الصرع


اعرف المزيد حول أعراض الصرع، والأسباب المحتملة للإصابة بالصرع وكيفية علاجه، بما في ذلك خيارات العلاج الجراحية.


الصرع هو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي يتسبب في أن يصبح نشاط الدماغ غير طبيعي، ما يؤدي إلى نوبات صرع أو فترات من السلوكيات والأحاسيس غير العادية، وأحيانًا فقدان الوعي.

يمكن أن يُصاب أي شخص بالصرع. فيصيب الصرع الذكور والإناث من جميع الأعراق والخلفيات والأعمار.

يمكن أن تختلف أعراض نوبات الصرع اختلافًا كبيرًا. فيُحملِق بعض المصابين بالصرع ببساطة في الفراغ أثناء النوبة لبضع ثوانٍ، بينما تتشنج ذراعا أو قدما الآخرين مرارًا. ولا يمكن تشخيصك بالصرع بسبب نوبة واحدة. فيتطلب تشخيص الصرع عمومًا حدوث نوبتين دون محفز معروف على الأقل، على أن يفصل بينهما 24 ساعة.

يمكن أن يتحكم العلاج بالأدوية وأحيانًا الجراحة في نوبات الصرع عند أغلب المصابين. ويحتاج بعض الناس إلى العلاج مدى الحياة للسيطرة على نوبات الصرع، بينما تختفي في النهاية مع آخرين. وقد يُشفَى بعض الأطفال المصابين بالصرع مع تقدم العمر.


نظرًا لأن الصرع ناتج عن نشاط غير طبيعي في المخ، فمن الممكن أن تؤثر النوبات على أي عملية ينسقها الدماغ. قد تشمل مؤشرات نوبة الصرع وأعراضها ما يلي:

  • التشوش المؤقت
  • التحديق في الفراغ
  • تيبس العضلات
  • انتفاضات بالذراعين والساقين لا يمكن السيطرة عليها
  • فقدان الوعي أو الإدراك
  • أعراض نفسية مثل الخوف أو التوتر أو وهم سبق الرؤية (ديجا فو)

وتختلف الأعراض تبعًا لنوع النوبة. وفي معظم الحالات، عادةً ما يصاب الشخص المصاب بالصرع بنفس نوع النوبة في كل مرة؛ ومن ثم فإن الأعراض تكون متشابهة من نوبة إلى أخرى.

وبوجه عام، يصنّف الأطباء نوبات الصرع إلى نوبات بؤرية أو نوبات معمَّمة، وذلك بناءً على المنطقة التي يبدأ منها نشاط الدماغ غير الطبيعي وطريقة بدء هذا النشاط.

نوبات الـصرع البؤرية

حينما تكون نوبات الصرع ناتجة عن نشاط غير طبيعي في منطقة واحدة فقط من الدماغ، فإنها تسمى نوبات الصرع البؤرية. وتنقسم هذه النوبات إلى نوعين:

  • نوبات الصرع البؤرية دون فقدان الوعي. يُطلق على هذه النوبات مصطلح نوبات الصرع الجزئية البسيطة، وهي لا تُسبب فقدان الوعي. وقد ينتج عنها تغير في المشاعر، أو تغير في شكل الأشياء أو رائحتها أو ملمسها أو طعمها أو صوتها. ويشعر البعض بحالة وهم سبق الرؤية. يمكن أيضًا أن يؤدي هذا النوع من النوبات إلى حدوث تشنجات لا إرادية في بعض أجزاء الجسم، مثل الذراع أو الساق، بالإضافة إلى أعراض حسية عفوية، مثل الوخز والدوار ورؤية أضواء وامضة.
  • نوبات الصرع البؤرية مع ضعف في الوعي. تُعرف باسم نوبات الصرع الجزئية المُعقدة، ويصاحبها حدوث تغير في الوعي أو الإدراك أو فقدانهما. وقد يبدو هذا النوع من النوبات كأنه حلم. أثناء النوبة البؤرية المصحوبة بضعف الوعي، قد يبدو الشخص محدقًا في الفضاء ولا يستجيب بشكل طبيعي لما يدور حوله، أو ربما تصدر عنه حركات متكررة، مثل فرك اليدين أو المضغ أو البلع أو المشي في دوائر.

وقد يحدث خلط بين أعراض نوبات الصرع البؤرية وبعض الاضطرابات العصبية الأخرى، مثل الشقيقة (الصداع النصفي) أو التغفيق أو الأمراض العقلية. ويستلزم الأمر الخضوع لفحوص واختبارات دقيقة لتمييز الصرع عن الاضطرابات الأخرى.

النوبات الصرعية المتعمِّمة

تُعرف نوبات الصرع -التي تبدو أنها تصيب جميع أجزاء الدماغ- بالنوبات الصرعية المتعمِّمة. وتوجد ستة أنواع من النوبات الصرعية المتعمِّمة، وهي:

  • النوبات الصرعية المصحوبة بغيبة. كانت تُعرف النوبات الصرعية المصحوبة بغيبة سابقًا بنوبات الصرع الصغير، وتصيب الأطفال عادةً. وتتضمن أعراضها التحديق في الفراغ مع صدور حركة بسيطة من الجسم أو بدونها مثل طرف العينين أو لعق الشفتين وتستمر لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 ثوانٍ. وقد تحدث هذه النوبات في شكل مجموعات، وقد يتكرر حدوثها 100 مرة يوميًّا، وتتسبب في فقدان الوعي لفترة وجيزة.
  • النوبات الصرعية التوترية. تُحدث النوبات الصرعية التوترية تيبسًا في العضلات وقد تؤثر على الوعي. وعادةً ما توثر هذه النوبات الصرعية على عضلات الظهر والذراعين والساقين، وقد تتسبب في سقوط المصاب على الأرض.
  • النوبات الصرعية الارتخائية. تسبب النوبات الصرعية الارتخائية -المعروفة أيضًا بنوبات الصرع المصحوبة بالسقوط- فقدان السيطرة على العضلات. وكثيرًا ما تؤدي إلى انهيارك أو سقوطك على الأرض لأنها تُصيب الساقين في الغالب.
  • النوبات الصرعية الرمعية. ترتبط النوبات الصرعية الرمعية بتكرار حركات عضلية ارتعاشية متكررة أو منتظمة. وعادةً ما تصيب هذه النوبات الرقبة والوجه والذراعين.
  • النوبات الصرعية الرمعية العضلية. عادةً ما تظهر النوبات الصرعية الرمعية العضلية على شكل نفضات أو تشنجات قصيرة ومفاجئة في الجزء العلوي من الجسم والذراعين والساقين.
  • النوبات الصرعية التوترية الرمعية. النوبات الصرعية التوترية الرمعية -المعروفة سابقًا بنوبات الصرع الكبير- هي أصعب أنواع النوبات الصرعية. ويمكن أن تسبب فقدانًا مفاجئًا للوعي، وتيبسًا أو تشنجًا أو رعشة بالجسم. وفي بعض الأحيان، تسبب فقدان القدرة على التحكم في المثانة أو عض اللسان.

متى ينبغي زيارة الطبيب

اطلب المساعدة الطبية العاجلة في الحالات التالية:

  • استمرار نوبة الصرع لأكثر من خمس دقائق
  • عدم معاودة التنفس أو الوعي بعد انتهاء النوبة
  • حدوث نوبة صرع ثانية خلال فترة قصيرة
  • الإصابة بحمى شديدة.
  • في حال الحمل.
  • الإصابة بداء السكري
  • إيذاء النفس أثناء النوبة.
  • استمرار الإصابة بنوبات صرع على الرغم من تناول الأدوية المضادة للنوبات.

وإذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها لنوبة صرع، فاحرص على استشارة الطبيب.


لا يوجد سبب محدد للصرع لدى نصف المصابين بهذه الحالة المرضية. أما لدى نصف المصابين الآخرين، فقد يرجع ذلك إلى عوامل متنوعة، نذكر منها ما يلي:

  • التأثير الوراثي. إن بعض أنواع الصرع، المصنَّفة حسب نوع النوبة التي تُصيبك أو الجزء المصاب بالدماغ، تسري في العائلة. وفي هذه الحالات، من المرجح وجود تأثير وراثي.

    يربط الباحثون بعض أنواع الصرع بجينات محددة، لكن الجينات ليست سوى جانب واحد من سبب الصرع لدى معظم الأشخاص. فقد تتسبب جينات محددة في جعل الشخص أكثر حساسية لظروف بيئية تتسبب في نوبات الصرع.

  • إصابة الرأس. يمكن أن يحدث الصرع نتيجة لإصابة الرأس الناجمة عن حادث سيارة أو أي إصابة رضحية أخرى.
  • الشذوذات الدماغية. يمكن أن يحدث الصرع بسبب الشذوذات الدماغية مثل أورام الدماغ، أو التشوهات الوعائية مثل التشوه الشرياني الوريدي والتشوهات الكهفية. تُعد السكتة الدماغية السبب الرئيسي للإصابة بالصرع لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا.
  • حالات العدوى. يمكن أن يؤدي أيضًا التهاب السحايا وفيروس نقص المناعة البشري والتهاب الدماغ الفيروسي وبعض الالتهابات الطفيلية إلى الإصابة بالصرع.
  • إصابة قبل الولادة. يكون الأطفال قبل الولادة سريعي الإصابة بتلف الدماغ، التي يمكن أن تنتج عن عدة عوامل مثل إصابة الأم بعدوى أو سوء التغذية أو نقص الأكسجين. يمكن أن يؤدي تلف الدماغ إلى الإصابة بالصرع أو الشلل الدماغي.
  • اضطرابات النمو. قد يرتبط الصرع في بعض الأحيان باضطرابات النمو مثل التوحُّد.

هناك عوامل معينة قد تزيد من خطر إصابتك بالصرع:

  • العمر. بداية الإصابة بالصرع هي أكثر شيوعًا في الأطفال والبالغين الأكبر سنًّا، ومع ذلك قد يحدث المرض في أي عمر.
  • التاريخ المرضي للعائلة. إذا كان لديك تاريخ عائلي من مرض الصرع، فقد تكون في خطر متزايد للإصابة بنوبات الصرع.
  • إصابات الرأس. تتسبب إصابات الرأس في بعض حالات الصرع. ويمكنك التقليل من ذلك الخطر من خلال ارتداء حزام الأمان أثناء ركوب السيارة وارتداء خوذة أثناء ركوب الدراجات والتزلج وركوب الدراجات النارية أو الانخراط في أنشطة أخرى تزداد بها مخاطر إصابة الرأس.
  • السكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية. يمكن أن تؤدي أمراض السكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية إلى تلف في الدماغ قد يحفز حدوث نوبات الصرع. بإمكانك اتباع عدد من الخطوات للحد من خطر إصابتك بهذه الأمراض، بما في ذلك الحد من تناول الكحوليات وتجنُّب تدخين السجائر واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
  • الخرَف. يمكن أن يزيد الخرَف من خطر إصابة البالغين الأكبر سنًّا بالصرع.
  • عدوى الدماغ. يمكن لحالات العدوى، مثل التهاب السحايا الذي يسبب التهابًا في الدماغ أو الحبل النخاعي، أن تزيد من خطر إصابتك بالصرع.
  • الإصابة بنوبات الصرع في مرحلة الطفولة. ترتبط أحيانًا الإصابة بحُمى شديدة في مرحلة الطفولة بحدوث نوبات الصرع. ولكن الأطفال الذين تعرضوا لنوبات الصرع نتيجة لحُمى شديدة لن يُصابوا بالصرع عمومًا. يزداد خطر إصابة الطفل بالصرع إذا تعرض لنوبة صرع طويلة مصحوبة بحُمى شديدة أو كان لديه مرض آخر في الجهاز العصبي أو تاريخ عائلي من الإصابة بمرض الصرع.

قد يؤدي حدوث نوبات الصرع في أوقات ما إلى حدوث ظروف خطيرة عليك أو على الآخرين.

  • السقوط. عند السقوط أثناء نوبات الصرع، يمكن أن تتعرض لإصابة في الرأس أو كسر في العظام.
  • الغرق. إذا كنت مصابًا بالصرع، فأنت معرَّض للغرق ضعف الآخرين بمقدار 13 أو 19 مرة أثناء السباحة أو الاستحمام، وذلك بسبب احتمالية حدوث نوبة صرع أثناء وجودك في الماء.
  • حوادث السيارات. يمكن أن تكون نوبة الصرع التي تسبب فقدان الوعي أو التحكم خطيرة في حالة القيادة أو العمل على معدات أخرى.

    العديد من الولايات لديها قيود على رخصة القيادة متعلقة بقدرة السائق على التحكم في نوبات الصرع، وتفرض حدًّا أدنى من الوقت الذي لا يشعر فيه السائق بنوبات الصرع، وتتراوح من أشهر إلى سنوات قبل السماح له بالقيادة.

  • مضاعفات الحمل. حدوث نوبات الصرع أثناء فترة الحمل يعرِّض كلًّا من الأم والطفل للخطر، كما تزيد بعض الأدوية المحددة المضادة للصرع من خطر التشوهات الخلقية. إذا كنتِ مصابة بالصرع، وتفكرين في حدوث الحمل، فتحدَّثي إلى طبيبك عندما تخططين للحمل.

    أغلب السيدات المصابات بالصرع يمكنهن الحمل والحصول على أطفال أصحاء. ستحتاجين إلى المراقبة الحذرة خلال فترة الحمل، وقد تحتاجين إلى تعديل الأدوية. من الهام جدًّا التعاون مع طبيبك لتخطيط الحمل.

  • مشكلات الصحة النفسية. يُعد الأشخاص المصابون بالصرع أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات النفسية، وخاصة الاكتئاب والقلق والأفكار والسلوكيات الانتحارية. وقد تكون هذه المشكلات ناتجة عن صعوبات التعامل مع الحالة نفسها والآثار الجانبية للأدوية، ولكن حتى الأشخاص الذين يسيطرون على الصرع لديهم جيدًا يُعدون أكثر عرضة للإصابة بها.

بعض مضاعفات الصرع الأخرى المهددة للحياة غير شائعة، ولكنها محتملة الحدوث مثل:

  • حالة صرعية. تحدُث هذه الحالة إذا كنتَ في حالة من نشاط نوبة صرع مستمرة تستمر لأكثر من خمس دقائق، أو إذا كانت نوبات صرع متكررة الحدوث بدون استعادة الوعي بالكامل فيما بينها. الأشخاص المصابون بهذه الحالة الصرعية معرَّضون بشكل أكبر لخطر تلف الدماغ الدائم والموت.
  • الموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع (SUDEP). المصابون بالصرع معرَّضون بنسبة بسيطة لخطر الموت غير المتوقَّع المفاجئ. السبب في هذا غير معلوم، ولكن أظهرت بعض الأبحاث أن ذلك قد يحدث نتيجة لأمراض في القلب أو التنفس.

    أما المصابون بنوبات صرع توترية رمعية متكررة، أو الذين لا تسيطر الأدوية على نوبات الصرع لديهم، فهم معرَّضون بشكل أكبر لخطر الموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع. وبوجه عام، تبلغ نسبة الوفاة نتيجة للموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع 1 بالمئة تقريبًا من المصابين بالصرع. وهذه الحالة الأكثر شيوعًا بين المصابين بالصرع الحاد الذي لا يستجيب للعلاج.


لتشخيص حالتك، سيستعرض الطبيب الأعراض التي تشكو منها وتاريخك الطبي. قد يطلب الطبيب عدة اختبارات لتشخيص الصرع وتحديد سبب حدوث النوبات. قد يشمل تقييمك:

  • فحص عَصَبي. قد يختبر طبيبك سلوكك، وقدراتك الحركية، ووظائفك العقلية، ووظائف أخرى لتشخيص حالتك وتحديد نوع الصرع المصاب به.
  • اختبارات الدم. قد يأخذ الطبيب عينة دم للتحقق من عدم وجود علامات للإصابة بعدوى أو أمراض وراثية أو حالات أخرى قد تكون ذات صلة بالنوبات.

وقد يقترح الطبيب أيضًا الخضوع لاختبارات للكشف عن وجود تشوُّهات في الدماغ، وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:

  • مخطط كهربية الدماغ (EEG). هذا الاختبار هو الأكثر شيوعًا والذي يُستخدَم لتشخيص الصرع. ففي هذا الاختبار، تُلصَق أقطاب كهربائية في فروة الرأس بمادة لاصقة لينة أو غطاء رأس. تُسجِّل الأقطاب الكهربائية النشاط الكهربي في مخك.

    إذا كنت مصابًا بالصرع، فمن الشائع حدوث تغيرات في النمط الطبيعي للموجات الدماغية حتى وإن لم تكن تعاني من نوبة. قد يراقبك طبيبك من خلال الفيديو أثناء إجراء مخطط كهربية الدماغ أثناء اليقظة أو النوم لتسجيل أي نوبات قد تمر بها. فمن الممكن أن يساعد تسجيل النوبات الطبيب على تحديد نوع النوبات التي تحدث لك أو استبعاد بعض الحالات الأخرى.

    يمكن إجراء الاختبار في عيادة الطبيب أو في المستشفى. وقد تخضع أيضًا لإجراء مخطط كهربية الدماغ المتنقل، فترتدي الجهاز في المنزل بينما يسجِّل جهاز مخطط كهربية الدماغ نشاط النوبات على مدار بضعة أيام، إذا كان ذلك مناسبًا لحالتك.

    قد يعطيك الطبيب تعليمات بفعل شيء يحفز النوبات، مثل أخذ قسط بسيط من النوم قبل الخضوع للفحص.

  • مخطط كهربية الدماغ عالي الكثافة.. في شكل مختلِف من أشكال اختبار مخطط كهربية الدماغ، قد يوصي طبيبك بإجراء تخطيط كهربية الدماغ عالي الكثافة الذي يبعد الأقطاب الكهربائية أكثر من تخطيط كهربية الدماغي التقليدي - نحو نصف سنتيمتر. فمن الممكن أن يساعد مخطط كهربية الدماغ عالي الكثافة طبيبك في تحديد المناطق التي تصيبها النوبات في دماغك بدقة أكبر.
  • التصوير المقطعي المحوسب. يستخدم التصوير المقطعي المحوسب الأشعة السينية للحصول على صور مقطعية للدماغ. ويتمكن التصوير المقطعي المحوسب من إظهار اضطرابات الدماغ، مثل الأورام والنزيف والكيسات، والتي ربما تكون السبب في إصابتك بالنوبات.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيسًا قويًّا وموجات لاسلكية لإنشاء عرض مفصَّل للدماغ. وقد يتمكن طبيبك من الكشف عن الآفات أو الاضطرابات الموجودة في الدماغ، والتي من الممكن أن تكون سبب حدوث النوبات.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. يقيس التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي التغيّرات التي تحدث في تدفق الدم أثناء عمل أجزاء محدَّدة من الدماغ. وقد يستخدم الأطباء التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي قبل الجراحة لتحديد الأماكن الدقيقة لمراكز الوظائف الحيوية، مثل الكلام والحركة، حتى يتمكن الجراحون من تجنب إصابة هذه الأماكن أثناء الجراحة.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. أثناء التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، تُحقَن كمية ضئيلة من المادة المشعة بجرعة منخفضة داخل الوريد للمساعدة في إظهار النشاط الأيضي للدماغ والكشف عن وجود أي اضطرابات. حيث تشير مناطق الدماغ التي يكون فيها الأيض منخفضًا إلى المكان الذي تحدث فيه النوبات.
  • التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة (SPECT). يُستخدَم هذا النوع من الفحوصات في المقام الأول إذا كنت قد خضعت لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي ومخطط كهربية الدماغ لكنهما لم يُشيرا إلى مكان بدء النوبات في الدماغ.

    أثناء التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة (SPECT)، تُحقَن كمية ضئيلة من المادة المشعة بجرعة منخفضة داخل الوريد لتكوين خريطة مفصلة ثلاثية الأبعاد لنشاط تدفق الدم في دماغك أثناء التعرض للنوبات. حيث تشير مناطق الدماغ التي يكون فيها تدفق الدم أعلى من الطبيعي أثناء النوبة إلى المكان الذي تحدث فيه النوبات.

    وقد يُجري الأطباء أيضًا شكلًا من أشكال اختبار التصوير مقطعي محوسب بالفوتونات المفردة يسمى التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة الطرحي للنوبة المسجَّل مع التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يعطي نتائج أكثر تفصيلًا عن طريق تداخل نتائج التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة مع نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ المريض.

  • الاختبارات العصبية النفسية. يقيِّم الطبيب في هذه الاختبارات تفكيرك، وذاكرتك، ومهارات الكلام لديك. تساعد نتائج الاختبار الأطباء على تحديد المناطق المصابة في دماغك.

إلى جانب نتائج الاختبار الخاصة بك، قد يستخدم طبيبك مجموعة من تقنيات التحليل للمساعدة في تحديد مكان بداية النوبات في المخ:

  • رسم الخرائط الإحصائية البارامترية (SPM). رسم الخرائط الإحصائية البارامترية هي طريقة لمقارنة مناطق الدماغ التي يزيد فيها تدفق الدم أثناء النوبات مع أدمغة طبيعية غير مصابة، والتي يمكن أن تعطي الأطباء فكرة عن مكان بداية النوبات.
  • تصوير المصدر الكهربي (ESI). تصوير المصدر الكهربي هو تقنية لأخذ بيانات مخطط كهربية الدماغ وعرضها على التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لتوضح للأطباء مكان حدوث النوبات.
  • تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG). تخطيط الدماغ المغناطيسي يقيس الحقول المغناطيسية الناتجة عن نشاط المخ لتحديد المناطق المحتمَل حدوث نوبات بها مع بدايتها.

يمنحك التشخيص الدقيق لنوع النوبة ومكان بدايتها أفضل فرصة لإيجاد علاج فعال.


يبدأ الأطباء علاج الصرع عادةً عن طريق الدواء. وإذا لم تعالج الأدوية الحالة، فقد يقترح الأطباء إجراء جراحة أو استخدام نوع آخر من العلاج.

الدواء

يمكن لمعظم المصابين بالصرع التعافي من نوبات الصرع عن طريق تناول دواء واحد مضاد لنوبات الصرع. وقد يتمكن آخرون من الحد من تكرار الإصابة بالنوبات الـمَرَضية وشدتها عن طريق تناول مجموعة من الأدوية.

ويمكن للعديد من الأطفال المصابين بالصرع الذين لا تظهر عليهم أعراض الصرع التوقف عن تناول الأدوية في نهاية المطاف والعيش دون التعرض لنوبات مَرَضية على الإطلاق. كما يمكن للعديد من البالغين التوقف عن تناول الأدوية بعد عامين أو أكثر دون نوبات مَرَضية. سينصحك طبيبك بالوقت المناسب للتوقف عن تناول الأدوية.

قد يكون العثور على الدواء المناسب والجرعة الصحيحة المناسبين أمرًا معقدًا. سيراعي طبيبك حالتك وعمرك ومدى تكرار النوبات الـمَرَضية وغيرها من العوامل الأخرى عند اختيار الدواء الذي يجب وصفه. وسيراجع طبيبك أيضًا أي أدوية أخرى قد تتناولها للتأكد من أن الأدوية المضادة للصرع لن تتعارض معها.

من المحتمل أن يصف طبيبك أولاً دواءً واحدًا بجرعة منخفضة نسبيًّا، وقد يزيد الجرعة تدريجيًّا للسيطرة على نوبات الصرع على نحو جيد.

يوجد أكثر من 20 نوعًا مختلفًا من الأدوية المضادة لنوبات الصرع. ويحدد الطبيب الدواء المناسب لعلاج الصرع بناءً على نوع نوبات الصرع التي تصيبك وعلى عوامل أخرى مثل عمرك والحالات الصحية الأخرى.

قد يكون لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية. وتشمل الآثار الجانبية الخفيفة ما يلي:

  • الإرهاق
  • الدوار
  • زيادة الوزن
  • فقدان كثافة العظم
  • الطفح الجلدي
  • الترنح
  • مشاكل النطق
  • مشكلات الذاكرة والتفكير

وتتضمن الآثار الجانبية الأكثر حدة، ولكنها نادرة، ما يلي:

  • الاكتئاب
  • أفكار وسلوكيات انتحارية
  • طفح جلدي شديد
  • التهاب بعض الأعضاء، مثل الكبد

لتحقيق أفضل قدر من السيطرة على النوبات المَرَضية باستخدام الأدوية، اتبع الخطوات التالية:

  • تناوَل الأدوية بدقة حسب إرشادات الطبيب.
  • اتصل دائمًا بطبيبك قبل التحول إلى إصدار عام من دوائك، أو عند تناول الأدوية الأخرى المصروفة بوصفة طبية أو الأدوية المتاحة دون وصفة طبية أو علاجات الأعشاب.
  • ولا تتوقف أبدًا عن تناول دوائك دون الرجوع إلى طبيبك.
  • أخبر طبيبك على الفور إذا لاحظت مشاعر اكتئاب جديدة أو متزايدة أو أفكار انتحارية أو تغيرات غير عادية في مزاجك أو سلوكك.
  • وأخبر طبيبك إذا كنت تصاب بحالات الشقيقة (الصداع النصفي). فقد يصف الأطباء أحد الأدوية المضادة للصرع التي يمكن أن تمنع حالات الشقيقة (الصداع النصفي) وتعالج الصرع.

ويتمكن ما لا يقل عن نصف الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم حديثًا بالصرع من التعافي من النوبات المَرَضية مع العلاج الأول. وإذا لم تقدم الأدوية المضادة للصرع نتائج مُرضية، فقد يقترح طبيبك إجراء جراحة أو الخضوع لعلاجات أخرى. ستُحدد لك مواعيد متابعة منتظمة مع طبيبك ليقيم حالتك وأدويتك.

الجراحة

عندما لا تساعد الأدوية في السيطرة بدرجة كافية على نوبات الصرع، قد تكون الجراحة أحد الخيارات المتاحة. فيزيل الجرَّاح المنطقة التي تسبب نوبات الصرع في الدماغ من خلال جراحة علاج الصرع.

يجري الأطباء عادةً الجراحة عندما تُبين الاختبارات ما يلي:

  • ظهور النوبات في منطقة صغيرة ومحددة في الدماغ
  • عدم تداخل المنطقة الموجودة في الدماغ، التي تخضع للعملية الجراحية، مع الوظائف الحيوية مثل الكلام أو اللغة أو الوظائف الحركية أو الرؤية أو السمع

بالنسبة إلى بعض أنواع الصرع، قد تقدم الإجراءات طفيفة التوغل مثل الاستئصال بالليزر التجسيمي الموجَّه بصور الرنين المغناطيسي علاجًا فعالاً عندما تكون العملية الجراحية المفتوحة خطرًا بالغًا. في هذه الإجراءات، يوجه الأطباء شعاع ليزر حراري على المنطقة المتسببة في نوبات الصرع من الدماغ لتدمير تلك الأنسجة في محاولة للتحكم على نحو أفضل في نوبات الصرع.

رغم أن العديد من المصابين يستمرون في تناول بعض الأدوية للمساعدة على منع نوبات الصرع بعد الخضوع لجراحة ناجحة، فإنك قد تتمكن من تناول كمية أقل من الأدوية وبجرعات قليلة.

في عدد قليل من الحالات، قد تسبب جراحة الصرع مضاعفات مثل التأثير الدائم على قدرات التفكير (القدرات المعرفية). تحدث مع الجرَّاح عن تجاربه ومعدلات النجاح ومعدلات صعوبة العملية التي تفكر في إجرائها.

العلاجات

بالإضافة إلى تناول الأدوية والخضوع للجراحة، توفِّر طرق العلاج المحتملة التالية بديلاً مناسبًا لعلاج الصرع:

  • تنبيه العصب المبهم. في طريقة تحفيز العصب المُبهَم، يزرع الأطباء جهازًا يشبه منظم ضربات القلب يُسمى بمُحفِّز العصب المُبهَم تحت جلد الصدر. تُوصَّل أسلاك ممتدة من جهاز التحفيز بالعصب المُبهَم في رقبتك.

    يرسل الجهاز الذي يعمل بالبطارية دفعات من الطاقة الكهربية إلى الدماغ عبر العصب المُبهَم. ولم يتضح بعد كيفية كبت نوبات الصرع بهذه الطريقة، ولكن بإمكان الجهاز في العادة تقليل النوبات بنسبة 20 إلى 40%.

    من الضروري أن يستمر أغلب المرضى في أخذ الدواء المضاد للصرع، رغم أنه يمكن لبعضهم تقليل جرعة الدواء. قد تظهر آثار جانبية نتيجة تحفيز العصب المُبهَم، مثل الشعور بألم في الحلق، أو بحة في الصوت، أو ضيق في النفس، أو سعال.

  • النظام الغذائي الكيتوني. تمكَّن بعض الأطفال المصابين بالصرع من تقليل النوبات عن طريق اتباع نظام غذائي صارم يتسم بكثرة الدهون وقلة الكربوهيدرات.

    في هذا النظام، المعروف بالنظام الغذائي الكيتوني، يكسر الجسم الدهون بدلاً من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة. بعد مرور بضع سنوات، قد يتمكن بعض الأطفال من التوقُّف عن النظام الغذائي الكيتوني - تحت إشراف الطبيب المختص - والشفاء من نوبات الصرع.

    استشر الطبيب إذا كنت تفكر في خضوعك أنت أو طفلك للنظام الغذائي الكيتوني. ومن المهم الحرص على عدم تعرُّض طفلك لسوء التغذية عند اتِّباعه النظام الغذائي.

    قد تنجم آثار جانبية عن النظام الغذائي الكيتوني، وتشمل: الجفاف، والإمساك وبطء النمو؛ نظرًا لسوء التغذية، بالإضافة إلى تراكُم حمض اليوريك في الدم الذي قد يؤدي إلى تكوُّن حصوات الكلى. لكن هذه الآثار الجانبية غير شائعة في حال تطبيق النظام الغذائي على النحو الصحيح، وتحت إشراف طبي.

    قد ينطوي الالتزام بالنظام الغذائي الكيتوني على بعض الصعوبات. يوفر النظام الغذائي منخفض المؤشر الغلايسيمي، ونظام أتكينز المعدل بديلين أقل صرامةً، وقد يوفِّران بعض الفوائد للسيطرة على نوبات الصرع.

  • الاستثارة العميقة للدماغ. أثناء إجراء الاستثارة العميقة للدماغ، يزرع الجراحون أقطابًا كهربية داخل جزء محدد من الدماغ، وهو طبقة المِهاد عادةً. وتتصل هذه الأقطاب الكهربائية بمولِّد يُزرع في صدر المريض. ويرسل المولِّد بانتظام نبضات كهربائية إلى دماغك على فترات، ويمكن أن يحد ذلك من نوبات الصرع لديك. يُستخدم تحفيز الدماغ العميق غالبًا للأشخاص الذين لا تتحسن نوبات الصرع لديهم.
  • التنبيه العصبي المستجيب. يمكن أن تساعد الأجهزة المنزرعة التي تشبه منظم ضربات القلب على الحد من عدد نوبات الصرع التي تحدث بنسبة كبيرة. تحلل أجهزة التحفيز الاستجابي أنماط نشاط الدماغ للكشف عن نوبات الصرع فور بدئها وتوصِّل شحنة كهربائية أو دواءً لإيقاف النوبة قبل أن تتسبب في إعاقة. تُظهر الأبحاث أن هذا العلاج محدود الآثار الجانبية ويمكن أن يخفف نوبات الصرع لفترة طويلة.

العلاجات المحتمَلة في المستقبل

يدرس الباحثون العديد من العلاجات الجديدة المحتملة للصرع، والتي تشمل ما يلي:

  • التحفيز المتواصل لموضع حدوث النوبة (التحفيز القشري). أثبت التحفيز القشري -أو التحفيز المتواصل لموضع معيَّن من الدماغ تحت مستوى ملحوظ بصورة مادية- كفاءته في تحسين عواقب نوبة الصرع وجودة الحياة لدى بعض المصابين بالصرع، إذ يعمل التحفيز القشري على منع حدوث النوبة قبل أن تبدأ. وقد ينجح هذا الأسلوب في العلاج مع الأشخاص الذين تحدث لهم نوبات تبدأ في موضع من الدماغ لا يمكن استئصاله لأنه يؤثِّر على وظائف الكلام والحركة (قشرة اللغة والإحساس). ومن ناحية أخرى، قد يفيد الأشخاص الذين تشير سمات نوباتهم إلى انخفاض فرص نجاح العلاج لديهم باستخدام التحفيز العصبي الاستجابي.
  • الجراحة طفيفة التوغل. إن الأساليب الجراحية الجديدة طفيفة التوغل، مثل الجراحة باستخدام الموجات فوق الصوتية الموجَّهة بصور الرنين المغناطيسي، تبشر بعلاج نوبات الصرع مع تقليل المخاطر نسبيًا عن مخاطر جراحات الدماغ المفتوحة التقليدية لعلاج الصرع.
  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. يُكوِّن التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة مجالات مغناطيسية مركزة في مواضع الدماغ التي تحدث بها نوبات الصرع، وذلك لعلاج نوبات الصرع دون الحاجة إلى جراحة. وقد يُستخدم مع المرضى الذين تحدث نوبات الصرع لديهم بالقرب من قشرة الدماغ، وكذلك المرضى الذين لا تصلح لهم الجراحة.
  • التحفيز الخارجي للعصب التوأمي الثلاثي (العصب الخامس). وهو يشبه تحفيز العصب المُبهَم (العصب العاشر)، حيث إن هذا الجهاز يحفز أعصابًا معينة لتقليل نوبات الصرع. ولكن على العكس من عملية تحفيز العصب المُبهَم، يرتدي المريض هذا الجهاز على جسمه فلا يلزم إجراء عملية جراحية لزرعه. وتشير الدراسات إلى أن التحفيز الخارجي للعصب التوأمي الثلاثي قد حقق تحسنًا ملحوظًا في السيطرة على نوبات الصرع واضطرابات الحالة المزاجية.

يمكن أن يساعدك فهم حالتك على التحكم فيها على نحو أفضل:

  • تناول الأدوية على نحو صحيح. لا تغيّر الجرعة التي تتناولها قبل استشارة طبيبك. وإذا شعرت أنك بحاجة إلى تغيير الدواء، فناقش ذلك الأمر مع الطبيب.
  • احصل على قسط كافٍ من النوم. يمكن أن تتسبَّب قلة النوم في حدوث نوبات صرعية. واحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة كل ليلة.
  • ارتدِ سوار تنبيه طبيًا. سيساعد هذا السوار طاقم الطوارئ في معرفة كيفية علاجك على نحو صحيح.
  • مارس التمارين الرياضية. قد تساعد ممارسة التمارين على الحفاظ على صحتك الجسدية وتقليل الاكتئاب. واحرص على شرب كميات كافية من المياه، واسترح إذا شعرت بالتعب أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

بالإضافة إلى ذلك، اتبع نمط حياة صحيًا من خلال التحكم في التوتر والحد من تناول المشروبات الكحولية وتجنب التدخين.


قد يطغى الشعور بالارتباك من جراء النوبات الخارجة عن السيطرة وآثارها على الحياة، أو أنها قد تؤدي إلى الاكتئاب. المهم ألا تدع الصرع يتغلب عليك. فما زال بإمكانك أن تعيش حياتك كاملة وبنشاط طبيعي. وللتأقلم مع الحالة:

  • عليك بتوعية نفسك وأصدقائك وعائلتك بمرض الصرع حتى تتفهم أنت ومن حولك طبيعة الحالة.
  • حاول تجاهل ردود الأفعال السلبية الصادرة من الآخرين. من المفيد الوعي بطبيعة الصرع حتى تعرف الحقائق والمفاهيم المغلوطة عن المرض. وحاول أن تحافظ على روح الدعابة لديك.
  • استقل بحياتك قدر الإمكان. واصل عملك إن أمكن. وإن كنت لا تستطيع القيادة بسبب نوبات الصرع، فالجأ إلى الخيارات المتاحة من وسائل المواصلات العامة الأقرب إليك. فإن لم يتوفر لك هذا أو ذاك، ففكر في الانتقال إلى مدينة متوفر بها وسائل مواصلات عامة جيدة.
  • اذهب إلى طبيب يروق لك وترتاح إليه.
  • حاول ألا تشغل بالك طوال الوقت بالإصابة بالنوبات.
  • انضم إلى مجموعة دعم لمرضى الصرع للالتقاء بأشخاص يتفهمون ما تمر به.

فإذا كانت نوباتك بالغة الحدة بدرجة تجعلك غير قادر على العمل خارج منزلك، فستظل أمامك طرق للشعور بالإنتاجية والتواصل مع الآخرين. يمكنك مثلاً التفكير في خيار العمل من المنزل.

أخبر الأشخاص الذين تعمل وتعيش معهم بالطريقة السليمة للتعامل مع نوبات الصرع في حال حدوثها. وربما تقدم لهم اقتراحات، مثل:

  • حرّك الشخص المصاب بعناية ليكون على أحد جانبيه لتجنب اختناقه.
  • ضَع شيئًا ناعمًا تحت رأسه.
  • أرخِ الملابس الضيقة المحيطة برقبته.
  • تجنَّب وضع أصابعك أو أي شيء آخر داخل فمه. فما من شخص "ابتلع" لسانه خلال نوبة صرع مطلقًا، حيث يستحيل ذلك بدنيًا.
  • لا تحاول إيقاف حركاته أثناء النوبة.
  • في حال تحرك الشخص، أبعِد الأغراض الخطرة عنه.
  • ابقَ معه حتى وصول المسعفين.
  • راقِبه عن كثب لتتمكن من إخبار المسعفين بتفاصيل ما حدث.
  • سجّل أوقات النوبات.
  • كن هادئًا أثناء النوبات.

يُفضل أن تبدأ بزيارة طبيب العائلة أو الممارس العام. لكن في بعض الحالات عند الاتصال لحجز موعد، يمكن أن تُحال على الفور إلى اختصاصي، كطبيب متخصص في أمراض المخ والجهاز العصبي (طبيب مخ وأعصاب) أو طبيب أعصاب متخصص في علاج الصرع (اختصاصي صرع).

نظرًا إلى أن المواعيد الطبية يمكن أن تكون قصيرة، وغالبًا ما يكون هناك الكثير من الأمور المفترض التحدُّث بشأنها، فمن الجيد أن تكون مستعدًا لموعدك الطبي. وإليك بعض المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد للموعد الطبي ومعرفة ما تنتظره من طبيبك فيها.

ما يمكنك فعله

  • احتفظ بتقويم مفصل للنوبات. في كل مرة تحدث فيها نوبة الصرع، دوِّن وقت حدوث النوبة ونوعها ومدة استمرارها. وسجل أيضًا الظروف والأحداث التي قد تؤدي إلى تحفيز نوبة الصرع، مثل نسيان الأدوية أو الحرمان من النوم أو زيادة التوتر، أو الدورة الشهرية في حالة النساء.

    كما يمكنك الحصول على معلومات من الأشخاص الذين يكونون بقربك وقت حدوث النوبات، مثل أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء أو الزملاء في العمل، وذلك حتى تتمكن من تسجيل التفاصيل التي ربما لم تكن واعيًا أثناء حدوثها.

  • كن على دراية بجميع التحذيرات التي يجب تجنبها قبل حضور الموعد الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك ما تحتاج إلى فعله قبل الموعد، مثل الالتزام بنظام غذائي معين.
  • دوِّن معلوماتك الشخصية الأساسية، ويتضمن ذلك أهم الضغوط التي تتعرّض لها أو التغيرات التي طرأت مؤخرًا على حياتك.
  • أعدَّ قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكمِّلات الغذائية التي تتناولها.
  • اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. ففي بعض الأحيان، قد يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال موعدك الطبي. وقد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.

    بالإضافة إلى ذلك، فقد يرغب طبيبك في طرح أسئلة على شخص كان حاضرًا أثناء حدوث النوبة لأنك ربما لا تكون واعيًا بكل ما يحدث عندما تنتابك هذه الحالة.

  • دوِّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على الطبيب. سيساعدك تحضير قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من وقتك مع الطبيب.

فيما يتعلق بالصرع، تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يمكنك طرحها على طبيبك ما يلي:

  • ما السبب المرجح لنوبات الصرع؟
  • ما أنواع الاختبارات التي قد أحتاج إلى إجرائها؟
  • هل من المرجح أن تكون حالتي مؤقتة أم مزمنة؟
  • ما نهج العلاج الذي توصي به؟
  • ما البدائل للطريقة العلاجية الأوَّليَّة التي تقترحها؟
  • كيف يمكن أن أتأكد من عدم إيذائي لنفسي إذا ما انتابتني نوبة صرع أخرى؟
  • لديّ هذه الحالات المرضية الأخرى، فكيف يمكنني التعامل معها مجتمعة على النحو الأفضل؟
  • هل توجد أي محاذير ينبغي لي الالتزام بها؟
  • هل يجب أن أراجع اختصاصيًّا؟ ما تكلفة ذلكَ، وهل سيُغطيه التأمين الخاص بي؟
  • هل هناك دواء بديل مكافئ للدواء الذي وصفتَه لي؟
  • هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذُها معي للمنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟

إضافة إلى الأسئلة التي أعددتها لطرحها على طبيبك، لا تتردد في طرح أي أسئلة في أي وقت تشعر فيه بعدم فهمك لأي نقطة أثناء موعدك مع الطبيب.

ما الذي تتوقعه من الطبيب

من المرجح أن يطرح عليك الطبيب مجموعة من الأسئلة، مثل ما يلي:

  • متى شعرت بنوبات الصرع لأول مرة؟
  • هل يبدو أن نوبات الصرع لديك تحفزها حوادث أو أمراض معينة؟
  • هل تنتابك أحاسيس مماثلة قبل بدء نوبة صرع مباشرة؟
  • هل تُصيبك نوبات الصرع على نحو متكرر أم عارض؟
  • ما الأعراض التي تشعر بها عندما تُصاب بنوبة صرع؟
  • ما الذي يحسِّن نوبات الصرع لديك، إن وُجد؟
  • ما الذي يُفاقم حالة نوبات الصرع لديك، إن وُجد؟

ما يمكنك فعله في الوقت الحالي

يمكن لأمراض وأنشطة معينة أن تحفز نوبات الصرع، لذلك من المفيد الالتزام بالنصائح الآتية:

  • تجنب الإفراط في شُرب الكحول
  • تجنب تناول النيكوتين
  • احصل على قسط كافٍ من النوم
  • ابحث عن طرق لتقليل التوتر

من المهم أيضًا بدء تسجيل نوبات الصرع التي تصيبك قبل زيارة طبيبك.



التحديث الاخير:

December 9th, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام