إصابة الكفة المدورة


عادة ما يحدث هذا الاضطراب الشائع بالكتف بسبب الحركة المتكررة أعلى الرأس في الأعمال أو الرياضات. قد تتطلب التمزقات الشديدة في الكفة المدورة إجراء جراحة.


الكُفة المدوّرة هي مجموعة من العضلات والأوتار المحيطة بمفصل الكتف، ووظيفتها هي الإبقاء على رأس عظام الذراع ثابتةً في تجويفها في عظمة الكتف. وتسبب إصابات الكُفة المدوّرة ألمًا في الكتف، ويزداد سوءًا عند استخدام ذلك الجانب من الجسم.

وتجدُر الإشارة إلى أن إصابات الكُفة المدوّرة شائعة وتزداد مع تقدم العمر. وقد تحدث هذه الإصابة مبكرًا عند الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم إجراء حركات فوق مستوى الرأس بشكل متكرر. ومن الأمثلة على ذلك الرسامون والنجارون.

كما يمكن للعديد من الأشخاص المصابين بمرض الكُفة المدوّرة التحكم في أعراضهم والعودة إلى الأنشطة مع تمارين العلاج الطبيعي التي تعمل على تحسين مرونة وقوة العضلات المحيطة بمفصل الكتف.

وفي بعض الأحيان، يحدث تمزق كامل في الكُفة المدوّرة نتيجة إصابة واحدة. وفي مثل هذه الظروف، يجب تقديم تقييم طبي في أقرب وقت ممكن لمناقشة احتمالية الجراحة. ويُذكر أنه قد لا تكون تمزقات الكُفة المدوّرة الممتدة قابلة للتثبيت، وقد يكون من الممكن نقل أوتار بديلة أو استبدال المفصل.


يمكن أن يتخذ الألم المصاحب لإصابة الكُفة المدوّرة السمات التالية:

  • يمكن وصفه بأنه وجع كليل مستمر عميق في الكتف
  • مزعج أثناء النوم
  • يجعل من الصعب تمشيط شعرك أو امتداد يدك إلى خلف ظهرك
  • يصاحبه ضعف في الذراع

متى تزور الطبيب؟

يمكن لطبيب العائلة أن يُقيِّم ألم الكتف القصير الأجل. توجَّه إلى الطبيب على الفور إذا ما كنت تعاني من ضعف مباشر في ذراعك بعد حدوث إصابةٍ ما.


قد يَنتج داء تمزُّق الكُفة المدوَّرة نتيجة إصابة قوية للكتف، أو تلف مستمر أو تآكل واهتراء لأنسجة تلكَ الأربطة. الأنشطة المتكررة الموجودة على مستوًى أعلى من الرأس، أو رفع أشياء ثقيلة لفترات طويلة من الوقت، قد يسبِّب تهيُّجَ أو تلفَ هذه الأربطة.


وعادة ما تتسبَّب العوامل الآتية في زيادة خطر إصابتكَ بالكُفة المدوّرة:

  • العمر. مع تقدُّمكِ في العمر، يزداد خطر إصابتكِ بالكُفة المدوّرة. تشيع الإصابة بالكُفة المدوّرة لدى مَن تجاوزت أعمارهم 60 عامًا.
  • أعمال التشييد. تتطلب المهن مثل النجارة أو دهان المنزل حركات متكررة للذراع، غالبًا بمستوى أعلى من الرأس، والتي يمكن بدورها أن تُلحق الضرر بالكُفة المدوّرة بمرور الوقت.
  • التاريخ العائلي المرضي. قد يكون هناك مُكوّن وراثي مسؤول عن إصابات الكُفة المدوّرة، حيث يبدو أنها تحدث بشكل أكثر شيوعًا لدى عائلات محددة.

قد تُؤدِّي مشاكل إصابة الكفَّة المدورة في حال عدم علاجها إلى ضعف الحركة أو فقدانها بشكل دائم، وقد تُؤدِّي أيضًا إلى تنكُّس تدريجي في مِفصل الكتف. على الرغم من أن راحة كتفك ضرورية للشفاء، فإن إبقاء كتفكَ ثابتًا لفترة طويلة يُمكِن أن يتسبَّب في أن يُصبِح النسيج الضام الذي يُحيط بالمِفصل سميكًا ومشدودًا (كتف متجمِّدة).


إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بالكُفة المدورة أو تعرضت لإصابة الكُفة المدورة في الماضي، فإن تمارين تقوية الكتف اليومية يمكن أن تساعد على منع الإصابة في المستقبل.

يقوم معظم الأشخاص بتمرين عضلات الصدر والكتف والجزء العلوي من الذراع، لكن من المهم أيضًا تقوية عضلات الجزء الخلفي من الكتف والمحيطة بلوح الكتف لتحسين توازن عضلات الكتف. يمكن لطبيبك أو اختصاصي العلاج الطبيعي مساعدتك على وضع نظام لممارسة التمارين.


وخلال الفحص البدني، سيضغط الطبيب على أماكن متفرقة من الكتف ويحرك الذراع في مواضع مختلفة. كما ستجري أو يجري فحصًا لاختبار قوة العضلات حول الكتفين والذراعين.

وفي بعض الحالات قد يوصي أو توصي بإجراء تصوير مثل:

  • الأشعة السينية. وعلى الرغم من عدم ظهور تمزق الكفة المدورة في الأشعة السينية، فإن هذا الفحص يستطيع إظهار النتوءات العظمية أو أي أسباب محتملة أخرى للألم — مثل التهاب المفاصل.
  • الموجات فوق الصوتية. يستخدم هذا النوع من الفحوصات الموجات الصوتية لإنتاج صور للتركيبات داخل الجسم خاصة الأنسجة الرخوة مثل العضلات والأوتار. وتسمح أيضًا بإجراء الفحص الحركي، وتقييم تركيبات الكتف في أثناء حركته. كما يسمح بإجراء مقارنة سريعة بين الكتف المصابة والأخرى السليمة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). تستخدم هذه التقنية الموجات الإشعاعية مغناطيس قوي. وتعرض الصور المأخوذة جميع تركيبات الكتف بأدق تفاصيلها. وتعتمد جودة الصور على جودة الأجهزة المستخدمة إلى حدٍ كبير.

وأحيانًا ما تكون العلاجات التحفظية - مثل الراحة والثلج والعلاج الطبيعي - كافية للتعافي من إصابة الكُفة المدوّرة. وإذا كانت الإصابة شديدة، فقد تحتاج إلى إجراء عملية جراحية.

الحُقَن

إذا لم تخفف العلاجات التحفظية من الألم، فقد يوصي طبيبك بحقن ستيرويد في مفصل كتفك، خصوصًا إذا كان الألم يعيق نومك أو أنشطتك اليومية أو علاجك الطبيعي. على الرغم من أن هذه الحقن غالبًا ما تكون مفيدة بشكل مؤقت، فإنه يجب استخدامها بحكمة لأنها قد تسهم في إضعاف الوتر وقد تقلل من فرص نجاح الجراحة إذا لزم إجراؤها في النهاية.

العلاج

عادة ما يَكون العلاج الطبيعي أحد أوائل العلاجات التي قد يَقترحها الطبيب. يمكن أن تُساعد التدريبات المصممة خصيصًا للمكان المحدد المصاب بتمزق الكُفة المدوّرة في استعادة مرونة وقوة الكتف. العلاج الطبيعي هو أيضًا جزء مهم من عملية التعافي بعد إجراء الجراحة في الكُفة المدوّرة.

الجراحة

تتوفر أنواع مختلفة ومتعددة للعمليات الجراحية لعلاج إصابات الكَفة المدوّرة، ومنها:

  • إصلاح الأوتار بمنظار المفاصل. في هذا الإجراء، يُدخل الجرَّاحون كاميرا صغيرة للغاية (منظار المفصل) وأدوات من خلال شقوق صغيرة لإعادة ربط الأوتار الممزقة بالعظام.
  • إصلاح الأوتار المفتوح. في بعض الحالات، قد يكون إصلاح الأوتار المفتوح خيارًا أفضل. وفي هذه الأنواع من العمليات الجراحية، يعمل الجرَّاح من خلال شق أكبر لإعادة ربط الوتر التالف بالعظام.
  • نقل الأوتار. في بعض الحالات قد يكون الوتر ممزقًا إلى الحد الذي لا يسمح بإعادة ربطه بعظام الذراع؛ وعندئذٍ قد يقرر الجرَّاحون استخدام وتر قريب كبديل له.
  • استبدال الكتف. قد تتطلب إصابات الكَفة المدوّرة البالغة إجراء جراحة استبدال الكتف. لتحسين استقرار المفصل الصناعي، ثمة إجراء مبتكر (رأب مفصل الكتف المعكوس) يتضمن تثبيت الجزء الكروي من المفصل الصناعي على لوح الكتف وجزء التجويف على عظم الذراع.

غالبًا ما يقل الألم الناجم عن إصابة الكفة المدوّرة الطفيفة من تلقاء نفسه، عند توفر الرعاية المناسبة. توقفي عن فعل ما يسبب الألم وحاولي تجنب الحركات المؤلمة. قلِّلي من رفع الأحمال الثقيلة أو ممارسة الأنشطة على مستوى أعلى من الرأس حتى تسكُن آلام كتفكِ. قد يساعدك وضع الثلج على كتفكِ على الشعور بالتحسن. وقد تساعدكِ أيضًا مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل الأيبوبروفين (أدفيل، موترين آي بي) أو الأسِيتامينُوفين (تايلينول، وغير ذلك).


ستبدأ على الأرجح بالرجوع إلى طبيب العائلة أو طبيب الطب الرياضي. فإذا كانت إصابتك شديدة، فقد تُحال إلى جراح تقويم العظام. وإذا كان قد تم علاجك من مشكلة مماثلة في الماضي، فقد تحتاج إلى إحضار السجلات السابقة ودراسات التصوير معك إلى موعدك الطبي.

ما يمكنك فعله

قبل موعد الزيارة، قد ترغب في أن تكتب قائمة تجاوب فيها على الأسئلة التالية:

  • متى شعرت بألم الكتف لأول مرة؟
  • ما الحركات والأنشطة التي تزيد من تفاقم ألم الكتف؟
  • هل أُصيبت كتفك من قبل؟
  • هل شعرت بأي أعراض بالإضافة لألم الكتف؟
  • هل ينتقل الألم إلى الذراع أسفل المرفق؟
  • هل ألم الكتف يصاحبه أي ألم بالرقبة؟
  • هل تؤدي وظيفتك أو هوايتك إلى تفاقم ألم الكتف؟

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة. قد يحفظ لك الاستعداد للإجابة عن الأسئلة مزيدًا من الوقت للتطرق إلى أي نقاط تريد أن تركز عليها. قد يسأل طبيبك الأسئلة التالية:

  • أين يوجد الألم بالضبط؟
  • ما هي حدة ما تعانيه من ألم؟
  • ما الحركات والأنشطة التي تؤدي إلى تفاقم أو راحة ألم الكتف؟
  • هل تشعر بأي ضعف أو تنميل في ذراعك؟


التحديث الاخير:

December 9th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام