مرض كاواساكي


تعرَّفْ على المزيد عن تلك الحالة التي تُصيب الأطفال الصغار في المقام الأول وتُسبِّب التهابًا في جدران الشرايين في جميع أجزاء الجسم.


يُسبِّب داء كاواساكي تورُّمًا (الْتِهابًا) في جدران الشرايين متوسِّطة الحجم في الجسم بالكامل. ويُصيب الأطفال بشكل أساسي. يُصيب الالتهاب الشرايين التاجية التي تمدُّ عضلة القلب بالدم.

يُطلَق على داء كاواساكي أحيانًا متلازمة العُقَد اللمفية المخاطية؛ لأنه يُصيب أيضًا الغدد التي تنتفخ أثناء العدوى (العُقَد اللمفية) والجلد والأغشية المخاطية داخل الفم والأنف والحنجرة.

يُمكن أن تكون مُؤشِّرات داء كاواساكي، مثل الحُمَّى الشديدة وتقشُّر الجلد، أمرًا مقلقًا. والأمر الجيِّد هنا هو أن داء كاواساكي يُمكن علاجه عادة، ومعظم الأطفال يتعافون من داء كاواساكي دون مشكلات خطيرة.


عادةً ما تظهر المؤشرات المرَضية والأعراض لداء كاواساكي على ثلاث مراحل.

متى تزور الطبيب

إذا كان طفلك مصابًا بالحمى المستمرة لأكثر من ثلاثة أيام، فاتصل بالطبيب المتابع لحالة طفلك. وأيضًا، اذهب لزيارة الطبيب المعالج لطفلك إذا كان طفلك مصابًا بالحمى مع 4 أو أكثر من المؤشرات والأعراض التالية:

  • احمرار في كلتا العينين
  • احمرار شديد وتورم في اللسان
  • احمرار في راحتي اليدين أو باطن القدمين
  • تقشير الجلد
  • الطفح الجلدي
  • تورُّم العُقَد اللمفية

قد يقلل البدء في علاج مرض كاواساكي خلال 10 أيام من ظهوره بشكل كبير من فرص حدوث تلف دائم.


لا أحد يعرف ما الذي يُسبِّب مرض كاواساكي، ولكن العلماء لا يعتقدون أن المرض معدٍ من شخص لآخر. وهناك عدد من النظريات التي تربط المرض بالبكتيريا أو الفيروسات أو العوامل البيئية الأخرى، ولكن لم يَثْبُتْ أي منها. قد تجعل بعض الجينات طفلكَ أكثر عرضة للإصابة بمرض كاواساكي.


من المعروف أن هناك ثلاثة أشياء تزيد من خطر إصابة طفلك بمرض كاواساكي.

  • العمر. الأطفال الأقل من 5 سنوات هم الفئة الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بمرض كاواساكي.
  • الجنس. من المرجح أن يصاب الأولاد بمرض كاواساكي عن البنات بنسبة قليلة.
  • الأصل العرقي. الأطفال من أصول آسيوية أو من جزر المحيط الهادئ، مثل اليابان أو كوريا، لديهم معدلات أعلى للإصابة بمرض كاواساكي.

داء كاواساكي هو السبب الرئيسي لمرض القلب المكتسَب لدى الأطفال. بالرغم من ذلك، ومع العلاج الفعال، يصاب فقط عدد قليل من الأطفال بأضرار دائمة.

تتضمَّن مضاعفات القلب ما يأتي:

  • التهاب الأوعية الدموية، عادةً الشرايين التاجية التي تمد القلب بالدم
  • التهاب عضلة القلب
  • مشكلات صمّام القلب

أيٌّ من هذه المضاعفات يمكن أن يُلحق الأذى بقلب طفلك. يمكن أن يؤدي التهاب الشرايين التاجية إلى ضعف وانتفاخ جدار الشريان (تمدُّد الأوعية الدموية). تمدُّد الأوعية الدموية يزيد من خطورة تكوُّن جلطات الدم؛ مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية، أو نزيف داخلي يهدِّد الحياة.

يمكن أن يسبِّب مرض كاواساكي موت نسبة صغيرة جدًّا من الأطفال المصابين بمشكلات الشريان التاجي، حتى مع العلاج.


لا يُوجد اختبار مُعيَّن متاح لتشخيص داء كاواساكي. يستلزم التشخيص استبعاد الأمراض الأخرى التي تُسبِّب مُؤشِّرات وأعراضًا مماثلة، والتي منها ما يلي:

  • الحُمَّى القرمزية، والتي تتسبَّب فيها بكتيريا المكورات العقدية وتُؤدِّي إلى الحُمَّى والطَّفْح الجلدي والقشعريرة والْتِهاب الحلق
  • الْتِهاب المفاصل الروماتويدي اليَفَعِيُّ‎
  • متلازمة ستيفنز-جونسون، هي اضطراب يَحدُث في الجلد والأغشية المخاطية
  • متلازمة الصدمة السُّمِّيَّة
  • الحصبة
  • بعض الأمراض المنقولة بالقُرادة مثل حُمَّى الجِبالِ الصَّخْرِيَّة المُبَقَّعَة‎

سيُجْرِي الطبيب فحصًا بدنيًّا ويَطلُب فحوصات الدم والبول لتُساعده في التشخيص. قد تشمل الاختبارات ما يلي:

  • اختبارات الدم. إن اختبارات الدم تُساعد في استبعاد الأمراض الأخرى وتَحَقَّقْ بنفسكَ من عدد خلايا دم طفلك. إن ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء والإصابة بفقر الدم والالتهابات هي مُؤشِّرات على الإصابة بمرض كاواساكي.

    قد يكون تحليل النمط ب من الببتيد المدر للصوديوم -الذي يُطلَق عندما يكون القلب واقعًا تحت تأثير الإجهاد والتوتُّر- مُفيدًا في تشخيص مرض كاواساكي. ومع ذلك فهناك حاجة ماسَّة إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتأكيد على هذه النتيجة.

  • تخطيط كهربية القلب. تُثَبَّت الأقطاب الكهربائية بجلد طفلكَ لقياس النبضات الكهربائية لحُرْقة فؤاده. إن مشاكل عدم انتظام ضربات القلب يُمكن أن تَنْتُج عن الإصابة بمرض كاواساكي.
  • مُخطَّط صدى القلب. إن هذا الاختبار يَستخدِم صور الألتراساوند لإظهار مدى كفاءة عمل القلب، ويُمكنه المساعدة في تحديد المشاكل التي تُصيب الشرايين التاجية.

لتقليل خطر المضاعفات، سيرغب طبيب طفلكَ في البَدْء في معالجة مرض كاواساكي مُبكِّرًا قدر المستطاع، وخاصة أثناء فترة إصابة طفلك بالحمى. ويَهدِف العلاج الأولي إلى خفض الحُمى والالتهاب والوقاية من تضرُّر القلب.

قد يَشمل علاج داء كواساكي ما يلي:

  • جاما غلوبيولين. يُمكن لحقن البروتين المناعي (جاما غلوبيولين) من خلال الوريد، تقليل خطر مشاكل الشريان التاجي.
  • الأسبرين. قد تُساعد الجرعات العالية من الأسبيرين في معالجة الالتهاب. ويُقلِّل الأسبيرين أيضًا من ألم والْتِهاب المفاصل، بالإضافة إلى خفض درجة الحُمى.

    يُعَدُّ علاج مرض كاواساكي استثناءً نادرًا من القاعدة فيما يتعلَّق بعدم استخدام الأسبرين في حالات الأطفال. ارتبط تناوُل الأسبرين بمتلازمة راي، وهي حالة نادرة، ولكنها مُهدِّدة للحياة، وذلك أثناء فترة معالجة الأطفال المصابين بعدوى فيروسَيِ الإنفلونزا أو جُدَري الماء. يجب إعطاء الأسبيرين للأطفال فقط تحت إشراف الطبيب.

ونظرًا لخطر المضاعفات الخطيرة، فإن المعالجة المبدئية لمرض كاواساكي عادة ما تُعْطَى في المستشفى.

بعد العلاج الأوّلي

بمجرد انخفاض درجة الحرارة، قد يحتاج طفلك لتناول جرعة منخفضة من الأسبرين لمدة ستة أسابيع على الأقل، ولمدة أطول إن أصيب/ أصيبت بتمدُّد في الشرايين التاجية. يساعد الأسبرين على منع التجلُّط.

رغم ذلك، إن أُصيب طفلك بالإنفلونزا أو جدري الماء خلال العلاج، قد يحتاج/ تحتاج لإيقاف الأسبرين. قد ارتبط استخدام الأسبرين بالإصابة بمتلازمة راي، وهي حالة نادرة تؤثِّر على الدم والكبد والدماغ لدى الأطفال والمراهقين بعد العدوى الفيروسية وهي حالة مهددة للحياة.

مع العلاج، قد يبدأ طفلك في التحسّن قريبًا بعد أول جرعة علاج من الجاما غلوبولين. بدون علاج، يبقى مرض كاواساكي متوسط 12 عامًا. رغم ذلك، قد تبقى مضاعفات القلب لمدة أطول.

مراقبة مشاكل القلب

إذا كان طفلك مصابًا بأي مؤشرات على وجود مشاكل في القلب، فقد يُوصي الطبيب بإجراء فحوصات متابعة لفحص صحة قلب طفلك على فترات منتظمة، وغالبًا ما تبدأ من ستة إلى ثمانية أسابيع بعد بدء المرض، ثم مرة أخرى بعد ستة أشهر.

إذا استمرت مشاكل القلب، فقد تُحال إلى طبيب متخصص في علاج أمراض القلب لدى الأطفال (طبيب القلب للأطفال). يعتمد علاج مضاعفات القلب المرتبطة بمرض كاواساكي على نوع مرض القلب الموجود. إذا تمزَّق تمدُّد الأوعية الدموية في الشريان التاجي، فقد يشمل العلاج أدوية مضادة للتخثر أو وضع دعامات أو إجراء جراحة المجازة التاجية.

أَخّر التطعيم

إذا عُولِج طفلك بجاما غلوبيولين، فمن الأفضل الانتظار لمدة 11 شهرًا على الأقل قبل الحصول على اللقاح ضد جدري الماء أو الحصبة الألمانية، وذلك نظرًا لاحتمالية تأثير الجاما غلوبيولين على كفاءة عمل هذه اللقاحات.


أوجد كل ما يمكنك أن تعرفه بخصوص مرض كاواساكي؛ لتتوصل لاتخاذ القرار المناسب عن علم كافٍ بخصوص خيارات العلاج المتاحة لطفلكَ مع فريق الرعاية الصحية الخاص به.

يتعافى معظم الأطفال المصابين بمرض كاواساكي تمامًا، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يعود الطفل إلى حالته الطبيعية دون الشعور بالتعب الشديد والاضطراب. توفِّر مؤسسة مرض كاواساكي Kawasaki Disease Foundation متطوعين مدرَّبين لدعم العائلات التي تتعامل مع المرض.


من المُرجح أن تزور طبيب العائلة أولًا أو طبيب الأطفال، ومع ذلك، في بعض الحالات قد يتم إحالة طفلك أيضًا إلى طبيب متخصص في علاج الأطفال المصابين بأمراض القلب (طبيب قلب الأطفال)،

قد تقصر مدة المواعيد الطبية أحيانًا؛ لذا فمن الجيد أن تستعد لموعدك الطبي جيدًا؛ إذ سيساعدك ذلك على حُسن استغلاله لمناقشة كل ما ترغب في معرفته، وإليك بعض المعلومات التي ستساعدك على التأهب للموعد وتكوين تصوُّر عما سيقوم به الطبيب لطفلك.

ما يمكنك فعله

  • يُرجى تدوين أي علامات أو أعراض يعانيها طفلك، بما في ذلك الأعراض التي قد تبدو غير متعلقة بمستوى سكر الدم. حاول أن تلاحظ مدى ارتفاع الحمى التي تصيب طفلك وكم من الوقت استمرت.
  • أعد قائمة بأي أدوية أو فيتامينات أو مكملات غذائية يتناولها طفلك.
  • اطلب من أحد أفراد العائلة أو صديق أن يرافقك في موعد الزيارة، إن أمكن. في بعض الأحيان قد يكون من الصعب تذكر جميع المعلومات المُقدمة لك أثناء زيارة الطبيب. قد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
  • دوِّن أسئلتك لطرحها على الطبيب.

وقتك مع طبيبك قد يكون محدود؛ لذا فإن إعداد قائمة بالأسئلة سيساعدك في الاستفادة القصوى من موعدك. بالنسبة لمرض كاواساكي، تتضمن بعض الأسئلة الرئيسية التي يجب أن تطرحها على طبيبك ما يلي:

  • ما السبب الأكثر احتمالاً وراء العلامات والأعراض لدى طفلي؟
  • هل هناك أي أسباب أخرى محتملة للعلامات والأعراض التي يعانيها؟
  • هل يحتاج طفلي إلى أي فحوصات؟
  • ما المدة التي ستستمر فيها العلامات والأعراض؟
  • ما العلاجات المتاحة، وما التي توصي بها؟
  • ما الآثار الجانبية المحتملة للعلاجات؟
  • هل هناك أي خطوات ينبغي اتخاذها ليشعر طفلي بالمزيد من الراحة؟
  • ما العلامات والأعراض التي يجب عليّ مراقبتها والتي تشير إلى أن حالته أو حالتها تسوء؟
  • ما تشخيص مرض طفلي على المدى الطويل؟
  • هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي إلى المنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بزيارتها؟

بالإضافة إلى الأسئلة التي قمت بإعدادها لطرحها على الطبيب، لا تتردد في طرح أي أسئلة إضافية قد تَلح عليك أثناء موعد زيارتك.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك طبيب طفلك عددًا من الأسئلة. قد يحفظ لك الاستعداد للإجابة عن الأسئلة مزيدًا من الوقت للتطرق إلى أي نقاط تريد أن تركز عليها. قد يسأل طبيب طفلك الآتي:

  • متى بدأ طفلك يعاني الأعراض؟
  • ما مدى شدة الأعراض والعلامات؟ ما مدى ارتفاع درجة حرارة طفلك؟ ما المدة التي استغرقتها؟
  • ما الذي قد يحسن من أعراضك، إذا وُجد؟
  • ما الذي يجعل الأعراض تزداد سوءًا، إن وُجد؟
  • هل تعرض طفلك للإصابة بأي أمراض معدية؟
  • هل كان طفلك يتناول أي أدوية؟
  • هل يعاني طفلك أي حساسية؟


التحديث الاخير:

December 2nd, 2021

© 1998-2022 مؤسسة Mayo للتعليم والأبحاث الطبية (MFMER). كل الحقوق محفوظة.
شروط الاستخدام