الرجفان الأذيني


من الممكن أن يكون خفقان القلب وتسارع نبضاته ناتجًا عن الرفرفة الأذينية، وهي أحد أشكال اضطراب النظم القلبي. تعرف على العلامات التحذيرية ومتى يكون العلاج ضروريًا.


الرجفان الأذيني هو عدم انتظام -وغالبًا نبض سريع جدًا- في نظم القلب (اضطراب النظم القلبي) يمكن أن يؤدي إلى حدوث جلطات دموية في القلب. ويزيد الرجفان الأذيني احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب وغيرهما من المضاعفات ذات الصلة بالقلب.

في الرجفان الأذيني، تنبض غرفتا القلب العلويتان (الأذينان) دون تناسق وانتظام، ودون تزامن مع غرفتي القلب السفليتين (البطينان). وقد يصيب الرجفان الأذيني الكثيرين دون أعراض. ورغم ذلك، فقد يسبب الرجفان الأذيني تسارع ضربات القلب وشدتها (الخفقان) أو ضيق النفَس أو الوهن.

قد تأتي نوبات الرجفان الأذيني وتختفي، وربما تكون مستمرة. مع أن الرجفان الأذيني نفسه عادةً لا يكون مهددًا للحياة، فإنه حالة طبية خطيرة تتطلب علاجًا مناسبًا للوقاية من السكتة الدماغية.

قد يشمل علاج الرجفان الأذيني الأدوية، وعلاجًا لإعادة ضبط النظم القلبي، وإجراءات قسطرة لوقف إشارات القلب المعيبة.

يمكن أن يتعرض المصاب بالرجفان الأذيني أيضًا لمشكلات متعلقة بالنظم القلبي يُطلق عليها الرفرفة الأذينية. ورغم أن الرفرفة الأذينية نوع مختلف من اضطراب النظم القلبي، فإن علاجها يشبه علاج الرجفان الأذيني إلى حد كبير.


لا يلاحظ بعض الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني أي أعراض. وقد يظهر على بعض الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني علامات وأعراض مثل:

  • الإحساس بسرعة نبضات القلب أو اضطرابها أو قوتها (خفقان)
  • ألم الصدر
  • دوار
  • إرهاق
  • دوخة
  • ضعف القدرة على ممارسة الرياضة
  • ضيق النفس
  • الضَّعف

قد يكون الرجفان الأذيني:

  • عارِضًا (الرجفان الأذيني الانتيابي). تظهر أعراض الرجفان الأذيني تظهر وتختفي فجأة، وعادةً ما تستمر لفترة تتراوح بين بضع دقائق وساعات. وتستمر الأعراض في بعض الأحيان لمدة تصل إلى أسبوع ويمكن أن تحدث في صورة نوبات متكررة. وقد تختفي الأعراض من تلقاء نفسها. ويحتاج بعض الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني العارض إلى علاج.
  • مستمرًّا. في هذا النوع من الرجفان الأذيني، لا يعود نظم القلب إلى طبيعته من تلقاء نفسه. وإذا كان المريض تظهر عليه أعراض الرجفان الأذيني، فقد يخضع لتقويم نظم القلب أو يتلقى علاج بالأدوية لاستعادة نظم القلب الطبيعي والحفاظ عليه.
  • مستمرًّا لفترة طويلة. يستمر هذا النوع من الرجفان الأذيني ويبقى لمدة أطول من 12 شهرًا.
  • دائمًا. في هذا النوع من الرجفان الأذيني، لا يمكن إعادة نظم القلب المضطرب إلى حالته الطبيعية. إذ يتطلب الأمر تناول أدوية للسيطرة على معدل ضربات القلب ومنع حدوث جلطات دموية.

متى تزور الطبيب

إذا كان لديك أيٌّ من مؤشرات الرجفان الأذيني أو أعراضه، فحدد موعدًا مع طبيبك.

وإذا كنت تشعر بألم في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية الفورية. فقد يعني ألم الصدر أنك مصاب بنوبة قلبية.


لفهم أسباب الرجفان الأذيني، قد يكون من المفيد التعرّف على طريقة نبض القلب في الحالة الطبيعية.

يتكون القلب الطبيعي من أربع حجرات؛ حجرتان علويتان (الأذينان) وحجرتان سفليتان (البطينان). توجد في الحجرة اليمنى العليا في القلب (الأذين الأيمن) مجموعة من الخلايا تسمى عقدة الجيب، وهي المنظم الطبيعي لضربات القلب. وتنتج الإشارة التي تنشأ عند كل نبضة قلب.

في حالة نظم القلب المنتظم:

  • تنتقل الإشارة من عقدة الجيب عبر حجرتي القلب العلويتين (الأذينان).
  • عادةً ما تنتقل الإشارة عبر حجرتي القلب العلويتين، ومن ثم عبر مسار يربط بين الحجرات العلوية والسفلية تسمى العقدة الأذينية البطينية.
  • تؤدي حركة الإشارة إلى انضغاط القلب (انقباضه)، ومن ثم إرسال الدم إلى سائر أجزاء القلب والجسم.

في الرجفان الأذيني، تضطرب الإشارات في الحجرتين العلويتين للقلب. ونتيجة لذلك، تهتز الحجرتان العلويتان (أو ترتجفان). ومن ثم تزدحم العقدة الأذينية البطينية بالإشارات في محاولة للعبور إلى الحجرتين السفليتين من القلب (البطينان)؛ وهو ما يؤدي إلى نظم قلبي سريع وغير منتظم.

تتراوح سرعة نبض القلب في حالات الرجفان الأذيني من 100 إلى 175 نبضة في الدقيقة. بينما تتراوح السرعة الطبيعية لنبض القلب بين 60 و100 نبضة في الدقيقة.

أسباب الرجفان الأذيني

تعد مشكلات هيكل القلب أكثر أسباب الإصابة بالرجفان الأذيني شيوعًا. ومن الأسباب المحتملة للرجفان الأذيني ما يلي:

  • مرض الشريان التاجي
  • النوبة القلبية
  • عيب في القلب موجود منذ الولادة (عيب القلب الخِلقي)
  • مشكلات صمامات القلب
  • ارتفاع ضغط الدم
  • أمراض الرئة
  • الإجهاد البدني الناتج عن عملية جراحية أو التهاب الرئة أو غيره من الأمراض
  • الخضوع لجراحة سابقة في القلب
  • مشكلة في منظم ضربات القلب الطبيعي (متلازمة العقدة الجيبية المريضة)
  • انقطاع النفس النومي
  • مرض في الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (فرط الدرقية) وغيره من حالات اختلال التوازن الأيضي
  • تعاطي المنبهات، ومنها بعض الأدوية والكافيين والتبغ والكحول
  • العدوى الفيروسية

لا يكون لدى بعض المصابين بالرجفان الأذيني مشكلات أو أضرار معروفة في القلب.


من العوامل التي قد تزيد من خطورة الرَّجفان الأُذيني ما يلي:

  • العمر. يزيد التقدم في العمر من خطر الإصابة بمضاعفات الرجفان الأذيني.
  • أمراض القلب. تزداد مخاطر الإصابة بمضاعفات الرجفان الأُذيني لدى مرضى القلب، مثل المصابين بمشكلات في صمامات القلب، أو مرض القلب الخلقي، أو فشل القلب الاحتقاني، أو اعتلال الشريان التاجي، أو وجود تاريخ مع الإصابة بالنوبات القلبية أو العمليات الجراحية في القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم. يمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم، وبخاصة في حال عدم السيطرة عليه بإجراء تغييرات على نمط الحياة أو بالأدوية، من مخاطر الرجفان الأذيني.
  • مرض الغدة الدرقية. قد يؤدي وجود مشكلات في الغدة الدرقية لدى بعض الأشخاص إلى حدوث مشكلات في نظم القلب (اضطراب النظم القلبي)، بما في ذلك الرجفان الأذيني.
  • الحالات الصحية المزمنة الأخرى. تزداد مخاطر الرجفان الأُذيني لدى المصابين بحالات مزمنة مُعينة مثل داء السكري، أو متلازمة الأيض (التمثيل الغذائي)، أو داء الكلى المزمن، أو أمراض الرئة، أو انقطاع النفس النومي.
  • شُرب الكحوليات. قد يؤدي شُرب الكحوليات إلى حدوث نوبة رجفان أذيني لدى البعض. وتزداد المخاطر في حالة الإفراط في شرب الكحوليات.
  • السمنة. تزداد مخاطر الإصابة بمضاعفات الرجفان الأذيني لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.
  • التاريخ المرضي للعائلة. تزداد مخاطر الرجفان الأذيني لدى بعض العائلات.

الجلطات الدموية من المضاعفات الخطيرة للرجفان الأذيني، وقد تُسبب سكتة دماغية.

وفي حالة الرجفان الأذيني، يمكن أن يسبب تشوش نظم القلب تجمع الدم في غرفتي القلب العلويتين (الأذينين) وتكوُّن الجلطات. وعند تحرر جلطة دموية موجودة في الغرفة العليا اليسرى للقلب (الأذين الأيسر) من منطقة القلب، يصبح بإمكانها الانتقال إلى المخ مسببة سكتة دماغية.

تزداد خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية نتيجة للرجفان الأذيني مع التقدم في السن. وقد تؤدي حالات صحية أخرى إلى زيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية الناتجة عن الرجفان الأذيني، ومنها ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم
  • داء السُّكَّري
  • فشل القلب
  • بعض أمراض صمام القلب

تُوصف مضادات تخثر الدم عادةً لوقاية المصابين بالرجفان الأذيني من الجلطات الدموية والسكتات الدماغية.


إن اتباع أسلوب حياة صحي يمكن أن يقلل خطورة الإصابة بأمراض القلب، وقد يمنع الإصابة بالرجفان الأذيني. وإليك بعض نصائح الأساسية للحفاظ على صحة القلب:

  • تناول وجبة غنية بالمواد الغذائية
  • مارس تمارين رياضية منتظمة وحافظ على وزنٍ صحي
  • أقلع عن التدخين
  • تجنب تناول الكحوليات والكافيين أو قلِّل منها
  • سيطر على التوتر، إذ أن التوتر والغضب يمكن أن يسببان مشكلات النظم القلبي

لا يدرك كثيرون إصابتهم بالرجفان الأذيني. ويمكن اكتشاف الرجفان الأذيني عند استماع الطبيب إلى صوت القلب مستخدمًا السماعة الطبية أثناء فحص بدني لأسباب أخرى.

وقد يطلب الطبيب إجراء عدة فحوص لتشخيص الرجفان الأذيني أو لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة. وقد تشمل هذه الفحوص:

  • تخطيط كهربية القلب (ECG أو EKG). يقيس هذا الاختبار السريع وغير المؤلم النشاط الكهربي للقلب. توضع لصيقات جلدية (أقطاب) على الصدر، وأحيانًا على الذراعين والساقين. وتتصل الأقطاب الكهربية بحاسوب يعرض نتائج الفحص. ويمكن أن يوضح تخطيط كهربية القلب ما إذا كان القلب ينبض بسرعة أكبر أو أبطأ من اللازم، أو عدم وجود خلل في سرعته على الإطلاق. تخطيط كهربية القلب هو الفحص الرئيسي المتبع لتشخيص الرجفان الأذيني.
  • تحاليل الدم. تساعد هذه الفحوص الطبيب على استبعاد مشكلات الغدة الدرقية أو اكتشاف وجود مواد أخرى في القلب ربما تكون سببًا في الرجفان الأذيني.
  • مرقاب هولتر. يمكن حمل هذا الجهاز الصغير والمحمول لتخطيط كهربية القلب في الجيب أو ارتداؤه بحزام أو حمالة كتف أثناء الأنشطة البدنية اليومية العادية. ويسجل الجهاز نشاط القلب باستمرار لمدة 24 ساعة أو أكثر.
  • مسجّل الأحداث. يشبه هذا الجهاز مرقاب هولتر، إلا أنه يسجِّل فقط في أوقات معينة لبضع دقائق كل مرة. ويُرتدى هذا الجهاز لمدة أطول من مدة ارتداء مرقاب هولتر، وعادةً ما تصل إلى 30 يومًا. وعندما تشعر بالأعراض، عليك عمومًا الضغط على زر. وبعض الأجهزة يسجل تلقائيًا عند اكتشاف شذوذ في النظم القلبي.
  • مخطط صدى القلب. يَستخدم هذا الاختبار غير المتوغل الموجات الصوتية لتكوين صورة لحجم عضلة القلب وبنيته وحركته.
  • اختبار الجهد. ينطوي اختبار الجهد، الذي يُطلق عليه أيضًا اختبار التمارين الرياضية، على إجراء اختبارات للقلب أثناء ممارسة التمارين الرياضية على جهاز المشي الكهربي أو الدراجة الثابتة.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية. تساعد صور الأشعة السينية الطبيب على رؤية حالة الرئتين والقلب.

يعتمد علاج الرجفان الأذيني على مدة إصابتك به وأعراضه والسبب الكامن وراء مشكلة ضربات القلب. تتمثل أهداف العلاج فيما يلي:

  • إعادة ضبط ضربات القلب
  • التحكم في سرعة ضربات القلب
  • الوقاية من الجلطات الدموية التي قد تؤدي إلى السكتة الدماغية

قد تشمل طرق علاج الرجفان الأذيني ما يلي:

  • الأدوية
  • العلاج لإعادة ضبط ضربات القلب (تقويم نظم القلب)
  • الجراحة أو إجراءات القسطار

يمكنك أنت والأطباء معًا تحديد خيار العلاج الأفضل لك. من المهم الالتزام بخطة علاج الرجفان الأذيني الموضوعة لك. وفي حالة عدم التحكم الجيد في الرجفان الأذيني، فقد يسبب مضاعفات منها السكتات الدماغية وفشل القلب.

الأدوية

قد تُوصف لك أدوية للتحكم في معدل ضربات قلبك واستعادته إلى المعدل الطبيعي. تُصرف أيضًا أدوية بوصفة طبية لمنع جلطات الدم، وهي إحدى المضاعفات الخطيرة التي يسببها الرجفان الأذيني.

تتضمن الأدوية المستخدَمة لعلاج الرجفان الأذيني ما يلي:

  • حاصرات مستقبلات بيتا. يمكن أن تساعد هذه الأدوية في إبطاء سرعة ضربات القلب أثناء الراحة والنشاط.
  • محصرات قنوات الكالسيوم. يمكن لهذه الأدوية السيطرة على سرعة ضربات القلب، ولكن قد يلزم المصابين بفشل القلب أو انخفاض ضغط الدم تجنُّبها.
  • ديغوكسين. وقد يتحكم هذا الدواء في معدل ضربات القلب أثناء الراحة، ولكنه ليس كذلك أثناء النشاط. يحتاج معظم الناس إلى أدوية إضافية أو بديلة، مثل محصرات قنوات الكالسيوم أو حاصرات مستقبلات بيتا.
  • الأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب. تُستخدم هذه الأدوية للحفاظ على نظم القلب الطبيعي، وليس مجرد السيطرة على سرعة ضربات القلب. ولما كان ينجم عن أدوية التحكم في نظم القلب آثار جانبية عادةً أكثر من أدوية السيطرة على سرعة ضربات القلب، يقل اللجوء إلى استخدامها مقارنة بالأخيرة.
  • مضادات تخثر الدم. للحد من خطر الإصابة بسكتة دماغية أو تلف في أعضاء أخرى نتيجة الجلطات الدموية، قد يصف لك الطبيب دواءً مضادًا لتخثر الدم (مانع للتجلط). تشمل مضادات تخثر الدم: الوارفارين (Jantoven)، وأبيكسابان (Eliquis)، ودابيغاتران (Pradaxa)، وإدوكسابان (Savaysa)، وريفاروكسابان (Xarelto). إذا كنت تتناول الوارفارين، فستحتاج إلى إجراء اختبارات دم بانتظام لمراقبة تأثيرات الدواء.

علاج تقويم نظم القلب

إذا كانت أعراض الرجفان الأذيني مزعجة أو إذا كانت هذه هي النوبة الأولى من الرجفان الأذيني، فقد يحاول الطبيب إعادة ضبط نظم القلب (نظم الجيب) باستخدام إجراء يُسمى تقويم نظم القلب.

يمكن إجراء تقويم نظم القلب بطريقتين:

  • تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربائية. تُجرى هذه الطريقة لإعادة ضبط نظم القلب من خلال إرسال صدمات كهربائية إلى القلب عبر أقطاب كهربائية أو لصيقات جلدية تُوضَع على الصدر.
  • تقويم نظم القلب باستخدام الأدوية. تُستخدم الأدوية التي تُعطى من خلال الوريد أو الفم لإعادة ضبط نظم القلب.

وعادةً ما يُجرى تقويم نظم القلب في المستشفى في موعد محدد مسبقًا، ولكن يمكن إجراؤه أيضًا في الحالات الطارئة. إذا كان موعد الإجراء محددًا بالفعل، فقد يُعطى المريض وارفارين (Jantoven) أو دواءً آخر مضادًا لتخثر الدم قبل الموعد المحدد بعدة أسابيع لتقليل خطر تكوُّن جلطات الدم والسكتات الدماغية.

بعد تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربائية، قد يصف الطبيب أدوية مضادة لاضطراب نظم القلب إلى أجل غير مسمى وذلك للمساعدة في الوقاية من تكرار نوبات الرجفان الأذيني مستقبلاً. ومن المحتمل أن تُصاب بنوبة أخرى من الرجفان الأذيني حتى مع تناول الأدوية.

الجراحة أو إجراءات القسطار

إذا لم يتحسن الرجفان الأذيني بالأدوية أو أساليب العلاج الأخرى، فقد يوصي الطبيب بإجراء يُسمى الاستئصال القلبي. وفي بعض الأحيان، يكون الاستئصال هو الخيار العلاجي الأول لبعض المرضى.

في الاستئصال القلبي، تُستخدم الحرارة (طاقة الترددات الراديوية) أو البرودة الشديدة (الاستئصال بالتبريد) لإحداث ندوب في القلب تعمل على حجب الإشارات الكهربية غير الطبيعية واستعادة انتظام ضربات القلب. ويُدخِل الطبيب أنبوبًا مرنًا (قسطارًا) عبر أحد الأوعية الدموية -عادة ما يكون في الأربية- وصولًا إلى القلب. وقد يُستخدم أكثر من أنبوب قِسطار واحد. توجه المستشعرات الموجودة على طرف القسطار طاقة التبريد أو الحرارة.

وفي حالات قليلة، يُجرى الاستئصال باستخدام مشرط أثناء جراحة القلب المفتوح.

هناك أنواع مختلفة من الاستئصال القلبي. ويتوقف تحديد النوع المستخدم في علاج الرجفان الأذيني على الأعراض وعلى الحالة الصحية العامة وعلى ما إذا كنت ستخضع لعملية جراحية أخرى في القلب أم لا.

وإليك على سبيل المثال بعض أنواع الاستئصال القلبي التي يمكن استخدامها في علاج الرجفان الأذيني:

  • استئصال العقدة الأذينية البطينية. توجَّه طاقة الحرارة أو البرودة إلى أنسجة القلب الموجودة في العقدة الأذينية البطينية لتدمير الوصلة التي تنقل الإشارات الكهربية. وبعد استئصال العقدة الأذينية البطينية، يلزم استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب مدى الحياة.
  • إجراء المتاهة. يستخدم الطبيب طاقة الحرارة أو البرودة أو مشرطًا لإحداث نمط من النسيج الندبي (المتاهة) في الغرفتين العلويتين للقلب. ونظرًا لعدم نقل النسيج الندبي الإشارات الكهربية، تعترض المتاهة نبضات القلب الشاردة التي تسبِّب الرجفان الأذيني.

    وعند استخدام مشرط لإحداث نمط المتاهة، يكون من الضروري إجراء جراحة القلب المفتوح. ويطلق على ذلك، إجراء المتاهة الجراحية. وهذه هي الطريقة المفضلة لعلاج الرجفان الأذيني لدى المرضى الذي يحتاجون إلى جراحة قلب أخرى، مثل جراحة مجازة الشريان التاجي أو ترميم صمام القلب.

قد يتكرر الرجفان الأذيني بعد الاستئصال القلبي. وإذا حدث هذا، فقد يوصى بإجراء استئصال قلبي آخر أو استخدام علاج مختلف للقلب. بعد الاستئصال القلبي، قد يحتاج المريض إلى استخدام مضادات تخثر الدم للوقاية من السكتات الدماغية.

إذا كان مريض الرجفان الأذيني لا يستطيع تناول مضادات تخثر الدم، فقد يوصي الطبيب بالخضوع لإجراء بالقسطار لإغلاق كيس صغير (زائدة الأذين) في غرفة القلب العلوية اليسرى حيث تتشكل معظم الجلطات المرتبطة بالرجفان الأذيني. ويُطلق على هذا الإجراء إغلاق زائدة الأذين الأيسر. يُوجَّه جهاز الإغلاق برفق عبر قسطار إلى الكيس. ويزال الكيس فور وصول الجهاز إلى مكانه. يُترك الجهاز في مكانه بشكل دائم. تُعد جراحة إغلاق زائدة الأذين الأيسر خيارًا ممكنًا لبعض الأشخاص الذين يخضعون بالفعل لجراحة في القلب.


يمكن لاتباع نمط حياة مفيد لصحة القلب أن يساعد في الوقاية من حالات مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو علاجها. وتشمل تغييرات نمط الحياة في الغالب ما يلي:

  • تناول أطعمة مفيدة لصحة القلب. اتَّبع نظامًا غذائيًا صحيًا قليل الملح والدهون الصلبة، وغنيًا بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. مارس التمارين الرياضية يوميًا، وأكثِر من الأنشطة البدنية.
  • الإقلاع عن التدخين. إذا كنت تدخن ولا تستطيع الإقلاع عن التدخين وحدك، فتحدث مع طبيبك عن الاستراتيجيات والبرامج المساعدة في الإقلاع عن عادة التدخين.
  • الحفاظ على وزن صحي. تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ويمكن أن يساعد إنقاص الوزن بمعدل صحي على التحكم في أعراض الرجفان الأذيني، وقد يحسن نتائج الاستئصال باستخدام القسطار.
  • التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول. أدخل تغييرات في نمط حياتك، وتناوَل أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم) أو ارتفاع الكوليسترول في الدم طبقًا للتعليمات.
  • الحد من تعاطي الكحوليات. يمكن للإفراط في شرب الكحول (تناوُله خمس أكواب خلال ساعتين للرجال أو أربع مرات للنساء) أن يزيد فرص الإصابة بالرجفان الأذيني. ويمكن للكميات الضئيلة من الكحول أن تؤدي إلى إصابة البعض بالرجفان الأذيني.
  • الحصول على رعاية تفقدية. تناوَل أدويتك طبقًا للتعليمات، والتزم بمواعيد متابعة منتظمة مع طبيبك. وأخبر طبيبك إذا تفاقمت الأعراض.

إذا مررت بنوبة عدم انتظام في نبض القلب أو تذبذبه، فبادر بزيارة طبيب الأسرة. فإذا اكتُشف الرجفان الأُذيني مبكرًا فسيكون علاجه أسهل وأكثر نجاعةً. وربما تُحال إلى أحد الأطباء المتخصصين في أمراض القلب (طبيب قلب).

نظرًا إلى أن الزيارات الطبية يمكن أن تكون قصيرة، وغالبًا ما يكون هناك الكثير من الأمور التي تجب مناقشتها، فمن الأفضل الاستعداد جيدًا لها. وإليك بعض المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد لزيارتك الطبية، ومعرفة ما تنتظره من طبيبك فيها.

ما يمكنك فعله

  • انتبه إلى أي قيود لفترة ما قبل الموعد. في الوقت الذي تقوم فيه بتحديد موعد، ينبغي معرفة ما إذا كان هناك أيّ شيء يلزم القيام به مسبقًا، مثل تقييد تناول النظام الغذائي. وقد يحتاج المريض إلى إجراء ذلك إذا طلب الطبيب إجراء فحوصات الدم.
  • تدوين أيّ أعراض تحدث، بما في ذلك تلك التي قد تبدو أنها لا علاقة لها بالرجفان الأذيني.
  • دوِّن المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك التاريخ العائلي لمرض القلب أو السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري، وأيّ مرض من أمراض الإجهاد الرئيسية أو أيّ تغييرات حديثة في الحياة.
  • أعد قائمة بجميع الأدوية، أو الفيتامينات أو المكملات التي تتناولها.
  • اصطحب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء معك، إن أمكن. في بعض الأحيان يكون من الصعب فهم وتذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال الموعد. قد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
  • دوِّن أسئلتك لطرحها على الطبيب.

وقتك مع طبيبك محدود، لذلك سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من وقتكما معًا. رتب أسئلتك من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية لتكون مستعدًا في حالة نفاد الوقت. تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها على الطبيب، فيما يتعلق بالرجفان الأذيني، ما يلي:

  • ما الذي يمكن أن يتسبب في حالتي أو الأعراض التي لدي؟
  • ما الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض أو الحالة التي أُعانيها؟
  • ما أنواع الاختبارات التي سأحتاج إلى الخضوع لها؟
  • ما العلاج الأنسب؟
  • ما الأطعمة التي يجب تناولها أو تجنبها؟
  • ما المستوى المناسب من النشاط البدني؟
  • كم مرة ينبغي الفحص للكشف عن مرض القلب أو مضاعفات أخرى للرجفان الأذيني؟
  • ما البدائل للنهج الأولي الذي تقترحه؟
  • أعاني حالات صحية أخرى. كيف يمكنني إدارتها معًا بشكل أفضل؟
  • هل يوجد أي قيود يجب اتباعها؟
  • هل يجب عليَّ زيارة أخصائي؟ ما تكلفة ذلك، وهل سيغطي التأمين زيارة أخصائي؟ (قد يلزم سؤال شركة تقديم خدمات التأمين مباشرةً عن المعلومات حول التغطية.)
  • هل هناك دواء بديل جنيس للدواء الذي تصفه؟
  • هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي إلى المنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بزيارتها؟

بالإضافة إلى الأسئلة التي قد أعددتها لطرحها على طبيبك، لا تتردد في طرح الأسئلة في أثناء موعدك.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة. قد يحفظ لك الاستعداد للإجابة عن الأسئلة مزيدًا من الوقت للتطرق إلى أي نقاط تريد أن تركز عليها. قد يسأل طبيبك الأسئلة التالية:

  • متى أول مرة بدأت تعاني فيها الأعراض؟
  • هل أعراضك مستمرة أم عرضية؟
  • ما مدى شدة الأعراض التي تعانيها؟
  • ما الذي قد يحسن من أعراضك، إن وُجد؟
  • ما الذي يجعل أعراضك تزداد سوءًا، إذا وُجد؟


التحديث الاخير:

December 9th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام