القساح


فَهْم الأعراض والأسباب المحتملة وعلاج انتصاب القضيب لفترة طويلة، ويشمل ذلك معرفة متى تحتاج للرعاية الطارئة.


القساح هو انتصاب القضيب فترة طويلة. يستمر الانتصاب المستديم الكامل أو الجزئي لساعات بعد الإثارة الجنسية أو لا ينجم عنها. للقساح نوعان أساسيان هما: القساح الإقفاري والقساح غير الإقفاري. ويمثل القساح الإقفاري حالة طبية طارئة.

مع أنَّ القساح حالة غير شائعة في العموم، فهو شائع لدى بعض بعينها، كالمصابين بمرض الخلايا المنجلية. عادةً يستدعي القساح علاجًا مستعجلًا لمنع تلف الأنسجة الذي قد ينتج عنه عدم القدرة على الانتصابِ أو استمراره (ضعف الانتصاب).

يشيع القساح لدى الذكور في العقد الرابع من أعمارهم أو الأكبر سنًا، لكنه قد يظهر في مرحلة الطفولة لدى الذكور المصابين بمرض الخلايا المنجلية.


تختلف أعراض القساح حسب نوعه. النوعان الأساسيان من القساح هما القساح الإقفاري والقساح غير الإقفاري.

القساح الإقفاري

يَنتج القُساح الإقفاري، الذي يسمى أيضًا القُساح منخفض التدفق، عن احتباس الدم في القضيب. ويُحتَبس الدم في العضو الذكري بسبب عدم قدرته على التدفق إلى خارج أوردة القضيب، أو بسبب مشكلة في انقباض العضلات الملساء داخل نسيج القضيب المنتصب. والقُساح الإقفاري هو أكثر أنواع القُساح انتشارًا ويتطلب رعاية طبية فورية للوقاية من المضاعفات التي تنتج عن محدودية وصول الأكسجين إلى أنسجة القضيب.

تشمل المؤشرات والأعراض ما يلي:

  • استمرار الانتصاب لأكثر من أربع ساعات، أو حدوث الانتصاب دون إثارة أو رغبة جنسية
  • تصلّب جسم القضيب، ولكن مع ارتخاء طرفه (الحشفة)
  • ألم في القضيب يتفاقم تدريجيًا

القُساح المتقطع — الذي يسمى أيضًا القُساح المتكرر أو المتناوب — هو شكل من أشكال القُساح الإقفاري. والقُساح المتقطع حالة غير شائعة تشير إلى نوبات متكررة من الانتصاب لفترات طويلة، وغالبًا ما تتضمن نوبات من القُساح الإقفاري. ويزداد ظهور هذه الحالة في الرجال المصابين باضطراب وراثي يجعل شكل خلايا الدم الحمراء غير طبيعي (فقر الدم المنجلي). إذ يمكن للخلايا المنجلية أن تسدّ الأوعية الدموية في القضيب. وفي بعض الأحيان، تبدأ هذه الحالة المرضية بحدوث انتصاب مؤلم دون رغبة لفترات قصيرة، وقد يتطور الانتصاب مع مرور الوقت فيصبح أكثر تكرارًا ويستمر لفترات أطول. قد تبدأ حالة القُساح المتقطع في مرحلة الطفولة.


الانتصاب المستمر غير الإقفاري

يحدث القساح اللاإقفاري، والمعروف أيضًا باسم القساح عالي التدفق، عندما لا يكون تدفق الدم عبر شرايين القضيب منتظمًا بما يكفي. ومع ذلك، يستمر بعض الدم والأكسجين في التدفق إلى أنسجة القضيب. وغالبًا ما يحدث القساح اللاإقفاري نتيجة لإصابة جسدية.

وتشمل المؤشرات والأعراض:

  • انتصاب يستمر لأكثر من أربع ساعات، أو لا علاقة له بالإثارة أو الرغبة الجنسية
  • انتصاب ولكن لا يكون القضيب صلبًا تمامًا
  • لا يكون مؤلمًا في العادة

متى تزور الطبيب

إذا كان الانتصاب مستمرًا لأكثر من 4 ساعات، فستحتاج إلى رعاية طارئة. سيحدد طبيب غرفة الطوارئ ما إذا كنت مصابًا بقساح إقفاري أو قساح لا إقفاري.

إذا كان الانتصاب متكررًا ومستمرًا ومؤلمًا ويختفي تلقائيًا، فاستشر طبيبك. فقد تحتاج إلى علاج لمنع مزيد من النوبات.


يحدث الانتصاب عادةً استجابةً للاستثارة البدنية أو النفسية. وتتسبب هذه الاستثارة في استرخاء عضلات ملساء معينة، وزيادة تدفق الدم إلى الأنسجة الإسفنجية الموجودة في القضيب. ونتيجة لذلك، يصبح القضيب المملوء بالدم منتصبًا. وبعد انتهاء الاستثارة، يتدفق الدم إلى الخارج ليعود القضيب إلى حالته غير المستثارة (الرخوة).

يحدث القساح (استمرار انتصاب العضو الذكري) عندما يتغير تدفق الدم الطبيعي في جزء من هذا الجهاز -الدم أو الأوعية أو العضلات الملساء أو الأعصاب- ويستمر الانتصاب. وفي أغلب الحالات لا يتحدد السبب الكامن للقساح، غير أن هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تتسبب في ذلك.

اضطرابات الدم

قد تسهم أمراض الدم في الإصابة بالقساح -عادة ما يكون القساح الإقفاري- عندما لا يتمكن الدم من التدفق خارج القضيب. ومن هذه الاضطرابات:

  • داء الخلايا المنجلية
  • ابيضاض الدم (لُوكيميا)
  • أمراض الدم الأخرى مثل الثلاسيمية والورم النقوي المتعدد

والتشخيص الأكثر شيوعًا بين الأطفال هو داء الخلايا المنجلية.

أدوية مقررة بوصفة طبية

القساح (القساح الإقفاري عادة) هو عرض جانبي محتمل الحدوث عند تناوُل عدد من الأدوية، من بينها ما يلي:

  • الأدوية التي تحقن مباشرة في القضيب لعلاج ضعف الانتصاب مثل الألبروستاديل (Caverject وEdex وغيرهما)، والبابافيرين، والفينتولامين (Oraverse) وغيرها من الأدوية.
  • مضادات الاكتئاب مثل الفلوكسيتين (Prozac)، وبوبروبيون (Wellbutrin XL وWellbutrin SR)، وترازودون وسيرترالين (Zoloft)
  • حاصرات مستقبلات ألفا، بما في ذلك برازوسين (Minipress) وتيرازوسين ودوكسازوسين (Cardura) وتامسولوسين (Flomax)
  • الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات القلق والاضطرابات الذهانية مثل هيدروكسيزين (Vistaril)، وريسبيريدون (Risperdal)، وأولانزابين (Zyprexa)، والليثيوم (Lithobid)، وكلوزابين (Clozaril)، وكلوربرومازين، وثيوريدازين
  • مضادَّات تخثُّر الدم، مثل الوارفارين (Jantoven) والهيبارين
  • هرمونات مثل التستوستيرون أو الهرمون المُطْلِق لموجِّهة الغدد التناسلية
  • أدوية مستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مثل الميثيلفينيدات (Concerta وRitalin وغيرهما)، وأتوموكسيتين (Strattera)

الكحوليات وتعاطي المخدرات

يمكن أن يسبب تعاطي الكحوليات والمارجوانا والكوكايين وغيرها من المخدرات الإصابة بالقساح (استمرار انتصاب العضو الذكري)، وبخاصة القساح الإقفاري.

الإصابة

من الأسباب الشائعة للقساح (استمرار انتصاب العضو الذكري)، صدمة أو إصابة العضو الذكري أو الحوض أو المنطقة الواقعة بين قاعدة القضيب والشرج (العجان).

عوامل أخرى

تشمل أسباب القُسَاح الأخرى الآتي:

  • التعرض للدغة عنكبوت أو لدغة عقرب أو غيرها من حالات العدوى السامة
  • الإصابة باضطرابات الأيض، بما في ذلك النقرس أو الداء النشواني
  • الإصابة بالاضطرابات العصبية، مثل إصابة الحبل الشوكي أو مرض الزهري
  • أنواع السرطان التي تشمل إصابة القضيب

يمكن أن يتسبب القساح (استمرار انتصاب العضو الذكري) الإقفاري في حدوث مضاعفات خطيرة، حيث لا يصل الأكسجين إلى الدم المحتبس في القضيب. وعندما يستمر الانتصاب لفترة طويلة جدًا، تصل عادةً إلى أكثر من 4 ساعات، يبدأ نقص الأكسجين هذا في تدمير أو الإضرار بأنسجة القضيب. يمكن ان يؤدي القساح (استمرار انتصاب العضو الذكري) إلى ضعف الانتصاب.


إذا كنت مصابًا بالقساح المتقطع، فقد يوصي الطبيب بالتوصيات التالية للوقاية من نوبات مستقبلية:

  • علاج إحدى الحالات الكامنة، مثل داء الخلايا المنجلية، التي ربما تسببت في الإصابة بالقساح.
  • استخدام فينيليفرين عن طريق الفم أو الحقن
  • أدوية حصر الهرمونات — للرجال البالغين فقط
  • استخدام الأدوية الفموية لعلاج ضَعْف الانتصاب

إذا استمر الانتصاب لأكثر من أربع ساعات، فأنت بحاجة إلى رعاية الطوارئ.

سيحدد طبيب غرفة الطوارئ ما إذا كنت مصابًا بقساح إقفاري أو قساح غير إقفاري. وهذا أمر ضروري لأن علاجهما مختلف، ويجب علاج القساح الإقفاري في أقرب وقت ممكن.

التاريخ والفحص الطبيان

من أجل تحديد نوع القُساح الذي أصابك، سيطرح طبيبك بعض الأسئلة ويفحص أعضاءك التناسلية وبطنك ومنطقة الأُربية وفتحة الشرج. قد يتمكن طبيبك من تحديد نوع القساح الذي أصابك بناءً على ما إذا كانت تعاني من ألم ومدى صلابة قضيبك. قد يكشف هذا الفحص أيضًا عن وجود ورم أو مؤشرات إصابة جسدية.

الاختبارات التشخيصية

قد يُطلب منك الخضوع لفحوصات تشخيصية لتحديد نوع القساح لديك. وقد تحدد فحوصات إضافية سبب القساح. من المرجح أن تبدأ في تلقي العلاج في غرفة الطوارئ قبل استقبال نتائج الاختبار كلها.

وقد تشمل الفحوصات التشخيصية ما يلي:

  • قياس غازات دم القضيب. تُدخل في هذا الاختبار إبرة في القضيب لسحب عينة من الدم. وإذا كان الدم داكنًا -أي خاليًا من الأكسجين- كان معنى هذا أن القساح إقفاري على الأرجح. وإذا كان الدم أحمر فاتحًا، فالأرجح أن يكون القساح غير إقفاري. يمكن تأكيد نوع القساح بإجراء فحص مختبري لقياس كمية نوع معيّن من الغازات في الدم.
  • اختبارات الدم. يمكن اختبار عينات دم من الذراع لقياس عدد خلايا الدم الحمراء والصفائح الموجودة فيه. وقد تكشف النتائج عن دلائل على أمراض مثل داء الخلايا المنجلية وغيره من اضطرابات الدم أو أنواع معيّنة من السرطان.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية. قد تخضع للتخطيط فوق الصوتي (الدوبلر)، وهو اختبار غير متوغل يُمكن استخدامه لتقدير قيمة تدفق الدم في الأوعية الدموية باستخدام ارتداد الموجات الصوتية عاليّة التردد (الموجات فوق الصوتية) خارج دورة خلايا الدم الحمراء. يمكن استخدام هذا الاختبار لقياس تدفق الدم بالقضيب لتحديد ما إذا كان القساح إقفاريًا أم غير إقفاري. وقد يكشف الاختبار أيضًا عن أي إصابة أو تشوه ربما يكون السبب الكامن للحالة.
  • اختبار السموم. قد يطلب طبيبك اختبار دم أو بول للكشف عن الأدوية التي قد تكون السبب في القساح.

القساح الإقفاري

القُساح الإقفاري -الناتج عن احتباس الدم في العضو الذكري- هو حالة طارئة تتطلب علاجًا عاجلاً. وبعد زوال الألم، يبدأ هذا العلاج عادةً بالجمع بين تصريف الدم من القضيب واستخدام الأدوية.

  • تخفيف الضغط بالشفط. يُصرف الدم الزائد من القضيب باستخدام إبرة صغيرة ومحقنة (شفط). وكجزء من هذا الإجراء، ربما يُشطف القضيب بمحلول ملحي. وهذا العلاج عادةً ما يسكّن الألم، ويزيل الدم الخالي من الأكسجين، ويمكن أن يوقف الانتصاب. وقد يُكرر هذا العلاج حتى ينتهي الانتصاب.
  • الأدوية. قد يُحقن عقار مثل الفينيليفرين في القضيب. وهذا العقار يضيق الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى القضيب. وهذا الإجراء يعمل على فتح الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى خارج القضيب، ومن ثم زيادة تدفق الدم إلى خارج القضيب. وقد يُكرر هذا العلاج عدة مرات عند الضرورة. وتتم مراقبة الأعراض الجانبية للحالة مثل الصداع والدوخة وارتفاع ضغط الدم، وبخاصة لدى المصابين بضغط الدم المرتفع أو أمراض القلب.
  • العمليات الجراحية أو غيرها من الإجراءات. في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى، قد يُجري الجرّاح إجراءات أخرى لتصريف الدم من العضو الذكري أو يُجري جراحة لإعادة توجيه تدفق الدم حتى يعاود الدم تدفقه عبر القضيب مرة أخرى.

وفي حال الإصابة بداء الخلايا المنجلية، يمكن تلقي علاجات إضافية تُستخدم لعلاج النوبات ذات الصلة بالمرض.

الانتصاب المستمر غير الإقفاري

غالبًا ما يختفي الانتصاب المستمر غير الإقفاري بدون علاج. ونظرًا لعدم وجود خطر حدوث ضرر في القضيب، فقد يقترح الطبيب اتباع أسلوب المراقبة والانتظار. قد يساعد وضع كمادات باردة والضغط على منطقة العِجان — منطقة تقع بين العضو التناسلي والشرج — على إنهاء الانتصاب.

قد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات لإدخال مواد، مثل الجل القابل للامتصاص، تمنع تدفق الدم إلى القضيب مؤقتًا. ويمتص جسمك المادة في النهاية. قد تحتاج الجراحة أيضًا لإصلاح تلف الشرايين أو الأنسجة الناتج عن الإصابة.


إذا دام الانتصاب لأكثر من أربع ساعات، فأنت بحاجة إلى رعاية الطوارئ. وإذا لاحظت حالات انتصاب جزئي متكرر ومستمر يختفي من تلقاء ذاته، فاستشر طبيبك. فقد تقتضي الحاجة تلقي علاج لمنع حدوث نوبات أخرى. وقد يقترح عليك الطبيب تحديد موعد للمتابعة مع اختصاصي المسالك البولية والجهاز التناسلي، كاختصاصي المسالك البولية أو اختصاصي طب الذكورة.

إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لموعدك الطبي، ومعرفة ما يمكن توقُّعه من طبيبك.

ما يمكنك فعله

  • ضع قائمة بأي أعراض لديك،حتى تلك الأعراض التي قد تبدو غير ذات صلة.
  • ضع قائمة بكل الأدوية والفيتامينات والأعشاب والمكملات الغذائية التي تتعاطاها. أخبر طبيبك إذا كنت تتعاطى أية أدوية غير قانونية.
  • جهِّز قائمة الأسئلة التي ستناقشها مع الطبيب.

يمكن أن تشمل الأسئلة التي ستطرحها على الطبيب ما يلي:

  • ما السبب الأرجح وراء المشكلة؟
  • ما نوع الاختبارات التي قد أحتاج إلي إجرائها؟
  • ما الذي يمكنني فعله لتفادي هذه المشكلة مستقبلًا؟
  • إذا وصفت لي دواء ضروريًا، فهل يوجد له بديل شائع؟
  • هل ينبغي عليّ تجنب أنشطة معينة مثل ممارسة الأنشطة الرياضية والجنس؟ إذا كانت الإجابة نعم، فإلى متى يستمر التقييد؟
  • هل يزيد القساح خطر الإصابة بضعف الانتصاب؟
  • هل لديكم أي مطبوعات أو مواقع إلكترونية مقترحة تشرح المزيد عن القساح؟

لا تتردَّد في طرح أي أسئلة أخرى تطرأ على ذهنك.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة. إن الاستعداد للإجابة عن تلك الأسئلة قد يتيح لك وقتًا لتغطية النقاط الأخرى التي تحتاج إلى مناقشتها. قد يسأل طبيبك الأسئلة التالية:

  • متى بدأت الأعراض في الظهور لأول مرة؟
  • ما المدة التي استمر فيها الانتصاب أو مرات الانتصاب؟
  • هل كان الانتصاب مؤلمًا؟
  • هل عانيت إصابة في أعضائك التناسلية أو المنطقة الأريبة؟
  • هل يحدث الانتصاب بعد تناول مادة معينة، مثل الكحول أو الماريجوانا أو الكوكايين أو غيرها من المواد المخدرة؟

قد يطلب طبيبك إجراء اختبارات معملية لتحديد ما إذا كان القساح ناجمًا عن مشكلة طبية أم لا.

ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء

لا تتوقف عن تناول أي أدوية موصوفة دون استشارة طبيبك.



التحديث الاخير:

October 9th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام