن حالتهم ويصبحون أكثر اجتماعية ويظهرون سلوكًا اضطرابيًا أقل. يمكن لبعض المصابين الذين يعانون أعراض أقل شدة أن يعيشوا حياة طبيعية أو شبه طبيعية. ومع ذلك، يستمر البعض في مواجهة صعوبة في المهارات اللغوية أو الاجتماعية، ويمكن أن تزداد المشاكل السلوكية والانفعالية سوءًا في فترة المراهقة.
متى تزور الطبيب
ينمو الأطفال بوتيرة خاصة بهم، ولا يتبع العديد منهم المواعيد الدقيقة المذكورة في بعض كتب الأبوة والأمومة. ولكن عادةً ما يظهر على الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد بعض علامات تأخر النمو قبل بلوغ الثانية من العمر.
في حالة الشعور بقلق حيال نمو الطفل أو الاشتباه في إمكانية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد، يرجى الإعراب عن مخاوفك للطبيب. كما أن الأعراض المرتبطة بالاضطراب قد تكون مرتبطة كذلك باضطرابات النمو الأخرى.
غالبًا ما تظهر علامات اضطراب طيف التوحد مبكرًا في مرحلة النمو عندما يكون هناك تأخر واضح في مهارات اللغة والتفاعلات الاجتماعية. ربما يوصي الطبيب بإجراء اختبارات النمو لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني تأخرًا في المهارات الإدراكية والاجتماعية ومهارات اللغة أم لا، إذا كان الطفل:
- لا يستجيب بابتسامة أو بتعبير عن السعادة ببلوغه الشهر السادس
- لا يقلد الأصوات أو تعبيرات الوجه ببلوغه الشهر التاسع
- لا يتلعثم بالكلام أو يصدر صوتًا ببلوغه الشهر الثاني عشر
- لا يومئ بحركات — مثل الإشارة أو التلويح باليد — ببلوغه الشهر الرابع عشر
- لا ينطق كلمات متفرقة ببلوغه الشهر السادس عشر
- لا يلعب ألعاب "التخيل" أو التظاهر ببلوغه الشهر الثامن عشر
- لا ينطق عبارات تتألف من كلمتين ببلوغه الشهر الرابع والعشرين
- يفقد مهارات اللغة أو المهارات الاجتماعية في أي عمر
لا يوجد سبب واحد معروف للإصابة باضطراب طيف التوحد. وبالأخذ بالاعتبار تعقيد هذا الاضطراب، وتباين أعراضه وشدته، فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من الأسباب له. قد يلعب التكوين الوراثي والبيئة دورًا.
- العوامل الوراثية. يبدو أن عدة جينات مختلفة تدخل في نشأة اضطراب طيف التوحد. قد يرتبط اضطراب طيف التوحد في بعض الأطفال باضطراب جيني مثل متلازمة ريت أو متلازمة الصبغي إكس الهش. وقد تعزز التغيرات الجينية (الطفرات) خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد في أطفال آخرين. لكن بالوقت نفسه قد تؤثر جينات أخرى في تطور الدماغ أو طريقة تواصل خلايا الدماغ أو قد تحدد شدة الأعراض. قد تبدو بعض الطفرات الجينية موروثة، بينما تحدث طفرات أخرى بشكل تلقائي.
- العوامل البيئية. يدرس الباحثون حاليًا ما إذا كانت العوامل، مثل العدوى الفيروسية أو الأدوية أو المضاعفات أثناء الحمل أو ملوثات الهواء تلعب دورًا في التسبب في اضطراب طيف التوحد.
لا توجد علاقةٌ بين التحصينات واضطراب طيف التوحد
واحدٌ من أكبر الخلافات القائمة على حالة اضطراب طيف التوحد هو ما إن كان له علاقةٌ بالتحصينات التي يأخذها المصاب في فترة طفولته. وبالرغم من كثرة الأبحاث المتعلقة بهذه القضية، فإن أيًا منها لم يُثبت وجود علاقةٍ بين اضطراب طيف التوحد وأيٍ من التحصينات الشائعة. بل إن الدراسة الأصلية التي أثارت ذلك الخلاف قبل سنواتٍ تم ضحدها نظرًا إلى ضعف حجتها والوسائل الدراسية المستخدمة فيها.
قد يعرّض إهمال التحصينات طفلك للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة ونقلها للآخرين، مثل السعال الديكي (أبو شاهوق)، والحصبة الألمانية، وحمى النكاف.
يرتفع عدد الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد. وليس من الواضح ما إذا كان هذا بسبب الرصد والإبلاغ بشكل أفضل أو بسبب الزيادة الحقيقة لعدد الحالات أو كليهما معًا.
ويؤثر اضطراب طيف التوحد في الأطفال من الجنسيات والأجناس الأخرى، ولكن تزيد بعض العوامل الخطر لدى الطفل. قد يتضمن هذا:
- نوع جنس طفلك. يعتبر الذكور أكثر احتمالاً للإصابة باضطراب طيف التوحد بحوالي أربع مرات عن الإناث.
- التاريخ العائلي. إن العائلة التي لديها طفلاً واحدًا يعاني اضطراب طيف التوحد أكثر عرضة لولادة طفلٍ آخر مصاب بالاضطراب. ولا يُعتبر أيضًا غير شائعًا للوالدين أو أقارب الطفل الذي يعاني اضطراب طيف التوحد أنهم قد يعانون مشاكل طفيفة مع المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل أو أنهم ينخرطوا في بعض السلوكيات المصاحبة للاضطراب.
- اضطرابات أخرى. بعض الأطفال الذين يعانون حالات طبية معينة لديهم مخاطر أعلى للإصابة باضطراب طيف التوحد أو أعراض مماثلة لأعراض هذا الاضطراب. تتضمن الأمثلة الإصابة بمتلازمة الصبغي X الهش، وهو اضطراب موروث يُسبب مشاكل فكرية؛ والتصلب الحدبي وهو حالة تنمو فيها أورام حميدة الدماغ؛ ومتلازمة ريت وهي حالة وراثية تصيب الفتيات بشكل حصري وتٌسبب تباطؤ في نمو الرأس والإعاقة الذهنية واستخدام اليدين دون هدف.
- الولادة قبل إكتمال فترة الحمل. قد يكون الأطفال المولودين قبل مرور 26 أسبوع على الحمل أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد.
- عمر الأبوين. قد تكون هناك صلة بين الأطفال المولودين لأبوين أكبر سنًا والإصابة باضطراب طيف التوحد، ولكن ليس هناك أبحاث كافية تثبت ذلك.
يمكن أن تؤدي المشكلات المتعلقة بالتفاعل الاجتماعية والتواصل والسلوك إلى ما يلي:
- مشاكل بالمدرسة وذات صلة بالتعلم الناجح
- مشاكل وظيفية
- عدم القدرة على العيش باستقلالية
- العزل الاجتماعي
- الضغط النفسي داخل الأسرة
- الوقوع ضحية والتعرض للتنمر
لا توجد وسيلة لمنع اضطراب طيف التوحد، ولكن هناك خيارات للعلاج. يعتبر التشخيص والتدخل المبكر مفيدًا للغاية ويمكنه تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة. ومع ذلك، التدخل مفيد في أي عمر. على الرغم من أن الأطفال لا يتخلصون عادةً من أعراض اضطراب طيف التوحد، إلا أنهم قد يتعلمون الأداء بشكل جيد.
سيبحث طبيب طفلك عن علامات تأخيرات نمائية في أثناء زيارات الفحص المنتظمة. إذا اعترى طفلك أي من أعراض اضطراب طيف التوحد، فستتم إحالتك على الأرجح إلى أخصائي يعالج أطفال اضطراب طيف التوحد، كطبيب نفسي للأطفال، أو أخصائي نفسي، أو طبيب أعصاب أطفال، أو طبيب أطفال متخصص في النمو؛ وذلك للتقييم.
قد يكون من الصعب الوصول إلى تشخيص؛ نظرًا للتنوع الكبير في أعراض اضطراب طيف التوحد وشدته. ولا يوجد اختبار طبي معين لتحديد الإصابة بهذا الاضطراب. فعوضًا عن ذلك، قد يقوم الأخصائي بأي مما يلي:
- ملاحظة الطفل، والسؤال عن الكيفية التي تطورت على نحوها تفاعلات الطفل الاجتماعية، ومهاراته التواصلية، وسلوكه، وكيف تغيرت كل منها بمرور الوقت
- إجراء اختبارات لطفلك، تتناول السمع، والتخاطب، واللغة، والمستوى النمائي، والأمور الاجتماعية والسلوكية
- تقديم تفاعلات اجتماعية وتواصلية ذات بنية محددة لطفلك، وحساب نتيجة أدائه فيها
- استخدم المعايير في Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية) (DSM-5)، الذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية
- إشراك أخصائيين آخرين في تحديد التشخيص
- التوصية بإجراء اختبار جيني للتعرف على ما إذا كان طفلك مصابًا باضطراب جيني، كمتلازمة ريت، أو متلازمة X الهش
لم يوجد علاج شافٍ بعد لاضطراب طيف التوحد، وليست هناك طريقة علاج واحدة تناسب جميع الحالات. والهدف من العلاج هو زيادة قدرة الطفل على أداء الأعمال بأكبر قدر ممكن من خلال الحد من أعراض اضطراب طيف التوحد ودعم النمو والتعلم لديه. يمكن للتدخل المبكر خلال سنوات ما قبل المدرسة أن يساعد طفلك على تعلم المهارات الاجتماعية والوظيفية والسلوكية الحيوية ومهارات التواصل.
وقد تساعد مجموعة من طرق العلاج والتدخلات المنزلية والمدرسية في علاج اضطراب طيف التوحد، كما قد تتغير احتياجات طفلك بمرور الوقت. يمكن لمقدم الرعاية الصحية أن يوصي بخيارات ويساعدك على التعرف على الموارد في منطقتك.
إذا تم تشخيص طفلك باضطراب طيف التوحد، تحدث إلى الخبراء بشأن وضع إستراتيجية للعلاج وتكوين فريق من المتخصصين لتلبية احتياجات طفلك.
قد تشمل خيارات العلاج:
- العلاجات السلوكية والاتصالية. تعالج العديد من البرامج مجموعة من الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد. وتركز بعض البرامج على الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل، وتعليم مهارات جديدة. وتركز البرامج الأخرى على تعليم الأطفال كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية أو التواصل بشكل أفضل مع الآخرين. كذلك يمكن أن يساعد تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال على تعلم مهارات جديدة وتعميم هذه المهارات في حالات متعددة من خلال نظام التحفيز القائم على المكافآت.
- العلاجات التربوية. غالبًا ما يستجيب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد جيدًا للبرامج التربوية التي تتميز بدرجة عالية من التنظيم. وتتضمن البرامج الناجحة عادةً فريقًا من الاختصاصيين، ومجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والسلوك. وغالبًا ما يظهر الأطفال قبل سن المدرسة ممن يحظون بتدخلات سلوكية فردية مركزة تقدمًا جيدًا.
- العلاج الأسري. يمكن أن يتعلم الآباء وأفراد الأسرة الآخرون كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم المرضى بطرق تحفز المهارات الاجتماعية وتعالج المشكلات السلوكية وتعلمهم مهارات الحياة اليومية والتواصل.
- العلاجات الأخرى. بناء على احتياجات طفلك، فإن علاج النطق لتحسن مهارات التواصل، والعلاج المهني لتعليم أنشطة الحياة اليومية، والعلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن قد يكون مفيدًا. وقد يوصي الطبيب النفسي باتباع طرق لعلاج مشاكل السلوك.
- الأدوية. ليس هناك أي دواء في إمكانه تحسين العلامات الأساسية لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك أدوية معينة تساعد في السيطرة على الأعراض. فعلى سبيل المثال، قد توصف بعض الأدوية لطفلك في حال كان يعاني من فرط النشاط؛ تستخدم الأدوية المضادة للذهان أحيانًا في علاج المشكلات السلوكية الحادة؛ كما قد توصف مضادات الاكتئاب لعلاج القلق. أطلع مقدمي الرعاية الصحية بشأن أي دواء أو مكمل غذائي يتناوله الطفل أولاً بأول. ففي بعض الأحيان، قد تتفاعل الأدوية مع المكملات الغذائية، وتُسبب آثارًا جانبية خطيرة.
إدارة الحالات الطبية والنفسية الأخرى
بالإضافة إلى اضطراب طيف التوحد، يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون والبالغون الآتي:
- مشاكل الصحة النفسية. قد يصاب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد أيضًا بمشاكل طبية، مثل الصرع واضطرابات النوم أو تفضيلات غذائية محدودة أو مشاكل في المعدة. اسأل طبيب طفلك عن كيفية تحسين إدارة هذه الحالات معًا.
- مشاكل مع الانتقال إلى مرحلة البلوغ قد يواجه المراهقون والشباب الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في فهم تغيرات الجسم. كما أن الأوضاع الاجتماعية تزداد تعقيدا في مرحلة المراهقة، وقد يكون هناك قدر أقل من التسامح إزاء الاختلافات الفردية. مشاكل السلوك قد تكون صعبة خلال سنوات المراهقة.
- اضطرابات الصحة النفسية الأخرى. غالبًا ما يعاني المراهقون والبالغون المصابون باضطراب طيف التوحد اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والاكتئاب. يمكن أن يقدم طبيبك وأخصائي الصحة النفسية ومنظمات مناصرة للمرضى مجتمعية وخدمية المساعدة.
التخطيط للمستقبل
عادة ما يستمر الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد في التعلم والتعويض عن المشكلات طوال الحياة، ولكن معظمهم سيظل بحاجة إلى مستوى معين من الدعم. يمكن أن يجعل التخطيط لفرص طفلك المستقبلية، مثل التوظيف والكلية ووضع المعيشة والاستقلال والخدمات المطلوبة للدعم هذه العملية أكثر سلاسة.
نظرًا لعدم إمكانية التعافي من اضطراب طيف التوحد، يسعى العديد من الآباء إلى الحصول على علاجات تكميلية أو بديلة، ولكن لا تثبت فعالية هذه العلاجات سوى أبحاث قليلة إن وجدت. قد تعزز السلوكيات السلبية عن دون قصد. ويحتمل أن تكون بعض العلاجات البديلة خطيرة.
تحدث مع طبيب الأطفال عن الدليل العلمي لأي علاج تفكر فيه لطفلك.
تتضمن الأمثلة على العلاجات التكميلية والبديلة التي قد توفر بعض الفائدة عند استخدامها مع العلاجات القائمة على الأدلة ما يلي:
- العلاجات الإبداعية. يختار بعض الآباء استكمال التدخل التعليمي والطبي مع العلاج بالفن أو بالموسيقى، الذي يركز على الحد من حساسية الطفل للمس أو الصوت. قد توفر هذه العلاجات شيئًا من الفائدة عند استخدامها مع علاجات أخرى.
- العلاجات القائمة على الحسية. تعتمد هذه العلاجات على نظرية غير مثبتة، مفادها أن المصابين باضطراب طيف التوحد يعانون اضطراب المعالجة الحسية الذي يسبب مشاكل في تحمل أو معالجة المعلومات الحسية، مثل اللمس والتوازن والسمع. يستخدم المعالجون الفرش، وألعاب الضغط، والوثّابات، ومواد أخرى لتحفيز هذه الحواس. لم تثبت الأبحاث فعالية هذه العلاجات، ولكنها من الممكن توفر بعض الفائدة عند استخدامها مع العلاجات الأخرى.
- التدليك. قد يبعث التدليك على الاسترخاء، ولكن لا يوجد دليل كافٍ لتحديد ما إذا كان يحسن من أعراض اضطراب طيف التوحد أم لا.
- العلاج بالتعامل مع الخيل أو الحيوانات الأليفة. يمكن أن توفر الحيوانات الأليفة الرفقة والترفيه، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان التفاعل مع الحيوانات يحسن أعراض اضطراب طيف التوحد أم لا.
قد لا تكون بعض العلاجات التكميلية والبديلة ضارة، ولكن لا يوجد دليل على فائدتها. وقد ينطوي بعضها أيضًا على تكلفة مالية كبيرة، ويصعب تنفيذها. تتضمن الأمثلة على هذه العلاجات ما يلي:
- الأنظمة الغذائية الخاصة. لا يوجد دليل على أن الأنظمة الغذائية الخاصة تعد علاجًا فعالاً لاضطراب طيف التوحد. وبالنسبة للأطفال في مرحلة النمو، يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية الصارمة إلى نقص غذائي. إذا قررت اتباع نظام غذائي صارم، يُرجى التعاون مع أخصائي التغذية لوضع خطة وجبات مناسبة لطفلك.
- مكملات الفيتامينات والمعينات الحيوية. على الرغم من أنها غير ضارة عند استخدامها بكميات طبيعية، فإنه لا يوجد دليل على أنها مفيدة لتحسين أعراض اضطراب طيف التوحد، ويمكن أن تكون المكملات الغذائية باهظة الثمن. تحدث مع الطبيب عن الفيتامينات وغيرها من المكملات الغذائية، وعن الجرعة المناسبة للطفل.
- العلاج بالوخز بالإبر. تم استخدام هذا العلاج بهدف تحسين أعراض اضطراب طيف التوحد، ولكن لم تدعم الأبحاث فعالية الوخز بالإبر.
يعوز بعض العلاجات التكميلية والبديلة الدليل على نفعها، ومن المحتمل أن تكون خطيرة. تتضمن الأمثلة على العلاجات التكميلية أو البديلة غير الموصي بها لاضطراب طيف التوحد ما يلي:
- العلاج بالاستخلاب. يقال إن هذا العلاج يزيل الزئبق والمعادن الثقيلة الأخرى من الجسم، ولكن لا توجد علاقة معروفة بينه وبين اضطراب طيف التوحد. لا تدعم أي أدلة بحثية العلاج بالاستخلاب لاضطراب طيف التوحد، ويمكن أن يكون خطيرًا للغاية. في بعض الحالات، لقي الأطفال الذين عولجوا بالاستخلاب مصرعهم.
- علاجات الأكسجين عالي الضغط. إن الأكسجين عالي الضغط علاج ينطوي على تنفس أكسجين داخل غرفة مضغوطة. لم يثبت هذا العلاج فعالية في علاج أعراض اضطراب طيف التوحد، ولم يتم اعتماده لهذا الاستخدام من قبل إدارة الغذاء والدواء (Food and Drug Administration (FDA)).
- تسريبات الغلوبيولين المناعي الوريدية (IVIG). لا يوجد دليل على أن استخدام تسريبات الغلوبيولين المناعي الوريدية (IVIG) تحسن من اضطراب طيف التوحد، ولم تعتمد إدارة الغذاء والدواء (FDA) منتجات الغلوبيولين المناعي لهذا الاستخدام.
يمكن أن تكون تربية طفل يعاني اضطراب طيف التوحد مرهقًا للجسد ومستنزفًا للمشاعر. قد تساعدك هذه الاقتراحات التالية:
- ابحث عن فريق يضم مهنيين ذوي ثقة. قد يضم الفريق الذي يكونه طبيبك أخصائيين اجتماعيين ومعلمين ومعالجين ومديرًا للحالة أو منسقًا للخدمات. يمكن أن يساعد هؤلاء المهنيون في تشخيص وتقييم المصادر الموجودة بمنطقتك وأن يشرحوا الخدمات المالية والبرامج الدولية والاتحادية المقدمة للأطفال والكبار الذين يعانون بعض التحديات.
- أن يحتفظوا بجميع سجلات الزيارة مع موفري الخدمات. قد يحظى طفلك ببعض الزيارات والتقييمات والمقابلات مع العديد من الأشخاص الذين يهتمون برعايته/رعايتها. أن يحتفظوا بملف منظم لهذه المقابلات والتقارير لمساعدتك على تحديد خيارات العلاج والاطلاع على تقدم الحالة.
- تعرف على النظام الغذائي. هناك العديد من الخرافات والمفاهيم الخطأ حول اضطراب طيف التوحد. قد تساعدك معرفة الحقيقة في فهم طفلك بطريقة أفضل واستيعاب محاولته/محاولاتها في التواصل.
- خصص وقتًا لنفسك ولأعضاء عائلتك الآخرين. قد يضع الاعتناء بطفل مصاب باضطراب طيف التوحد ضغطًا على علاقاتك الشخصية وعلى عائلتك. لتجنب الإنهاك، خصص وقتًا للاسترخاء ومارس التمارين أو استمتع بنشاطاتك المفضلة. حاول ترتيب موعد مع أطفالك الآخرين وتخطيط مواعيد ليلية مع زوجك أو شريكك — ولو لمشاهدة فيلم معًا بعد نوم الأطفال.
- اسع للتعرف على عائلات أخرى تعتني بطفل مصاب باضطراب طيف التوحد. قد يكون لدى العائلات الأخرى التي تعاني تحديات اضطراب طيف التوحد نصائح مفيدة لك. يكون لدى بعض المجتمعات مجموعات دعم لآباء وإخوة الأطفال المصابين بالاضطراب.
- اسأل طبيبك عن التقنيات والعلاجات الجديدة. يتابع الباحثون استكشاف أساليب جديدة لمساعدة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. قم بزيارة قسم اضطرابات طيف التوحد بمواقع مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention) الإلكترونية لتجد بعض مصادر المواد والروابط المهمة.
سيفحص موفر الرعاية الصحية لطفلك مشاكل النمو في الفحوصات المنتظمة. اذكر أي مخاوف لديك أثناء مقابلتك. إذا اعترى طفلك أي من علامات اضطراب طيف التوحد، فستتم إحالتك على الأرجح إلى أخصائي يعالج الأطفال المصابين بالاضطراب؛ وذلك للتقييم.
اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء إلى الموعد، إذا أمكن، لمساعدتك في تذكر المعلومات ولتقديم الدعم العاطفي.
إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لموعدك.
ما يمكنك فعله
قبل موعد طفلك، أعد قائمة بكل من:
- أي أدوية، بما في ذلك، الفيتامينات، والأعشاب، والأدوية التي تصرف دون وصفة طبية، التي يتناولها طفلك، وجرعاتها.
- أي مخاوف لديك حول تطور الطفل وسلوكه.
- وقت بدء طفلك في الكلام، ووصوله إلى علامات تطوره المرحلية. إذا كان لدى طفلك إخوة، يُرجى أيضًا مشاركة معلومات عن وقت وصولهم لمعالم تطورهم.
- وصف لطريقة لعب طفلك وتفاعله مع الوالدين والإخوة والأطفال الآخرين.
- أسئلة تطرحها على طبيب الطفل للاستفادة القصوى من وقتك.
بالإضافة إلى ذلك، قد يفيد إحضار:
- مذكرات لأي ملاحظات من البالغين أو مقدمي الرعاية الآخرين، مثل جليسات الأطفال والأقارب والمعلمين. إذا تم تقييم طفلك من قبل أخصائيي رعاية صحية آخرين أو التدخل المبكر أو برنامج مدرسي، يُرجى إحضار هذا التقييم.
- سجل لمراحل تطور طفلك، كدفتر أو مفكرة بهما معلوماته منذ الولادة، إن توفر لديك.
- مقطع فيديو لسلوكيات الطفل أو حركاته غير العادية، إن توفر لديك.
تتضمن الأسئلة التي تطرحها على طبيب طفلك ما يلي:
- لماذا تعتقد أن الطفل مصاب (أو غير مصاب) باضطراب طيف التوحد؟
- هل هناك طريقة لتأكيد التشخيص؟
- إذا كان طفلي يعاني اضطراب طيف التوحد، فهل توجد طريقة لتحديد مدى شدة الاضطراب؟
- ما هي التغييرات التي يمكن أن أتوقع أن أراها تظهر على طفلي بمرور الوقت؟
- ما نوع العلاجات أو الرعاية الخاصة التي يحتاج إليها الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد؟
- ما مقدار الرعاية الطبية المنتظمة التي يحتاجها طفلي وما أنواعها؟
- ما نوع الدعم المتوفر لعائلات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد؟
- كيف يمكنني معرفة المزيد عن اضطراب طيف التوحد؟
لا تتردد في طرح أسئلة أخرى خلال الزيارة.
ما الذي يتعيّن عليك توقعه من طبيب طفلك
من المرجح أن يطرح عليك طبيب طفلك عددًا من الأسئلة. كن مستعدًا للإجابة عنها لتخصيص وقت للنقاط التي تريد التركيز عليها. قد يسأل طبيبك الأسئلة التالية:
- ما السلوكيات المحددة التي دفعتك إلى زيارتك اليوم؟
- متى لاحظت ظهور هذه العلامات على طفلك أول مرة؟ هل لاحظ أفراد آخرون العلامات؟
- هل هذه السلوكيات مستمرة أم عرضية؟
- هل يعاني طفلك أي أعراض أخرى قد تبدو أنها غير ذات صلة باضطراب طيف التوحد، مثل مشكلات بالمعدة؟
- هل هناك أي شيء يبدو أنه يحسن من أعراض طفلك؟
- ما الذي يجعل الأعراض تزداد سوءًا، إن وُجد؟
- متى كانت أول مرة زحف طفلك فيها؟ متى كانت أول مرة يمشي فيها؟ متى قال أول كلماته؟
- ما الأنشطة المفضلة لطفلك؟
- كيف يتفاعل طفلك معك ومع الأشقاء والأطفال الآخرين؟ هل يبدي طفلك اهتمامًا بالآخرين أو يتواصل بصريًا أو يبتسم أو يريد اللعب مع الآخرين؟
- هل لدى طفلك تاريخ عائلي من اضطراب طيف التوحد أو التأخر اللغوي أو متلازمة ريت أو اضطراب الوسواس القهري أو القلق أو الاضطرابات المزاجية الأخرى؟
- ما الخطة التعليمية لطفلك؟ ما الخدمات التي يتلقاها من خلال المدرسة؟
التحديث الاخير:
July 9th, 2021