سلس البول
تعرف على الأسباب المحتملة لفقدان التحكم في المثانة والعلاجات المتاحة لهذه المشكلة.
سلس البول هو فقدان القدرة على التحكم في المثانة، وهي مشكلة شائعة وغالبًا ما تكون محرجة. وتتراوح حدته بين تسريب البول بين الحين والآخر أثناء السعال أو العطس، إلى الشعور برغبة ملحة في التبول بشكل مفاجئ وقوي لدرجة أنك قد لا تصل إلى المرحاض في الوقت المناسب.
وعلى الرغم من حدوثه في كثير من الأحيان مع التقدم في السن، إلا أن سلس البول ليس نتيجة حتمية للشيخوخة. في حال كان سلس البول يؤثر على أنشطتك اليومية، فلا تتردد في زيارة الطبيب. ففي معظم الحالات، يمكن أن تؤدي تغييرات بسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي أو الرعاية الطبية إلى علاج أعراض سلس البول.
يتعرض الكثيرون لتسرّب البول من فترة لأخرى وبكميات بسيطة. والبعض الآخر قد تفلت منه كميات من بسيطة إلى متوسطة من البول بوتيرة أكثر تكرارًا.
وتشمل أنواع سلس البول:
- سلس البول الإجهادي. وفيه يتسرّب البول عندما تضغط على مثانتك من خلال السعال أو العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة أو رفع شيء ثقيل.
- سلس البول الإلحاحي. وهو الشعور بحاجة مفاجئة وقوية للتبوّل يتبعها نزول البول لا إراديًا. وقد تكون هناك حاجة للتبوّل بشكل أكثر تكرارًا، بما في ذلك ساعات الليل. وقد يكون سلس البول الإلحاحي ناتجًا عن حالة بسيطة مثل التهاب، أو حالة أكثر خطورة كاضطراب عصبي أو داء السكري.
- سلس البول الفيضي. وهو الشعور بتساقط قطرات بول متكررة أو مستمرة بسبب عدم إفراع المثانة بالكامل.
- سلس البول الوظيفي. ويحدث نتيجة إعاقة بدنية أو عقلية تمنعك من القدرة على الذهاب إلى المرحاض في الوقت المناسب. فعلى سبيل المثال، قد تؤدي الإصابة بالتهاب المفاصل الحاد إلى عدم القدرة على فك أزرار البنطال بالسرعة الكافية.
- سلس البول المختلط. وهو الشعور بواحد أو أكثر من أنواع سلس البول، ويشير هذا النوع في الأغلب إلى مزيج من سلس البول الإجهادي وسلس البول الإلحاحي.
متى يجب زيارة الطبيب؟
قد تشعر بعدم الارتياح عند مناقشة مرض السلس مع طبيبك. ولكن في حالة تكرار السلس أو تأثيره على جودة حياتك، فمن المهم التماس المشورة الطبية لأن سلس البول قد:
- يُسبب تقييد أنشطتك اليومية والحد من تفاعلاتك الاجتماعية
- يؤثر سلبيًّا على جودة حياتك
- يزيد مخاطر السقوط لدى كبار السن نتيجة للاندفاع في دخول المرحاض
- يُشير إلى وجود حالة كامنة أكثر خطورة
قد ينتج سلس البول عن العادات اليومية، أو حالات طبية كامنة، أو مشكلات بدنية. ولهذا، فإن التقييم الجيد من طبيبك يمكنه المساعدة في تحديد السبب الكامن لسلس البول.
سلس البول المؤقت
قد يكون لبعض المشروبات والأطعمة والأدوية أثر مدر للبول، حيث تحفز المثانة على زيادة كمية البول. وتشمل ما يلي:
- الكحوليات
- الكافيين
- المشروبات الغازية والمياه الفوارة
- المُحليات الاصطناعية
- الشوكولاتة
- الفلفل الحار
- الأطعمة الحريفة أو المُحلاة أو الحامضة، وبخاصة الفواكه الحمضية (الموالح)
- أدوية القلب وضغط الدم والمهدئات ومُرخيات العضلات
- الكميات الكبيرة من فيتامين C
قد ينتج سلس البول كذلك من الحالات الطبية سهلة العلاج كما يلي:
- التهاب المسالك البولية. يمكن أن تسبب الالتهابات تهيجًا للمثانة، ومن ثم الشعور بحاجة ملحة للتبوّل، وأحيانًا سلس البول.
- الإمساك. يقع المستقيم إلى جوار المثانة ويتشارك معها في العديد من الأعصاب. ويسبب البراز الصلب والملبد في المستقيم نشاطًا مفرطًا لهذه الأعصاب ويزيد من معدل التبوّل.
سلس البول المستمر
قد يكون سلس البول أيضًا حالة مستمرة ناتجة عن مشكلات بدنية كامنة أو تغيرات جسمانية، ومنها:
- الحمل. قد تسبب التغيرات الهرمونية وزيادة حجم الجنين سلس البول الإجهادي.
- الولادة. قد تُضعِف الولادة الطبيعية العضلات المطلوبة للتحكم في المثانة، وتتلف أعصاب المثانة والأنسجة الداعمة لها، ما يؤدي إلى تدلي القاع الحوضي. وفي حالة التدلي، قد تندفع المثانة أو الرحم أو المستقيم أو الأمعاء الدقيقة إلى أسفل عن الوضع المعتاد لها وتبرز داخل المهبل. وقد يكون ذلك البروز مرتبطًا بسلس البول.
- التغيرات المصاحبة للعمر. قد يؤدي تقدم عضلة المثانة في العمر إلى تقليل سعة تخزين البول في المثانة. كما يمكن أن تكون تقلصات المثانة اللا إرادية أكثر تكرارًا مع التقدم في العمر.
- انقطاع الطمث. بعد انقطاع الطمث، تنتج أجسام النساء كميات أقل من هرمون الإستروجين الذي يساعد في الحفاظ على صحة بطانة المثانة والمستقيم. وقد يسبب تدهور حالة تلك الأنسجة إلى تفاقم سلس البول.
- تضخم البروستاتا. غالبًا ما ينتج سلس البول، خاصةً عند الرجال الأكبر سنًا، عن تضخم غدة البروستاتا، وهي حالة تُعرف باسم تضخم البروستاتا الحميد.
- سرطان البروستاتا. وقد يكون سلس البول الإجهادي أو الإلحاحي لدى الرجال مرتبطًا بسرطان البروستاتا الذي لم يعالَج. ولكن في الأغلب، يكون سلس البول أثرًا جانبيًا لعلاجات سرطان البروستاتا.
- الانسداد. يمكن أن يتسبب وجود ورم في أي مكان على طول المسالك البولية في منع التدفق الطبيعي للبول، مما يؤدي إلى سلس البول الفيضي. وأحيانًا ما تسبب حصوات البول، وهي تكتلات صلبة أشبه بالحجارة تتكون في المثانة، تسرّب البول.
- الاضطرابات العصبية. قد تؤثر أمراض مثل التصلب المتعدد أو مرض باركنسون أو السكتة الدماغية أو ورم المخ أو إصابة الحبل النخاعي على إشارات الأعصاب المشتركة في التحكم في المثانة، ما يسبب سلس البول.
من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسلس البول، ما يلي:
- جنس الشخص. النساء أكثر عرضة للإصابة بسلس البول الإجهادي. ويرجع ذلك لعدة أسباب منها الحمل والولادة وانقطاع الطمث والتشريح الطبيعي للأنثى. غير أن الرجال أيضًا الذين لديهم مشاكل في غدة البروستاتا تزداد لديهم مخاطر سلس البول الإلحاحي والفيضي.
- العمر. كلما تقدم العمر، تفقد عضلات المثانة والإحليل بعض قوتها. حيث تقلل التغيرات الناتجة عن التقدم في العمر من قدرة المثانة على التحكم، وتُزيد من فرص انفلات البول لا إراديًا.
- زيادة الوزن. يزيد الوزن الزائد من الضغط على المثانة والعضلات المحيطة بها، مما يضعفها ويسمح للبول بالتسرب للخارج عند السعال أو العطس.
- التدخين. قد يزيد التدخين من خطر الإصابة بسلس البول.
- التاريخ العائلي. في حال إصابة أحد أفراد العائلة المقربين بسلس البول، وبخاصة السلس الإلحاحي، تزداد مخاطر الإصابة بهذه الحالة.
- أمراض أخرى. قد تزيد أمراض الأعصاب من خطر الإصابة بسلس البول.
ومن مضاعفات سلس البول المزمن ما يلي:
- المشاكل الجلدية. يمكن أن يظهر الطفح والعدوى الجلدية والقروح نتيجة لتعرض الجلد للبلل باستمرار.
- التهابات المسالك البولية. يُزيد سلس البول من خطورة الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- تأثيرات على الحياة الشخصية. يمكن أن يؤثر سلس البول على العلاقات الاجتماعية والعملية والشخصية.
لا تكون الوقاية من سلس البول ممكنة على الدوام. ولكن يمكنك فعل ما يلي لتقليل مخاطر الإصابة بتلك الحالة:
- الحفاظ على وزن صحي
- ممارسة تمارين القاع الحوضي
- تجنب مهيجات المثانة مثل الكافيين والكحوليات والأطعمة الحمضية
- تناول مزيد من الألياف التي يمكنها منع الإمساك، فهو أحد مسببات سلس البول
- عدم التدخين، أو طلب المساعدة للإقلاع عنه إن كنت مدخنًا
من المهم تحديد نوع السلس البولي لديك، والذي يحدده الطبيب من خلال معرفة الأعراض الموجودة لديك. فهذه المعلومات مهمة لاتخاذ قرارات العلاج.
من المفترض أن يبدأ طبيبك بمعرفة التاريخ التفصيلي وإجراء الفحص البدني. ثم يطلب منك أداء حيلة بسيطة لمعرفة طبيعة السلس، مثل السعال.
وبعد ذلك، يطلب طبيبك غالبًا ما يلي:
- تحليل البول. تُؤخذ عينة من البول للكشف عن مؤشرات العدوى أو آثار دم أو مشكلات أخرى.
- تسجيل أحوال المثانة في مذكرة. تحرص على تسجيل مقدار ما تشربه وأوقات التبول وكمية البول وما إذا كنتَ تشعر بحاجة ملحة للتبول وعدد مرات حدوث سلس البول على مدار عدة أيام.
- قياس كمية البول الباقية بعد إفراغ المثانة. يُطلب منك التبول (إفراغ المثانة) في حاوية تقيس كمية البول الخارجة. ثم يفحص الطبيب كمية البول المتبقية في مثانتك باستخدام أنبوب قسطرة أو التصوير بالموجات فوق الصوتية (ألتراساوند). فقد يعني بقاء كمية كبيرة من البول في المثانة وجود انسداد في المسالك البولية أو مشكلة في أعصاب المثانة أو عضلاتها.
في حال الحاجة إلى مزيد من المعلومات، قد يوصي الطبيب بإجراء مزيد من الفحوصات المتقدمة، مثل فحص ديناميكا البول والموجات فوق الصوتية على الحوض. وتُجرى هذه الفحوصات عادةً عند التفكير في التدخل الجراحي.
يعتمد علاج سلس البول على نوع السلس ومدى خطورته وسببه الكامن. وقد يلزم تناول أكثر من دواء معًا. إذا كانت هناك حالة مرضية كامنة تسبب الأعراض، فمن المفترض أن يعالج الطبيب تلك الحالة.
قد ينصح الطبيب بالبدء بعلاجات أقل توغلاً، وينتقل إلى خيارات أخرى في حال فشل هذه الأساليب في العلاج.
التقنيات السلوكية
قد ينصح الطبيب بما يلي:
- تدريب المثانة على تأخير التبول بعد الشعور بحاجة ملحة للتبوّل. وربما تبدأ بتجربة حبس البول لمدة 10 دقائق في كل مرة تشعر فيها بحاجة ملحة للتبوّل. والهدف من ذلك هو إطالة الوقت بين مرات الذهاب إلى المرحاض تدريجيًا حتى تصل إلى التبوّل فقط كل ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات ونصف.
- إفراغ المثانة مرتين، وذلك للتعود على إفراغ المثانة تمامًا، ومن ثم تجنب سلس البول الفيضي. ويعني إفراغ المثانة مرتين التبوّل، ثم الانتظار لبضع دقائق قبل المحاولة مرة أخرى.
- تحديد جدول زمني لمرات الذهاب إلى المرحاض، وذلك بالتبوّل كل ساعتين إلى أربع ساعات بدلاً من الانتظار حتى الشعور بالحاجة إلى ذلك.
- ضبط شرب السوائل والنظام الغذائي لاستعادة السيطرة على المثانة. وقد يلزم التقليل من شرب الكحوليات أو الكافيين أو الأطعمة الحامضة أو الإقلاع عنها. حيث يمكن أن يعمل تقليل شرب السوائل أو إنقاص الوزن أو زيادة النشاط البدني أيضًا على تخفيف المشكلة.
تمارين عضلات قاع الحوض
قد يوصي طبيبك بالمواظبة على ممارسة هذه التمارين لتقوية العضلات التي تساعد على التحكم في التبوّل. وهذه التمارين التي تُعرف أيضًا بتمارين كيجل فعالة بالأخص في سلس البول الإجهادي، وقد تفيد أيضًا في سلس البول الإلحاحي.
ولأداء تمارين عضلات القاع الحوضي، تخيل أنك تحاول وقف تدفق البول. ثم:
- شد (اقبض) العضلات التي تستخدمها لوقف التبوّل وحافظ على هذا الوضع لمدة خمس ثوانٍ، ثم استرخ لمدة خمس ثوانٍ. (إذا كان هذا صعبًا جدًا، فابدأ الشد لمدة ثانيتين والاسترخاء لمدة ثلاث ثوانٍ).
- تمرن على الحفاظ على قبض العضلات لمدة 10 ثوانٍ في كل مرة.
- اجعل هدفك القيام بثلاث مجموعات تمرين على الأقل يوميًا، في كل منها من 10 تكرارات.
لمساعدتك في التعرف على العضلات المناسبة وشدها، قد يقترح طبيبك الاستعانة باختصاصي العلاج الطبيعي للقاع الحوضي أو محاولة أساليب الارتجاع البيولوجي.
الأدوية
تشمل الأدوية الشائع استخدامها في علاج السلس:
- مضادات الفعل الكوليني. يمكن أن تهدئ هذه الأدوية فرط نشاط المثانة، وقد تكون مفيدة في حالات السلس الإلحاحي. ومن أمثلتها أوكسيبوتينين (Ditropan XL) وتولتيرودين (Detrol) وداريفيناسين (Enablex) وفيسوتيرودين (Toviaz) وسوليفيناسين (Vesicare) وكلوريد التروسبيوم.
- ميرابيغرون (Myrbetriq). يُستخدم هذا الدواء لعلاج السلس الإلحاحي، حيث يعمل على إرخاء عضلة المثانة، كما يمكنه أن يزيد من كمية البول التي يمكن أن تحتفظ بها المثانة. ويمكنه أيضًا زيادة كمية البول التي تستطيع تبولها في المرة الواحدة، مما يساعد على إفراغ مثانتك بدرجة أكثر اكتمالاً.
- حاصرات مستقبلات ألفا. تعمل هذه الأدوية على إرخاء عضلات عنق المثانة وألياف العضلات في البروستاتا لدى الرجال المصابين بالسلس الإلحاحي، مما يجعل إفراغ المثانة أسهل. وتشمل أمثلتها تامسولوسين (Flomax) وألفوزوسين (Uroxatral) وسيلودوسين (Rapaflo) ودوكسازوسين (Cardura).
- الإستروجين الموضعي. قد يساعد استخدام الإستروجين الموضعي منخفض الجرعة على شكل كريم مهبلي أو حلقة أو لصيقة على شد الأنسجة المتدهورة في المهبل ومجرى البول وتجديد حيويتها.
التحفيز الكهربي
يتم إدخال الأقطاب بصورة مؤقتة داخل المستقيم أو المهبل لتحفيز وتقوية عضلات قاع الحوض. قد يتسم التحفيز الكهربائي الخفيف بالفعالية بالنسبة لسلس البول الإجهادي وسلس البول الإلحاحي، ولكنك ربما تحتاج إلى علاجات متعددة على مدار عدة شهور.
المعدات الطبية
تشمل الأدوات المصممة لعلاج السيدات المصابات بسلسل البول:
- حشوة الإحليل، وهي أداة صغيرة تشبه السدادة القطنية وتستخدم لمرة واحدة، تُدخل في الإحليل قبل ممارسة نشاط معين قد يؤدي إلى تحفيز سلس البول كلعب التنس. وتعمل هذه الحشوات كسدادات لمنع التسرب وتُزال بعد التبوّل.
- الفرزجة، وهي حلقة سيليكون مرنة تُدخل في المهبل وتظل داخله طوال اليوم. وتُستخدم هذه الأداة أيضًا في حالات السيدات المصابات بهبوط المهبل. وتساعد الفرزجة على دعم الإحليل لمنع تسرّب البول.
العلاجات التداخلية
من العلاجات التدخلية التي قد تساعد في علاج حالات سلس البول ما يلي:
- حقن المواد التكتلية. تُحقن مادة تخليقية في النسيج المحيط بالإحليل. وتعمل هذه المادة التكتلية على الحفاظ على انغلاق الإحليل وخفض تسرب البول. وهذا الإجراء يخصص لعلاج السلس الإجهادي، وهو أقل فعاليةً بصفة عامة عن العلاجات الأكثر توغلاً مثل التدخل الجراحي. وقد يلزم تكرار هذا الإجراء أكثر من مرة.
- حقن OnabotulinumA (البوتوكس). قد يفيد حقن بوتوكس في عضلة المثانة الأشخاص المصابين بفرط نشاط المثانة وسلس البول الإلحاحي. ولا يوصف حقن البوتوكس بصفة عامة للمرضى إلا بعد فشل العلاجات الأخرى.
- مُحفزات الأعصاب. ثمة نوعان من الأجهزة التي تستخدم النبضات الكهربية غير المؤلمة لتحفيز الأعصاب المشارِكة في السيطرة على المثانة (الأعصاب العجزية). أحدهما يُزرع تحت جلد الإلية، ويُوصل بأسلاك على منطقة أسفل الظهر. والنوع الآخر هو طرف كهربي قابل للإزالة، يُدخل في المهبل. ويمكن أن يعمل تحفيز الأعصاب العجزية على السيطرة على حالة فرط نشاط المثانة وسلس البول الإلحاحي في حال فشل العلاجات الأخرى.
الجراحة
إذا لم تنجح العلاجات الأخرى، تتوفر العديد من الإجراءات الجراحية لعلاج المشكلات التي تسبب سلس البول، وهي:
- جراحات المِعلاق. تستخدم المواد الاصطناعية (الشبكية) أو خيوط من نسيج الجسم لإنشاء مِعلاق للحوض أسفل الإحليل ومنطقة العضلة المتضخمة في موضع اتصال المثانة بالإحليل (عنق المثانة). ويساعد المِعلاق في بقاء الإحليل مغلقًا، خاصة عند السعال أو العطس. يُستخدم هذا الإجراء لعلاج السلس الإجهادي.
- تعليق عنق المثانة. هذا الإجراء مصمم لتوفير الدعم للإحليل وعنق المثانة، وهي منطقة العضلة المتضخمة في موضع اتصال المثانة بالإحليل. ويتضمن إجراء شق جراحي في البطن، ولذلك يُجرى أثناء التخدير العام أو التخدير النخاعي.
- جراحة تدلي المستقيم. قد تتضمن الجراحة بالنسبة للنساء المصابات بتدلي أعضاء الحوض والسلس المختلط الجمع بين إجراء المِعلاق وجراحة تدلي المستقيم. ولا يُحسِّن ترميم تدلي أعضاء الحوض منفردًا أعراض سلس البول في جميع الحالات.
- العضلة العاصرة (المَصَرّة) البولية الاصطناعية. تُزرَع حلقة صغيرة مملوءة بسائل حول عنق المثانة للحفاظ على غلق المَصَرّة البولية حتى تكون هناك حاجة للتبول. ولكي تتبول، تضغط على صمام يتم زرعه تحت الجلد ويتسبب ذلك في تفريغ الحلقة من الهواء والسماح بتدفق البول من المثانة.
الضمادات أو القسطرات الماصة
إذا لم تفد العلاجات الطبية في التخلص من السلس، جرّب المنتجات التي تساعد في تخفيف الإحساس بالانزعاج وعدم الراحة الناتجين عن تسرب البول:
- المناشف والملابس الواقية. لا يتجاوز حجم معظم المنتجات حجم الملابس الداخلية العادية ويمكن ارتداؤها بسهولة تحت الملابس اليومية. يمكن للرجال الذين لديهم مشكلات في تسرب قطرات البول استخدام مُجمِّع قطرات البول، وهو جيب صغير يتكون من منشفة امتصاصية تُرتدى فوق القضيب وتثبت في مكانها من خلال ارتداء ملابس داخلية ضيقة.
- القسطرة. إذا كان سلس البول لديك بسبب عدم تفريغ المثانة بشكل ملائم، فقد يوصيك طبيبك بتعلم كيفية إدخال أنبوب ليِّن (قسطرة) في الإحليل عدة مرات يوميًّا لتصريف المثانة. وستتلقى إرشادات بشأن كيفية تنظيف أنابيب القسطرة هذه لإعادة استخدامها بشكل آمن.
قد تتطلب مشكلات تسرب البول مزيدًا من الحرص لوقاية البشرة من التهيج:
- استخدم قطعة قماش لتنظيف نفسك.
- دع بشرتك تجف في الهواء.
- تجنب الغسل المتكرر أو استخدام الدش المهبلي، إذ قد تؤدي هذه الإجراءات إلى إرباك دفاعات الجسم الطبيعية ضد عدوى المثانة.
- فكر في استخدام كريم يصنع طبقة حاجزة للبشرة مثل هُلام النفط (الفازلين) أو زبدة الكاكاو لحمايتها من البول.
- اسأل طبيبك عن أنواع الغسول الخاصة بإزالة البول، فهي لا تسبب جفاف البشرة بدرجة كبيرة مقارنةً بغيرها من المنتجات.
وإذا كنت مصابًا بسلس البول الإلحاحي أو سلس البول الليلي، فاجعل الحمام أكثر راحة وملاءمة:
- انقل أي سجاد أو أثاث قد تتعثر أو تصطدم به في الطريق إلى الحمام.
- استخدم مصباحًا ليليًا لإنارة طريقك وتقليل احتمالية تعرضك للسقوط.
وإذا كان لديك سلس بول وظيفي فيمكنك:
- الاحتفاظ بمقعد مرحاض متحرك إلى جانب فراشك في غرفة النوم
- تركيب مقعد مرحاض مرتفع
- توسيع باب الحمام الحالي
لم تثبت فعالية أي من علاجات الطب البديل في علاج سلس البول. ولكن أثبتت دراسات سابقة أن الوخز بالإبر قد يفيد في علاج سلس البول، وكذلك الحال بالنسبة لليوغا، لكن ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات.
إذا كانت مشكلة القدرة على التحكم في المثانة تشعرك بالحرج، فيمكنك تجربة التعايش معها بنفسك عن طريق استخدام حفاضات قطنية ماصّة، وحمل قطع ملابس إضافية، أو حتى تجنب الخروج من المنزل.
ولكن هناك علاجات فعالة متوفرة لسلس البول. ولهذا من المهم أن تسأل طبيبك عن العلاج. وفور فعلك ذلك، ستكون على الطريق الصحيح لاستعادة نمط حياتك النشيط وتعود إليك ثقتك مرة أخرى.
إذا كنت مصابًا بسلس البول، فمن الأرجح أن تبدأ بزيارة طبيب الرعاية الأولية. وقد تُحال إلى طبيب متخصص في اضطرابات الجهاز البولي أو طبيب أمراض نساء مؤهل تأهيلاً خاصًا لعلاج مشكلات المثانة والوظائف البولية لدى النساء (اختصاصي أمراض بولية نسائية).
ما يمكنك فعله
للاستعداد لموعدك الطبي، يُنصح بما يلي:
- معرفة أي محاذير سابقة لموعدك الطبي مثل تقييد نظامك الغذائي.
- كتابة الأعراض التي تشكو منها، بما في ذلك معدل التبول، ونشاط المثانة ليلاً، ومرات السلس.
- كتابة قائمة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تأخذها، مع ذكر الجرعات ومعدل أخذ الأدوية.
- كتابة قائمة بالمعلومات الدوائية الأساسية، مع ذكر الحالات المرضية الأخرى التي تشكو منها.
- اصطحاب أحد الأقارب أو الأصدقاء لمساعدتك على تذكر تعليمات الطبيب.
- أخذ دفتر أو جهاز إلكتروني واستخدامه لتدوين المعلومات المهمة التي تُذكر أثناء الزيارة.
- كتابة الأسئلة التي ستطرحها على طبيبك
من الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها على طبيبك فيما يتعلق بسلس البول ما يلي:
- ما السبب المرجح لإصابتي بهذه الأعراض؟
- ما أنواع الاختبارات التي قد أحتاج إلى إجرائها؟ هل تتطلب هذه الفحوصات أي استعدادات خاصة؟
- هل حالة سلس البول لدي مؤقتة؟
- ما العلاجات المتوفرة؟
- هل من المتوقع حدوث آثار جانبية للعلاج؟
- هل يوجد بديل شائع للدواء الذي تصفه لي؟
- لدي مشكلات صحية أخرى. فكيف يمكنني التعامل مع هذه الحالات معًا على أفضل نحو؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى تخطر على ذهنك أثناء موعدك الطبي.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب بعض الأسئلة، منها على سبيل المثال:
- متى بدأت أعراضكِ في الظهور، وما مدى شدتها؟
- هل الأعراض التي تشعر بها مستمرة أم عرضية؟
- ما الذي يؤدي إلى تخفيف هذه الأعراض أو يزيد حدتها سوءًا، إن وُجد؟
- ما معدل شعورك بالحاجة للتبوّل؟
- متى يحدث تسرب البول؟
- هل لديك مشكلة في إفراغ مثانتك؟
- هل لاحظت دمًا في بولك؟
- هل تُدخن؟
- ما معدل تناولك للمشروبات الكحولية أو الكافيين؟
- ما معدل تناولك أطعمة حارة أو حلوة أو حامضة؟
التحديث الاخير:
December 2nd, 2021