يُعد تجمع الدم داخل الجمجمة من المضاعفات الخطيرة للإصابة الدماغية والتي قد تهدد الحياة.
الورم الدموي داخل القحف هو تجمع للدم داخل الجمجمة. يتمثل السبب الأكثر شيوعًا لحدوثه في تمزّق أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ أو نتيجة لصدمة جسدية مثل حادث سيارة أو سقوط. وقد يكون التجمع الدموي في داخل نسيج المخ أو تحت الجمجمة، ما يضغط على المخ.
يمكن أن تكون بعض إصابات الرأس طفيفة، كتلك التي تسبب فقدانًا قصيرًا للوعي. ومع ذلك، قد يكون الورم الدموي داخل القحف مميتًا. وعادةً ما يتطلب علاجًا فوريًا، قد ينطوي على تدخل جراحي لإزالة التجمع الدموي.
قد تظهر عليك علامات الورم الدموي داخل القحف وأعراضه بعد إصابة رأسك مباشرةً، أو قد يستغرق ظهورها أسابيع أو أكثر. قد تبدو على ما يرام بعد إصابة في الرأس، وهي فترة تسمى بفترة الصحو.
ومع ذلك، مع مرور الوقت، يزداد الضغط على دماغك، ما ينتج عنه بعض المؤشرات والأعراض التالية أو كلها:
مع امتلاء الدماغ أو المساحة الضيّقة بين الدماغ والجمجمة بدم إضافي، قد تظهر مؤشرات وأعراض أخرى بوضوح، مثل:
قد يكون الورم الدموي داخل القحف مميتًا ويحتاج إلى علاج طارئ.
اطلب الرعاية الطبية الفورية بعد تعرضك لضربة على الرأس في حالة:
في حال لم تظهر المؤشرات والأعراض فور التعرض لضربة على الرأس، فراقب التغيرات البدنية والعقلية والعاطفية. فإذا كان الشخص الذي تعرض لضربة على الرأس مثلاً يبدو في حالة جيدة ويمكنه التحدث لكنه فقد الوعي فيما بعد، فاطلب الرعاية الطبية الفورية.
اطلب أيضًا من شخص ما مراقبة حالتك، حتى ولو كنت تشعر بأنك على ما يرام. فربما يؤدي فقدان الذاكرة بعد التعرض لضربة في الرأس إلى نسيان أمر هذه الضربة. ومن المرجح أن يكون الشخص الذي تخبره بالأمر قادرًا على اكتشاف علامات الخطر ومساعدتك في الحصول على الرعاية الطبية.
عادةً ما تكون الإصابة في الرأس هي السبب الأكثر شيوعًا للتعرض لنزيف الجمجمة. وقد تكون الإصابة في الرأس ناتجة عن حوادث السيارات أو الدراجات وحوادث السقوط والاعتداءات والإصابات الرياضية.
إذا كنت من البالغين الأكبر سنًّا، يمكن أن يُؤدي حتى التعرض لإصابات الرأس الطفيفة إلى حدوث ورم دموي. ويصدق ذلك بصفة خاصة إذا كنت تتناول أحد الأدوية المميعة للدم أو الأدوية المضادة للصفائح الدموية، مثل الأسبرين.
ومن الممكن أن تكون مصابًا بأذى شديد حتى مع عدم وجود جرح مفتوح، أو كدمات أو ضرر أخر واضح.
توجد ثلاث فئات للورم الدموي وهي الورم الدموي تحت الجافية والورم الدموي فوق الجافية والورم الدموي للنزيف داخل المخ (داخل النسيج المتني).
يحدث هذا عند تمزُّق الأوعية الدموية - عادةً ما تكون الأوردة - بين الدماغ وآخر طبقة من طبقات الغشاء الثلاث التي تغطي الدماغ (الأم الجافية). كما يؤدي تسريب الدم إلى تكوين ورم دموي يضغط على أنسجة الدماغ. ويمكن أن يسبب الورم الدموي المتضخم فقدان الوعي تدريجيًّا، وربما يسبب الوفاة.
الأنواع الثلاثة من الأورام الدموية تحت الجافية هي كما يلي:
وتَتطلب الأنواع الثلاثة جميعها تلقي العناية الطبية بمجرد ظهور مؤشرات المرض والأعراض للوقاية من حدوث تلف الدماغ المستديم.
ويَزداد خطر الإصابة بالورم الدموي تحت الجافية مع تقدم العمر. وتزداد احتمالية الإصابة في الأشخاص الذين يقومون بما يلي:
يَحدث هذا النوع الذي يُعرف أيضًا باسم الورم الدموي خارج الجافية عند تمزّق وعاء دموي - غالبًا أحد الشرايين - بين السطح الخارجي للأم الجافية والجمجمة. ومن ثم يتسرب الدم بين الأم الجافية والجمجمة مكونًا كتلة تضغط على أنسجة الدماغ. والسبب الأكثر شيوعًا وراء الورم الدموي فوق الجافية هو التعرض للرضخ.
يحتفظ بعض الأشخاص المصابين بهذا النوع من الإصابات بوعيهم، لكن أغلبهم يشعر بالنعاس أو يدخل في غيبوبة منذ لحظة التعرض للرضخ. يمكن أن تُؤدي الإصابة بالورم الدموي فوق الجافية في أحد شرايين دماغك إلى الوفاة إذا لم تتلقَ العلاج الفوري.
يَحدث هذا النوع من الأورام الدموية، الذي يُعرف أيضًا بالورم الدموي داخل النسيج المتني، عند تجمُّع الدم في أنسجة الدماغ. ويؤدي إليه العديد من الأسباب؛ منها الإصابة الجسدية وتمزّق الأوعية الدموية المنتفخة (تمدد الأوعية الدموية) والشرايين والأوردة المتصلة بشكل ضعيف منذ الولادة وارتفاع ضغط الدم والأورام. ويُمكن أن تتسبّب الأمراض في تسرّب تلقائي للدم داخل الدماغ. ويمكن أيضًا أن تُؤدي إصابة الرأس إلى تكوّن عدة أورام دموية داخل الدماغ.
للحد من إصابة الرأس أو الوقاية منها:
قد يكون تشخيص الورم الدموي داخل القحف صعبًا، نظرًا لأن الأشخاص الذين يعانون من إصابة بالرأس قد يبدون بحالة جيدة. ومع ذلك، يفترض الأطباء عمومًا أن النزيف داخل الجمجمة هو سبب الفقدان التدريجي للوعي بعد التعرض لإصابة في الرأس، إلى أن يثبت العكس.
تقنيات التصوير هي أفضل الطرق لتحديد موضع الورم الدموي وحجمه. ومن ضمنها:
لا يلزم إزالة الأورام الدموية الصغيرة والتي لا تظهر عليها علامات أو أعراض. ومع ذلك، يمكن أن تظهر العلامات والأعراض أو تتفاقم بعد أيام أو أسابيع من الإصابة. نتيجة لذلك، قد يتعين مراقبتك لرصد التغيرات العصبية ومراقبة الضغط داخل الجمجمة والخضوع لفحوصات متكررة بالأشعة المقطعية على الرأس.
إذا كنت تتناول الأدوية المسيلة للدم (الأدوية المضادة لتخثر الدم)، مثل الوارفارين (كومادين، وجانتوفين)، فقد تحتاج إلى علاج لعكس آثار الدواء. سيقلل هذا من خطر حدوث مزيد من النزيف. تشمل الخيارات المتاحة لعكس آثار أدوية سيولة الدم إعطاء فيتامين ك والبلازما الطازجة المُجمَّدة.
غالبًا ما يتضمن علاج الورم الدموي إجراء جراحة. ويعتمد نوع الجراحة على نوع الورم الدموي. ومن خياراتها:
التعافي من ورم دموي داخل القحف يحتاج لوقت طويل، وقد لا يتعافى المريض بشكل كامل. أكبر فترة تعاف تكون حتى ثلاثة أشهر بعد الإصابة، وفي العادة تحدث تحسينات أقل بعد ذلك. في حالة استمرار المشاكل العصبية بعد العلاج، قد يحتاج المريض إلى علاج مهني وعلاج طبيعي.
من المهم التحلي بالصبر عند التعامل مع إصابات الدماغ. يحدث أغلب حالات التعافي لدى البالغين في خلال الأشهر الستة الأولى. قد تشعر بعد ذلك بتحسنات أقل وبصورة تدريجية لمدة تصل إلى عامين من بعد الإصابة بالورم الدموي.
تساعدك التدابير التالية في التعافي:
July 29th, 2021