اكتئاب المراهقين


مشكلة الصحة العقلية الخطيرة تلك تؤثر على طريقة تفكير مراهقك وإحساسه وسلوكه ويمكنها أن تتسبب في مشاكل انفعالية وعملية وبدنية.


اكتئاب المراهقين مشكلة نفسية خطيرة تسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة. فهي تؤثر في طريقة تفكير المراهق وشعوره وسلوكه، ويمكن أن تسبب مشكلات عاطفية ووظيفية وجسدية. وعلى الرغم من إمكانية الإصابة بالاكتئاب في أي مرحلة عمرية، فإن الأعراض قد تختلف بين المراهقين والكبار.

فقد يتسبب الضغط من الأقران والتوقعات الأكاديمية والتغيرات الجسدية كثيرًا من التقلبات المزاجية لدى المراهقين. ولكن لدى بعض المراهقين، نوبات الإنهاك ليست مجرد شعور مؤقت، بل هي أعراض اكتئاب.

اكتئاب المراهقين ليس ضعفًا أو شيئًا يمكن التغلب عليه بالإرادة القوية — بل قد يكون له تبعات خطيرة ويتطلب علاجًا طويل المدى. وفي أغلب المراهقين، تزول أعراض الاكتئاب بالعلاج مثل الأدوية والاستشارات النفسية.


تشمل أعراض الاكتئاب الذي يصيب المراهقين وعلاماته تغييرًا عن التصرفات أو السلوكيات السابقة لهم، مما يمكن أن يسبب ضغطًا هائلاً ومشكلات كثيرة في المدرسة، أو المنزل، أو الأنشطة الاجتماعية، أو في سائر مجالات الحياة.

قد تتفاوت أعراض الاكتئاب في حدتها، ولكن قد تشمل التغييرات في مشاعر المراهق وسلوكياته الأمثلة المذكورة أدناه.

التغيُّرات العاطفية

كن منتبهًا للتغييرات العاطفية، مثل:

  • مشاعر الحزن، التي يُمكن أن تَشمل نوبات من البكاء دون سبب واضح
  • الإحباط أو مشاعر الغضب، حتى فيما يَتعلق بالأمور الصغيرة
  • الشعور باليأس أو الفراغ
  • المزاج العصبي أو المتهيج
  • فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة المعتادة
  • فقدان الاهتمام بالعائلة والأصدقاء أو الدخول في صراعات معهم
  • تراجع الثقة بالنفس
  • الشعور بعدم القيمة أو الشعور بالذنب
  • التركيز على الإخفاقات الماضية أو المبالغة في لوم الذات أو النقد الذاتي
  • الحساسية الشديدة للرفض أو الفشل، والحاجة إلى الطمأنينة المفرطة
  • صعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكر الأشياء
  • الشعور المستمر بأن الحياة والمستقبل قاتم وكئيب
  • أفكار متكررة عن الموت أو الوفاة أو الانتحار

التغييرات السلوكية

راقِب التغييرات في السلوك، مثل:

  • الشعور بالتعب وفقدان الطاقة
  • الأرق أو كثرة النوم
  • تغيرات في الشهية، مثل انخفاض الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن
  • تناوُل الكحوليات أو المخدرات
  • التهيُّج أو عدم القدرة على الاسترخاء — على سبيل المثال، سرعة الحركة أو الجزع أو عدم القدرة على الجلوس ساكنًا
  • تباطؤ التفكير أو التحدث أو حركات الجسم
  • كثرة الشكوى من آلام الجسم غير المبرَّرة والصداع، والتي قد تشمل زيارات متكررة لممرضة المدرسة
  • العزلة الاجتماعية
  • ضَعف الأداء في المدرسة أو الغياب المتكرر عن المدرسة
  • اهتمام أقل بالنظافة الشخصية أو المظهر
  • انفعالات غاضبة وسلوك تخريبي أو خطير، أو غيرها من السلوكيات غير المُتحكَّم بها
  • إيذاء النفس — على سبيل المثال، القطع أو الحرق أو الثقب أو الوشم الزائد
  • التخطيط للانتحار أو محاولة انتحار

ما هو الطبيعي وما هو الغير طبيعي

من الصعب التفرقة بين ارتفاعات وانخفاضات المزاج التي هي جزء من المراهقة عمومًا وبين اكتئاب المراهقة. تحدث إلى طفلك المراهق. حدد ما إذا كان هو أو هي قادرًا على السيطرة على المشاعر القوية، أم أن الحياة تبدو أنها تتغلب عليه.

متى تزور الطبيب

إذا استمرت علامات وأعراض الاكتئاب أو بدأت في التعارض مع حياة ابنك المراهق أو تسبب لك مخاوف بشأن انتحار أو سلامة ابنك، فتحدث إلى الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية المُدرب على التعامل مع المراهقين. طبيب العائلة المسؤول عن التعامل مع المراهقين أو طبيب الأطفال هو مكان جيد للبدء. أو قد تُرشّح لك مدرسة ابنك طبيبًا.

من المحتمل ألا تتحسن أعراض الاكتئاب وحدها - وقد تتفاقم أو تؤدي إلى مشكلات أخرى إذا لم تُعالج. قد يكون المراهقون المصابون بالاكتئاب معرضين لخطر الانتحار، حتى لو لم تكن العلامات والأعراض شديدة.

إذا كنت مراهقًا وتظن أنك قد تكون مصابًا بالاكتئاب - أو لديك صديق مصاب بالاكتئاب - فلا تتأخر في طلب المساعدة. تحدث إلى أحد مقدمي الرعاية الصحية كطبيبك أو الممرضة في مدرستك. شارك مخاوفك واهتماماتك مع أحد الوالدين أو صديق مقرب أو قائد روحي أو معلم أو أي شخص آخر تثق به.

متى تحصل على مساعدة في حالات الطوارئ

يرتبط الانتحار غالبًا بالضغط النفسي. إذا كنت تعتقد أنك قد تؤذي نفسك أو تحاول الانتحار، فاتصل بالرقم 911 أو رقم الطوارئ المحلي فورًا.

ضع في اعتبارك أيضًا هذه الخيارات إذا كنت تواجه أفكارًا انتحارية:

  • اتصل باختصاصي الصحة النفسية.
  • الاتصال بالخط الساخن المخصص لحالات منع الانتحار. في الولايات المتحدة، اتصل بالخط الوطني الساخن لمنع حالات الانتحار على ‎1-800-273-TALK (1-800-273-8255)‎ أو استخدم التواصل عبر الإنترنت من خلال الرابط suicidepreventionlifeline.org/chat.
  • اطلب المساعدة من مقدم الرعاية الأولية الخاص بك، أو من أحد مزوِّدي الرعاية الصحية الآخرين.
  • تواصل مع صديق مقرب أو شخص عزيز.
  • تواصل مع أحد العلماء أو الدارسين أو غيرهم من رجال الدين في مجتمعك.

إذا كان أحد الأحباء أو الأصدقاء في خطر محاولة الانتحار أو قد حاول الانتحار:

  • تأكَّد من بقاء أحدهم مع هذا الشخص.
  • اتصل على الفور برقم الطوارئ 911 أو رقم الطوارئ المحلي.
  • أو في حال ظننتَ أنك قادر على اصطحاب هذا الشخص بأمان إلى أقرب مستشفى مزوَّدة بغرفة طوارئ، فافعل ذلك.

لا تتجاهل أبدًا التعليقات أو المخاوف المتعلقة بالانتحار. اتخذ دائمًا إجراءات للحصول على المساعدة.


ليس من المعروف بالضبط سبب الاكتئاب، ولكن هناك العديد من المشكلات التي قد تُشارِك في ذلك. وهي تتضمن:

  • كيمياء المخ. النواقل العصبية هي مواد كيميائية توجد بصورة طبيعية في المخ، وتَحمِل الإشارات للأجزاء الأخرى من المخ والجسم. عند وجود خلل أو ضعف في هذه المواد الكيميائية، تتغيَّر وظيفة مستقبلات الأعصاب والجهاز العصبي؛ مما يُؤدِّي إلى الاكتئاب.
  • الهرمونات. قد تُشارِك التغيُّرات في توازُن الهرمونات في الجسم في التسبُّب في أو تحفيز الاكتئاب.
  • الخصائص الوراثية. الاكتئاب أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين لدى أحد أقاربهم — مثل أحد الوالدين أو الأجداد — أيضًا هذه الحالة.
  • صدمة الطفولة المبكرة. الأحداث الصادمة أثناء الطفولة، مثل الإساءة البدنية أو العاطفية، أو فقدان أحد الوالدين، قد تُسبِّب تغيُّرات في المخ تجعل الشخص أكثر عرضةً للاكتئاب.
  • الأنماط المعروفة للتفكير السلبي. قد يرتبط اكتئاب المراهقين بتعلُّم الشعور بالعجز — بدلًا من تعلُّم الشعور بالقدرة على إيجاد حلول لتحديات الحياة.

هناك العديد من العوامل التي تَزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب لدى المراهقين أو تُحفزه، بما في ذلك:

  • وجود مشكلات تؤثر سلبًا على احترام الذات، مثل السُمنة ومشاكل الأقران أو التنمر على المدى الطويل أو المشكلات الأكاديمية
  • إذا كنت ضحية أو شاهدًا على حادثة عنف مثل الانتهاك الجسدي أو الانتهاك الجنسي
  • الإصابة بحالات متعلقة بالصحة العقلية مثل الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق أو اضطراب الشخصية أو فقدان الشهية أو الشره
  • وجود صعوبات في التعلم أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)
  • المعاناة من ألم مستمر أو مرض جسدي مزمن مثل السرطان أو مرض السكري أو الربو
  • المعاناة من سمات شخصية معينة، مثل تراجع الثقة بالنفس أو التبعية المفرطة أو النقد الذاتي أو التشاؤم
  • إدمان الكحوليات أو النيكوتين أو العقارات الأخرى
  • كونك مثليًّا أو مثلية أو مزدوج الميول الجنسية أو متحولًا جنسيًّا، مع وجودك في بيئة غير داعمة

قد يَزيد التاريخ العائلي والمشاكل مع العائلة أو مع الآخرين من خطر الإصابة باكتئاب المراهقة، مثل:

  • إذا كان لديك أبوان أو جد أو أحد أفراد العائلة مصاب بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو مشاكل تناوُل المشروبات الكحولية
  • إذا توفي أحد أفراد العائلة نتيجة الانتحار
  • إذا كان لديك عائلة مفككة وخلافات أسرية
  • المرور بأحداث الحياة المجهدة مؤخرًا، مثل حدوث الطلاق بين الأبوين أو الخدمة العسكرية للوالدين أو وفاة شخص عزيز

يُمكن أن يُؤدي عدم علاج الاكتئاب إلى حدوث مشكلاتٍ عاطفية وسلوكية وصحية من شأنها أن تُؤثر على كافة جوانب حياة المراهق. من بين المضاعفات المرتبطة بالاكتئاب عند المراهقين، ما يلي على سبيل المثال:

  • إدمان الكحوليات والمخدرات
  • المشكلات التعليمية
  • الصراعات الأسرية وصعوبات العلاقات
  • التورط في مشكلات تتعلق بمحكمة الأحداث
  • محاولات الانتحار أو الانتحار

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من الاكتئاب. ومع ذلك، يمكن لتلك الإستراتيجيات أن تُفيد. يمكنك تشجيع المراهق على ما يلي:

  • اتخاذ الخطوات للتحكم في التوتر، وزيادة المرونة وتعزيز الثقة بالنفس للمساعدة على التعامل مع المشاكل حين تطرأ
  • الحصول على مساعدة الأصدقاء والدعم الاجتماعي، خاصةً في أوقات المِحن
  • الحصول على علاج عند ظهور أول علامة على وجود مشكلة وذلك للمساعدة في منع الاكتئاب من التدهور
  • الحفاظ على المعالجة المستمرة، إذا نُصِح بذلك، حتى بعد أن تخف الأعراض، وذلك للمساعدة على منع انتكاس أعراض الاكتئاب

في حالة الاشتباه في الإصابة باكتئاب، سيُجري الطبيب عادةً هذه الاختبارات والفحوصات:

  • الفحص البدني. قد يُجري الطبيب فحصًا بدنيًّا، ويَطرح أسئلة عميقة عن صحة المراهق لتحديد سبب الاكتئاب. في بعض الحالات، قد يكون الاكتئاب مرتبطًا بمشكلة صحية جسدية كامنة.
  • الفحوصات المختبرية. على سبيل المثال، قد يُجري طبيب المراهق اختبارًا للدَّم يُطلَق عليه اسم تعداد الدم الكامل أو اختبار للغدة الدرقية لدى المراهق، للتأكد من عملها بكفاءة.
  • التقييم النفسي. قد يتحدث الطبيب أو مختص الصحة النفسية مع المراهق عن أفكاره ومشاعره وسلوكه، وقد يَطلب منه ملء استبيان. سيساعد هذا الإجراء في تحديد التشخيص وفحص وجود مضاعفات ذات صلة بالمرض.

أنواع الاكتئاب

يمكن أن تختلف الأعراض الناتجة عن الاكتئاب الشديد من شخص لآخر. لتحديد نوعية الاكتئاب التي يعاني منها طفلك، قد يستخدم طبيبك محددًا أو أكثر، وهي تعني الاكتئاب بسمات محددة. إليك بعض الأمثلة:

  • انزعاج قلقي — اكتئاب مصحوب بالشعور بالتململ أو القلق على نحو غير معتاد بشأن أحداث محتملة الوقوع أو فقدان السيطرة
  • السمات السوداوية — الاكتئاب الشديد مع فقدان الاستجابة للأشياء التي كانت ممتعة ومحببة ويرتبط ذلك بالاستيقاظ المبكر، وسوء المزاج صباحًا، فضلاً عن التغيرات الكبيرة في الشهية، والشعور بالذنب أو فرط التكاسل أو الهياج
  • سمات أساسية — اكتئاب يشمل القدرة على التأثر بالأحداث السعيدة، زيادة الشهية، زيادة الحاجة للنوم، شعور بالثقل في الذراعين أو الرجلين

الاضطرابات الأخرى التي تسبب أعراض الاكتئاب

تشمل العديد من الاضطرابات الأخرى الاكتئاب كأحد الأعراض. يمثل التشخيص الدقيق أمرًا أساسيًا للحصول على العلاج المناسب. سيساعد تقييم الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية في تحديد ما إذا كانت أعراض الاكتئاب ناتجة عن أي من الحالات التالية:

  • الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول والاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني. تشمل اضطرابات المزاج هذه التقلبات المزاجية التي تتراوح بين فترات السعادة المفرطة وفترات الإحباط الحادة. من الصعب أحيانًا التمييز بين الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب.
  • اضطراب المزاج الدوري. ينطوي اضطراب المزاج الدوري ارتفاعات وانخفاضات نفسية ليست بشدة تلك التي تحدث في حالة الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب.
  • اضطراب تقلبات المزاج التخريبية. يشمل اضطراب المزاج هذا عند الأطفال العصبية المزمنة والشديدة، والغضب، واحتداد المزاج المتكرر. عادةً ما يتطور هذا الاضطراب إلى اضطراب اكتئابي أو اضطراب قلق خلال سنوات المراهقة أو مرحلة البلوغ.
  • الاضطراب الاكتئابي المستمر. ويُسمى أحيانًا بعسر المزاج، وهو شكل أقل حدة من الاكتئاب ولكن يتسم بأنه مزمن أكثر منه. وبينما لا يعيق الاضطراب الاكتئابي المستمر أنشطة حياتك، فإنه قد يعيق أداء الوظائف بشكل طبيعي في الأنشطة الاعتيادية اليومية ومن العيش على أكمل وجه.
  • اضطراب الانزعاج السابق للحيض. ينطوي هذا الاضطراب على أعراض الاكتئاب المرتبطة بالتغييرات الهرمونية التي تحدث قبل الدورة الشهرية بأسبوع وتتحسن خلال أيام قليلة بعد بدايتها. وتصبح الأعراض قليلة أو تتلاشى بانتهاء فترة الحيض.
  • الأسباب الأخرى للاكتئاب. وتشمل الاكتئاب الناتج عن تناول العقاقير المخدرة أو غير القانونية أو بعض الأدوية التي يصفها الطبيب أو حالة طبية.

يعتمد العلاج على نوع الاكتئاب الذي لدى ابنك المراهق ومدى شدة أعراضه. وقد يكون للدمج بين العلاج بالكلام (العلاج النفسي) وتناول الأدوية فعاليةٌ كبيرة في علاج أغلب المراهقين المصابين بالاكتئاب.

إذا كان ابنك المراهق يشعر باكتئابٍ شديد، أو معرَّضًا لخطر إيذاء نفسه، فقد يحتاج إلى الإقامة بالمستشفى أو المشاركة في برامج العلاج بالعيادات الخارجية إلى أن تتحسن الأعراض.

وفيما يلي نظرة عن كثب على خيارات علاج الاكتئاب.

الأدوية

قامت إدارة المواد الغذائية والعقاقير (Food and Drug Administration (FDA)) باعتماد اثنين من الأدوية لاكتئاب المراهقين — الفلوكسيتين (بروزاك) والاسكيتالوبرام (ليكسابرو). تحدث مع الطبيب المعالج لابنك المراهق حول خيارات العلاج والآثار الجانبية المحتملة، وتقييم الفوائد والمخاطر.

تنبيه إدارة الغذاء والدواء (FDA)

تعتبر جميع مضادات الاكتئاب آمنة بشكل عام، ولكن تطلب إدارة الغذاء والدواء (FDA) أن تحمل جميع مضادات الاكتئاب تحذيرًا بصندوق أسود اللون حيث يُعد التحذير الأكثر صرامة للوصفات الطبية. في بعض الحالات، يمكن أن يعاني الأطفال، والمراهقون، والشباب تحت سن 25 عامًا زيادة في الأفكار أو السلوك الانتحاريين عند تناولهم مضادات الاكتئاب خاصة في الأسابيع الأولي القليلة بعد بدء تناول الجرعة أو عند تغييرها.

يجب مراقبة أي شخص يتناول مضادًا للاكتئاب عن قرب وذلك لإمكانية زيادة الاكتئاب سوءًا أو التصرف بسلوك غير معتاد، خاصة عند بدء تناول دواء جديد أو تغيير في الجرعة. إذا كنت تعاني أفكارًا انتحارية عند تناول مضاد اكتئاب، فاتصل بطبيب على الفور أو احصل على مساعدة طارئة.

وبالنسبة لمعظم المراهقين، قد تفوق فوائد تناول مضاد الاكتئاب حجم المخاطر. ضع في الاعتبار أنه من المرجح أن تقلل مضادات الاكتئاب من خطر الانتحار على المدى الطويل من خلال تحسين الحالة المزاجية.

العثور على الدواء المناسب

يختلف كل شخص عن الآخر؛ لذلك قد يستغرق العثور على الدواء أو الجرعة المناسبة للمراهق بعض التجربة والخطأ. هذا يتطلَّب الصبر؛ لأن بعض الأدوية تحتاج إلى عدة أسابيع أو أكثر لتفعيل تأثيرها الكامل ولتخفيف الآثار الجانبية أثناء تعديل نظام الجسم. شجِّع المراهق على ألا يستسلم.

كما أن الصفات الوراثية تُؤدِّي دورًا في كيفية تأثير مضادات الاكتئاب على الأشخاص المختلفين. ففي بعض الحالات، متى توفَّر ذلك، قد تُقدِّم نتائج الاختبارات الجينية (يتم إجراؤها بفحص الدم أو مسحة التحقُّق) الخاصة معلومات عن كيفية استجابة الجسم تجاه نوع معيَّن من مضادات الاكتئاب. ومع ذلك، فقد تُؤثِّر بعض المتغيِّرات الأخرى بجانب الجينات في الاستجابة للدواء.

التعامل مع الأدوية

راقب بعناية استخدام ابنك المراهق للأدوية. ويجب تناول مضادات الاكتئاب بالجرعات الموصوفة بدقة لتعمل بفعالية. ونظرا لخطورة فرط الجرعات في فئة المراهقين المصابين بالاكتئاب، قد يصف الطبيب كمية قليلة من الحبوب في المرة، أو يوصي بتقسيم حصص الجرعات حتى لا يحظى ابنك المراهق بكمية كبيرة من الحبوب مرة واحدة.

إذا كان ابنك المراهق يعاني آثارًا جانبية متعبة، فلا يجب عليه التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب قبل التحدث مع الطبيب أولاً. قد تسبب بعض مضادات الاكتئاب أعراضًا انسحابية إلا إذا خُفضت الجرعة تدريجيًا — وقد يسبب التوقف المفاجئ تدهورًا مفاجئًا في الاكتئاب.

مضادات الاكتئاب والحمل

إذا كانت ابنتك المراهقة حاملاً أو ترضع رضاعة طبيعية فقد تمثل بعض مضادات الاكتئاب خطرًا صحيًا إضافيًا على الجنين أو الطفل الرضيع. إذا أصبحت ابنتك المراهقة حاملاً أو كانت تخطط للحمل فتأكد من قيام ابنتك المراهقة باستشارة الطبيب بشأن الأدوية المضادة للاكتئاب والتعامل مع الاكتئاب في أثناء الحمل.

العلاج النفسي

إن العلاج النفسي يُطلَق عليه: الاستشارة النفسية أو العلاج بالحوار، وهو مُصطلَح عام حيث يُعالَج الاكتئاب عن طريق الحوار حول حالتك وكلِّ ما يتعلَّق بها مع أخصائي أمراض عقلية. يمكن أن تكون الأنواع المختلفة من العلاج النفسي فعَّالة لعلاج الاكتئاب، مثل العلاج السلوكي الإدراكي أو العلاج التَّفاعُلي بين الأفراد.

يُمكن إجراء العلاج النفسي بشكلٍ فردي أو مع أفراد الأسرة أو في مجموعة. من خلال الجلسات المُنتظمة، يستطيع المُراهق:

  • التعرُّف على أسباب الاكتئاب
  • تَعلُّم كيفية التعرُّف على السلوك والأفكار غير الصحية وتغييرها
  • استكشاف العَلاقات والخِبرات
  • إيجاد أفضل الطُرق لحلِّ المشكلات والتعامُل معها
  • وضْع أهدافٍ واقعيةٍ
  • استعادة الشُّعور بالسَّعادة والتحكُّم
  • المُساعدة في التخلُّص من أعراض الاكتئاب مِثل اليأس والغضب
  • التكيُّف مع الأزمة أو صعوبة أخرى حالية

دخول المستشفى وبرامج العلاج الأخرى

لدى بعض المراهقين، يكون الاكتئاب شديدًا للغاية لدرجة تستلزم البقاء في المستشفى، وخاصة إذا كان ابنك في خطر لإيقاع الأذى بالنفس أو إيذاء شخص آخر. ويمكن أن يساعد الحصول على العلاج النفسي في المستشفى في إبقاء ابنك هادئًا وآمنًا حتى تتم السيطرة على الأعراض بشكل أفضل.

كما يمكن أن تساعد برامج العلاج اليومية. فهذه البرامج توفر الدعم والاستشارة اللازمين خلال محاولة ابنك السيطرة على أعراض الاكتئاب.


أنت أفضل مناصر لابنك أو ابنتك المراهقين، والأقدر على مساعدتهم على النجاح. بالإضافة إلى العلاج المهني، إليك بعض الخطوات التي يمكنك أن تتخذها أنت وابنك المراهق، والتي قد تساعدك:

  • التزم بخطة العلاج. احرص على حضور ابنك المراهق مواعيده، حتى لو لم يكن يرغب في ذلك. حتى لو كان ابنك المراهق على ما يرام، تأكد من استمراره في تناول الأدوية كما هو موصوف. إذا توقف ابنك المراهق عن تناول الأدوية، فقد تعود إليه أعراض الاكتئاب. وكذلك فإن الإقلاع عنها فجأة قد يسبب أعراضًا تشبه الانسحاب.
  • اقرأ عن الاكتئاب. يمكن أن يعمل التعليم على تمكين ابنك المراهق وتحفيزه على الالتزام بخطة العلاج. وكذلك يمكن أن يفيدك التعليم أنت وأحباءك الآخرين في التعرّف على معنى الاكتئاب، وفهم أنه حالة يمكن علاجها.
  • شجّع التواصل بينك وبين ابنك المراهق. تحدث إلى المراهق عن التغييرات التي تلاحظها عليه، وأكد دعمك غير المشروط له. قم بتهيئة بيئة يستطيع فيها المراهق الحديث عم مخاوفه وعوامل قلقه، واستمع له جيدًا.
  • انتبه لعلامات التحذير. تعاون مع طبيب أو معالج لتعلم ما الذي يمكنه بدء أعراض الاكتئاب لدى المراهق. ضع خطة بحيث تكون مستعدًا لما يجب فعله إذا ما ساءت أعراض المراهق. اطلب من الأقارب أو الأصدقاء المساعدة في مراقبة العلامات التحذيرية.
  • احرص على اعتناق المراهق لعادات صحية. يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بل وحتى النشاط البدني الخفيف، في تقليل أعراض الاكتئاب. وكذلك يعد الحصول على قدر صحي من النوم يوميًا أمرًا مهمًا لجميع المراهقين، وخاصة المصابين بالاكتئاب. إذا كان ابنك المراهق لديه مشاكل في النوم، فاطلب نصيحة الطبيب.
  • ساعد ابنك المراهق على تجنب الكحول وغيره من والمخدرات الأخرى. قد يشعر ابنك المراهق كما لو أن الكحول أو الماريجوانا أو غيرها من الأدوية يقلل من أعراض الاكتئاب، ولكنها على المدى الطويل تزيد الأعراض سوءًا وتجعل علاج الاكتئاب أكثر صعوبة. تحدث مع الطبيب أو المعالج إذا كان طفلك يحتاج إلى مساعدة للتغلب على تعاطي الكحول أو المخدرات.
  • قم بإزالة أو تقييد الوصول إلى العناصر التي قد يستخدمها المراهق لإيذاء نفسه. يمكن أن يشمل ذلك إزالة الأسلحة أو تأمينها وإزالة المواد الحادة أو الكحوليات أو الأدوية الخطرة في منزلك، إذا كنت تعيش مع مراهق مصاب بالاكتئاب.

تأكد أنت وابنك المراهق من فهم المخاطر وكذلك الفوائد المحتملة إذا كان ابنك المراهق يسعى إلى استخدام العلاج البديل أو التكميلي. لا تستبدل العلاج الطبي التقليدي أو العلاج النفسي بالطب البديل. عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب، لا تُعد العلاجات البديلة بديلاً جيدًا للرعاية الطبية.

تشمل الأمثلة على الأساليب التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الاكتئاب ما يلي:

  • العلاج بالوخز بالإبر
  • أساليب الاسترخاء، مثل التنفس العميق
  • اليوغا أو التاي تشي
  • التأمل
  • التصوير الموجه
  • العلاج بالتدليك
  • العلاج بالفن أو الموسيقى
  • الأنشطة الروحانية

لا يكفي الاعتماد الكلي على هذه الأساليب بصفة عامة في معالجة الاكتئاب. لكنها قد تكون مفيدة عند استخدامها بالإضافة إلى الأدوية والعلاج النفسي.


إظهار الاهتمام والرغبة في فهَم مشاعر ابنك المراهق يتيح له أو لها معرفة اهتمامك به. قد تعجز عن إدراك سبب شعور ابنك المراهق باليأس، أو إحساسه بالخسارة أو الفشل. ولكن استمع له دون إصدار أحكام، وحاول وضع نفسك في موقفه. ساعد ابنك المراهق في بناء تقديره لذاته من خلال الإقرار بالنجاحات الصغيرة والثناء على كفاءته.

شجع ابنك المراهق على:

  • تكوين صداقات صحية والحفاظ عليها. يمكن أن تساعد العلاقات الإيجابية في تعزيز ثقة ابنك المراهق ومساعدته على التواصل المستمر مع الآخرين. شجع ابنك المراهق على تجنُّب تكوين علاقات مع الأشخاص الذين يمكن أن تؤدي مواقفهم أو سلوكياتهم إلى تفاقم الاكتئاب.
  • حافظ على نشاطك. قد تساعد المشاركة في الألعاب الرياضية، أو الأنشطة المدرسية، أو المهام على الحفاظ على تركيز ابنك المراهق على الأشياء الإيجابية، بدلًا من المشاعر أو السلوكيات السلبية.
  • اطلُب المساعدة. قد يتردَّد المراهقون في طلب الدعم عندما تبدو الحياة مُروِّعة. شجع ابنك المراهق على التحدُّث إلى أحد أفراد العائلة أو غيرهم من البالغين الذين يثِق بهم كلما احتاج إلى ذلك.
  • حدِّد توقعات واقعية. يسيء العديد من المراهقين الحكم على أنفسهم عندما يعجزون عن تحقيق معايير غير واقعية — مثلًا، أكاديميًّا أو رياضيًّا، أو في المظهر. أخبر ابنك المراهق بأنه لا بأس بألا يكون مثاليًّا.
  • بسِّط الحياة. شجع ابنك المراهق على اختيار الواجبات والالتزامات بعناية، ووضع أهداف واقعية. وأخبره بأنه لا بأس في إنجاز القليل عندما يشعر بالاكتئاب.
  • تنظيم الوقت. ساعد ابنك المراهق على التخطيط للأنشطة بوضع قوائم أو استخدام مفكِّرة للحفاظ على تنظيم وقته. قد يساعد اتّباع روتين منتظِم في تحسين الحالة المزاجية.
  • الاحتفاظ بدفتر يوميات. قد يساعد تدوين اليوميات في تحسين الحالة المزاجية، حيث يتيح لابنك المراهق التعبير عن الألم، أو الغضب، أو الخوف، أو غيرها من المشاعر والتعامل معها.
  • التواصُل مع المراهقين الآخرين الذين يكافحون الاكتئاب. اسأل الطبيب أو المعالج عن وجود مجموعات دعم محلية لاكتئاب المراهقين. تتوفَّر مجموعات الدعم لعلاج الاكتئاب على الإنترنت، ولكن تحقَّق منها للتأكُّد من أنها مواقع موثوقة — مثل الاتحاد الوطني لعلاج الأمراض العقلية (NAMI) أو اتحاد دعم الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.
  • حافظ على صحتك. أدِّ دورك للتأكُّد من أن ابنك المراهق يتناول وجبات صحية ومنتظمة، ويمارس الرياضة بانتظام، ويحصل على قسط كافٍ من النوم. أحضر الأطعمة الصحية إلى المنزل، وتخلص من الأطعمة غير الصحية، وأطفئ النور في وقت النوم.

يُفضَّل التحضير جيدًا من أجل موعدك الطبي. إليك بعض المعلومات التي ستساعدك على التأهب لموعدك الطبي، وتكوين تصوُّر عما سيقوم به الطبيب.

ما يمكنك فعله

ينبغي إشراك المراهق في الإعداد للموعد الطبي إلى أقصى حدٍّ ممكن. وبعدها ينبغي إعداد قائمة بما يلي:

  • أي أعراض ظهرت على المراهق من قبلُ، بما فيها أي عرض لا يبدو متعلقًا بسبب الموعد الطبي.
  • المعلومات الشخصية الرئيسة، بما فيها أي ضغوطات شديدة أو تغييرات حياتية حدثت للمراهق مؤخرًا
  • جميع الأدوية، أو الفيتامينات أو العلاجات العشبية أو المكمِّلات الأخرى التي يتناولها المراهق
  • الأسئلة التي ترغب أنت والمراهق في طرحها على الطبيب

قد تتضمَّن الأسئلة الأساسية التي ترغب في طرحها على الطبيب ما يلي:

  • هل يمكن أن يكون الاكتئاب السبب الأكثر احتمالًا لإصابة المراهق بالأعراض؟
  • ما الأسباب الأخرى المحتمَلة لهذه الأعراض؟
  • ما أنواع الفحوصات التي سيحتاج المراهق إلى إجرائها؟
  • ما العلاجات المرجح فعاليتها؟
  • هل هناك أي آثار جانبية محتمَلة للأدوية التي تنصح بها؟
  • هل يوجد دواء بديل من نفس نوعية الدواء الذي تصفه؟
  • كيف سنرصد تقدم العلاج وفاعليته؟
  • ما البدائل للطريقة العلاجية الأوَّليَّة التي تقترحها؟
  • يوجد لدى المراهق حالات صحية أخرى. هل يمكن أن يكون لها علاقة بالاكتئاب؟
  • هل هناك أية قيود ينبغي على المراهق اتباعها؟
  • هل ينبغي أن يذهب المراهق إلى طبيب نفسي أو متخصِّص في الصحة العقلية؟
  • هل سيُساعد إجراء التغيرات على النظام الغذائي أو التمرينات الرياضية أو النواحي الأخرى في الحياة على التخفيف من حدة الاكتئاب؟
  • هل تتوفَّر أي مواد مطبوعة يمكننا الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تَنصحُني بها؟

لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى على الطبيب أثناء الموعد الطبي.

ما الذي يتعيّن عليك توقعه من طبيب ولدك المراهق

ومن المرجح أن يطرح طبيب علاج المراهقين أو اختصاصي الصحة العقلية عددًا من الأسئلة على المراهق، والتي تتضمن ما يلي:

  • متى لاحظ أفراد الأسرة أو الأصدقاء أعراض الاكتئاب لأول مرة؟
  • منذ متى وأنت تشعر بالاكتئاب؟ هل تشعر دائمًا بالإحباط أو هل يتغير مزاجك باستمرار؟
  • هل تتأرجح حالتك المزاجية من الشعور بالإحباط إلى الشعور بالنشوة البالغة والكامل للطاقة؟
  • هل روادك التفكير في الانتحار عند الشعور بالإحباط؟
  • إلى أي مدى تفاقمت الأعراض؟ هل تداخلت الأعراض مع الدراسة أو العلاقات أو الأنشطة اليومية؟
  • هل لديك أيّ أقارب، مثل أحد الوالدين أو الأجداد، مصابين بالاكتئاب أو اضطراب مزاجي آخر؟
  • ما الحالات الصحية العقلية أو البدنية التي لديك؟
  • هل تستخدم أيّ مواد لتعديل المزاج، مثل الكحوليات أو الماريجوانا أو العقاقير الترفيهية؟ هل تستخدم النيكوتين؟
  • ما مدة النوم التي تحصل عليها ليلاً؟ هل يتغير المقدار مع مرور الوقت؟
  • ما الذي يحسن من أعراضك، إن وُجد؟ ما الأمور التي تحدث وتؤدي إلى تفاقهما؟
  • كيف يبدو النظام الغذائي الذي تتناوله؟ هل لديك تاريخ من الاكتساب أو الفقدان البالغ للوزن؟

وسيطرح الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية أسئلة إضافية بناءً على ردود المراهق والأعراض التي يشعر بها واحتياجاته. إن تحضير وتوقع الأسئلة سيساعدك على الاستفادة القصوى من وقت موعد زيارة الطبيب.



التحديث الاخير:

November 10th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام