يسبب مرض الزهايمر فقدانًا تدريجيًا لخلايا الدماغ يؤدي إلى فقدان الذاكرة وتدهور مهارات التفكير الأخرى.
داء الزهايمر هو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه. داء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخَرَف؛ فهو حالة تتضمن انخفاضًا مستمرًّا في القدرة على التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية؛ ما يؤثر سلبًا في قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل.
يعيش في الولايات المتحدة نحو 5.8 ملايين شخص مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فما فوق. ومنهم 80% بعمر 75 فما فوق. ومن بين نحو 50 مليون شخص مصاب بالخَرَف على مستوى العالم، يُقدر أن نسبة المصابين بداء الزهايمر منهم تتراوح بين 60% إلى 70%.
تشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث الأخيرة أو المحادثات. ومع تفاقم المرض، سيشعر المصاب بداء الزهايمر باختلال شديد في الذاكرة ويفقد القدرة على أداء المهام اليومية.
قد تحسِّن الأدوية من الأعراض مؤقتًا أو تبطئ تفاقمها. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تساعد هذه العلاجات الأشخاصَ المصابين بداء الزهايمر على زيادة الأداء الوظيفي والمحافظة على اعتمادهم على أنفسهم لبعض الوقت. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات المختلفة على دعم الأشخاص المصابين بداء الزهايمر ومقدمي الرعاية لهم.
لا يوجد علاج لدرجة الشفاء من داء الزهايمر أو إيقاف التغيرات التي يحدثها في الدماغ. وفي مراحل متقدمة من المرض، تؤدي المضاعفات الناجمة عن التدهور الخطير في وظائف الدماغ، مثل الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى، إلى الوفاة.
فقدان الذاكرة هو العرض الرئيسي لداء الزهايمر. تتضمن العلامات المبكرة صعوبة تذكُّر الأحداث أو المحادثات الأخيرة. ومع تقدم المرض، تتفاقم اعتلالات الذاكرة وتظهر الأعراض الأخرى.
في البداية، قد يكون الشخص المُصاب بداء الزهايمر واعيًا بوجود صعوبة في تذكُّر الأشياء وتنظيم الأفكار. ومن المحتمل جدًا أن يلاحظ أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء كيفية تفاقُم الأعراض.
تؤدي التغيرات الدماغية المرتبطة بداء الزهايمر إلى زيادة الصعوبات في الحالات الآتية:
تنتابُ كل شخصٍ هفوات في الذاكرة بين الحين والآخر، لكن فقدان الذاكرة المرتبط بداء الزهايمر يستمر ويزداد سوءًا؛ ما يؤثر في القدرة على أداء وظائف العمل أو المنزل.
قد يفعل الأشخاص المصابون بداء الزهايمر ما يلي:
يؤدي داء الزهايمر إلى صعوبة في التركيز والتفكير، وخاصةً حين يتعلَّق الأمر بالمفاهيم المجردة مثل الأرقام.
يصبح تنفيذ عدة مهام في الوقت نفسه أمرًا صعبًا على وجه الخصوص، وقد تصعُب إدارة الشؤون المالية وموازنة دفاتر الشيكات ودفع الفواتير وقت استحقاقها. في النهاية، قد لا يتمكن الشخص المصاب بداء الزهايمر من تمييز الأرقام وإجراء العمليات الحسابية.
يتسبب داء الزهايمر في تدهور القدرة على اتخاذ قرارات وأحكام صائبة في المواقف اليومية. على سبيل المثال، قد تصبح اختيارات الشخص سيئة أو غير معهودة في التفاعلات الاجتماعية أو يرتدي ملابس غير مناسبة للطقس. وقد تزداد صعوبة الاستجابة بطريقة صحيحة للمشكلات اليومية، مثل حرق الطعام على الموقد أو اتخاذ مواقف غير متوقعة أثناء القيادة.
مع تفاقم المرض، تصعُب مزاولة الأنشطة الروتينية التي كانت معتادة سابقًا وتتطلب خطوات متسلسة، مثل التخطيط لوجبة وطهيها أو ممارسة لعبة مفضلة. وفي نهاية الأمر، ينسى الأشخاص المصابون بداء الزهايمر في المراحل المتأخرة غالبًا كيفية أداء المهام الأساسية، مثل ارتداء الملابس والاستحمام.
يمكن لتغيُّرات الدماغ المصاحبة لمرض الزهايمر التأثير على الحالة المزاجية والسلوك. وقد تتضمن المشاكل ما يلي:
يُحافظ على العديد من المهارات الهامة لفترات أطول بالرغم من تفاقم الأعراض. قد تَتضمن المهارات التي يُحافظ عليها القراءة أو الاستماع إلى الكتب المنطوقة، وسرد القصص والذكريات، والغناء، والاستماع إلى الموسيقى، والرقص، والرسم، أو القيام بالحِرف.
ويُمكن الحفاظ على هذه المهارات لفتره أطول؛ لأنها يتحكم فيها أجزاء من المخ تُصاب لاحقًا بالضرر أثناء المسار المتوقع للمرض.
يمكن أن يؤدي الأمر بعدد من الحالات، بما في ذلك الحالات التي يمكن علاجها، إلى فقدان الذاكرة أو أعراض الخرف الأخرى. إذا كنت قلقًا بشأن ذاكرتك أو مهارات تفكير أخرى، فتحدث إلى طبيبك لإجراء تقييم وتشخيص شامل.
إذا كنت مهتمًّا بمهارات التفكير التي تلاحظها في أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، فتحدث عن مخاوفك واطلب منهم الذهاب إلى موعد الطبيب.
الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بداء الزهايمر ليست مفهومة تمامًا. ولكن بشكل أساسي، ثمة بروتينات في الدماغ لا تؤدي وظيفتها على نحو طبيعي، وتؤثر في عمل خلايا الدماغ (الخلايا العصبية) وتطلق سلسلة من المواد السامة. فتتعرض الخلايا العصبية للتلف وتفقد الاتصال بين بعضها البعض وتموت في النهاية.
ويعتقد العلماء أن داء الزهايمر يحدث في معظم الأشخاص بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية المتعلقة بنمط الحياة وتؤثر في الدماغ بمرور الوقت.
ويحدث الزهايمر في أقل من 1% بسبب تغييرات وراثية محددة تتسبب في أن يُصاب الشخص بالمرض. حيث ينتج عن هذه الحوادث النادرة عادةً ظهور المرض في منتصف العمر.
ويبدأ التلف في أغلب الأحيان في منطقة معينة من الدماغ تتحكم في الذاكرة، ولكن تبدأ العملية قبل ظهور الأعراض الأولى بأعوام. ثم ينتشر فقدان الخلايا العصبية في مناطق أخرى بالدماغ بوتيرة متوقعة إلى حد ما. وينكمش الدماغ بشكل كبير بمجرد الوصول إلى المراحل المتأخرة من المرض.
ويركز الباحثون الذين يحاولون فهم سبب الإصابة بداء الزهايمر على دور نوعين من البروتينات:
التقدم في السن هو أكبر عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى الإصابة بداء الزهايمر. والزهايمر ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، ولكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر
كشفت إحدى الدراسات على سبيل المثال أنه تُجرى سنويًا أربعة تشخيصات جديدة لكل 1000 شخص تتراوح أعمارهم بين 65 و74، بالإضافة إلى 32 تشخيصًا جديدًا لكل 1000 شخص تتراوح أعمارهم بين 75 و84، إلى جانب 76 تشخيصًا جديدًا لكل 1000 شخص في سن 85 وأكثر.
يزداد إلى حد ما خطر إصابتك بداء الزهايمر في حالة إصابة أحد أقارب الدرجة الأولى بالمرض، مثل والديك أو إخوتك. ما زالت معظم الآليات الوراثية لانتقال داء الزهايمر بين العائلات مجهولة إلى حد كبير، كما أن العوامل الوراثية معقدة إلى حد ما.
ومن العوامل الوراثية المفهومة جيدًا هو تكون جين صميم البروتين الشحمي E. إن التبايُن في جين APOE e4، يزيد خطرَ الإصابة بداء الزهايمر. يحمل نحو 25 في المئة إلى 30 في المئة من السكان أليل APOE e4، لكن لا يُصاب بالمرض كل الأشخاص ممَّن لديهم هذا التبايُن الجيني.
حدَّد العلماء تغيُّرات نادرة (طفرات) تحدُث في ثلاثة جينات، وتُؤدِّي قطعًا إلى إصابة الشخص الوارث لأحدها بداء الزهايمر. ولكن تمثل نسبة هذه الطفرات أقل من 1 في المئة بين الأشخاص المصابين بداء الزهايمر.
يُصاب عدد كبير ممن لديهم متلازمة داون بداء الزهايمر. ومن المحتمل أن يعزو السبب في ذلك إلى وجود ثلاث نسخ من كروموسوم 21 - ومن ثم ثلاث نسخ من جين البروتين وهو ما يمكن أن ينجم عنه تكوّن بروتين بيتا أميلويد. تظهر علامات وأعراض داء الزهايمر وأعراضه قبل فترة تتراوح بين عشر وعشرين عامًا لدى المصابين بمتلازمة داون أكثر من العامة.
ويبدو أن هناك اختلافًا بسيط في الخطورة بين الرجال والنساء، ولكن، بصورةٍ عامةٍ، هناك عدد أكبر من النساء لديهم هذا المرض لأنهم يعيشون أطول من الرجال عامةً.
يمثل الاختلال المعرفي المعتدل ضعفًا في الذاكرة أو مهارات التفكير الأخرى أكبر من المعتاد بالنسبة إلى عمر الشخص، ولكن هذا الضعف لا يمنع الشخص من المشاركة في البيئات الاجتماعية أو بيئات العمل.
كما أن المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل معرضون بشكل كبير لمخاطر الإصابة بالخرف. وعندما يكون العجز الأساسي للاختلال المعرفي المعتدل في الذاكرة، فمن المحتمل أن تتطور الحالة ويصبح المريض مصابًا بالخرف بسبب داء الزهايمر. يشجع تشخيص الاختلال المعرفي المعتدل على التركيز بدرجة أكبر على تغيير نمط الحياة الصحي ووضع إستراتيجيات للتعويض عن فقدان الذاكرة وتحديد مواعيد منتظمة مع الطبيب لمتابعة الأعراض.
إن الأشخاص الذين تعرَّضوا من قبل لإصابة رضحية عنيفة في الرأس هم أكثر عُرضة للإصابة بداء الزهايمر. وأثبتت العديد من الدراسات واسعة النطاق أن خطورة الإصابة بالخَرَف وداء الزهايمر تزداد بين الأشخاص في سن الخمسين فما فوق ممن تعرضوا لإصابة رضحية في الدماغ. كما يزداد الخطر بين الأشخاص الذي تعرضوا لإصابات رضحية في الدماغ وكانت هذه الإصابات متعددة وأكثر خطورة. وتشير بعض الدراسات إلى أن الخطر قد يكون أعلى ما يمكن أثناء الشهور الستة الأولى وحتى عامين بعد الإصابة الرضحية في الدماغ.
وقد أشارت دراسات أُجريّت على الحيوانات أن جسيمات التلوث العالقة بالهواء قد تسرع من تدهور الجهاز العصبي. وأوضحت الدراسات التي أُجريّت على الإنسان أن التعرض لتلوث الهواء، وخاصةً التلوث الناجم من عوادم المرور وحرق الأخشاب، يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالخرف.
كان تناول كميات كبيرة من الكحول معروفًا منذ فترة طويلة أنه يسبب تغييرات في الدماغ. واكتشفت العديد من الدراسات والمراجعات أن اضطرابات تعاطي الكحول كانت ترتبط بالتعرض بشكل أكبر لمخاطر الخرف، وبالتحديد الخرف المبكر.
أثبتت الأبحاث أن أنماط سوء النوم، مثل صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم، لها علاقة بتزايد التعرض بشكل أكبر لمخاطر داء الزهايمر.
أظهرت الأبحاث أن نفس عوامل الخطر المصاحبة لمرض القلب قد تزيد أيضًا من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وهي تتضمن:
يمكن تعديل جميع هذه العوامل. لذا، فإن تغيير عادات نمط الحياة يمكن أن يسهم في تعديل المخاطر التي تتعرض لها إلى حدٍّ ما. فعلى سبيل المثال، نجد أن ممارسة التدريبات بانتظام، وتناوُل وجبات صحية منخفضة الدهون وغنية بالفواكه والخضراوات تقترن عادةً بانخفاض مخاطر تطوُّر مرض ألزهايمر.
لقد وجدت الدراسات ارتباطًا بين المشاركة طوال الحياة في الأنشطة التحفيزية العقلية والاجتماعية وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر. يبدو أن مستويات التعليم المتدنية — الأقل من التعليم الثانوي — هي إحدى عوامل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
قد يؤدي فقدان الذاكرة واللغة، واختلال الحكم، وغيرها من التغيرات المعرفية التي يسببها داء الزهايمر، إلى زيادة صعوبة علاج حالات صحية أخرى. قد لا يستطيع الشخص المصاب بداء الزهايمر القيام بما يلي:
مع تفاقم داء الزهايمر ووصوله إلى مراحله الأخيرة، تبدأ التغيرات الدماغية في التأثير على الوظائف الجسدية، كالبلع، والتوازن، والتحكم في وظائف الأمعاء والمثانة. قد تزيد هذه التأثيرات من إمكانية التعرض لمشكلات صحية أخرى، مثل:
لا يمكن الوقاية من داء الزهايمر. لكن، يمكن تعديل نمط الحياة لتجنب عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بداء الزهايمر. وتشير الأدلة إلى أن التغييرات في النظام الغذائي وممارسة التمارين واتباع العادات الصحية، كالخطوات التي تحد من خطر الإصابة بالمرض القلبي الوعائي، قد تقلل أيضًا من خطر الإصابة بداء الزهايمر وغيره من الاضطرابات التي تسبب الخَرَف. وتتضمن خيارات نمط الحياة المفيد لصحة القلب التي قد تقلل من خطر الإصابة بداء الزهايمر ما يلي:
قد أظهرت الدراسات أنَّ الحفاظ على مهارات التفكير عند تقدم العمر وانخفاض خطر الإصابة بداء الزهايمر يرتبطان بالمشاركة في الفعاليات الاجتماعية والقراءة والرقص ولعب ألعاب الطاولة والإبداع والعزف على آلة موسيقية، وغيرها من الأنشطة التي تتطلب المشاركة العقلية والاجتماعية.
يتضمن جزء مهم من تشخيص داء الزهايمر القدرة على شرح أعراضك، بالإضافة إلى رأي أحد أفراد الأسرة المقربين أو أحد الأصدقاء بشأن الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية. كما يعتمد تشخيص داء الزهايمر على الاختبارات التي يجريها طبيبك لتقييم مهارات الذاكرة والتفكير.
وقد تعمل الفحوصات المختبرية والتصويرية على استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، أو ربما تساعد الطبيب على تمييز المرض الذي يسبب أعراض الخرف على نحو أفضل.
لكن لا يُشخّص مرض الزهايمر بشكل مؤكد تمامًا إلا بعد الوفاة، عندما يكشف الفحص المجهري للدماغ عن اللويحات والحُبَيكات المميزة.
قد تشمل إجراءات التشخيص الفحوصات التالية:
سيُجري الطبيب فحصًا جسديًا، وقد يقيّم الصحة العصبية بشكل عام من خلال فحص ما يلي:
وقد تساعد اختبارات الدم الطبيب على استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى التي تسبب فقدان الذاكرة والارتباك، مثل اضطراب الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات.
قد يجري الطبيب فحصًا بسيطًا للحالة العقلية لتقييم الذاكرة وغيرها من مهارات التفكير. يمكن أن توفر الأشكال الأطول من الفحوصات العقلية العصبية تفاصيل إضافية بشأن الوظيفة العقلية مقارنة بالأشخاص في العمر نفسه ومستوى التعليم نفسه. ومن الممكن أن تساعد هذه الفحوصات في التشخيص وتشكل نقطة بداية لتتبع تقدم الأعراض في المستقبل.
تُستخدم صور الدماغ الآن بشكل أساسي لتحديد التشوهات المرئية المرتبطة بحالات أخرى غير داء الزهايمر، مثل السكتات الدماغية أو الصدمات أو الأورام، التي قد تسبب تغيرًا إدراكيًا. قد تسمح التقنيات التصويرية الجديدة، المستخدمة حاليًا في المراكز الطبية الأساسية أو في التجارب السريرية، للأطباء باكتشاف تغيرات محددة في الدماغ ناتجة عن داء الزهايمر.
وتشمل تقنيات تصوير بنية الدماغ ما يلي:
يمكن إجراء تصوير عمليات المرض عن طريق التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. أثناء إجراء التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، يُحقَن متتبع إشعاعي منخفض المستوى في الدم لكشف سمات خاصة في الدماغ. وقد يتضمن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني ما يلي:
وفي ظروف خاصة، مثل الخرف المتفاقم بسرعة أو الخرف المرتبط بملامح غير نمطية أو الخرف المبكر، قد تُستخدم فحوصات أخرى لقياس بروتين تاو وأميلويد بيتا غير الطبيعي في السائل الدماغي النخاعي.
يعمل الباحثون على تطوير فحوص يمكنها قياس المؤشرات البيولوجية لعمليات المرض في الدماغ.
قد تحسن هذه الفحوص بما فيها فحوص الدم دقة التشخيصات وتتيح التشخيص المبكر قبل ظهور الأعراض. يوجد فحص دم للكشف عن بلازما Aβ حاليًا، واعتُمد حديثًا في الولايات المتحدة من مراكز خدمات Medicare و Medicaid للسماح بتوزيعه في السوق.
بوجه عام، لا يوصى بالفحص الجيني في روتين تقييم داء الزهايمر. ويُستثنى من هذا الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع داء الزهايمر المبكر. يوصى بمقابلة استشاري وراثيات لمناقشة مخاطر الفحص الجيني وفوائده قبل إجراء أي فحوص.
يمكن لأدوية داء الزهايمر الحالية أن تساعد لفترة محدودة على علاج الأعراض التي تصيب الذاكرة والتغيرات الإدراكية الأخرى. يستخدم نوعان من الأدوية حاليًا لعلاج الأعراض المعرفية:
مثبطات الكولينستيراز. تعمل هذه الأدوية عن طريق زيادة مستويات التواصل من خلية لأخرى من خلال الحفاظ على الناقل الكيميائي المستنزف في الدماغ بسبب داء آلزهايمر. وهذه هي الأدوية الأولى التي جُرّبت في الغالب، ويشعر معظم الأشخاص بتحسن طفيف في الأعراض عند استخدامها.
قد تعمل أيضًا مثبطات الكولينستيراز على تحسين الأعراض العصبية والعقلية، مثل الهياج أو الاكتئاب. تشتمل مثبطات الكولينستيراز الموصوفة بشكل شائع على دونيبيزيل (أريسيبت)، وغالانتامين (رزاديين) وريفاستيغمين (إكسيلون).
وتتضمن الآثار الجانبية الأساسية لهذه الأدوية الإسهال والغثيان وفقدان الشهية واضطرابات النوم. أما بالنسبة إلى الأشخاص المصابين ببعض اضطرابات القلب، فقد تتضمن الآثار الجانبية الخطيرة اضطراب النظم القلبي.
في يونيو 2021، اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عقار الأدوكانوماب (Aduhelm) لعلاج بعض حالات داء آلزهايمر. وهذا هو أول عقار يُعتمد في الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج السبب الكامن وراء داء آلزهايمر من خلال استهداف اللويحات النشوية في المخ وإزالتها. اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العقار بشرط إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد فوائده. يحتاج الخبراء كذلك إلى تحديد المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من العقار.
في بعض الأحيان، يمكن وصف أدوية أخرى، مثل مضادات الاكتئاب للمساعدة على التحكم في الأعراض السلوكية المرتبطة بداء آلزهايمر.
إنَّ تكييف الحالة المعيشية مع احتياجات شخص مصاب بداء الزهايمر من الأمور المهمة في أي خطة علاجية. وكذلك يمكن جعل الحياة أسهل بكثير على الشخص المصاب بداء الزهايمر عن طريق إيجاد عادات يومية إيجابية وتعزيزها وتقليل المهام التي تعتمد على الذاكرة إلى الحد الأدنى.
يمكنك اتباع هذه الخطوات لدعم ثقة المريض في نفسه، واستمرار قدرته على أداء المهام المختلفة:
يُروّج للكثير من العلاجات العشبية المختلفة والفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى باعتبارها مستحضرات قد تدعم الصحة المعرفية أو تقي من داء الزهايمر أو تؤخر الإصابة به. لكن التجارب السريرية أسفرت عن نتائج متباينة مع القليل من الأدلة التي تدعم فكرة أن هذه المستحضرات علاجات فعالة.
وتَشمل بعض العلاجات التي دُرسَت مؤخرًا:
فيتامين E. على الرغم من أن فيتامين E لا يقي من داء الزهايمر، فإن تناول 2000 وحدة دولية يوميًا قد يساعد على تأخير تقدم المرض لدى الأشخاص المصابين فعليًا بالمرض في مرحلة خفيفة أو متوسطة. لكن نتائج الدراسة كانت مختلطة، حيث أظهر بعضها فقط فوائد بسيطة. ستكون هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحث بشأن السلامة عند تناول 2000 وحدة دولية يوميًا من فيتامين E بالنسبة لمرضى الخرف قبل أن يُوصى به بشكل روتيني.
حيث يمكن أن تتداخل المكملات الغذائية التي يُروّج لها لتعزيز الصحة المعرفية مع طريقة عمل الأدوية التي تتناولها لداء الزهايمر أو الحالات الصحية الأخرى. تعاون مع فريق الرعاية الصحية لوضع خطة علاج آمنة باستخدام أي أدوية موصوفة أو غير موصوفة أو مكملات غذائية.
تعزِّز خيارات نمط الحياة الصحية من فرصة التمتُّع بصحة عامة جيدة، وقد تلعب دورًا في الحفاظ على الصحة المعرفية.
يُمثل الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية جزءًا مهمًا من خطة العلاج. فيمكن أن تساعد الأنشطة الحركية مثل المشي يوميًا على تحسين المزاج والمحافظة على سلامة المفاصل والعضلات والقلب. ويُمكن أن تُعزِّز التمارين الرياضية كذلك النوم الهادئ وتقي من الإمساك، كما أنها تفيد شركاء الرعاية.
قد يظل بإمكان الأشخاص المصابين بداء الزهايمر، والذين يَجدون صعوبة في المشي، استخدام الدراجة الثابتة أو ممارسة تمارين الإطالة باستخدام أشرطة تمارين مطاطية أو المشاركة في التمارين الرياضية على كرسي ثابت. ويمكنك العثور على برامج التمارين الرياضية المُصمَّمة لتناسب البالغين الأكبر سنًا على التلفاز أو أقراص الفيديو الرقمية DVD.
قد ينسى المصابون بداء الزهايمر تناول الطعام، أو يفقدون الاهتمام بإعداد الوجبات، أو لا يتناولون مجموعة من الأطعمة الصحية. بل قد ينسون أيضًا شرب سوائل كافية، ما يسبب لهم الجفاف والإمساك.
ينبغي أن توفر لهم ما يلي:
التفاعلات والأنشطة الاجتماعية يمكن أن تدعم القدرات والمهارات التي يُحافَظ عليها. إن القيام بأشياء ذات مغزًى وممتعة يُعَدُّ أمرًا مهمًّا لعافية الشخص المصاب بداء الزهايمر. قد تتضمن هذه:
يعاني الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر من مزيج من العواطف؛ كالارتباك والإحباط والغضب والخوف والشك والحزن والاكتئاب.
فإذا كنت تقوم برعاية شخص ما مصاب بالزهايمر، فقد تكون طوق نجاة له للتكيف مع المرض بوجودك بجانبه للاستماع له وطمأنته بأن الحياة لا تزال ممتعة، مع توفير الدعم وبذل أقصى ما في الوسع لمساعدة هذا الشخص على الحفاظ على كرامته واحترامه لذاته.
كما أن وجود بيئة هادئة ومستقرة داخل المنزل لا شك سيقلل من المشكلات السلوكية. مما يزيد من إثارة القلق لدى المريض تعرضه لمواقف جديدة أو ضوضاء أو وجوده بين مجموعات كبيرة من الناس أو الضغط عليه أو حثه بشدة ليتذكر شيئًا ما أو يُطلب منه إنجاز مهام معقدة. بمجرد أن يصل الشخص المصاب بمرض الزهايمر إلى الاضطراب والقلق، فسرعان ما تتدهور قدرته على التفكير بوضوح أكثر من ذي قبل.
تقديم الرعاية لشخص مصاب بداء الزهايمر هو أمرٌ مهم على المستويين البدني والنفسي. مشاعر الغضب والذنب والإحباط والتوتر وعدم التشجيع والقلق والحزن والعزلة الاجتماعية تُعَد شيئًا شائعًا.
يمكن أن يؤثر تقديم الرعاية على الصحة الجسدية لمقدمي الرعاية. ولكن ينبغي عليك التركيز على أن احتياجاتك وسلامتك الخاصة هي أهم الأشياء التي يمكنك أن تمنحها لنفسك وللشخص المصاب بداء الزهايمر.
إذا كنتَ من مقدمي الرعاية لشخص مصاب بداء الزهايمر، يمكنك مساعدة نفسك بواسطة:
يستفيد العديد من المصابين بداء الزهايمر وعائلاتهم من الاستشارة أو خدمات الدعم المحلية. تواصَلْ مع رابطة الزهايمر المحلية التابع لها لتصلك بمجموعات الدعم، والأطباء، واختصاصيي العلاج المهني، والمصادر والمرجعيات، ووكالات الرعاية المنزلية، ودور الرعاية المقيمة، وخط تليفون للمساعدة، وندوات تعليمية.
تتطلب الرعاية الطبية لفقدان الذاكرة أو فقدان مهارات التفكير الأخرى عادةً استراتيجية الفريق أو استراتيجية تشمل الزوج/الزوجة. إذا كنت قلقًا بشأن فقدان الذاكرة أو الأعراض المرتبطة به، فاطلب من قريب أو صديق مقرب الذهاب معك لزيارة الطبيب. يمكن أن يساعد الزوج/الزوجة على الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الطبيب، فضلاً عن تقديم الدعم اللازم خلال الزيارة.
إذا كنتَ مرافقًا لشخص خلال زيارته للطبيب، فقد يكون دورك هو تقديم بعض تفاصيل التاريخ الطبي أو أفكارك بشأن التغييرات التي قد لاحظتها. فهذا العمل الجماعي هو جزء مهم من الرعاية الطبية خلال الزيارات الأولية وأيضًا خلال خطة العلاج.
قد يحيلك طبيب الرعاية الأولية إلى طبيب أعصاب أو طبيب نفسي أو اختصاصي طب النفس العصبي أو أي اختصاصي آخر من أجل تقييم الحالة بشكل أدق.
يمكنك التحضير من أجل موعدك الطبي من خلال تدوين أكبر قدر ممكن من المعلومات لمشاركته. قد تشمل المعلومات ما يلي:
غالبًا سيطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة التالية لفهم سبب حدوث تغيُّرات في الذاكرة أو مهارات التفكير الأخرى. وإذا رافقت أحد الأشخاص إلى موعد طبي، فاستعدَّ لتقديم وجهة نظرك عند الضرورة. قد يطرح عليك الطبيب الأسئلة الآتية:
October 19th, 2021