مرض الشريان التاجي
تعرَّف على هذه الحالة القلبية الخطيرة التي تصبح فيها الأوعية الدموية الرئيسية التي تُغذِّي قلبكَ بالدم متضرِّرةً أو مُعتَلَّةً.
يحدث مرض الشريان التاجي عندما تتضرر الأوعية الدموية الرئيسية التي تمد قلبك بالدم أو تُصاب. وعادةً ما تكون الترسبات المحتوية على الكوليستيرول (اللويحات) في شرايينك التاجية والالتهابات هي السبب في مرض الشريان التاجي.
تمد الشرايين التاجية قلبك بالدم والأكسجين والعناصر المغذية. ويمكن أن يؤدي تراكم اللويحات إلى تضييق هذه الشرايين، ما يقلل من تدفق الدم إلى قلبك. في النهاية، قد يتسبب انخفاض تدفق الدم في ألم في الصدر (ذبحة صدرية) وضيق النفس أو علامات ومؤشرات مرض الشريان التاجي الأخرى. يمكن أن يسبب الانسداد الكامل نوبة قلبية.
نظرًا إلى أن مرض الشريان التاجي غالبًا ما يتطور على مدار عقود، فقد لا تلاحظ وجود مشكلة حتى يصبح الانسداد كبيرًا أو تُصاب بنوبة قلبية. لكن يمكنك اتخاذ خطوات للوقاية من مرض الشريان التاجي وعلاجه. ويمكن أن يكون لنمط الحياة الصحي تأثير كبير.
في حالة ضيق الشرايين التاجية لديك، يتعذَّر إمداد القلب بالدم الغني بالأكسجين الكافي — خصوصًا عند تسارُع ضربات القلب، كما هو الحال أثناء ممارسة التمارين. ففي بادئ الأمر، لا يتسبب انخفاض تدفق الدم أي أعراض. وبالرغم من ذلك، فمع استمرار تراكُم الترسبات في شرايينكَ التاجية، قد تتطور مؤشرات مرض الشريان التاجي وأعراضه الآتية:
- ألم الصدر (الذبحة الصدرية). قد تَشعر بالضغط أو ثقل بالصدر، كأن شخصًا يجلس على صدرك. يحدُث هذا الألم، المُسمّى بالذبحة الصدرية، في منتصف الصدر أو في الجانب الأيسر منه. وتحدث الذبحة الصدرية عامةً من خلال الإجهاد البدني أو العاطفي. وعادةً ما ينتهي الألم في غضون دقائق بعد توقُّف النشاط المسبب للتوتر. وفي بعض الأشخاص، خصوصًا النساء، قد يكون الشعور بالألم خفيفًا أو حادًّا في الرقبة أو الذراع أو الظهر.
- ضيق النفس. إذا كان القلب غير قادر على ضخ الدم بشكل كافٍ لتلبية احتياجات الجسم، فقد تشعر بضيق النفس أو الإجهاد الشديد مع القيام بأي نشاط.
-
نوبة قلبية. يتسبَّب انسداد الشريان التاجي التام في حدوث أزمة قلبية. تتضمن مؤشرات الأزمة القلبية وأعراضها المعتادة ضغطًا كبيرًا على صدرك وألمًا في كتفك أو ذراعك، وأحيانًا مصحوبًا بضيق في التنفس وتعرُّق.
وتعاني النساء - على الأرجح بصورة أقل من الرجال - من مؤشرات الأزمة القلبية وأعراضها، مثل ألم الرقبة أو الفك. ويمكن أن يشعرن بأعراض أخرى مثل ضيق النفس أو الإرهاق أو الغثيان.
كما تجدُر الإشارة إلى أن الأزمة القلبية تحدث أحيانًا دون أي مؤشرات أو أعراض ظاهرية.
متى تزور الطبيب
إذا كنت تعتقد أن لديك أزمة قلبية، فاتصل فورًا برقم 911 أو رقم الطوارئ المحلي. إذا لم تتمكن من الوصول إلى الخدمات الطبية الطارئة، فاطلب من شخص ما نقلك إلى أقرب مستشفى. ولا تقُد سيارتك إلى المستشفى إلا إذا كان هذا هو الخيار الأخير.
إذا كان لديك أحد عوامل خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي - مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكولستيرول أو تدخين التبع أو داء السكري أو السُمنة أو تاريخ عائلي قوي للإصابة بأمراض القلب - فتحدّث إلى طبيبك. قد يرغب طبيبك في فحصك للكشف عن مرض الشريان التاجي، خاصة إذا ظهرت عليك مؤشرات مرض تضيُّق الشرايين وأعراضه.
ويُعتقد أن مرض الشريان التاجي يبدأ بتلف أو إصابة في الطبقة الداخلية للشريان التاجي، ويحدث أحيانًا في مرحلة مبكرة من الطفولة. قد يحدث هذا التلف بسبب عوامل مختلفة، ومنها:
- التدخين
- ارتفاع ضغط الدم
- ارتفاع الكوليستيرول
- داء السكري أو مقاومة الأنسولين
- عدم النشاط (حياة تتَّسم بقلة الحركة)
بمجرد تلف الجدار الداخلي للشريان، تميل الترسّبات الدهنية (اللويحة) المكونَّة من الكوليستيرول والفضلات الخلوية الأخرى إلى التجمع في موضع الإصابة. وتُسمى هذه العملية تصلب الشرايين. إذا تشقق سطح اللويحة أو تمزق، فستتجمع خلايا الدم المسماة الصفيحات الدموية معًا في الموضع لمحاولة ترميم الشريان. ويمكن أن يتسبب هذا التجمع في انسداد الشريان، ما يؤدي إلى نوبة قلبية.
تشتمل عوامل خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي على ما يلي:
- العمر. يزيد التقدُّم في العمر من خطورة تعرضك لتلف الشرايين وتضيقها.
- الجنس. الرجال بصورة عامة أكثر عرضةً للإصابة بمرض الشريان التاجي. على الرغم من ذلك، تزداد الخطورة لدى النساء بعد سن الإياس (انقطاع الطمث).
- التاريخ العائلي. يرتبط التاريخ العائلي للإصابة بمرض القلب بزيادة خطورة الإصابة بمرض الشريان التاجي، وبالأخص إذا أُصيب أحد الأقرباء من الدرجة الأولى بمرض القلب في سن مبكرة. تكون أكثر عرضةً للخطر إذا تم تشخيص والدكَ أو أخيكَ بمرض القلب قبل سن 55 أو إذا أُصيبت والدتكَ أو أختكَ به قبل سن 65.
- التدخين. المُدخِّنون أكثر عرضةً بشكل كبير للإصابة بمرض القلب. ويزيد أيضًا استنشاق دخان التدخين السلبي من خطر إصابة الشخص بمرض الشريان التاجي.
- ارتفاع ضغط الدم. قد يؤدي عدم التحكم في ارتفاع ضغط الدم إلى تصلب وزيادة سُمك الشرايين؛ ما يسبب تضيق القناة التي يتدفق خلالها الدم.
- ارتفاع مستويات الكوليستيرول في الدم. قد يزيد ارتفاع مستويات الكوليستيرول في الدم من خطورة تكون اللويحات وتصلب الشرايين. قد يحدث ارتفاع نسبة الكوليستيرول نتيجة ارتفاع مستوى كوليستيرول البروتين الدهني المنخفض الكثافة (LDL)، والمعروف بالكوليستيرول "الضار". يساهم أيضًا كوليستيرول البروتين الدهني العالي الكثافة (HDL)، والمعروف بالكوليستيرول "النافع"، في حدوث تصلب الشرايين.
- داء السكري. يرتبط داء السكري بزيادة خطورة الإصابة بمرض الشريان التاجي. يشترك داء السكري من النوع الثاني ومرض الشريان التاجي في عوامل الخطر نفسها، مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم.
- الوزن الزائد أو السمنة. يُفاقِم الوزن الزائد عادةً من عوامل الخطر الأخرى.
- قلَّة النشاط البدني. ترتبط أيضًا قلة ممارسة الرياضة بمرض الشريان التاجي وبعض عوامل الخطر الخاصة به.
- الإجهاد الزائد. الإجهاد نتيجة الضغوط النفسية في حياتك، والتي لا يتم التنفيس عنها قد يسبب تلف الشرايين، بالإضافة إلى تفاقم عوامل الخطر الأخرى المسببة لمرض الشريان التاجي.
- النظام الغذائي غير الصحي. تناول كميات زائدة من الطعام الذي يحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، والدهون المتحوِّلة، والملح والسكر قد يَزيد من خطورة إصابتكَ بمرض الشريان التاجي.
غالبًا ما تحدث عوامل الخطر معًا وقد يؤدي أحدها إلى ظهور الآخر. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي السمنة إلى الإصابة بداء السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم. عندما تجتمع عوامل الخطر هذه معًا، فإن بعض عوامل الخطر تجعلك أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان التاجي. على سبيل المثال، متلازمة التمثيل الغذائي — مجموعة من الحالات التي تتضمَّن ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول عالي الكثافة (HDL) أو الكوليسترول الجيِّد، وارتفاع مستويات الإنسولين، وزيادة الدهون حول الخصر — تَزيد من خطورة الإصابة بمرض الشريان التاجي.
في بعض الأحيان، يَنتُج مرض الشريان التاجي بدون وجود أي عوامل خطر نمطية. يدرس الباحثون عوامل الخطر المحتملة الأخرى، بما في ذلك:
- انقطاع النفس النومي. يسبب هذا الاضطراب تكرار توقف النفس وبدء التنفس أثناء النوم. الهبوط المفاجئ في مستويات الأكسجين في الدم الذي يحدث أثناء انقطاع النَّفَس أثناء النوم يَزيد ضغط الدم، ويجهد نظام القلب والأوعية الدموية؛ ما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الشريان التاجي.
- البروتين التفاعلي C عالي الحساسية. يظهر هذا البروتين بكميات أعلى من المعتاد عندما يكون هناك التهاب في مكان ما في جسمك. ويُشكِّل ارتفاع مستويات البروتين التفاعلي C عالي الحساسية أحد عوامل الخطورة التي تتسبب في مرض القلب. من المعتَقَد أنه مع تضيق الشرايين التاجية، ستوجد كمية أكبر من البروتين التفاعلي C عالي الحساسية في الدم.
- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية. هذه هي أحد أنواع الدهون (الشحوم) الموجودة في الدم. وقد يزيد ارتفاع مستوياتها من خطورة الإصابة بمرض الشريان التاجي، وبالأخص لدى السيدات.
- الهوموسيستين. الهوموسيستين هو حمض أميني يستخدمه الجسم لتكوين البروتين ولبناء الأنسجة والحفاظ عليها. ولكن يزيد ارتفاع مستويات الهوموسيستين من خطورة إصابتك بمرض الشريان التاجي.
- تسمُّم الحمل. قد تحدث هذه الحالة لدى النساء أثناء الحمل؛ ما يسبب ارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة البروتين في البول. وقد تؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بمرض القلب في مرحلة لاحقة من حياتك.
- شرب الكحوليات. قد تؤدي كثرة شرب الكحول إلى تلف عضلة القلب. وقد تؤدي أيضًا إلى تفاقم عوامل الخطر الأخرى المسبِّبة لمرض الشريان التاجي.
- أمراض المناعة الذاتية. يزداد لدى الأشخاص المصابين بحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة (وحالات التهابية أخرى) خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
يمكن أن يؤدي مرض الشريان التاجي إلى ما يلي:
- ألم في الصدر (ذبحة). عندما تضيق الشرايين التاجية، فقد لا يحصل القلب على الدم الكافي عندما يزيد الطلب، وخاصةً في أثناء النشاط البدني. وهذا يمكن أن يؤدي إلى ألم في الصدر (ذبحة صدرية) أو ضيق التنفس.
- النوبة القلبية. إذا تمزقت لويحات الكوليسترول وتكوَّنت الجلطات الدموية، يمكن أن يؤدي الانسداد التام لشريان القلب إلى أزمة قلبية. ويمكن أن يؤدي نقص تدفق الدم إلى القلب إلى تلف عضلة القلب. ويعتمد مستوى التلف إلى حد ما على مستوى سرعة الحصول على العلاج.
- فشل القلب. إذا أصبحت بعض أجزاء القلب محرومة بطريقة مزمنة من الأكسجين وعناصر التغذية بسبب انخفاض تدفق الدم، أو إذا تلف القلب بسبب أزمة قلبية، فقد يصبح القلب ضعيفًا للغاية حيث يعجز عن ضخ الدم الكافي الذي يستوفي حاجات الجسم. وتُعرف هذه الحالة بفشل القلب.
- نُظم القلب غير الطبيعية (اضطراب نبض القلب). يمكن أن يتداخل تزويد القلب غير الملائم بالدم أو تلف أنسجة القلب مع النبضات الكهربائية للقلب مما يسبب شذوذًا في نظم قلبي.
يمكن أن تساعد عادات نمط الحياة نفسها المستخدمة للمساعدة في علاج مرض الشريان التاجي أيضًا في الوقاية منه. إن نمط الحياة الصحي قد يساعد في الحفاظ على قوة الشرايين وخُلُوِّها من اللويحات. لتحسين صحة قلبك، اتبع هذه النصائح:
- أقلع عن التدخين.
- تحكَّم في الحالات المرضية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليستيرول وداء السكري.
- حافظ على نشاطك البدني.
- اتبعْ نظامًا غذائيًّا قليل الملح، وقليل الدهون وغنيًّا بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
- حافظ على وزن صحي.
- قلل من التوتر وتحكم فيه.
سيسألك الطبيب بعض الأسئلة عن تاريخك المرضي، وسيطلب منك إجراء فحص بدني واختبار دم تقليدي. وقد يقترح إجراء فحص تشخيصي واحد أو أكثر، مثل:
- تخطيط كهربية القلب (ECG). يُسجِّل تخطيط كهربية القلب الإشارات الكهربية التي تَمُرُّ خلال القلب. وعادةً ما يكشف تخطيط كهربية القلب عن دليل على التعرُّض سابقًا لنوبة قلبية وجود نوبة حالية.
-
تخطيط صدى القلب. يَستخدم تخطيط صدى القلب الموجات الصوتية لإنشاء صور لقلبك. وفي أثناء إجراء تخطيط صدى القلب، يتعرَّف طبيبك على أجزاء جدار قلبك التي تشارك بشكل طبيعي في ضخ القلب للدم.
وربما تكون الأجزاء ذات الحركة الضعيفة قد تلفت في أثناء نوبة قلبية، أو تستقبل كمية صغيرة جدًا من الأكسجين. وقد يكون هذا مؤشرًا على الإصابة بمرض الشريان التاجي أو حالات مرضية أخرى.
- اختبار الجهد. إذا كانت مؤشرات المرض والأعراض تحدث غالبًا في أثناء التمارين، فسيطلب طبيبك المشي على المشاية أو ركوب دراجة ثابتة أثناء تخطيط كهربية القلب. وقد يُمكن أحيانًا إجراء تخطيط صدى القلب أيضًا في أثناء ممارسة هذه التمارين الرياضية. وهو ما يُسمى بتخطيط صدى القلب في أثناء الإجهاد. وفي بعض الحالات تُستخدَم الأدوية لتحفيز القلب بدلًا من التمارين.
- اختبار الجهد النووي. يشبه هذا الاختبار اختبار الإجهاد، ولكنه يضيف الصور إلى تسجيلات تخطيط كهربية القلب. وهو يقيس الدم المتدفق إلى عضلة القلب في أثناء الراحة والإجهاد. تُحقَن مادة تتبُّع في مجرى الدم، وتتعرَّف كاميرات خاصة على مناطق القلب التي يتدفق إليها قدر أقل من الدم.
-
القسطرة القلبية والصورة الوعائية. في أثناء إجراء القسطرة القلبية، يُدخل الطبيب قِسطارًا في أحد شرايين أربيتك أو عنقك أو ذراعك وصولاً إلى قلبك. تُستخدم الأشعة السينية لتوجيه القِسطار إلى الموضع الصحيح. وأحيانًا تُحقن صبغة من خلال القِسطار. وتساعد هذه الصبغة في إظهار الأوعية الدموية بشكل أوضح في الصور وتحديد أي انسدادات فيها.
فإذا كان لديك انسداد يحتاج إلى علاج، فسوف بُدفع بالون عبر القِسطار ثم يُنفخ ليحسِّن تدفُّق الدم في شرايينك التاجية. وعادةً ما تُستخدَم أنابيب شبكية (دعامة) لتبقى الشرايين الموسّعة مفتوحة.
-
فحص التصوير المقطعي المحوسَب (CT) للقلب. يُمكن لفحص القلب بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) أن يساعد الطبيب على رؤية ترسّبات الكالسيوم في شرايينك التي تسبب تضيُّقها. وفي حال اكتشاف كمية كبيرة من الكالسيوم، فمن الوارد وجود مرض الشريان التاجي.
يُمكن للصورة الوعائية التاجية بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) التي تتلقّى فيها حقن صبغة تباين من خلال الوريد في أثناء إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) أن تولّد صورًا مفصّلة لشرايين القلب.
دائمًا ما يشمل علاج داء الشريان التاجي تغيير نظام الحياة، واستخدام العقاقير وبعض التقنيات الطبية أيضًا إن لزم الأمر.
تغييرات في نمط الحياة
يمكن أن يؤدي الالتزام بإجراء التغييرات الصحية التالية على نمط الحياة إلى تعزيز تمتع الشرايين بصحة أفضل:
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول طعامًا صحيًا.
- ممارسة التمارين بانتظام.
- افقد الوزن الزائد.
- تقليل الضغط النفسي.
العقاقير
يُمكِن استخدام العديد من الأدوية لعلاج مرض الشريان التاجي، ومنها:
- أدوية تعديل الكوليستيرول. تؤدي هذه الأدوية إلى تقليص (أو تعديل) المادة الأساسية التي تترسب على الشرايين التاجية. ونتيجة لذلك تتناقص مستويات الكوليستيرول، خاصة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL أو الكوليستيرول "الضار"). يمكن لطبيبك الاختيار من بين مجموعة من الأدوية كالأدوية الخافضة للكوليسترول والنياسين والفايبريت وعازلات حامض المرارة.
-
الأسبرين. قد يوصي طبيبك بتناوُل الأسبرين يوميًا أو غيره من مضادات تخثر الدم. وقد يقلل من ميل دمك إلى التجلُّط، ما قد يساعد في منع انسداد شرايينك التاجية.
إذا تعرَّضت لنوبة قلبية في السابق، فقد يساعدكَ الأسبرين على منع التعرض لنوبات قلبية في المستقبل. مع ذلك، فقد يكون الأسبرين خطيرًا في بعض الحالات، مثلًا إذا كان لديك اضطراب نزفي أو إذا كنت تتناول بالفعل أحد مضادات تخثر الدم الأخرى، ولذلك استشر طبيبك قبل البدء في تناوله.
- حاصرات مستقبلات بيتا. تبطئ هذه الأدوية معدل سرعة القلب وتخفض ضغط الدم، ما يقلل حاجة قلبك إلى الأكسجين. إذا كنت قد تعرضت في السابق لنوبة قلبية، فقد تقلل أدوية حاصرات بيتا احتمالية التعرض لنوبات قلبية في المستقبل.
- حاصرات قنوات الكالسيوم. يمكن استخدام هذه الأدوية مع أدوية حاصرات بيتا إذا لم تظهر حاصرات بيتا وحدها فعالية، أو بدلًا من أدوية حاصرات بيتا إذا كنت غير قادر على تناولها. يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تحسين أعراض ألم الصدر.
- رانولازين. قد تساعد هذه الأدوية الأشخاص الذين يشعرون بألم في الصدر (الذبحة). وقد توصف مع أدوية حاصرات بيتا، أو بدلًا منها إذا كنت غير قادر على تناولها.
- النيتروغليسرين. تستطيع أقراص وبخاخ ولاصقات النتروغليسرين السيطرة على ألم الصدر عن طريق توسيع الشرايين التاجية مؤقتًا وخفض حاجة قلبك إلى الدم.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين (ACE)، وحاصرات مستقبل الأنغيوتنسين II (ARBs). تخفض هذه الأدوية المتشابهة ضغط الدم، ويمكنها أن تساعد في الوقاية من تقدّم مرض الشريان التاجي.
إجراءات استعادة وتحسين تدفق الدم
في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى علاج أكثر فعالية. إليك بعض الخيارات:
رأب وعائي ووضع الدعامات (إعادة توعي الشريان التاجي عن طريق الجلد)
يقوم طبيبك بإدخال أنبوب طويل ورفيع (قسطار) في الجزء الضيق من الشريان. يُمرر سلك مع بالون مفرغ من خلال قسطار إلى الموضع الضيق. ثم يُنفخ البالون، ما يضغط الترسبات ضد جدران الشريان.
غالبًا ما تُترك الدعامة في الشريان للمساعدة في الحفاظ على الشريان مفتوحًا. تطلق معظم الدعامات ببطءٍ دواءً للمساعدة في إبقاء الشرايين مفتوحة.
جراحة مجازة الشريان التاجي
يقوم الجراح بتجهيز تطعيم لتجاوز الشرايين التاجية المسدودة باستخدام وعاء دموي من جزء آخر من الجسم. وذلك يسمح للدم بالتدفق في الشريان التاجي المسدود أو الضيق. ونظرًا إلى أن هذا يتطلب جراحة القلب المفتوح، فغالبًا ما يكون مخصصًا للأشخاص المصابين بتضيق شرايين تاجية متعددة.
يُساعد تغيير نمط الحياة على منع أمراض الشريان التاجي أو تعطيل تفاقم المرض.
- أقلع عن التدخين. التدخين هو أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي. يُسبب النيكوتين انقباض الأوعية الدموية ويدفع قلبك للعمل بجهد أكبر، كما يُقلل ثاني أكسيد الكربون من تركيز الأكسجين في الدم ويُسبب تلف بطانة الأوعية الدموية. إذا كنت مدخنًا، فالإقلاع عن التدخين هو واحد من أفضل طرق تقليص احتمالية إصابتك بنوبة قلبية.
- اضبط ضغط الدم. اطلب من طبيبك قياس ضغط دمك مرة كل عامين على الأقل. قد تزيد عدد مرات القياس إذا لُوحظ ارتفاع في ضغط دمك عن الطبيعي أو كان لك تاريخ مع أمراض القلب. المستوى المثالي لضغط الدم هو أن يكون أقل من 120 انقباضي و80 انبساطي، قياسًا بوحدة الملليمتر من الزئبق (مم زئبقي).
-
راقب مستوى الكوليستيرول في الدم. يجب أن يخضع البالغون لاختبار الكوليستيرول الأساسي في عمر العشرين وكل خمس سنوات على الأقل بعد ذلك. اسأل طبيبك عن مستويات الكوليستيرول الطبيعية. يجب أن يحاول معظم الناس المحافظة على مستوى كوليستيرول من البروتين الدهني منخفض الكثافة أقل من 130 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغم/ديسيلتر) أو 3.4 ملليمول لكل لتر (ملليمول/لتر).
إذا كانت هناك عوامل خطر أخرى تزيد من احتمالية إصابتك بأمراض القلب، فيجب أن يكون مستوى الكوليستيرول المستهدف من البروتين الدهني منخفض الكثافة أقل من 100 ملغم/ديسيلتر (2.6 ملليمول/لتر). اسأل طبيبك عن مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة الأمثل بالنسبة إليك. إذا كانت نتائج اختبارك لا تحقق المستويات المستهدفة، فقد تحتاج إلى المزيد من اختبارات الكوليستيرول المتكررة.
- ضع داء السكري العصبي تحت السيطرة. إذا كنت مصابًا بداء السكري، فسيُساعدك علاجه بدقة على تقليل احتمالية إصابتك بأمراض القلب.
- تناوَل أطعمةً مفيدة لصحة القلب. تناول الكثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. تجنَّب الدهون المُشبَعة والدهون المتحولة وقلل استهلاكك من الملح والسكر. وقد يساعد تناول وجبة أو وجبتين من الأسماك أسبوعيًّا في الحفاظ على صحة قلبك.
- توقَّف عن شرب الكحوليات أو عليك بالحد منها. إذا اخترت احتساء المشروبات الكحولية، فاشربها باعتدال. بالنسبة إلى البالغين الأصحاء، يعني ذلك تناوُل مشروب كحولي واحد في اليوم للنساء وما يصل إلى مشروبين في اليوم للرجال.
- مارِس التمارين الرياضية. تُساعدك ممارسة التمارين الرياضية على الوصول لوزن صحي والسيطرة على داء السكري، ونسبة الكوليستيرول العالية في الدم، وارتفاع ضغط الدم — التي تُعد كلها من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض الشريان التاجي. خصّص حوالي 150 دقيقة على الأقل لممارسة التمارين الهوائية (الأيروبيك) المعتدلة أو 75 دقيقة لممارسة التمارين الهوائية القوية أسبوعيًّا، أو مزيجًا من التمارين المعتدلة والقوية.
- حافِظ على وزن صحي. ترفع زيادة الوزن معدل خطورة إصابتك بمرض الشريان التاجي. وقد يُساعدك فقدان ولو مقدار صغير من وزنك على تقليل احتمالية إصابتك بمرض الشريان التاجي.
- شارك في مركز إعادة التأهيل التابع لقسم أمراض القلب. إذا خضعت لعملية جراحية، فسيَعرض عليك الطبيب المشاركة في مركز إعادة التأهيل التابع لقسم أمراض القلب — وهو برنامج تعليمي، استشاري، تدريبي أُعدَّ خصيصًا لتحسين حالتك الصحية.
- سيطر على التوتر. احرص على تقليل التوتُّر قدْر الإمكان. تمرَّن على تقنيات صحية للسيطرة على التوتر، كإرخاء العضلات والتنفس العميق.
- خذ حقنة لقاح الإنفلونزا. خذ حقنة لقاح الإنفلونزا السنوية لتقليل احتمالية إصابتك بها.
تذكر أهمية إجراء الفحوص الطبية الدورية. فإن بعض عوامل الخطر الرئيسية التي تزيد احتمالية الإصابة بمرض الشريان التاجي — مثل ارتفاع نسبة الكوليستيرول وارتفاع ضغط الدم وداء السكرّي — لا تظهر عليها أي أعراض في مراحلها المبكرة. ويساعد اكتشاف هذه الأمراض وعلاجها مبكرًا في الحفاظ على حياة صحية أكثر للقلب.
أحماض أوميغا 3 الدهنية هي نوع من الأحماض الدهنية غير المشبعة التي يُعتقد أنها قد تقلل الالتهاب في الجسم، وكذلك من العوامل المساهمة في مرض الشريان التاجي في القلب. ومع ذلك، لم تجد بعض الدراسات فائدة لها. هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.
- الأسماك وزيت السمك. تعد الأسماك وزيت السمك من أكثر مصادر أحماض أوميغا 3 الدهنية. تحتوي الأسماك الدُهنية، مثل السلمون والرنغة والتونة المعلبة الخفيفة، على معظم أحماض أوميغا الدهنية، لذا فهي تقدم أعظم الفوائد الصحية. المكملات الغذائية التي تحتوي على زيت السمك قد تكون مفيدة، لكن الأقوى منها تناول الأسماك نفسها.
- الكتان وزيت بذور الكتان. يحتوي الكتان وزيت بذور الكتان أيضًا على أحماض أوميغا 3 الدهنية المفيدة، على الرغم من أن الدراسات وجدت أن هذه المصادر غير فعالة بالقدر نفسه كالأسماك. تحتوي قشور بذور الكتان الخام أيضًا على ألياف قابلة للذوبان، ما قد يساعد على علاج الإمساك. هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد إذا ما إذا كانت بذور الكتان يمكن أن تساعد على خفض نسبة الكوليستيرول في الدم.
- المصادر الغذائية الأخرى لأحماض أوميغا 3 الدهنية. تشمل المصادر الغذائية الأخرى لأحماض أوميغا 3 الدهنية زيت الكانولا وفول الصويا وزيت فول الصويا. هذه الأطعمة تحتوي على كميات أقل من أحماض أوميغا 3 الدهنية مقارنةً بالسمك وزيت السمك، كما أن الأدلة على فائدتها لصحة القلب ليست قوية.
قد تساعد المكملات الغذائية الأخرى على خفض ضغط الدم أو مستوى الكوليستيرول لديك، وهما عاملان يسهمان في الإصابة بمرض الشريان التاجي. وتتضمن:
- حمض ألفا لينولينيك
- الشعير
- الكاكاو
- الإنزيم المساعد Q10
- الألياف، بما في ذلك بذر القطونا الأشقر ونخالة الشوفان (توجد في دقيق الشوفان وحبوب الشوفان الكاملة)
- الثوم
- مركبات الستانول والستيرول النباتية (توجد في المكملات الغذائية وبعض أنواع السمن النباتي المُصنع مثل Promise وSmart Balance وBenecol)
تحدث دائمًا إلى طبيبك قبل إضافة دواء جديد متاح دون وصفة طبية أو مكمّل غذائي إلى خطة علاجك. يمكن أن تتعارض بعض الأدوية والمكملات الغذائية مع أدوية أخرى وتؤدي إلى حدوث آثار جانبية أو تجعلها أقل فعالية.
إذا كنت تعلم أن لديك أعراضًا أو عوامل خطر للإصابة بمرض الشريان التاجي، فيُرجَّح أن تذهب إلى طبيب الرعاية الأولية الخاص بك. وفي النهاية، قد تُحال إلى أحد اختصاصيّ القلب (طبيب القلب).
إليك بعض المعلومات التي ستساعدك على التأهب لموعدك الطبي، ومعرفة ما تتوقعه من طبيبك.
ما يمكنك فعله
- كن على علم بأي محاذير يجب تجنبها قبل حضور الموعد الطبي. عند حجز الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك أي شيء يتعين عليك فعله مسبقًا، مثل تقييد نظامك الغذائي. بالنسبة لبعض الاختبارات، على سبيل المثال، قد تحتاج إلى الصيام لبعض الوقت مسبقًا.
- دوِّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك تلك التي قد تبدو أنها غير مرتبطة بمرض الشريان التاجي.
- اكتب معلوماتك الطبية الرئيسية، بما في ذلك الحالات الأخرى التي تم تشخيص إصابتك بها، وجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها، والتاريخ العائلي للإصابة بمرض القلب.
- اطلب من أحد أفراد العائلة أو صديق لك أن يصحبك إلى الموعد الطبي، إذا أمكن. يمكن للشخص الذي يرافقك أن يساعدك على تذكُّر المعلومات التي قالها طبيبك لك.
- دوِّن الأسئلة التي ستطرحها على الطبيب.
تتضمن الأسئلة التي يجب طرحُها على طبيبك في موعدك الطبي الأول:
- ما الأسباب المحتملة للعلامات والأعراض لديَّ؟
- ما الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- هل يجب أن أراجع اختصاصيًّا؟
- هل يجب أن أتبع أي قيود أثناء انتظار موعدي التالي؟
- ما العلامات والأعراض الطارئة التي تستدعي الاتصال برقم 911 أو الحصول على المساعدة الطبية الطارئة؟
تتضمن الأسئلة التي يجب طرحها إذا تمت إحالتك إلى طبيب القلب ما يلي:
- ما تشخيص حالتي؟
- ما احتمالية حدوث مضاعفات طويلة الأمد لي بسبب هذه الحالة؟
- ما العلاج الذي تنصح به؟
- إذا كنتَ تُوصي بأدوية، فما الآثار الجانبية المحتملة لها؟
- هل أنا مرشح لإجراء عملية جراحية؟ لِمَ أو لِمَ لا؟
- ما التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة التي يجب علي إجراؤها؟
- ما التقييدات التي عليّ اتباعها، إن وجدت؟
- كم عدد زيارات المتابعة التي ستراني فيها؟
- لديّ هذه المشاكل الصحية الأخرى. كيف يمكنني إدارة تلك الحالات معًا بأفضل طريقة ممكنة؟
لا تتردد في طرح المزيد من الأسئلة حول حالتك.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
قد يطرح عليك الطبيب أو اختصاصي أمراض القلب الذي يفحصك للتحقق من العلامات والأعراض المتعلقة بالقلب الأسئلة التالية:
- ما الأعراض التي تظهر عليك؟
- متى بدأت تعاني من الأعراض؟
- هل ازدادت أعراضك سوءًا بمرور الوقت؟
- هل تعاني من ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس؟
- هل تزيد ممارسة التمارين أو الإجهاد البدني من سوء الأعراض؟
- هل أنت على دراية بمشكلات القلب لدى عائلتك؟
- هل سبق أن تم تشخيص إصابتك بحالات مرضية أخرى؟
- ما الأدوية التي تتناولها؟
- هل عولجت مسبقًا بالإشعاع؟
- ما مقدار النشاط البدني الذي تؤديه في الأسبوع العادي؟
- ما نظامك الغذائي اليومي المعتاد؟
- هل تدخن أو سبق لك التدخين؟ إلى أي مدى؟ هل أقلعت عن التدخين ومتى؟
- هل تشرب الكحوليات؟ إلى أي مدى؟
ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء
ليس مبكرًا أبدًا إجراء تغييرات صحية على نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، وتناول الأطعمة الصحية، وممارسة المزيد من التمارين. تحمي هذه العادات من مرض الشريان التاجي ومضاعفاته، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
التحديث الاخير:
November 2nd, 2021