يعتبر الورم السحائي من الأورام الأكثر شيوعًا التي تتكوّن في الرأس، وقد يؤثر في الدماغ. اعرف المزيد عن أعراض الورم السحائي وتشخيصه وعلاجه.
الورم السحائي هو ورم ينشأ من السحايا — وهي الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل النخاعي. على الرغم من أنه ليس ورمًا فعليًا في الدماغ، إلا أنه مدرج ضمن هذه الفئة لأنه قد يسبب ضغطًا على الدماغ والأعصاب والأوعية المجاورة. والورم السحائي هو أكثر أنواع الأورام التي تتكون في الرأس شيوعًا.
تنمو معظم الأورام السحائية ببطء شديد، وغالبًا على مدى سنوات عديدة دون أن تسبب أعراضًا. لكن في بعض الأحيان، قد تؤدي آثارها على أنسجة المخ أو الأعصاب أو الأوعية الدموية المجاورة إلى حدوث إعاقة خطيرة.
وتحدث الأورام السحائية بشكل أكثر شيوعًا عند النساء، وغالبًا ما تُكتشَف في الأعمار الكبيرة، ولكن من الممكن الإصابة بها في أي عمر.
ونظرًا لأن معظم الأورام السحائية تنمو ببطء، وغالبًا بدون أي مؤشرات أو أعراض واضحة، فإنها لا تتطلب دائمًا علاجًا فوريًا، ويمكن مراقبتها على مدار الوقت.
عادةً ما تبدأ علامات الورم السحائي وأعراضه تدريجيًّا، وقد تكون خفية جدًّا في البداية. ووفقًا لمكان وجود الورم بالدماغ، أو نادرًا بالعمود الفقري، فقد تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:
تتطور معظم علامات وأعراض الورم السحائي ببطء، ولكن يتطلب الورم السحائي في بعض الأحيان الرعاية الطارئة.
اطلب الرعاية الطارئة إذا شعرت بأيٍّ مما يلي:
حدد موعدًا مع طبيبك إذا كنت تشعر بأي علامات أو أعراض مستمرة تُثير قلقك، مثل الصداع الذي يزداد سوءًا مع الوقت.
في العديد من الحالات، ولأن الأورام السحائية لا تسبب أي علامات أو أعراض ملحوظة، تُكتَشَف فقط نتيجة تصوير الأشعة المجرى لأسباب لا تتعلق بالورم، مثل إصابة الرأس أو السكتة الدماغية أو الصداع.
ليس من الواضح ما الذي يسببه الورم السحائي. يعرف الأطباء أن شيئًا ما يغير بعض الخلايا في أغشية السحايا ليجعلها تتكاثر خارج نطاق السيطرة، مما يؤدي إلى ورم سحائي.
وسواء حدث ذلك بسبب الجينات التي ورثتها أو الهرمونات (التي قد تكون ذات صلة بالحدوث المتكرر لدى النساء) أو حالة التعرض المسبق للإشعاع نادرة الحدوث أو عوامل أخرى لا يزال أمرًا مجهولاً إلى حد بعيد. لا توجد أدلة قوية تدعم الزعم بأن الإصابة بالأورام السحائية مرتبطة باستخدام الهاتف المحمول.
من عوامل خطر الإصابة بالورم السحائي:
يمكن أن يسبب الورم السحائي وعلاجه، الذي يتمثل عادةً في الجراحة والعلاج الإشعاعي، مضاعفات طويلة الأمد، بما في ذلك:
يمكن للطبيب المعالج لك علاج بعض المضاعفات وإحالتك إلى متخصصين لمساعدتك في التعامل مع المضاعفات الأخرى.
قد يصعب تشخيص الورم السحائي نظرًا لبُطء تقدمه في غالب الأحوال. كما قد تكون أعراضُ الورمِ السحائيِّ أيضًا خفيةً ومُلتبسةً مع حالاتٍ صحيةٍ أُخرى أو تُدرج كعلاماتٍ طبيعيةٍ للشيخوخة.
إذ شك مقدم الرعاية الأولية في إصابتك بورم سحائي، فقد تُحال إلى طبيب متخصص في الأمراض العصبية (اختصاصي الأمراض العصبية).
وسوف يشخص اختصاصي الأمراض العصبية الورم السحائي من خلال الفحص العصبي الذي يتبعه فحص تصويري باستخدام مادة تباين مثل:
قد تستدعي بعض الحالات فحص عينة من الورم (خُزعة) لاستبعاد الأنواع الأُخرى من الأورام وتأكيد تشخيص الإصابة بالورم السحائي.
تعتمد طريقة العلاج التي تخضع لها لعلاج الورم السحائي على عدة عوامل، متضمنة ما يلي:
لا يكون العلاج الفوري ضروريًا للأشخاص المصابين بورم سحائي. قد لا يتطلب الورم السحائي الذي يكون بطئ النمو، وصغير الحجم، والذي لا يسبب علامات أو أعراضًا علاجًا.
وإذا كانت الخطة لا تتطلب الخضوع إلى علاج الورم السحائي، فمن المرجح أن تخضع إلى فحوص الدماغ دوريًا لتقييم الورم السحائي و البحث عن العلامات التي تنمو.
إذا حدد طبيبك أن الورم السحائي ينمو ويتطلب معالجته، فلديك العديد من خيارات العلاج.
إذا تسبب الورم السحائي في ظهور أي مؤشرات مرض وأعراض أو ظهور أي دلائل على نموّه، فقد يُوصي طبيبك بالخضوع للجراحة.
ويزيل الجرَّاحون فيها الورم السحائي بالكامل. ولكن نظرًا لاحتمالية حدوث الورم السحائي بالقرب من العديد من المكونات الحسّاسة في الدماغ أو الحبل النخاعي، فلا يكون استئصال الورم بالكامل ممكنًا في جميع الحالات. وفي تلك الحالات، يستأصل الجرَّاحون أكبر قدر يُمكن استئصاله من الورم.
يعتمد نوع العلاج الذي قد تحتاج إليه بعد الجراحة على العديد من العوامل.
قد تصاحب الجراحة بعد المخاطر كالعَدوى والنزيف. وتعتمد المخاطر المصاحبة للجراحة على موضع الورم السحائي. على سبيل المثال، يُمكن أن تؤدي جراحة استئصال الورم السحائي الذي يصيب المنطقة المحيطة بالعصب البصري إلى فقدان البصر. فاسأل الجراح عن المخاطر المحددة المصاحبة للجراحة.
إذا تعذر استئصال الورم السحائي بشكلٍ كامل جراحيًّا، فقد يوصي طبيبك بالمعالجة الإشعاعية بعد الجراحة أو بدلًا منها.
ويتمثل الهدف من المعالجة الإشعاعية في تدمير الخلايا المتبقية من الورم السحائي والحد من تكرار الإصابة به. وتَستخدم المعالجة الإشعاعية جهازًا كبيرًا لتوجيه حزم مرتفعة الطاقة إلى خلايا الورم.
ويؤدي التقدم في المعالجة الإشعاعية إلى زيادة جرعة الإشعاع على الورم السحائي مع الحد من تعرض الأنسجة السليمة للإشعاع. وتتضمن خيارات المعالجة الإشعاعية للأورام السحائية ما يلي:
نادرًا ما يستخدم العلاج بالأدوية (العلاج الكيميائي) لعلاج الورم السحائي، ولكن يمكن استخدامه في الحالات التي لا تستجيب للجراحة والعلاج الإشعاعي.
ولا توجد طريقة متفق عليها إلى حدٍ كبير للعلاج الكيميائي للورم السحائي، إلا أن الباحثين يدرسون حاليًا الطرق المستهدفة فيما يتعلق بالجزيئات.
لا يمكن لعلاجات الطب البديل أن تعالج الورم السحائي، ولكن بعضها قد يساعد على تخفيف الآثار الجانبية للعلاج أو تساعد على التأقلم مع الضغط النفسي الناجم عن الإصابة بالورم السحائي.
وتشمل علاجات الطب البديل التي قد تكون مفيدة ما يلي:
ناقش الخيارات المتاحة مع طبيبك.
قد يكون وقع معرفة تشخيص الإصابة بالورم السحائي مربكًا. عندما تتقبل تشخيصك، يمكن أن تنقلب حياتك رأسًا على عقب بسبب الزيارات للأطباء والجراحين عند الاستعداد للعلاج. لمساعدتك في التعامل مع ذلك، جرَّب ما يلي:
تعرف على كل شيء يمكن معرفته عن الأورام السحائية. اسأل فريق الرعاية الصحية عن المكان الذي يمكنك الحصول منه على مزيد من المعلومات حول الأورام السحائية وخيارات العلاج. قم بزيارة مكتبتك المحلية واطلب من أمين المكتبة مساعدتك في العثور على الموارد الموثوقة للحصول على مزيد من المعلومات، بما في ذلك المصادر عبر الإنترنت.
دوّن استفساراتك حتى تتمكن من تذكرها لطرحها على طبيبك في موعدك التالي معه. كلما زادت معرفتك بمرضك، كنت أكثر استعدادًا لاتخاذ قرارات حول علاجك.
أقم شبكة دعم. تشكل العائلة والأصدقاء الذين يدعمونك قيمة كبيرة. قد تجد أن التحدث مع شخص عن عواطفك مفيد. يتضمن الأشخاص الآخرون الذين قد يوفرون الدعم الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين — ويمكنك أن تطلب من الطبيب أن يحيلك إلى شخص آخر إذا كنت تشعر أنك بحاجة إلى التحدث معه. تحدث مع قس أو حاخام أو قائد روحاني آخر.
قد يوفر الأشخاص الآخرون المصابون بالسرطان منظورًا فريدًا، لذلك فكر في الانضمام لإحدى مجموعات الدعم — سواء كانت في مجتمعك أو عبر الإنترنت. اسأل فريق الرعاية الصحية عن مجموعات دعم أورام المخ أو الورم السحائي في منطقتك، أو اتصل بـ American Brain Tumor Association (الجمعية الأمريكية لأورام الدماغ).
اعتنِ بنفسك. حاول الحفاظ على صحتك أثناء خضوعك لعلاج الورم السحائي من خلال الاعتناء بنفسك. اتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالفواكه والخضروات، ومارس تمارين خفيفة بصورة يومية في حالة سماح الطبيب لك بذلك. احصل على قسط كافٍ من النوم بحيث تستيقظ ويملؤك شعور بالراحة.
قلل من الضغوط التي تتعرض لها في حياتك من خلال التركيز على ما يهمك. لن تؤدي تلك التدابير إلى شفائك من الورم السحائي، ولكنها ربما تساعد في جعلك تشعر بالتحسن عند تعافيك من الجراحة أو ربما تساعدك في التأقلم أثناء العلاج بالإشعاع.
ومن المُرجَّح أن يتم البدء من خلال استشارة طبيب العائلة أو طبيب الرعاية الأولية. إذا اشتبه الطبيب المعالج لك في احتمال إصابتك بورم في الدماغ، مثل الورم السحائي، فقد تتم إحالتك إلى متخصصين في علاج اضطرابات الدماغ (طبيب الأعصاب وجراح الأعصاب).
وفيما يلي بعض المعلومات لمساعدتك في الاستعداد للموعد الطبي المحدد لك.
سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من وقتك مع طبيبك. تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها على الطبيب، فيما يتعلق بالورم السحائي، ما يلي:
لا تتردد في طرح أيّ أسئلة أخرى لديك أيضًا.
December 24th, 2020