متلازمة أيزنمينجر
لا يُوجد علاج لهذه المضاعفات الخطيرة للعيب الخلقي في القلب، لكن تُساعد العلاجات على السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة.
متلازِمة آيزينمينجر هي إحدى المُضاعفات طويلة الأمد لعَيبٍ خِلقي في القلب وُلِد به الشخص ولم يُعالج.
وتتسبَّب عيوب القلب الخِلقية المرتبطة بمتلازمة آيزينمينجر في تَوزيع الدم بصورة غير طبيعة في القلب والرئتين. عندما لا يتدفق الدم بشكل طبيعي، تُصبِح الأوعية الدَّموية في رئتيك صلبة وضَيِّقة؛ ما يزيد الضغط على شرايين رئتيك (فرط ضغط الدم الشرياني الرئوي). ويتسبَّب هذا في تلَف دائم للأوعية الدموية في رئتيك.
مع التشخيص المبكر وإصلاح عيوب القلب الخلقية، يمكن عادةً تجنُّب هذه الحالة التي تهدد الحياة. وإذا حدثت الإصابة بمتلازمة آيزينمينجر، فإنها تتطلب مراقبة طبية دقيقة. ويمكن أن تؤدي الأدوية إلى تحسُّن الأعراض ومآل المرض.
تتضمن مؤشرات متلازمة آيزينمينغر وأعراضها ما يلي:
- تحول لون الجلد الزرقة أو الرمادي (زُراق)
- تضخم أظافر أصابع اليدين أو القدمين واستدارتها (تعجّر الأظافر)
- سرعة التعب وضيق النفس عند ممارسة الأنشطة
- ضيق النفس أثناء الراحة
- ألم أو ضيق في الصدر
- تخطي نبضات القلب أو تسارُعها (الخفقان)
- الدوخة أو الإغماء
- السعال المصحوب بالدم
- الخَدَر أو الوَخز في أصابع اليدين أو القدمين
- حالات الصداع
متى تزور الطبيب
إذا كانت لديك أي علامات أو أعراض تدل على الإصابة بمتلازمة أيزنمينجر، فاحجز موعدًا لزيارة الطبيب الخاص بك. حتى إذا لم يتم تشخيصك مسبقًا بعيب في القلب، فالعلامات مثل الزرقة وضيق النفس تدل على أن لديك مشكلة بالقلب تحتاج لرعاية طبية.
تحدث الإصابة بمتلازمة آيزينمينجر غالبًا بسبب وجود ثقب بين حجرات القلب. ولفهم كيف تؤثر متلازمة آيزينمينجر في القلب والرئتين، من المفيد معرفة كيفية عمل القلب أولاً.
كيفية عمل القلب
ينقسم قلبك إلى أربع غرف، غرفتان في الجانب الأيمن وغرفتان في الجانب الأيسر. ينقل الجانب الأيمن الدم إلى الأوعية التي تؤدي إلى الرئتين. وفي الرئتين، يغذي الأكسجين الدم الذي يدور بعد ذلك إلى الجانب الأيسر لقلبك. يضخ الجانب الأيسر لقلبك الدم إلى شريان كبير يسمى الشريان الأورطي الذي يوزع الدم إلى باقي الجسم.
تتحكم الصمامات في تدفق الدم إلى داخل غرف القلب وخارجًا منها. تنفتح هذه الصمامات لتسمح للدم بالانتقال إلى الغرفة المجاورة أو إلى أحد الشرايين، ثم تنغلق لتمنع الدم من التدفق في الاتجاه العكسي.
كيف تتطور متلازمة ايزنمنجر
تحدث متلازمة أيزنمينغر عادةً بسبب وجود ثقب (تحويلة) لم يُعالج بين الأوعية الدموية الأساسية وغرف القلب. وهذه التحويلة هي أحد العيوب التي تكون في القلب منذ الولادة (عيب خلقي). وتتضمن عيوب القلب المسببة لمتلازمة أيزنمينغر ما يلي:
- عيب في القناة الأُذينية البطينية. في هذا الحالة، يكون هناك ثقب كبير وسط القلب حيث تلتقي الجدران بين الحجرات العلوية (الأذينين) والحجرات السفلية (البطينين). كما يمكن ألا تعمل بعض الصمامات في القلب بشكل صحيح.
- عيب في الحاجز الأُذيني. عيب الحاجز الأُذيني هو تحويلة في جدار الأنسجة التي تقسم الجانبين الأيمن والأيسر من الحجرات العلوية للقلب (الأُذينين).
- القناة الشريانية السالكة. هذا العيب عبارة عن فتحة تقع بين الشريان الرئوي الذي يحمل الدم المفتقر إلى الأكسجين إلى الرئتين والشريان الذي يحمل الدم الغني بالأكسجين إلى بقية الجسم (الشريان الأبهر).
- عيب في الحاجز البطيني. توجد هذه التحويلة في جدار الأنسجة التي تقسم الجانبين الأيمن والأيسر من حجرات ضخ الدم الأساسية في القلب (البطينات)، وهي أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بمتلازمة أيزنمينغر.
وفي جميع هذه العيوب، يتدفق الدم بطريقة لا تحدث في العادة، ما يزيد من الضغط في الشريان الرئوي. ومع مرور الوقت، تؤدي زيادة الضغط إلى تلف الأوعية الدموية الأصغر في الرئتين. ويتسبب تلف جدران الأوعية الدموية في صعوبة ضخ الدم إلى الرئتين.
وتؤدي متلازمة أيزنمينغر إلى زيادة ضغط الدم في جانب القلب الذي يحتوي على دم به نسبة أكسجين منخفضة (دم أزرق). وهذا يتيح للدم المحتوي على نسبة منخفضة من الأكسجين أن يعبر الثقب (التحويلة) الموجود في القلب أو الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى امتزاج الدم الغني بالأكسجين والدم المفتقر إلى الأكسجين. ويقلل ذلك أيضًا من مستوى الأكسجين في الدم، ويتسبب في ظهور بقعة مائلة للزرقة على الجلد (الزُراق). كما يؤدي إلى زيادة مستوى خلايا الدم الحمراء لمحاولة تعويض نقص الأكسجين.
يسهم التاريخ العائلي المتعلق بعيوب القلب في زيادة خطر إصابة الطفل المولود بعيب خلقي في القلب، بما في ذلك احتمال الإصابة بمتلازمة أيزنمينغر. تحدث إلى طبيبك بشأن إجراء فحص لأفراد عائلتك الآخرين للكشف عن وجود عيوب في القلب في حالة تشخيصك بعيب في القلب أو بمتلازمة أيزنمينغر.
ومن دون العلاج الصحيح والمراقبة، قد تشمل مضاعفات متلازمة أيزنمينغر ما يلي:
- مستويات الأكسجين المنخفضة في دمك (الزرقة). يخفض تدفق الدم العكسي عبر قلبك من مستوى الأكسجين الذي تحصل عليه أنسجة جسمك وأعضائك. وهذا ما يجعلك لا تقوى على ممارسة النشاط البدني ويجعل لون جلدك يتحول إلى اللون الأزرق أو الرمادي. وستتفاقم الزرقة مع مرور الوقت.
- ارتفاع تعداد خلايا الدم الحمراء. بسبب عدم حصول جسمك على ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين، ستفرز الكليتان هرمونًا يزيد من عدد خلايا دمك الحمراء والكريات التي تحمل الأكسجين عبر جسدك. وتسمح زيادة خلايا الدم الحمراء بتوصيل المزيد من الأكسجين إلى أنسجة الجسم، وهذه طريقة مهمة يعوض بها الجسم نقص مستويات الأكسجين.
- عدم انتظام ضربات القلب. قد يؤدي تضخم جدران القلب وزيادة سمكها مع انخفاض مستويات الأكسجين إلى عدم انتظام نظم القلب (اضطراب النظم القلبي). ويمكن أن تتسبب بعض أنواع اضطراب النظم القلبي في تجمع الدم في حجيرات قلبك حيث يمكن أن يتخثر. وإذا انتقل التخثر خارج قلبك وتسبب في انسداد أحد الشرايين، فقد تصاب بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
-
توقف القلب المفاجئ. إذا كنت مصابًا بعدم انتظام نظم القلب من الحجرة السفلية للقلب (البطين)، فقد تصبح سرعة القلب كبيرة جدًا وتمنع القلب من ضخ الدم بفعالية إلى الجسم وقد تسبب في النهاية توقف القلب عن العمل. ويُذكر أن توقف القلب المفاجئ هو فقدان غير متوقع لوظيفة القلب والتنفس والوعي. ومن دون الحصول على الرعاية الطبية الفورية، قد تموت بسبب توقف القلب المفاجئ في غضون دقائق.
وقد تُصاب أيضًا بتوقف القلب أثناء الإجراءات الجراحية عادة بسبب تغييرات في ضغط الدم الناتج عن التخدير.
- فشل القلب. يمكن أن تتسبب زيادة الضغط في قلبك إلى ضعف عضلته وصعوبة ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم. وفي النهاية، قد يؤدي ذلك إلى فشل القلب.
- السعال المصحوب بالدم. يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد في الرئتين ومشكلات دمك الناتجة عن متلازمة أيزنمينغر إلى نزيف مهدد للحياة في رئتيك والمسالك الهوائية لديك. وقد يسبب ذلك السعال المصحوب بالدم ويزيد من نقص الأكسجين في الدم. قد يحدث النزيف أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم.
- السكتة الدماغية. إذا انتقل الدم المتخثر من جهة اليمين إلى جهة اليسار في القلب من دون تنقيته من خلال الرئتين، فقد يسد بعد ذلك الدم المتخثر الأوعية الدموية في الدماغ ويسبب السكتة الدماغية.
- مشكلات الكلى. قد يؤدي انخفاض مستويات الأكسجين في دمك إلى مشكلات في كليتيك. ويمكن أن تزيد متلازمة أيزنمينغر أيضًا من مخاطر إصابتك بالنقرس.
- التعرض بشكل أكبر لمخاطر العدوى. الأشخاص المصابون بمتلازمة أيزنمينغر معرضون بشكل أكبر لمخاطر الإصابة بالعدوى في القلب (التهاب الشغاف).
- مخاطر الحمل. بسبب الأعباء التي يضعها الحمل على قلب الأم والرئتين، لا ينبغي للنساء المصابات بمتلازمة أيزنمينغر الحمل. يشكل الحمل للنساء المصابات بمتلازمة أيزنمينغر خطرًا كبيرًا يسبب الوفاة سواء للأم أو الطفل.
تعد متلازمة أيزنمينغر حالة مهددة للحياة. يعتمد مآل المرض للأشخاص الذين شُخِّصت إصابتهم بمتلازمة أيزنمينغر على نوع عيب القلب الخلقي والحالات الطبية الأخرى. وقد تعافى بعض الأشخاص الذين شُخِّصت إصابتهم بمتلازمة أيزنمينغر في أعمار 50 و60 عامًا وأكثر.
لتشخيص متلازمة آيزينمينجر، سيُناقش الطبيب تاريخك الطبي ويجري فحصًا بدنيًا ويطلب إجراء بعض الفحوصات التشخيصية المناسبة. وقد تتضمن الفحوصات ما يلي:
- فحوصات الدم. قد تُجرى فحوصات الدم للتحقق من عدد خلايا الدم، التي تكون في أغلب الأحيان عالية عند الأشخاص المصابين بمتلازمة آيزينمينجر. وقد تُجرى أيضًا فحوصات الدم لتقييم وظيفة الكلى والكبد ومستويات الحديد.
- تخطيط كهربية القلب. يُسجل هذا الاختبار النشاط الكهربي للقلب عبر الأقطاب الكهربائية المثبَّتة في الجلد؛ ما يساعد على تشخيص عيوب القلب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية. قد يَطلب الطبيب تصوير الصدر بالأشعة السينية لفحص تضخم القلب والشريان الرئوي.
- مخطط صدى القلب. يُعرَف التصوير بالموجات فوق الصوتية للقلب بمخطط صدى القلب. تُستخدم في هذا الفحص أمواج صوتية لالتقاط صور مفصَّلة للقلب. ويَسمح مخطط صدى القلب للطبيب برؤية بنية القلب وتدفُّق الدم داخله لاكتشاف عيوب القلب.
- التصوير المقطعي المحوسب. في هذا الفحص، ستستلقي على آلة تلتقط صورًا للرئتين حتى يتمكن الطبيب من رؤية صور مقطعية لها. وقد تُحقن أيضًا بصبغة لزيادة وضوح الصور الملتقطة لرئتيك.
- التصوير بالرنين المغناطيسي. هذا الاختبار يلتقط صورًا للأوعية الدموية في الرئتين باستخدام مجال مغناطيسي قوي وموجات راديوية.
- قسطرة القلب. في هذا الفحص، يُدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا ورفيعًا (قسطرة) في أحد الشرايين في الأُربية ويوجِّه القسطرة إلى القلب باستخدام التصوير بالأشعة السينية. ويستخدم الأطباء قسطرة القلب لقياس ضغط الدم في الأوعية الدموية أو حجرات القلب، وحجم أي عيب حاجزي، والضغط، وتدفق الدم عبر ذلك العيب. إذا كنت في حاجة إلى إجراء قسطرة قلبية، فتأكد من اختيار طبيب القلب الذي يتمتع بخبرة في تشخيص متلازمة آيزينمينجر وعلاجها.
- اختبار المشي. قد يطلب منك الطبيب إجراء اختبار مشي مدته ست دقائق للتحقق من قدرتك على تحمُّل أداء التمارين الخفيفة.
يهدف علاج متلازمة آيزينمينغر إلى السيطرة على أعراضك أو أعراض طفلك ومعالجة الحالة المرضية. على الرغم من عدم وجود علاج، فإن الأدوية قد تساعدك على الشعور بالتحسن، وتحسين جودة الحياة، ومنع المضاعفات الخطيرة.
لا ينصح الأطباء بإجراء عملية جراحية لترميم الفتحة الموجودة في قلبك بمجرد ظهور متلازمة آيزينمينغر، لأن أي عملية جراحية قد تكون مهددة للحياة. من الضروري أن تقوم بزيارة طبيب لديه خبرة في علاج متلازمة آيزينمينغر.
الرصد والمراقبة
ستُجرى متابعة حالتك من خلال زيارات منتظمة مع طبيب القلب المتخصص في أمراض القلب الخلقية. يتعيّن عليك زيارة طبيب القلب مرة واحدة سنويًا على الأقل. يتضمن التقييم النموذجي بوجهٍ عام مراجعة شاملة للشكاوى والأعراض، وفحصًا بدنيًا، وإجراء فحوصات دم، وغيرها من الفحوصات المرتبطة بصحة القلب.
الأدوية
الأدوية هي خيار العلاج الأوَّلي لمتلازمة آيزينمينجر. تتطلب هذه الحالة أن يراقبك طبيب مراقبة دقيقة عند تناول الأدوية لملاحظة أي تغييرات في ضغط الدم ومستويات السائل ومعدل النبض.
تشمل أدوية علاج متلازمة آيزينمينجر ما يلي:
- أدوية للسيطرة على عدم انتظام نبضات القلب. إذا كنت تشكو من عدم انتظام نبضات القلب، فقد تتلقى أدوية للسيطرة على نظم القلب.
- مكملات الحديد الغذائية. قد يصف الطبيب مكملات غذائية من الحديد إذا وجد أن مستوى الحديد لديك منخفض جدًّا. لكن لا تبدأ في تناوُل مكملات الحديد من دون استشارة طبيبك أولاً.
- الأسبرين أو غيره من أدوية مميعة للدم. إذا كنت قد أُصِبت بسكتة دماغية أو جلطة دموية أو أنواع معينة من عدم انتظام نبضات القلب، فقد يوصي الطبيب بالأسبرين أو غيره من مضادات تخثر الدم، مثل الوارفارين (Jantoven). ومع ذلك، فإن الأشخاص المصابين بمتلازمة آيزينمينجر معرَّضون بشكل أكبر أيضًا لخطر النزف عند تناول هذه الأدوية؛ لذا لا تتناول أيًا من مضادات تخثر الدم إلا إذا طلب منك الطبيب ذلك. لا تتناول أدوية مسكنة للألم مصروفة من دون وصفة طبية، مثل الأيبوبروفين (Advil، وMotrin IB، وأدوية أخرى) أو نابروكسين الصوديوم (Aleve، وغيره) دون استشارة طبيبك أولاً.
- أدوية إرخاء جدران الأوعية الدموية. تعمل أدوية مضادات مستقبلات الإندوثيلين على تثبيط تأثير مادة الإندوثيلين، وهي مادة موجودة في جدران الأوعية الدموية تتسبب في تضيُّقها. قد يحسّن أحد هذه الأدوية، وهو دواء بوسنتان (Tracleer)، من مستوى الطاقة والأعراض عن طريق تقليل المقاومة في شرايين الرئة. وإذا تناولت دواء بوسنتان، فستحتاج إلى الخضوع لمتابعة شهرية لأنه قد يلحق الضرر بالكبد.
- سيلدانيفل وتادالافيل. يُستخدم أحيانًا كل من سيلدانيفل (Revatio وViagra) وتادالافيل (Cialis وAdcirca) في معالجة ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية الناتج عن متلازمة آيزينمينجر. تعمل هذه الأدوية على توسيع الأوعية الدموية في الرئتين للسماح بتدفُّق الدم بسهولة أكبر. ومن آثارها الجانبية حدوث اضطراب المعدة والدوخة ومشكلات في الرؤية.
- المضادات الحيوية. قد تحتاج إلى تناول المضادات الحيوية حسب حالتك قبل بعض الإجراءات الطبية والإجراءات المتعلقة بالأسنان. فقد تسمح هذه الإجراءات للبكتيريا بالنفاذ إلى مجرى الدم. ومن الممكن أن يساعد تناول المضادات الحيوية قبل هذه الإجراءات على القضاء على البكتيريا الضارة أو السيطرة عليها، والتي قد تؤدي إلى إصابة أنسجة القلب (التهاب الشغاف).
العمليات الجراحية أو الإجراءات الأخرى
إذا أصبح عدد خلايا الدم الحمراء مرتفعًا للغاية وتسبب في أعراض مثل الصداع أو صعوبة في التركيز أو مشكلات في الرؤية، فقد يوصي الطبيب بسحب الدم للمساعدة على تقليل عدد خلايا الدم. ويُسمى إجراء سحب الدم الفصد. ولا ينبغي تكرار هذا الإجراء بصورة روتينية، ولا يُلجأ إليه إلا بعد استشارة طبيب خبير في أمراض القلب الخلقية. كما يجب أن تتلقى سوائل من خلال الوريد للمساعدة على استبدال السوائل المفقودة عند سحب الدم.
قد يحتاج بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة آيزينمينجر في النهاية إلى إجراء عملية زرع قلب ورئة أو زرع رئة مع إصلاح الثقب الموجود في القلب وذلك إذا لم تفلح العلاجات الأخرى في السيطرة على الأعراض.
إذا شُخِّصت حالتك بأنها متلازمة آيزينمينغر، فلا يزال بإمكانك عيش حياة نشطة من خلال أخذ العلاج والاحتياطات المناسبة.
- تجنَّب الجفاف. اسأل طبيبك عن كمية السوائل التي يحتاج إليها جسمك يوميًا. وقد تحتاج إلى شرب المزيد من السوائل إذا كنت مريضًا أو إذا كنت في غرفة حارة أو إذا كنت مسافرًا على متن طائرة.
- تشاور مع طبيبك بشأن قيود ممارسة التمارين الرياضية. على الرغم من أنه يجب عليك عدم ممارسة تمارين أو رياضات شاقة، فقد تكون قادرًا على ممارسة أنشطة بدنية أقل شدة. تحدث مع طبيبك بشأن نوع الأنشطة البدنية المناسبة لك.
- تجنَّب المرتفعات العالية. نظرًا إلى انخفاض مستويات الأكسجين في المرتفعات العالية، تُوصي الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية بعدم العيش في مرتفعات تبلغ 5000 قدم (1524 مترًا) أو أعلى فوق مستوى سطح البحر. ناقش فكرة السفر بالطائرة أو العيش في مرتفعات عالية مع طبيب القلب المتابع لحالتك من أجل الحصول على توصيات محددة.
- تجنَّب الحالات التي يمكن أن ينخفض فيها ضغط الدم بشكل مفرط. تشمل هذه الحالات الجلوس في حوض استحمام ساخن أو ساونا أو الاستحمام بالماء الساخن لفترة طويلة أو الاستحمام داخل كابينة الدش. تُسهم هذه الأنشطة في خفض ضغط الدم، وتسبب الإغماء أو حتى الموت. يجب أيضًا تجنب الأنشطة التي تسبب الإجهاد لفترات طويلة، مثل رفع الأجسام أو الأوزان الثقيلة.
- كن حذرًا عند تناول الأدوية والمكملات الغذائية. قد تؤدي العديد من الوصفات والأدوية أو المكملات التي تُصرف من دون وصفة طبية إلى ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، أو زيادة خطر حدوث نزيف أو تجلط الدم، أو التأثير في وظائف الكلى لدى المرضى المصابين بمتلازمة آيزينمينغر. لذا تحدث مع طبيبك قبل تناول أي أدوية أو مكملات.
- خُذ مطعوم الإنفلونزا. من الأمور الأكثر أهمية للأشخاص المصابين بمتلازمة آيزينمينغر محاولة تجنب العدوى قدر الإمكان. لذا، يوصي الخبراء بأخذ مطعوم الإنفلونزا كل عام والتطعيم ضد التهاب الرئة كل خمس سنوات.
- تجنَّب التدخين السلبي وتوقف عن استخدام منتجات التبغ. يمكن أن يزيد دخان السجائر ومنتجات التبغ الأخرى من خطر حدوث مضاعفات. ومن المهم أيضًا تجنُّب تعاطي المخدرات الترفيهية.
تحديد النسل والحمل
إذا كنتِ مصابة بمتلازمة أيزنمينجر، فقد يشكل الحمل مخاطر صحية بالغة، وقد يكون مهددًا لحياة الأم والطفل. ومن الضروري أن تتجنب النساء المصابة بمتلازمة أيزنمينجر الحمل.
وتتضمن وسائل منع الحمل الفعالة قطع القناة المنوية (استئصال الأسهر) للرجال، أو وسائل منع الحمل النسائية طويلة المفعول، والتي تتضمن اللولب الرحمي أو غرسات منع الحمل الهرمونية، مثل نيكسبلانون. يمثل ربط أنبوبي فالوب (ربط البوق) وسيلة فعالة للغاية لمنع الحمل، ولكن لا ينصح بها غالبًا بسبب المخاطر الناجمة عنها التي تتمثل في إجراء عملية جراحية بسيطة.
لا يوصى بتناول حبوب تنظيم النسل التي تحتوي على الإستروجين للنساء المصابات بمتلازمة أيزنمينجر. يزيد الإستروجين من خطر الإصابة بجلطات دموية قد تؤدي إلى انسداد الشريان المؤدي إلى القلب أو الدماغ أو الرئتين. لا يوصى باستخدام الوسائل العازلة فقط، مثل الواقي الذكري أو العازل الأنثوي، بسبب خطر فشل هذه الوسائل.
من الطبيعي أن تشعر بالقلق إذا أُصبت أنت أو طفلك بمتلازمة أيزنمينغر، حتى بعد تلقي العلاج. وبالرغم من إمكانية نجاح العلاج في تهدئة أعراضك وتحسين حالتك، فمن الطبيعي أن تكون متوترًا وقلقًا بشأن صحتك.
هناك بعض المعلومات التي سيساعدك تذكرها على استيعاب تشخيص متلازمة أيزنمينغر وعلاجها:
-
الصعوبات الانفعالية. تشخيصك بمتلازمة أيزنمينغر يؤدي إلى تغيير مسار حياتك. فقد تغير رغبتك في الزواج وتكوين أسرة، وقد تُصاب بقلق دائم من أن تصبح حالتك أسوأ.
وفي حال إصابة طفلك بمتلازمة أيزنمينغر، قد يشعر باهتزاز الثقة بالنفس ويتعرض لصعوبات انفعالية عند وصوله لسن دخول المدرسة. تحدّث إلى طبيبك أو طبيب طفلك عن الطرق التي تساعدكما على التعايش مع هذه الحالة، والتي قد تتمثل في المشاركة في مجموعات دعم أو زيارة معالج أو خبير نفسي.
- مشكلات الأطفال في النمو. نظرًا لأن بعض الأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب ومتلازمة أيزنمينغر قد يقضون أوقاتًا طويلة للتعافي من العمليات أو الإجراءات الجراحية، فقد يتأخرون في النمو مقارنةً بالأطفال الآخرين في سنهم. وقد تستمر بعض الصعوبات مع الأطفال في سنواتهم الدراسية، وربما يواجهون صعوبة في تعلم القراءة أو الكتابة أيضًا. تحدث إلى طبيب الأطفال للبحث عن طرق لمساعدة طفلك على حل مشكلة صعوبات النمو.
- مجموعات الدعم. لا تمثل إصابتك أو إصابة طفلك بمشكلة طبية شديدة أمرًا هينًا، واعتمادًا على شدة حالتك، قد يكون الأمر صعبًا ومقلقًا للغاية. لذا، قد تجد أن الحديث مع أشخاص يمرون بالمشكلة نفسها مريحًا ومشجعًا. اسأل طبيبك أو طبيب طفلك عن مجموعات الدعم القريبة من منطقتك.
إذا شُخِّصت حالتك بمتلازمة آيزنمينغر، فستُحال إلى طبيب قلب. ومن المهم أن تبحث عن طبيب قلب لديه الخبرة في معالجة الأشخاص المصابين بعيوب القلب الخِلقية.
تعدّ أعراض متلازمة آيزينمينغر، مثل تلون الجلد باللون الأزرق أو المائل إلى الرمادي (الزرقة) وضيق النفس، أعراضًا خطيرة. حتى إذا لم تُشخَّص حالتك سابقًا بعيب في القلب، فإن هذه الأعراض تتطلب العناية الطبية الفورية.
نظرًا إلى أن متلازمة آيزنمينغر تعدّ حالة معقدة وغالبًا ما يكون هناك الكثير من الأمور المفترض مناقشتها، يُفضل أن تستعد للموعد الطبي جيدًا. إليك بعض المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد للموعد الطبي، ومعرفة ما يُتوقع من طبيبك القيام به.
ما يمكنك فعله
- دوّن أي علاجات تناولتها سابقًا للقلب. نظرًا إلى أن متلازمة أيزنمينجر تتطور غالبًا كأحد مضاعفات عيوب القلب، فمن الضروري أن يكون الطبيب على دراية بأي أدوية تناولتها أو أي عمليات أو إجراءات جراحية قد خضعت لها في حالة تشخيصك سابقًا بعيب في القلب.
- كن على دراية بجميع التحذيرات التي يجب تجنبها قبل حضور الموعد الطبي. أثناء تحديد الموعد الطبي، احرص على أن تسأل بشأن ما إذا كان هناك أي شيء يجب القيام به سابقًا، مثل ملء الاستمارات أو تقييد نظامك الغذائي. بالنسبة إلى بعض الأشعة، قد تحتاج إلى الصيام لفترة زمنية معينة قبل الفحص على سبيل المثال.
- دوّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة بمتلازمة أيزنمينجر. وحاول أن تتذكر وقت ظهورها. وكن محددًا عند ذكر الأيام والأسابيع والشهور، وحاول تجنب المصطلحات الغامضة مثل "منذ فترة".
- دوّن المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك التاريخ العائلي للإصابة بعيوب القلب أو ارتفاع الضغط الرئوي أو أمراض الرئة أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو أي مرض من أمراض الإجهاد الأساسية أو أي تغيرات حديثة في الحياة.
- وضع قائمة بجميع الأدوية، بالإضافة إلى أي فيتامينات أو مكملات غذائية تتناولها. واحرص أيضًا على إخبار الطبيب إذا توقفت عن تناول أي أدوية مؤخرًا.
- اصطحب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء معك إن أمكن. ففي بعض الأحيان، يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال موعدك الطبي. قد يتذكَّر الشخص الذي يُرافقكَ شيئًا قد فاتكَ أو نسيتَه.
- دوّن الأسئلة التي ستطرحها على الطبيب.
قد يكون وقتك مع الطبيب محدودًا؛ ولذا يمكن أن يساعدك إعداد قائمة بالأسئلة على تحقيق الاستفادة القصوى من وقتك معه. رتب أسئلتك من الأكثر إلى الأقل أهمية تحسبًا لنفاد الوقت. بالنسبة إلى متلازمة أيزنمينجر، تشمل بعض الأسئلة الأساسية التي يجب أن تطرحها على الطبيب ما يلي:
- ما الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض التي تظهر علىّ أو لحالتي؟
- ما أنواع الفحوصات التي سأحتاج إلى إجرائها؟
- ما العلاج الذي سأحتاج إليه؟
- ما المستوى المناسب من النشاط البدني؟
- كم مرة أحتاج إلى المتابعة معك؟
- لديّ حالات مرضية أخرى. كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا؟
- هل يجب عليّ الالتزام بأي قيود؟
- هل يمكنك أن توصي باختصاصي يتمتع بخبرة في علاج متلازمة أيزنمينجر؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي إلى المنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة إضافية خلال الموعد الطبي بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها لطرحها على الطبيب.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة. ولا شك أن الاستعداد بالإجابات عنها سيوفر وقتًا مناسبًا لأي نقاط أخرى ترغب في مناقشتها. قد يطرح عليك الطبيب الأسئلة الآتية:
- هل تم تشخيصك بأي عيب في القلب أو فرط ضغط الدم الرئوي من قبل؟ إذا حدث ذلك بالفعل، فما العلاجات التي وصفها الطبيب لحالتك؟
- هل ذكر لك أحد أطبائك من قبل أنك مصاب بنفخة قلبية، لكنك لم تتابع التشخيص؟ وإذا حدث ذلك، فمتى؟
- متى بدأت تشعر بالأعراض لأول مرة؟
- هل الأعراض التي تشعر بها مستمرة أم عرضية؟
- ما مدى شِدَّة أعراضك؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- هل يوجد أي شيء يزيد حدة الأعراض سوءًا؟
التحديث الاخير:
July 29th, 2021