ألدوستيرونية


يمكن أن يسبب هذا الاضطراب الهرموني ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطورة الإصابة بمرض القلب والسكتة الدماغية. تعرَّف على الأسباب وطرق العلاج.


الألدسترونيّة الأولية اضطراب هرموني يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. ويحدث هذا الاضطراب عندما تُفرِز الغدة الكظرية كميات زائدة جدًّا من هرمون يُسمى الألدوستيرون.

وتُفرِز الغدة الكظرية عددًا من الهرمونات الضرورية من بينها الألدوستيرون. ويتحكَّم الألدوستيرون في توازُن الصوديوم والبوتاسيوم في جسمك. ولكن الكميات الزائدة جدًّا من هذا الهرمون قد تجعلك تفقد البوتاسيوم وتحبس الصوديوم. وهذا الخلل في التوازن قد يجعل جسمك يحتفظ بكمية كبيرة من الماء مما يُزيد حجم الدم لديك ويُزيد ضغط الدم.

تشمل الخيارات العلاجية الأدوية والجراحة وتغييرات نمط الحياة.


لا تسبب الأَلْدوستيرُونِيَّة الأوليَّة عادةً ظهور أي أعراض واضحة. يُعد ارتفاع ضغط الدم عادة المفتاح الأول للكشف عن احتمالية إصابتك بألدوسترونية أولية خاصة ضغط الدم صعب التحكم.

في بعض الحالات، يتسبب الإصابة بألدوسترونية أولية في انخفاض مستويات البوتاسيوم. وفي تلك الحالة، قد تصاب بما يلي:

  • التقلُّصات العضلية المؤلمة
  • الضَّعف
  • الإرهاق
  • الصُّداع
  • العطش الشديد
  • الحاجة المتكررة للتبول

متى تزور الطبيب

اسأل طبيبك عن إمكانية وجود أَلْدوستيرُونِيَّة أوليَّة إذا كان لديك:

  • ارتفاع ضغط دم معتدل إلى حاد، خصوصًا إذا كنتَ بحاجةٍ إلى العديد من الأدوية للتحكُّم في ضغط الدم
  • ارتفاع ضغط الدم وتاريخ عائلي من الأَلْدوستيرُونِيَّة الأوليَّة
  • ارتفاع ضغط الدم وتاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم أو السكتة الدماغية في عمر 40 أو أصغر
  • ارتفاع ضغط الدم ونمو في إحدى الغدد الكظرية (تم اكتشافه في اختبار تصوير أُجرِيَ لسبب آخر)
  • ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى البوتاسيوم
  • ارتفاع ضغط الدم وانقطاع النَّفَس الانسدادي النومي

تشمل الحالات الشائعة التي يُمكن أن تسبب وجود الكثير من أَلْدوستيرون ما يلي:

  • نمو حميد في الغدة الكظرية
  • فرط نشاط الغدتين الكظريتين

هناك أسباب أخرى أكثر ندرة للألدوستيرونية الأولية، بما في ذلك:

  • نمو سرطاني بالطبقة الخارجية من الغدة الكظرية
  • حالة وراثية تسبب ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال واليافعين

يمكن أن تؤدي الألدوستيرونية الأولية إلى ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستويات البوتاسيوم. هذه المضاعفات يمكن أن تؤدي بدورها إلى مشاكل أخرى.

المشاكل ذات الصلة بارتفاع ضغط الدم

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم المستمر إلى مشاكل في القلب والكُلَى، بما في ذلك:

  • نوبة قلبية، فشل القلب وغيرها من مشاكل القلب
  • السكتة الدماغية
  • مرض الكُلَى أو الفشل الكُلَوِي

الأشخاص الذين يعانون من الألدوستيرونية الأولية لديهم خطر أعلى من المتوقَّع من مشاكل القلب والأوعية الدموية مقارنة مع الأشخاص الذين يعانون فقط من ارتفاع ضغط الدم.

مشكلات متعلقة بانخفاض مستويات البوتاسيوم (نقص بوتاسيوم الدم)

قد تؤدي الدوستيرونية الأولية إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم. وإذا كانت مستويات البوتاسيوم لديك منخفضة قليلًا، فربما لا تظهر عليكَ أي أعراض. يُمكن أن تؤدي المستويات المنخفضة جدًّا من البوتاسيوم إلى:

  • الضَّعف
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • التقلُّصات العضلية المؤلمة
  • فرط العطش أو التبول

إذا كان طبيبك يشتبه في إصابتك بالألدوستيرونية الأولية، فمن المحتمل أن تُجري اختبارًا لقياس مستويات الألدوستيرون والرينين في دمك. ويُعد الرينين أحد الإنزيمات التي تطلقها الكلى وتساعد في التحكم في ضغط الدم. إذا كان مستوى الرينين لديك منخفضًا جدًّا، ومستوى الألدوستيرون مرتفعًا، فقد تكون مصابًا بالألدوستيرونية الأولية.

فحوصات إضافية

إذا أشار اختبار الدوستيرون_ رنين الإصابة بداء الدورستيرونية أولي، فستحتاج إلى إجراء اختبارات أخرى لتأكيد التشخيص والكشف عن الأسباب المحتملة. تشمل الاختبارات المحتملة:

  • اختبار التحميل الملحي. هناك بضع طرق لإجراء اختبارات الدم أو البول. قد تتناول وجبة عالية في الصوديوم لبضعة أيام قليلة أو الحصول على تسريب ملحي من خلال الوريد لعدة ساعات قبل قياس طبيبك لمستويات هرمون الألدوستيرون. وربما يُعطى لك فلودروكورتيزون_ دواءً يشابه في عمله هرمون الألدوستيرون_ بالإضافة إلى تناول وجبة عالية في الصوديوم وذلك قبل إجراء الاختبار.
  • تصويرمقطعي محسوب على البطن. قد يكشف التصوير المقطعي المحوسب عن نمو ورم فوق الغدة الكظرية أو تشير إلى تضخم الغدة الكظرية، مما يدل على فرط نشاط الغدة.
  • اختبار دم الوريد الكظري. يسحب اختصاصي الأشعة عينة دم من الوريد الكظري في الكليتين بالجانب الأيمن والأيسر ويقارن بين العينتين. وفي حالة ارتفاع هرمون الألدوستيرون في أحد الجوانب، فقد يشتبه طبيبك في وجود ورم على الغدة الكظرية في هذا الجانب.

    ويتضمن هذا الاختبار وضع أنبوب في الوريد بالمنطقة الأربية ودفعه تجاه الأوردة الكظرية. وعلى الرغم من أهميته لتحديد العلاج الملائم، فإن هذا الاختبار يحمل خطر حدوث نزيف أو جلطة دموية في الوريد.


يعتمد علاج الألدوستيرونية الأولية على السبب الكامن. الهدف الرئيسي هو عودة مستويات هرمون الألدوستيرون إلى المستوى الطبيعي أو تثبيط تأثير ارتفاع الألدوستيرون للوقاية من المضاعفات.

علاج ورم الغدد الكظرية

يمكن علاج ورم الغدة الكظرية عن طريق الجراحة أو الأدوية وتغيير نمط الحياة.

  • الاستئصال الجراحي للغدة. يُنصَح عادةً بالإزالة الجراحية للغدة الكظرية المصابة بالورم (استئصال الغدة الكظرية). قد تُعيد الإزالة الجراحية مستويات ضغط الدم والبوتاسيوم والألدوستيرون إلى طبيعتها. سيقوم طبيبك بمتابعتك عن كثب بعد الجراحة والتعديل التدريجي لأدوية ارتفاع ضغط الدم أو توقيفها.

    تشمل خطورة الجراحة النزيف والالتهاب. إن استبدال هرمون الغدة الكظرية ليس ضروريًّا؛ لأن الغدة الكظرية الأخرى يمكنها أن تنتج ما يكفي من الهرمونات التي يحتاج إليها جسمك.

  • أدوية مضادة للألدوستيرون. إذا كان سبب الألدوستيرون الأوَّلي لديك وجود ورم حميد ولا يمكنك إجراء عملية جراحية أو لا تفضِّل ذلك، فيمكنك تلقِّي العلاج بتناول أدوية مضادة للألدوستيرون تُسمَّى مضادات مستقبِلات القشرانيات المعدنية (سبيرونولاكتون وإيبلرينون) مع عمل تغييرات في نمط الحياة. سيعود ارتفاع ضغط الدم وانخفاض البوتاسيوم إذا توقفتَ عن تناوُل الأدوية.

علاج فرط نشاط كل من الغدتين الكظريتين كلتيهما

يمكن لمجموعة من الأدوية وتعديلات نمط الحياة أن تعالج الأَلْدوستيرُونِيَّة الأوليَّة الناجمة عن فرط نشاط كلتا الغدتين الكظريتين بفعالية.

  • الأدوية. تقوم مضادات مستقبلات القشرانيات المعدنية بمنع عمل الألدوستيرون في جسمك. قد يصف لك طبيبك أولًا سبيرونولاكتون (ألداكتون). يعمل هذا الدواء على المساعدة في تصحيح ارتفاع ضغط الدم وانخفاض البوتاسيوم، ولكنه قد يسبِّب مشكلات أخرى.

    بالإضافة إلى منع مستقبلات الألدوستيرون، قد يمنع سبيرونولاكتون عمل الهرمونات الأخرى. قد تشمل الآثار الجانبية تضخُّم الثدي لدى الذكور (التثدِّي الذَّكَري)، وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.

    تقوم مناهِضات مستقبلات القشرانيات المعدنية الأحدث والأكثر تكلفةً، والتي تُسمَّى إبليرينون (إنسبرا)، بإزالة الآثار الجانبية لهرمون الجنس المرتبطة بالسبيرونولاكتون. قد يوصي طبيبك بإبليرينون إذا كان لديك آثار جانبية خطيرة من سبيرونولاكتون. قد تحتاج أيضًا إلى أدوية أخرى لارتفاع ضغط الدم.

  • تغييرات في نمط الحياة. تكون أدوية ارتفاع ضغط الدم أكثر فاعليةً عندما تقترن بنظام غذائي ونمط حياة صحيين. تعاوَنْ مع طبيبك لوضع خطة لخفض الصوديوم في نظامك الغذائي، وحافِظْ على وزن بدنك في المعدل الصحي. كما يمكن للانتظام في ممارسة التمارين الرياضية وتقليل كمية الكحول التي تتناولها والإقلاع عن التدخين تحسين استجابتك للأدوية.

من الضروري اتِّباع أسلوب حياة صحي وسليم للمحافظة على مستوى منخفض لضغط الدم والصحة القلبية طويلة الأمد. وتتضمَّن بعض مقترحات نمط الحياة الصحي على:

  • اتَّبع نظامًا غذائيًّا صحيًّا. الأنظمة الغذائية التي تُركِّز على تنوُّع الأطعمة الصحية متضمِّنًا على الحبوب، والفاكهة، والخضراوات، ومشتقات الحليب منخفضة الدَّسم، يُمكن أن تُساعد في فِقْدان الوزن وخَفْض ضغط الدم. جَرِّب الأنظمة الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم، حيث أثبتت فوائدها على القلب. تناوَلْ نظامًا غذائيًّا صحيًّا قليلًا في الصوديوم، والسُّكريات المضافة، والدهون المشبعة والكحول.
  • الحفاظ على وزن صحي. إذا كان مُؤشِّر كتلة الجسم يساوي 25 أو أكثر، فإن فِقْدان ما يتراوح بين 3% إلى 5% من وزن الجسم قد يُقلِّل من ضغط الدم.
  • مارِسِ التمارين الرياضية. قد تساعد ممارسة الرياضة الحيهوائية بانتظام على خفض ضغط الدم. الذهاب إلى صالة رياضية أمر غير إلزامي، ولكن السَّيْر السريع لمدة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع يُمكن أن يُحسِّن صحتك. حاوِلْ ممارسة رياضة المشي مع صديق في وقت الغداء بدلًا من تناوُله في الخارج.
  • امتنِعْ عن التدخين. الإقلاع عن التدخين يُحسِّن من صحة القلب والأوعية الدموية. تحدَّثْ مع طبيبكَ حول الأدوية التي قد تُساعد على الإقلاع عن التدخين.

نظرًا لأن الأعراض الألدوستيرونية الأوَّلية عادة لا تكون واضحة، فقد يقترح طبيبك الخضوع للفحص. قد يشك طبيبك في الألدوستيرونية الأوَّلية إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم وأحد الأعراض الآتية:

  • يظل ضغط الدم مرتفعًا؛ خاصةً إذا كنت تتناول ثلاثة أدوية على الأقل لعلاجه (ارتفاع ضغط الدم المقاوم)
  • كان لديك انخفاض في البوتاسيوم في الدم — على الرغم من أن العديد من الأشخاص المصابين بالألدوستيرونية الأوَّلية لديهم مستويات طبيعية من البوتاسيوم؛ خاصةً في المراحل المبكرة من المرض
  • أظهر الفحص بالتصوير الذي خضعتَ له لسبب آخر وجود ورم في إحدى الغدد الكظرية
  • لديك تاريخ شخصي أو عائلي لارتفاع ضغط الدم أو السكتة الدماغية في سن مبكرة
  • لديك انقطاع النفس الانسدادي النومي أيضًا

قد يحتاج اختبار الفحص للألدوستيرونية الأوَّلية إلى بعض التخطيط. يمكن إجراء الاختبار أثناء تناوُلك لمعظم أدوية ضغط الدم، لكن قد تحتاج إلى التوقُّف عن تناوُل بعض الأدوية؛ مثل سبيرونولاكتون (ألداكتون) وإليبلرينون (إنسبرا) قبل أربعة أسابيع من الاختبار. قد يطلب منك طبيبك أيضًا تجنُّب منتجات نبات السوس لبضعة أسابيع قبل الاختبار؛ لأن ذلك قد يتسبَّب في حدوث تغييرات تحاكي زيادة نسبة الألدوستيرون.

بعد الاختبار، ستزور طبيبك للحصول على موعد طبي للمتابعة، أو قد تُحوَّل إلى طبيب يعالج اضطرابات الهرمونات (اختصاصي الغدد الصماء). إليك بعض المعلومات لمساعدتك في الاستعداد لموعدك الطبي.

ما يمكنك فعله

بينما تقوم بموعدكَ الطبي، أَعِدَّ قائمة بما يلي:

  • الأعراض التي تشعُر بها؛ وتشمل تلكَ التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي قمتَ من أجله بموعدكَ الطبي
  • المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك مُسبِّبات التوتُّر الشديدة والتغيُّرات الحياتية التي حدثتْ لكَ مُؤخَّرًا
  • جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكمِّلات الغذائية الأخرى التي تتناولها، ويشمل ذلك الجرعات
  • الأسئلة التي يُمكنكَ طرحها على طبيبك

بخصوص الألدوستيرونية الأولية، تتضمَّن بعض الأسئلة الأساسية التي يتعيَّن عليكَ طرحها على الطبيب ما يلي:

  • ماذا تَعني نتائج اختباراتي؟
  • هل أحتاج إلى إجراء المزيد من الاختبارات؟
  • هل من المحتمَل أن تكون حالتي مؤقَّتة أو سأشعُر دائمًا بها؟
  • ما العلاجات المُتوفِّرة؟ ما الأفضل لحالتي في اعتقادك؟
  • لديَّ تلك المشاكل الصحية الأخرى. كيف يُمكنني التعامل مع هذه المشاكل معًا على النحو الأفضل؟
  • هل هناك قيود ينبغي عليَّ الانصياع لها؟
  • هل هناك أي منشورات أو مطبوعات أخرى يُمكِنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تُوصِي بالاطلاع عليها؟

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عدة أسئلة، ومنها:

  • هل هناك أيُّ شيءٍ يبدو أنه يُحسِّن من الأعراض التي تَشعُر بها؟
  • ما الذي يجعَل أعراضَكَ تتفاقم، إن وُجِد؟


التحديث الاخير:

December 24th, 2020

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام