سرطان المستقيم


تعرف على أعراض سرطان المستقيم وأسبابه وطرق الوقاية منه. تعرف على الوسائل العلاجية، بما في ذلك العلاج الكيميائي والإشعاع والجراحة.


سرطان المستقيم هو سرطان يبدأ في المستقيم. ويوجد المستقيم في آخر الأمعاء الغليظة بطول عدة سنتيمترات. حيث يبدأ المستقيم في نهاية الجزء الأخير من القولون، وينتهي عند الوصول إلى القناة القصيرة الضيقة المؤدية إلى الشرج.

وغالبًا ما يتم تسمية السرطان داخل المستقيم (سرطان المستقيم) والسرطان داخل القولون (سرطان القولون) معًا باسم "سرطان المستقيم والقولون".

ورغم التشابه الكبير بين سرطان المستقيم وسرطان القولون، فإن علاجهما مختلف تمامًا. ويرجع ذلكَ في الأساس إلى أن المستقيم يقع في موضع ضيق ومفصول بالكاد عن الأعضاء والهياكل الأخرى. ويمكن إجراء جراحة في هذا الموضع الضيق لاستئصال عقدة سرطان المستقيم.

ففي الماضي، كانت فرص البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة للمصابين بسرطان المستقيم أمرًا نادرًا، حتى بعد العلاج المكثَّف. وبفضل التطورات في العلاج على مدى العقود القليلة الماضية، تحسَّنت معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى الماصبين بسرطان المستقيم بشكلٍ كبير.


تشمل مؤشرات مرض سرطان المستقيم وأعراضه ما يلي:

  • تغيُّر وتيرة التبرُّز مثل الإسهال أو الإمساك أو كثرة التبرُّز
  • وجود دم في البراز ذي لون كستنائي داكن أو أحمر فاتح
  • براز رفيع
  • الشعور بأن الأمعاء لا تفرغ ما فيها تمامًا
  • ألم في البطن
  • فقدان غير مفَسر للوزن
  • الضعف أو الإرهاق

متى يجب زيارة الطبيب

حدد موعدًا مع الطبيب المعالج لك إذا كانت لديك أي أعراض مستمرة تثير قلقك.


يحدث سرطان المستقيم عندما تطرأ تغيُّرات (طفرات) على الحمض النووي (DNA) للخلايا السليمة في المستقيم. يحتوي الحمض النووي (DNA) للخلية على التعليمات التي تُوجِّه الخلية إلى ما يجب فعله.

وتوجّه تلك التغيرات الخلايا إلى النمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وللاستمرار في العيش حتى بعد موت الخلايا السليمة. وقد تتراكم تلك الخلايا مكوّنة ورمًا. وبمرور الوقت، يصبح بإمكان الخلايا السرطانية النمو لتغزو الأنسجة السليمة المجاورة وتُدمِّرها. ويمكن للخلايا السرطانية أن تنفصل وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم.

لا يُعرف سبب حدوث الطفرات المتسببة في تكوُّن السرطان في معظم حالات سرطان المستقيم.

الطّفرات الجينية الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

في بعض العائلات، تزيد الطّفرات الجينية التي تنتقل من الآباء إلى الأطفال من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وتمثّل هذه الطّفرات فقط نسبة ضئيلة من سرطانات المستقيم. كما تزيد بعض الجينات المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم من خطر الإصابة بالمرض، لكنها لا تجعله حتميًا.

هناك متلازمتان وراثيتان محددتان جيدًا لسرطان القولون والمستقيم وهما:

  • متلازمة لينش. تتسبب متلازمة لينش، وتُعرَف أيضًا بسرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي (HNPCC)، في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والسرطانات الأخرى. ويميل الأشخاص المصابون بمتلازمة لينش إلى الإصابة بسرطان القولون قبل سن الخمسين.
  • داء السلائل الورمي الغُدّي العائلي (FAP). داء السلائل الورمي الغُدّي العائلي هو اضطراب نادر يسبب آلاف السلائل في بطانة القولون والمستقيم. تزداد احتمالية إصابة الأشخاص الذين لم يتم علاجهم من داء السلائل الورمي الغُدّي العائلي بسرطان القولون أو المستقيم قبل سن الأربعين.

يمكن للفحوصات الوراثية اكتشاف هذه المتلازمة وغيرها من متلازمات سرطان القولون والمستقيم الموروثة النادرة. وإذا كنت قلقًا بشأن تاريخ عائلتك فيما يتعلق بالإصابة بسرطان القولون، فتحدث إلى طبيبك حول ما إذا كان تاريخ عائلتك يشير إلى أنك معرَّض لخطر الإصابة بهذه الحالات.


تزداد احتمالية الإصابة بسرطان المستقيم وسرطان القولون نتيجة للعوامل ذاتها. وتشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ما يلي:

  • كبر السن. يمكن أن يُشخَّص سرطان القولون والمستقيم في أيِّ سن، لكن تتجاوز أعمار غالبية الأشخاصِ المصابين به 50 عامًا. ومع ذلك تتزايد معدّلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الأصغر من 50 عامًا، ولكن لم يتوصل الأطباء للسبب بعد.
  • الأمريكيون المنحدرون من أصل أفريقي. الأشخاص المنحدرون من أصل أفريقي المولودون في الولايات المتحدة، أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بالأشخاص الآخرين المنحدرين من أصول أوروبية.
  • تاريخ شخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الإصابة بالسلائل. إذا كنت قد أُصبتَ بالفعل بسرطان المستقيم أو سرطان القولون أو سلائل ورمية غدية، فستكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بشكل أكبر.
  • مرض الأمعاء الالتهابي. الأمراض الالتهابية المُزمِنَة التي تصيب القولون والمستقيم، مثل التهاب القولون التقرُّحي وداء كرون، تزيد من خطر إصابتك بسرطان القولون والمستقيم.
  • المتلازمات الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المستقيم. يمكن أن تزيد المتلازمات الوراثية التي تنتقل من جيل إلى جيل في عائلتك من خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان المستقيم، بما في ذلك داء السلائل الورمي الغُدّي العائلي (FAP) ومتلازمة لينش.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. يزيد بشكل كبير احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إذا كان أحد والديك أو أشقائك أو أطفالك مصابًا بسرطان القولون والمستقيم.
  • اتباع نظام غذائي يحتوي على نسب قليلة من الخضراوات. قد تقترن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بانخفاض كمية الخضراوات في النظام الغذائي وارتفاع كمية اللحوم الحمراء، وخصوصًا عند طهي اللحم لدرجة التفحم أو بشكل زائد عن الحد.
  • ممارسة القليل من التمارين. إذا كان يغلب عليك الخمول وقلة النشاط، فمن المرجح أن تُصاب بسرطان القولون والمستقيم. ويمكن أن تساعدك ممارسة الأنشطة البدنية بشكل مُنتظِم على تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
  • داء السكري. الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الثاني غير الخاضع للسيطرة التامة، قد يكونون عرضة لخطر متزايد بالإصابة بسرطان القولون.
  • السُمنة. الأشخاص الذين يعانون من السُمنة يكونون أكثر عرضة لخطر متزايد بالإصابة بسرطان القولون عند مقارنتهم بالأشخاص ذوي الوزن الصحي.
  • التدخين. المدخنون أكثر عرضة لخطر متزايد بالإصابة بسرطان القولون.
  • تناوُل الكحوليات. قد يؤدي شرب أكثر من ثلاثة مشروبات كحولية في الأسبوع بشكل منتظم إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • المعالجة الإشعاعية لإصابة سابقة بالسرطان. قد تزيد المعالجة الإشعاعية الموجَّهة لمنطقة البطن لعلاج سرطانات سابقة من خطر الإصابة بسرطان القولون.

لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، جرّب ما يلي:

  • تحدث مع الطبيب المعالج لك حول فحص السرطان. يقلل فحص سرطان القولون والمستقيم من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق تحديد السلائل المحتملة التسرطن في القولون والمستقيم والتي يمكن أن تتطور إلى سرطان. اسأل الطبيب المعالج لك متى يجب أن تبدأ الفحص. توصي معظم المنظمات الطبية ببدء الفحص في سن الخمسين تقريبًا، أو قبل ذلك إذا كان لديك عوامل خطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

    تتوفر العديد من خيارات الفحص — ولكل منها فوائده وعيوبه. تحدَّث عن الخيارات المتاحة لك مع الطبيب، ويمكنكما معًا اتخاذ قرار بشأن الاختبارات المناسبة لك.

  • مارس الرياضة معظم أيام الأسبوع. حاوِلْ ممارسة الرياضة لمدة لا تقلُّ عن 30 دقيقة في معظم الأيام. إذا كنت لا تمارس أيًّا من الأنشطة، فابدأ ببطء وزد المدة تدريجيًّا إلى 30 دقيقة. تحدّث أيضًا إلى طبيبك قبل بدء أي برامج لممارسة الرياضة.
  • تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. تحتوي الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة على الفيتامينات، والمعادن، والألياف ومضادات التأكسد، التي قد تؤدي دورًا في الوقاية من السرطان. اختر مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات لتحصل على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والعناصر المغذية.
  • حافظ على وزن صحي. إذا كان وزنك صحيًا، فحافظ عليه من خلال ممارسة الرياضة بانتظام واختيار نظام غذائي صحي. إذا كنت مصابًا بزيادة الوزن، فاعمل على إنقاص الوزن ببطء عن طريق زيادة التمارين وتقليل عدد السعرات الحرارية التي تتناولها.
  • أقلع عن التدخين. إذا كنت تدخن، فأقلع عن ذلك. وإذا كنت تواجه مشكلة في الإقلاع عن التدخين، فتحدث مع الطبيب المعالج لك حول الخيارات المتاحة لك. فقد تفيد الأدوية والاستشارات.
  • تناول المشروبات الكحولية باعتدال، ويُفضل ألا تشربها على الإطلاق. إذا اخترت احتساء المشروبات الكحولية، فاشربها باعتدال. بالنسبة للبالغين الأصحاء، يعني ذلك تناوُل مشروب كحولي واحد في اليوم للنساء وما يصل إلى مشروبين في اليوم للرجال.

اختبارات تشخيص الإصابة بسرطان المستقيم

يمكن اكتشاف وجود سرطان المستقيم أثناء اختبار فحص سرطان القولون والمستقيم. أو قد يُشتبه في ذلك بناءً على الأعراض لديك. تشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتأكيد التشخيص ما يلي:

  • استخدام منظار لفحص الجزء الداخلي من القولون والمستقيم (تنظير القولون). يستخدم تنظير القولون أنبوبًا طويلًا ومرنًا (منظار القولون) متصلاً بكاميرا فيديو وشاشة لرؤية القولون والمستقيم. إذا تم اكتشاف وجود سرطان في المستقيم، فقد يوصي الطبيب المعالج لك بفحص القولون لديك للبحث عن مناطق أخرى يُشتبه في إصابتها.
  • أخذ عينة من النسيج لفحصها (خزعة). إذا عُثِر على أي مناطق مشتَبه في إصابتها بالمرض، يمكن لطبيبك أن يدخل أدوات جراحية عبر منظار القولون لأخذ عينات من الأنسجة (خزعات) لتحليلها واستئصال السلائل.

    يتم إرسال عينة الأنسجة إلى المختبر لفحصها من قبل الأطباء المتخصصين في تحليل الدم وأنسجة الجسم (أخصائيي علم الأمراض). يمكن أن تحدد الاختبارات ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا، وما إذا كانت عدوانية أم لا، بالإضافة إلى تحديد الجينات غير الطبيعية في الخلايا السرطانية. يستخدم الطبيب المعالج لك هذه المعلومات لفهم التنبؤات بخصوص سَير المرض وتحديد خيارات العلاج الخاصة بك.

فحوص الكشف عن انتشار سرطان المستقيم

بعد تشخيص إصابتك بسرطان المستقيم، تأتي الخطوة التالية وهي تحديد مدى حِدَّة السرطان (مرحلته). تُساعد معرفة مرحلة السرطان لديك في تحديد تنبؤات سير المرض وخيارات العلاج.

ومن فحوص تحديد مرحلة المرض:

  • تعداد الدم الكامل (CBC). يحدد هذا الفحص أعداد الأنواع المختلفة من خلايا دمك. ويوضّح تعداد الدم الكامل ما إذا كان عدد خلايا دمك الحمراء منخفضًا (فقر الدم)، ما يشير إلى أن الورم يسبب فقدان الدم. ويعد ارتفاع مستوى خلايا الدم البيضاء دلالة على الإصابة بالعَدوى، وهو ما يمثل خطرًا حال نمو ورم المستقيم على جدران المستقيم.
  • فحوص الدم لقياس وظائف الأعضاء. تحليل كيمياء الدم أحد أنواع اختبارات الدم، يُستخدم لقياس مستويات المواد الكيميائية المختلفة في الدم. وقد تشير المستويات غير الطبيعية لبعض هذه المواد الكيميائية إلى انتشار السرطان حتى وصل إلى الكبد. وقد يشير ارتفاع مستويات مواد كيميائية أخرى إلى وجود مشكلات في الأعضاء الأخرى مثل الكلى.
  • المُستَضِدُّ السَّرَطانِيُّ المُضغِيّ (CEA). تنتج السرطانات أحيانًا مواد تُسمى علامات الورم يُمكن اكتشافها في الدم. وقد تكون إحدى هذه العلامات - وهي المُستَضِدُّ السَّرَطانِيُّ المُضغِيّ (CEA) - عند الأشخاص المصابين بسرطان القولون والمُستقيم أعلى من المعتاد. يفيد المُستَضِدُّ السَّرَطانِيُّ المُضغِيّ بشكل خاص في مراقبة استجابتك للعلاج.
  • فحص التصوير المقطعي المحوسب للصدر. يساعد هذا الفحص التصويري في تحديد ما إذا كان سرطان المستقيم قد انتشر في أعضاء أخرى من الجسم مثل الكبد والرئتين أم لا.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للحوض. يقدم التصوير بالرنين المغناطيسي صورة مفصلة للعضلات والأعضاء والأنسجة الأخرى المحيطة بالورم في المستقيم. ويُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي أيضًا العُقد اللمفية بالقرب من المستقيم وطبقات الأنسجة المختلفة في جدار المستقيم.

يعتمد الطبيب على نتائج تلك الفحوصات ليحدد مرحلة السرطان. وتُرقَّم مراحل سرطان المستقيم باستخدام الأرقام الرومانية التي تبدأ من 0 (صفر) إلى الرقم IV (أربعة). تُشير أدنى مراحل السرطان إلى السرطان المنحصر داخل بطانة المستقيم. أما المرحلة الرابعة (IV) فهي المرحلة التي يُعتبر فيها السرطان متقدمًا ومنتشرًا في مناطق أخرى من الجسم.


غالبًا ما ينطوي علاج سرطان المستقيم على مزيج من العلاجات. من الممكن إجراء جراحة لاستئصال الخلايا السرطانية. ويمكن أيضًا استخدام طرق علاج أخرى مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية وتقليل خطر عودة الإصابة بالسرطان.

وفي حال ساور الجرّاحين القلق بشأن عدم إمكانية إزالة الخلايا السرطانية بالكامل دون الإضرار بأعضاء الجسم وأجهزته المجاورة، فربما يوصي طبيبك بمزيج من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي كعلاج أوّلي لك. قد تؤدي هذه العلاجات المجمعة إلى تقليص حجم السرطان وتسهيل إزالته أثناء العملية.

الجراحة

يُعالَج سرطان المستقيم عادة بالخضوع لجراحة الاستئصال الخلايا السرطانية. ويعتمد تحديد العملية الجراحية الأفضل لك على طبيعة حالتك، مثل موقع السرطان والمرحلة التي بلغها، ومدى عدوانية الخلايا السرطانية، وحالتك الصحية العامة، وتفضيلاتك.

تشمل العمليات المستخدمة لعلاج سرطان المستقيم ما يلي:

  • استئصال السرطانات الصغيرة جدًا من داخل المستقيم. يمكن استئصال سرطان المستقيم الصغيرة جدًا باستخدام منظار القولون أو أي نوع متخصص آخر من المناظير يُدخل عبر فتحة الشرج (الاستئصال الموضعي عبر فتحة الشرج). ويمكن تمرير أدوات جراحية عبر المنظار لاستئصال السرطان وبعض الأنسجة السليمة المُحيطة به.

    قد يكون هذا الإجراء خيارًا ممكنًا إذا كان حجم السرطان صغيرًا ومن غير المرجح أن ينتشر إلى العُقَد اللمفية القريبة. إذا اكتشف تحليل معملي أن الخلايا السرطانية لديكَ عدوانية أو أكثر قابلية للانتشار إلى العُقَد اللمفية، فقد يوصي طبيبكَ بإجراء جراحة أخرى.

  • استئصال المستقيم بالكامل أو جزء منه. يمكن استئصال أنواع سرطان المستقيم الأكبر حجمًا والبعيدة بدرجةٍ كبيرة عن القناة الشرجية عبر إجراء (استئصالي أمامي منخفض) يستأصل المستقيم بالكامل أو جزءًا منه. وتُستأصل في هذا الإجراء الأنسجة والعُقد اللمفية القريبة. يحافظ هذا الإجراء على فتحة الشرج بحيث يمكن للفضلات أن تخرج من الجسم بشكلٍ طبيعي.

    وتعتمد طريقة تنفيذ هذا الإجراء على مكان السرطان. فإذا كان السرطان قد أصاب الجزء العلوي من المستقيم، فيستأصل هذا الجزء من المستقيم ثم يوصل القولون بالجزء المتبقي من المستقيم (مفاغرة القولون والمستقيم). أما إذا كان السرطان موجودًا في الجزء السفلي من المستقيم فيمكن استئصال المستقيم بالكامل. ثم يأخذ القولون شكل جيب ويوصل بفتحة الشرج (مفاغرة القولون).

  • استئصال المستقيم والشرج. قد لا يكون استئصال السرطان كله ممكنًا دون الإضرار بالعضلات التي تتحكم في حركات الأمعاء في أنواع سرطان المستقيم التي تقع بالقرب من فتحة الشرج. وفي هذه الحالات، قد يوصي أطباء الجراحة بإجراء عملية تسمى الاستئصال البطني العجاني (APR) لاستئصال المستقيم والشرج وجزء من القولون والأنسجة والعُقَد اللمفية القريبة.

    يفتح الجرَّاح فتحة في البطن ويصل الجزء المتبقي من القولون (فغر القولون). تخرج الفضلات من جسمك من خلال هذه الفتحة وتتجمع في كيس متصل ببطنك.

العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية. وبالنسبة لسرطان المستقيم، قد يُنصح بالعلاج الكيميائي بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية قد تكون متبقية.

يمكن أيضًا استخدام العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي قبل إجراء عملية لتقليص حجم سرطان كبير بحيث يسهل إزالته بالجراحة.

يمكن أيضًا استخدام العلاج الكيميائي لتخفيف أعراض سرطان المستقيم الذي لا يمكن إزالته بالجراحة أو الذي انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.

المعالجة الإشعاعية

يستخدِمُ العلاج الإشعاعي مصادرَ مُرتفعة الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات للقضاء على الخلايا السرطانية. في الأشخاص المصابين بسرطان المستقيم، غالبًا ما يتم الجمع بين المعالَجة الإشعاعية والمعالجة الكيميائية التي تجعل الخلايا السرطانية أكثر عُرضة للتلف بسبب الإشعاع. يمكن استخدامه كذلك بعد الجراحة للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية. أو يمكن استخدامه بعد الجراحة لتقليص السرطان وتسهيل إزالته.

حين لا تكون الجراحة ضمن الخيارات المتاحة، يُستخدم العلاج الإشعاعي لتخفيف بعض الأعراض كالألم.

الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي

يجعل الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي (العلاج الكيميائي الإشعاعي) الخلايا السرطانية أكثر عرضة للتأثر بالإشعاع. وغالبًا ما يُستخدم هذا المزيج لعلاج سرطانات المستقيم الكبيرة وتلك الأكثر عرضة للعودة مرة أخرى بعد الجراحة.

قد يُوصى بالعلاج الكيميائي الإشعاعي في الحالات التالية:

  • قبل الجراحة. قد يساعد العلاج الكيميائي الإشعاعي على تقليص حجم السرطان بما يكفي لجعل الجراحة أقل توغلًا قدر الإمكان. ويمكن أن يزيد العلاج المختلط من فرص عدم المساس بالمنطقة الشرجية أثناء العملية، ما يتيح خروج الفضلات من الجسم بشكل طبيعي بعد الجراحة.
  • بعد الجراحة. إذا كانت الجراحة هي العلاج الأول لك، فقد يوصي طبيبك بالعلاج الكيميائي الإشعاعي بعدها في حالة تزايد احتمالية عودة السرطان.
  • كعلاج أوّلي. قد يوصي طبيبك بالعلاج الكيميائي الإشعاعي للسيطرة على نمو السرطان إذا كان سرطان المستقيم لديك في حالة متقدمة أو إذا لم تكن الجراحة خيارًا ممكنًا.

العلاج الدوائي الاستهدافي

تركز العلاجات الدوائية الاستهدافيّة على شذوذات معينة موجودة داخل الخلايا السرطانية. من خلال تقييد حالات الشذوذ هذه، يمكن أن تتسبب علاجات الأدوية الموجهة في قتل الخلايا السرطانية.

عادة ما يُجمع بين الأدوية الاستهدافيّة والعلاج الكيميائي. يقتصر العلاج بالأدوية الاستهدافية على الأشخاص المصابين بمرحلة متقدمة من سرطان المستقيم.

العلاج المناعي

العلاج المناعي هو علاج دوائي يستخدم جهازك المناعي لمحاربة السرطان. قد لا يقوم جهازك المناعي المسؤول عن مقاومة الأمراض في جسمك بمهاجمة السرطان الذي أصابك لأن الخلايا السرطانية تنتج بروتينات تساعدها على الاختباء من خلايا الجهاز المناعي. والعلاج المناعي يعمل عن طريق التداخُل مع تلك العملية.

عادةً ما يكون العلاج المناعي مخصصًا لعلاج سرطان المستقيم في المراحل المتقدمة.

الرعاية الداعمة (التلطيفية)

تركز الرعاية التلطيفية على توفير الراحة من الألم والأعراض الأخرى لمرض حاد. يعمل اختصاصيو الرعاية التلطيفية معك ومع عائلتك وأطبائك الآخرين؛ لتقديم مستوى إضافي من الدعم لتكملة رعايتك المستمرة.

كما يعمل على تقديم الرعاية التلطيفية فريق من الأطباء، والممرضات وغيرهم من المهنيين المدربين تدريبًا خاصًّا. وتَهدف فِرَق الرعاية التلطيفية إلى تحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين بالسرطان وأُسَرهم. يُقدَّم هذا النوع من الرعاية جنبًا إلى جنب مع المعالجة الشافية أو غيرها من العلاجات التي قد تتلقاها.


قد يكون تشخيص إصابتك بالسرطان أمرًا يصعب عليك تحمُّله. وبمرور الوقت، ستجد طرقًا للتأقلم مع الضائقة وشكوك الإصابة بالسرطان. حتى ذلك الحين، قد يكون من المفيد لك أن:

  • تعلم المزيد عن سرطان المستقيم لاتخاذ قرارات بشأن رعايتك. استشِر الطبيب عن إصابة السرطان لديك، بما في ذلك خيارات العلاج، والتنبؤات بخصوص توقعات سَيْر المرض إذا رغبت. فكلما عرفْتَ المزيد عن سرطان المستقيم، أصبحتَ أكثر ثقة بشأن اتخاذ القرارات ذات الصلة بخيارات العلاج.
  • حافظ على أن تكون علاقتك مقرَّبة بالأصدقاء والعائلة. سيساعدك الحفاظ على قوة علاقاتك الوثيقة على التعامل مع سرطان المستقيم. يمكن للأصدقاء والعائلة تقديم المُساندة العملية التي ستحتاجها، مثل المساعدة في العناية بمنزلك إن كنت في المستشفى. كما يُمكنهم منح الدعم العاطفي أيضًا في حالة شعوركِ بالضغط الشديد بسبب السرطان.
  • البحث عن شخص ما للتحدث معه. ابحثي عن مستمع جيِّد يكون على استعداد للاستماع إليكِ وأنتِ تتحدَّثين عن آمالكِ ومخاوفك. قد يكون هذا الشخص صديقًا أو فردًا من العائلة. وقد تُساعدك أيضًا أمور أخرى مثل الحصول على اهتمام ودعم أحد الاستشاريين، أو اختصاصي طبي اجتماعي، أو رجل دين، أو مجموعة دعم المصابين بالسرطان.

    اسأل طبيبك عن مجموعات الدعم المتاحة في منطقتك. أو راجع المنظمات التي تختص بالسرطان المتاحة في منطقتك أو على مستوى الدولة، مثل المعهد الوطني الأمريكي للسرطان أو جمعية السرطان الأمريكية.


إذا اشتبه طبيبك في احتمال إصابتك بسرطان المستقيم، فمن المحتَمَل أن تتم إحالتك إلى واحد أو أكثر من المختصين بعلاج المستقيم، ويتضمن ذلك:

  • الطبيب الذي يعالج أمراض الهضم (طبيب الجهاز الهضمي)
  • طبيب يعالج السرطان (طبيب الأورام)
  • جراح متخصص في الإجراءات التي تشمل القولون والمستقيم (جراح القولون والمستقيم)
  • طبيب يستخدم الإشعاع لعلاج السرطان (اختصاصي علاج الأورام بالإشعاع)

إليك بعض الأشياء التي يمكنك فعلها قبل مقابلة هؤلاء الأطباء:

  • اسأل ما إذا كان هناك أي شيء ينبغي لك فعله قبل موعدك الطبي، مثل تجنب تناول أطعمة أو أدوية محددة.
  • اكتب قائمة بجميع الأدوية، بما في ذلك الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها.
  • فكِّر في اصطحاب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء معك لتدوين ملاحظات حول ما يقوله الأطباء، حتى يمكنك التركيز على الاستماع.
  • دوِّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على طبيبك.

إليك بعض الأسئلة التي قد تودُّ طرحها بخصوص سرطان المستقيم:

  • في أي جزء من المستقيم يوجد السرطان لديَّ؟
  • لأيِّ مرحلة وصل سرطان المستقيم لدي؟
  • هل انتشر سرطان المستقيم لأجزاء أخرى من جسدي؟
  • هل سأحتاج إلى المزيد من الفحوص؟
  • ما خيارات العلاج؟
  • إلى أي حد يساعد كل علاج على زيادة فرصي في الشفاء؟
  • ما الآثار الجانبية المحتمَلة لكل علاج؟
  • كيف سيُؤثر كل خيار علاجي في حياتي اليومية؟
  • هل تُفضِّل أحد خيارات العلاج عن غيره لحالتي؟
  • ما الذي تُوصي به صديقًا أو أحد أفراد العائلة في الوضع نفسه؟
  • كم من الوقت يمكنني التفكير لاتخاذ قراري بشأن العلاج؟
  • هل ينبغي أن أحصل على رأي ثانٍ؟
  • هل هناك كتيبات أو مطبوعات أخرى يُمكنني أخذها معي؟ ما المواقع الإلكترونية التي تَنصحني بها؟


التحديث الاخير:

May 4th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام