صداع عنقودي


يُسبِّب هذا الصداع المؤلم ألمًا شديدًا في جانب واحد من الرأس، وغالبًا ما يحدث في نوبات متكرِّرة يُطلَق عليها اسم الفترات العنقودية.


الصداع العنقودي، الذي يحدث بأنماط دورية أو فترات عنقودية، هو أحد أكثر أنواع الصداع إيلامًا. عادةً ما يُوقظكَ الصداع العنقودي في منتصف الليل بألم شديد في عين واحدة أو حولها في أحد جانبَيْ رأسك.

يُمكن لهجمات من النوبات المتكرِّرة، المعروفة باسم الفترات العنقودية، أن تستمرَّ من أسابيع إلى شهور، وعادةً ما تتبعها فترات تَعَافٍ طويلة بعد توقُّف الصداع. أثناء فترة التعافي، لا يُعاود الصداع الظهور لشهور وأحيانًا لسنوات.

لحسن الحظ، الصداع العنقودي نادر ولا يُهدِّد الحياة. يُمكن أن تُساهم العلاجات في جعل نوبات الصداع العنقودي أقصر وأقل حدةً. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للأدوية أن تُقلِّل من عدد نوبات الصداع العنقودي التي تنتابك.


العلامات والأعراض الشائعة

تأتي نوبة الصداع العنقودي بسرعة، وعادة لا يسبقها أي إنذار؛ بيد أنك قد تصاب في البداية بغثيان وأورة تشبه تلك التي تصاحب الصداع النصفي. وتتضمن العلامات والأعراض الشائعة المصاحبة للصداع ما يلي:

  • ألم شديد يكون موجودًا عامة في إحدى العينين أو خلفها أو حولها ومن الممكن أن ينتشر ليصل إلى مناطق أخرى من وجهك ورأسك ورقبتك
  • ألم على جانب واحد
  • التملمُل
  • زيادة إفراز الدموع
  • احمرار العين في الجانب المتأثر
  • انسداد أو سيلان الأنف على الجانب المتأثر
  • تعرق الجبهة أو الوجه في الجانب المتأثر
  • شحوب الجلد أو زيادة احمرار الوجه
  • التهاب المنطقة المحيطة بعينك في الجانب المتأثر
  • ارتخاء الجفن على الجانب المتأثر

على النقيض من المصابين بالصداع النصفي، من المحتمل أن يتمهل المصابين بالصداع العنقودي أو يجلسوا ويتحركوا للأمام والخلف. يمكن أن تصاحب بعض الأعراض الشبيهة بالصداع النصفي — بما في ذلك الحساسية للضوء والصوت — الصداع العنقودي، على الرغم من وجوده عادة على جانب واحد.

سمات الفترة العنقودية

تستمر الفترة العنقودية بصورة عامة من عدة أسابيع إلى شهور. قد يكون تاريخ البدء ومدة كل فترة عنقودية متسقين من فترة إلى أخرى. على سبيل المثال، يمكن أن تحدث الفترات العنقودية بشكل موسمي، مثل كل ربيع أو كل خريف.

معظم الأشخاص يتعرضون لصداع عنقودي عرضي. في الصداع العنقودي العرضي، يحدث الصداع لمدة من أسبوع إلى سنة، متبوعًا بفترة هدأة خالية من الألم يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 12 شهرًا قبل أن يحدث صداع عنقودي آخر.

قد تستمر الفترات العنقودية المزمنة لأكثر من عام، أو قد تستمر الفترات الخالية من الألم أقل من شهر واحد.

أثناء الفترة العنقودية:

  • يحدث الصداع عادة كل يوم، وأحيانًا عدة مرات في اليوم
  • يمكن أن تستمر النوبة الواحدة من 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات
  • تحدث النوبات غالبًا في الوقت نفسه كل يوم
  • تحدث معظم النوبات ليلاً، وعادةً بعد أن تخلد إلى النوم بساعة إلى ساعتين

ينتهي الألم في العادة فجأة مثلما بدأ فجأة، مع تناقص شدته بسرعة. بعد حدوث النوبات، لا يشعر معظم الأشخاص بأي ألم، لكن يكونون مجهدين.

متى تزور الطبيب؟

تجب زيارة الطبيب إذا كنت قد بدأت للتو في الشعور بنوبات الصداع العنقودي لاستبعاد الاضطرابات الأخرى والتوصل إلى أفضل علاج فعال لحالتك.

إن ألم الصداع، حتى وإن كان حادًّا، لا يكون عادة ناجمًا عن أحد الأمراض الكامنة. ولكن في بعض الأحيان، قد تشير نوبات الصداع إلى حالة طبية أساسية خطيرة، مثل ورم الدماغ أو تمزق أحد الأوعية الدموية الضعيفة (تمدد الأوعية الدموية).

علاوة على ذلك، إذا كان لديك تاريخ للإصابة بالصداع، فينبغي عليك زيارة طبيبك إذا ما لاحظت تغيرًا في نمط الصداع الذي تشعر به فجأة.

اطلب الطوارئ إذا كانت لديك أي من هذه العلامات أو الأعراض:

  • صداع مفاجئ شديد، غالبًا ما يشبه الرعد
  • صداع مصحوب بحمى أو غثيان أو قيء أو تيبس في الرقبة أو تشوش عقلي أو نوبات صرع أو خدر أو صعوبات في التحدث، وكلها علامات تشير إلى وجود عدد من المشكلات من ضمنها: السكتة الدماغية أو التهاب السحايا أو التهاب الدماغ أو ورم في الدماغ
  • صداع بعد إصابة في الرأس، حتى وإن كانت صدمة أو ارتطام بسيط، لا سيما إذا كان يزداد سوءًا
  • صداع فجائي شديد مختلف عن أي صداع سبق وتعرضت له
  • صداع يزداد سوءًا بمرور الأيام مع تغير نمطه

إن السبب الدقيق للصداع العنقودي غير معلوم، بيد أن أنماط الصداع العنقودي تشير إلى أن الاضطرابات التي تصيب الساعة البيولوجية للجسم (المهاد) تلعب دورًا في ذلك.

على النقيض من الصداع النصفي وصداع التوتر، فإن الصداع العنقودي عامة لا يكون مرتبطًا بأي من المثيرات له، مثل الأطعمة أو التغيرات الهرمونية أو الضغوط.

حالما تبدأ نوبة الصداع العنقودي، من الممكن أن يؤدي شرب المشروبات الكحولية بسرعة إلى حدوث نوبة صداع نصفي. لهذا السبب، يتجنب العديد من المصابين بالصداع العنقودي تناول المشروبات الكحولية أثناء نوبة من نوباته.

هناك محفزات أخرى من ضمنها: استخدام أدوية مثل النيتروغليسرين، وهو دواء يُستخدم في علاج مرض القلب.


تشمل عوامل الخطورة للإصابة بالصُّداع العُنْقودِيّ ما يلي:

  • الجنس. الرجال هم أكثر عُرضةً للإصابة بالصُّداع العُنْقودِيّ.
  • العمر. تتراوح أعمار معظم الأشخاص الذين يُصابون بالصداع العنقودي ما بين 20 و 50 عامًا، على الرغم من أن الحالة قد تحدث في أي عمر.
  • التدخين. كثير من المصابين بنوبات الصداع العنقودي مدخنون. ومع ذلك، فإن الإقلاع عن التدخين عادة لا يكون له أي تأثير على الصداع.
  • شرب الكحوليات. إذا كنت مصابًا بالصداع العنقودي، فإن شرب الكحول خلال الدورات العنقودية قد يزيد من احتمالية تعرضك لنوبة.
  • التاريخ العائلي. إن وجود أب أو أخ مصاب بالصُّداع العُنْقودِيّ قد يزيد من احتمالية إصابتك به.

يتميز الصداع العنقودي بنوع من الألم ونمط من النوبات مميز. يعتمد التشخيص على وصفك للنوبات بما في ذلك نوع الألم، وموقعه وشدة نوبة الصداع، والأعراض المصاحبة.

عدد مرات حدوث نوبات الصداع، ومدة استمرارها تُعَد أيضًا من العوامل المهمة.

سيحاول طبيبك تجربة تثبيت نوع وسبب نوبة الصداع التي تصيبك باستخدام طرق معالجة معينة.

الفحص العصبي

قد يساعد الفحص العصبي طبيبك على اكتشاف العلامات الجسدية لاضطراب عصبي. الامتحان طبيعي عادة في المرضى الذين يعانون من الصداع العنقودي. سيستخدم طبيبك سلسلة من الإجراءات لمساعدة عقلك على أداء وظائفه، متضمنة اختبار الحواس وردود الأفعال والأعصاب.

اختبارات التصوير الطبي

إذا كان لديك صداع غير عادي أو معقد أو فحص عصبي غير طبيعي، فقد يوصي طبيبك بإجراء اختبارات أخرى لاستبعاد الأسباب الخطيرة الأخرى لآلام الرأس، مثل الورم أو تمدد الأوعية الدموية. تشمل اختبارات تصوير الدماغ الشائعة:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم هذا حقلًا مغناطيسيًّا قويًّا وموجات إذاعية لإنتاج صور مفصلة لعقلك والأوعية الدموية.
  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب. يستخدم هذا سلسلة من الأشعة السينية لعمل صور مقطعية مفصلة لعقلك.

لا يوجد علاج للصداع العنقودي. يهدف العلاج إلى خفض حدة الألم، وتقليل مدة الصداع ومنع النوبات.

ونظرًا لأن ألم الصداع العنقودي يأتي فجأة وقد يهدأ في غضون فترة زمنية قصيرة، فيمكن أن يكون تقييم وعلاج الصداع العنقودي صعبًا، حيث إنه يتطلب أدوية سريعة المفعول.

قد توفر بعض الأنواع من الأدوية قوية المفعول بعض التخفيف السريع للألم. وقد أثبتت العلاجات المدرجة أدناه أنها أكثر فعالية للعلاج الوقائي والعلاج قوي المفعول للصداع العنقودي.

العلاجات الحادة

من ضمن الأدوية السريعة المفعول التي يصفها لكَ طبيبكَ ما يلي:

  • الأكسجين. استنشاق الأكسجين النقي لفترة وجيزة باستخدام قناع يوفر قدرًا كبيرًا من الراحة للسواد الأعظم ممن يستخدمه. يمكن الشعور بتأثير هذا الإجراء الآمن وغير المكلف في غضون 15 دقيقة.

    بوجه عام، يُعَد الأكسجين آمنًا وليس له أي آثار جانبية. بَيْدَ أن العيب الأساسي للأكسجين يتمثل في الحاجة إلى أن تَحْمل معكَ أسطوانة الأكسجين علاوة على المنظم، مما قد يجعل العلاج غير مريح وصعبًا في بعض الأحيان. هناكَ وحدات صغيرة ومحمولة متاحة، بَيْدَ أن بعض الأشخاص لا يزالون يعتبرونها غير عملية.

  • أدوية التريبتان. حقن سوماتريبتان (Imitrex)، وعادةً ما يتم استخدامها لعلاج الشقيقة (الصداع النصفي)، هو أيضا علاج فعَّال للصداع العنقودي الحاد.

    يمكن إعطاء الحقنة الأولى تحت الملاحظة الطبية. قد يستفيد بعض الأشخاص من استخدام السوماتريبتان في شكل رذاذ الأنف، لكن بالنسبة للغالبية العظمى، لا يكون هذا الرذاذ على نفس القدر من الفعالية التي يقدِّمها الحَقْن، فهو يستغرق وقتًا أطول. لا يُنصَح باستخدام سوماتريبتان في حالة إن كان المريض مصابًا بارتفاع في ضغط الدم أو مرض من أمراض القلب غير منضبط.

    يمكن تناوُل دواء آخر من أدوية التريبتان، وهو زولميتريبتان (Zomig) لتخفيف الصداع العنقودي، والذي يكون في شكل رذاذ أنف. قد يكون هذا الدواء خيارًا إذا كنتَ ممن لا يستطيعون تحمُّل الأشكال الأخرى من الأدوية السريعة المفعول.

    تُعَد الأدوية الفموية (التي تؤخذ عن طريق الفم) بطيئة نسبيًّا في عملها، وفي الغالب، لا تفيد في الرعاية الوجيزة للحالات الحادة من الصداع العنقودي.

  • الأوكتريوتيد. يُعَد الأوكتريوتيد (ساندوستاتين)، وهو النوع الاصطناعي القابل للحَقْن من هرمون المخ السوماتوستاتين، علاجًا فعَّالًا للصداع العنقودي لدى بعض الأشخاص. لكنه عامةً يكون أقل فعالية ويعمل بسرعة أقل من أدوية التريبتان في تخفيف الألم.
  • التخدير الموضعي. قد يكون لتأثير المخدر الموضعي، مثل اليدوكايين، أثر فعَّال في التخفيف من آلام الصداع العنقودي لدى بعض المصابين به في حالة تناوُله عن طريق الأنف (داخل الأنف).
  • ثنائي هيدروإرغوتامين. من الممكن أن تكون حقن ثنائي هيدروإرغوتامين (D.H.E.45) مسكنًا فعَّالًا للألم بالنسبة لبعض المصابين بالصداع العنقودي. هذا الدواء متوفر أيضًا في شكل بخاخ أنف (داخل الأنف)، بَيْدَ أنه لم تثبُت فعاليته في التخفيف من ألم الصداع العنقودي.

العلاجات الوقائية

تبدأ المعالجة الوقائية في بداية نوبة الصداع العنقودي بهدف تثبيط النوبات.

يعتمد تحديد الدواءِ الذي تستخدمه عادةً على طولِ وانتظامِ الحلقات. بإمكانكَ تخفيف جرعة الدواء بالتدريج، تحت إشراف الطبيب، بمجرد انتهاء طول نوبة الصداع العنقودي العرضي وفقًا لتوقعاتك.

  • محصرات قنوات الكالسيوم. غالبًا ما يكون عامل حصر قنوات الكالسيوم فيراباميل (Calan SR و‏Verelan) هو الخيار الأول للوقاية من الصداع العنقودي. وقد يُستخدم الفيراباميل مع أدوية أُخرى. تستدعي الحاجةُ في بعضِ الأحيان الاستخدام على المدى الطويل للسيطرة على الصداعِ العنقودي المُزمن.

    قد تتضمن الآثار الجانبية الإمساك، والغثيان، والتعب، وتورُّم الكاحلين، وانخفاض ضغط الدم.

  • الكورتيكوستيرويدات. الأدويةُ التي تثبط الالتهاب والتي تُسمّى الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون (بريدنيزون، إنتينسول، رايوس)، هي أدويةُ وقائيةُ سريعةُ المفعولِ قد تكون فعالةٌ لكثيرٍ من الأشخاصِ المُصابين بالصداعِ العنقودي.

    قد يصف لك الطبيب الكورتيكوستيرويدات، إذا كانت حالة الصداع العنقودي قد بدأت لديك حديثًا، أو إذا كان لديك شكل من الفترات العنقودية القصيرة مع العودة على فتراتٍ متباعدة.

    كما أنَّ استخدام الكورتيكوستيرويدات قد يكون خيارًا جيدًا لعدّة أيامٍ، حيث إنَّ الأعراضَ الجانبيةَ الخطيرةَ مثل داء السُكري، وفرط ضغطِ الدم وإعتام عدسة العينِ تجعلها غير مُناسبة للاستخدام على المدى الطويل.

  • كربونات الليثيوم. قد تكون كربونات الليثيوم (اللّيثوبيد)، والتي تُستخدم في علاج الاضطراب ثنائي القطب، فعَّالةً في الوقايةِ من الصداعِ العنقودي المُزمن إذا لم تُجدِ الأدوية الأُخرى نفعًا في ذلك.

    تشمل الآثار الجانبية رعشةً، وزيادةً في العطشِ وإسهالًا. يُمكن للطبيب تعديل الجرعة للتقليلِ من الأعراضِ الجانبية.

    سيُفحص دمك بانتظام أثناء تناولك هذا الدواء للكشف عن ظهور أي آثار جانبية أكثر خطورة، مثل تلف الكلى.

  • تحفيز العصب المبهم غير المتوغل. يستخدم تحفيز العصب المبهم جهاز تحكم عن بُعد محمول باليد لتحفيز العصب المبهم كهربيًا من خلال الجلد. وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث، فإن بعض الدراسات وجدت أن تحفيز العصب المبهم قد ساعد على تقليل تكرار حدوث الصداع العنقودي.

  • إحصار العصب. قد يُحسِّن حقن عامل تنميل (مُخدِّر) والكورتيكوستيرويد في المنطقةِ المُحيطةِ بالعصبِ القذالي، الواقعِ في الجزءِ الخلفي من رأسكَ، نوباتِ الصداعِ العنقودي المُزمن.

    قد يكون إحصار العصب القذالي مُفيدًا للشفاءِ المُؤقتِ حتى يُحدِث العلاج الوقائي طويل المدى تأثيرًا. ويُستخدم عادة مع الفيراباميل.

تشمل الأدوية الوقائية الأُخرى التي تُستخدم في حالات الصداع العنقودي الأدوية المضادة لنوبات الصرعي، مثل التوبيرامات (Topamax و‏Qudexy XR).

الجراحة

قد يوصي الأطباء في أحيان نادرة بإجراء جراحة للأشخاص المصابين بالصداع العنقودي المزمن ممن لا يشعرون بتحسن مع العلاج المكثف، أو ممن لا يمكنهم تحمل العلاجات أو الآثار الجانبية لتلك العلاجات.

يتضمن تحفيز العقدة العصبية سفينوبالاتين عملية جراحية لزرع محفز عصبي يشغّله جهاز تحكم محمول باليد. وأظهرت بعض الأبحاث التي أجريت على هذه الجراحة حدوث تسكين سريع للألم وانخفاض وتيرة حدوث الصداع، لكن يلزم إجراء مزيد من الدراسات.

وجدت عدة دراسات صغيرة أن تحفيز العصب القذالي على جانب واحد أو على الجانبين قد يكون مفيدًا. يتضمن ذلك زراعة قطب كهربي بجانب عصب قذالي واحد أو اثنين.

بعض الإجراءات الجراحية الخاصة بالصداع العنقودي تحاول الإضرار بالمسارات العصبية على الرغم من مسئوليتها عن الألم، وأكثرها شيوعًا هو العصب ثلاثي التوائم الذي يخدم المنطقة المحيطة بعينيك وخلفها.

إلا أن فوائد الإجراءات التدميرين على المدى الطويل غير واضحة. وأيضًا، نظرًا إلى أن المضاعفات المحتملة -بما في ذلك ضَعف العضلات في الفك أو فقدان الإحساس في بعض المناطق من الوجه والرأس- نادرًا ما توضع في الحسبان.

العلاجات المستقبلية المحتملة

يدرس الباحثون العديد من العلاجات المحتملة لعلاج الصداع العنقودي.

  • تنبيه العصب القذالي. وفي هذا الإجراء يزرع الجراح إلكترودات في مؤخرة رأسك وربطهم بجهاز يُشبِه جهاز تنظيم ضربات القلب (مُولد). تُرسِل الأقطاب الكهربائية نبضات لتحفيز منطقة العصب القذالي؛ مما قد يحجب أو يخفِّف من إشارات الألم.

    توصلت العديد من الدراسات المصغرة التي أجريت على الصداع العنقودي إلى أن هذا الإجراء قد قلَّل الألم وقلل تكرار الصداع للأشخاص المصابين بالصداع العنقودي المزمن.

  • الاستثارة العميقة للدماغ. إن الاستثارة العميقة للدماغ هي إجراء واعد لكنه غير حتى الآن يعَد علاجًا غير مثبت للصداع العنقودي الذي لا يستجيب إلى العلاجات الأخرى.

    وفي هذا الإجراء يقوم الأطباء بزرع إلكترود في المهاد وهي المنطقة الموجودة بالمخ بالتزامن مع توقيت فترات الصداع العنقودي. يقوم جرَّاحك بتوصيل القطب الكهربي بمولِّد يعمل على تغيير النبضات الكهربائية في الدماغ، وقد يساعد في تخفيف الألم.

    ولأن هذا الإجراء يتطلب وضع إلكترود بعمق داخل مخك فإن هناك مخاطر كبيرة كحدوث عدوى أو نزْف.

    إن الاستثارة العميقة للدماغ في منطقة المهاد قد توفر راحة للأشخاص المصابين بالصداع العنقودي الحاد الذين لم تنجح معهم العلاجات الأخرى.


قد تساعدكَ التدابير الآتية في تجنُّب نوبة الصداع العنقودي أثناء دورتها:

  • الالتزام بجدول منتظم للنوم. يمكن أن تبدأ نوبات الصداع العنقودي عندما تطرأ تغيرات على جدولكَ المعتاد في النوم. أثناء نوبة الصداع العنقودي، اتبِع روتين نومكَ المعتاد.
  • تجنب تناول الكحوليات. من الممكن أن يؤدي تناوُل المشروبات الكحولية، ومن ضمنها البيرة والنبيذ، إلى الإصابة بنوبة صداع عنقودية.

لأن الصداع العنقودي يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية، قد تحتاج إلى تجربة علاجات بديلة أو تكميلية لتخفيف الألم.

أظهر الميلاتونين فعالية متوسطة في علاج النوبات الليلية. هناك أيضًا بعض الأدلة على أن كابسايسين، الذي يتم استخدامه داخل الأنف، قد يقلل من تكرار الإصابة بنوبات صداع العنقودي وشدتها.


قد يكون العيش بالصداع العنقودي مخيفًا وصعبًا. قد تبدو النوبات غير محتملة وتجعلك تشعر بالقلق والاكتئاب. وفي نهاية المطاف، قد تؤثر على علاقاتك وعملك ونوعية حياتك.

قد يساعدك التحدث إلى مستشار أو معالج في التعامل مع آثار الصداع العنقودي. أو قد يجعلك الانضمام إلى مجموعات دعم الصداع على الاتصال بالآخرين الذين يواجهون مشكلات مشابهة، والذين قد يوفرون لك بعض المعلومات. قد يرشح لك طبيبك معالجًا أو مجموعة دعم في منطقتك.


من المحتمل أن تبدأ في زيارة طبيب الرعاية الرئيسي. ومع ذلك، قد تتم إحالتك إلى طبيب متخصص في علاج اضطرابات الدماغ والجهاز العصبي (طبيب أعصاب).

إليك بعض المعلومات لمساعدتك في الاستعداد لموعدك.

ما يمكنك فعله

عند تحديد موعد طبي، اسأل عما إذا كان هناك شيء يلزم القيام به مسبقًا، مثل الصوم من أجل إجراء اختبار معين.

الاحتفاظ بمدونة لتسجيل نوبات الصداع

يُعد الاحتفاظ بمدونة لتسجيل نوبات الصداع التي تصيبك أحد الأمور الأكثر فائدةً التي يمكنك القيام بها. في كل مرة تُصاب فيها بالصداع، دوِّنْ هذه التفاصيل التي يمكنها مساعدة طبيبك في تحديد نوع الصداع واكتشاف محفزات الصداع المحتملة.

  • التاريخ. يمكن أن يساعدك تحديد تاريخ ووقت كل نوبة صداع في التعرف على الأنماط.
  • المدة. كم من الوقت يستمر الشعور بكل نوبة صداع؟
  • الشدة. قيِّمْ ألم الصداع على مقياس من 1 إلى 10؛ حيث يعبِّر الرقم 10 عن الألم الأكثر حدةً.
  • المحفزات. اذكر المحفزات المحتملة التي قد تسبِّب الصداع، مثل: أطعمة معينة، أو أصوات، أو روائح، أو نشاط بدني، أو الإفراط في النوم.
  • الأعراض. هل كان لديك أي أعراض قبل الصداع، مثل الأَوْرة؟
  • الأدوية. اذكرْ جميع الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية، ويشمل ذلك الجرعات، حتى لو لم تكن متعلقة بالصداع.
  • تخفيف الألم. هل تناولت أيَّ مسكن للألم، بدءًا من تسكين الألم تمامًا وحتى عدم تأثيره على الإطلاق؟

اصطحِبْ أحد أفراد العائلة أو صديقًا إلى موعدك الطبي، إنْ أمكن ذلك، لمساعدتك في تذكر المعلومات المقدمة لك.

أعدَّ قائمةً بالأسئلة لطرحها على طبيبك. بالنسبة للصداع العنقودي، تشمل الأسئلة الأساسية ما يلي:

  • ما السبب المحتمَل لأعراضي؟
  • ما الأسباب المحتملة الأخرى؟
  • ما الفحوصات التي قد أحتاج إلى إجرائها؟
  • هل من المرجَّح أن تكون حالتي مؤقَّتة أم مزمنة؟
  • ما العلاج الذي تَنصَح به؟
  • ما العلاجات الأخرى المتاحة؟
  • لديَّ بعض المشاكل الصحية الأخرى. كيف يمكنني التعامل مع هذه المشاكل معًا على النحو الأفضل؟
  • هل هناك قيود ينبغي عليَّ اتباعها؟
  • هل ينبغي عليَّ استشارة مختصٍّ؟
  • هل هناك أي منشورات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصح بالاطلاع عليها؟

لا تتردَّدْ في طرح أسئلة أخرى.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يسألك طبيبك أسئلة، مثل:

  • متى بدأت أعراضك؟
  • هل أعراضك مستمرة أم عرضية؟
  • هل تميل أعراضك إلى الحدوث في نفس الوقت من اليوم؟ هل تحدث خلال نفس الموسم من كل عام؟
  • هل يبدو أن الكحول ما يسبب الأعراض لديك؟
  • ما مدى شدة الأعراض التي تعانيها؟
  • ما الذي قد يحسن من أعراضك، إن وُجد؟
  • ما الذي يجعل أعراضك تزداد سوءًا، إذا وُجد؟


التحديث الاخير:

October 19th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام